المجموع : 4
قَلبٌ تَقَطَّع فَاِستَحالَ نَجيعا
قَلبٌ تَقَطَّع فَاِستَحالَ نَجيعا / فَجَرى فَصارَ مَعَ الدُموعِ دُموعا
رُدَّت إِلى أَحشائِهِ زَفَراتُهُ / فَفَضَضنَ مِنهُ جَوانِحاً وَضُلوعا
عَجَبا لِنارٍ ضُرِّمَت في صَدرِهِ / فَاِستَنبَطَت مِن جَفنِهِ ينبوعا
لَهَبٌ يَكونُ إِذا تَلَبَّسَ بِالحَشا / قَيظاً وَيَظهَرُ في الجُفونِ رَبيعا
وَدَّعتُهُ حينَ لا تُوَدِّعُهُ
وَدَّعتُهُ حينَ لا تُوَدِّعُهُ / روحي وَلِكِنَّها تَسيرُ مَعَه
ثُمَّ اِفتَرَقنا وَفي القُلوبِ لَنا / ضيقُ مكانٍ وَفي الدُموعِ سَعَه
عَصى عاذِليهِ وَاِعتَرَتهُ لجاجَةٌ
عَصى عاذِليهِ وَاِعتَرَتهُ لجاجَةٌ / فَرَتهُ نِزاعاً وَالمُحِبُّ نَزوعُ
عَرَتهُ خُطوبٌ شَرَّدَت نَومَ عَينِهِ / وَلَيسَ لِعَينِ المُستَهامِ هُجوعُ
عَزاؤُكَ لا تُغلَب عَلَيهِ فَإِنَّهُ / هُوَ الدَهرُ إِن يُؤمَن فَسَوفَ يَروعُ
عَصى عاذِليهِ إِن أَطاعَ حمامَهُ / وَيَعصي الفَتى في حُبِّهِ وَيُطيعُ
بِمُلتَفَتَيهِ لِلمَشيبِ طَوالِعُ
بِمُلتَفَتَيهِ لِلمَشيبِ طَوالِعُ / ذَوائِدُ عَن وِردِ التَصابي رَوادِعُ
تُصَرِّفنَهُ طَوعَ العنانِ وَرُبَّما / دَعاهُ الصِبا فَاِقتادَهُ وَهو طائِعُ
وَمَن لَم يزِغهُ لُبُّهُ وَحَياؤُهُ / فَلَيسَ لَهُ مِن شَيبِ فَودَيهِ وازِعُ
هَلِ النافِرُ المَدعُوُّ لِلحَظِّ راجِعٌ / أَمِ النُصحُ مَقبولٌ أَمِ الوَعظُ نافِعُ
أَم الهَمك المَهمومُ بِالجَمعِ عالِمٌ / بِأَنَّ الَّذي يَرعى مِنَ المالِ ضائِعُ
وَأَنَّ قُصاراهُ عَلى فَرطِ ضَنِّهِ / فِراقُ الَّذي أَضحى لَهُ وَهوَ جامِعُ
وَيَخمُلُ ذِكرُ المَرءِ ذي المالِ بَعدَهُ / وَلَكِنَّ جَمعَ العِلمِ لِلمَرءِ رافِعُ
أَلَم تَرَ آثارَ اِبنِ إِدريسَ بَعدَهُ / دَلائِلُها في المُشكِلاتِ لَوامِعُ
مَعالِمُ يَفنى الدَهرُ وَهيَ خَوالِد / وَتَنخَفِضُ الأَعلامُ وَهيَ فَوارِعُ
مَناهِجُ فيها لِلهُدى مُتَصَرَّفٌ / مَوارِدُ فيها لِلرَشادِ شَرائِعُ
ظَواهِرُها حِكَمٌ وَمُستَنبَطاتُها / لِما حَكَمَ التَفريقُ فيهِ جَوامِعُ
لِرَأيِ اِبنِ إِدريس اِبنِ عَمِّ مُحَمَّدٍ / ضِياءٌ إِذا ما أَظلَمَ الخَطبُ ساطِعُ
إِذا المُعضِلاتُ المُشكِلاتُ تَشابَهَت / سَما مِنهُ نورٌ في دُجاهُنَّ لامِعُ
أَبى اللَهُ إِلّا رَفعَهُ وَعُلُوَّهُ / وَلَيسَ لِما يُعليهِ ذو العَرشِ واضِعُ
تَوَخّى الهُدى فَاِستَنقَذَتهُ يَدُ التُقى / مِنَ الزَيغِ إِنَّ الزَيغَ لِلمَرءِ صارِعُ
وَلاذَ بِآثارِ الرَسولِ فَحُكمُهُ / لِحُكمِ رَسولِ اللَهِ في الناسِ تابعُ
وَعَوَّلَ في أَحكامِهِ وَقَضائِهِ / عَلى ما قَضى التَنزيلُ وَالحَقُّ ناصِعُ
بَطيءٌ عَنِ الرَأيِ المَخوفِ اِلتِباسُهُ / إِلَيهِ إِذا لَم يَخشَ لبساً مُسارِعُ
جَرَت لِبُحورِ العِلمِ أَمدادُ فِكرِهِ / لَها مَدَدٌ في العالَمينَ يُتابعُ
وَأَنشَا لَهُ مُنشيهِ مِن خَيرِ مَعدَنٍ / خَلائِقَ هُنَّ الباهِراتُ البَوارِعُ
تَسَربَلَ بِالتَقوى وَليداً وَناشِئاً / وَخُصَّ بِلُبِّ الكَهلِ مُذ هُوَ يافِعُ
وهُذِّبَ حَتّى لَم تُشِر بِفَضيلَةٍ / إِذا اِلتُمِسَت إلّا إِلَيهِ الأَصابِعُ
فَمَن يَكُ عِلمُ الشافِعِيِّ إِمامَهُ / فَمَرتَعهُ في باحَةِ العِلمِ واسِعُ
سَلامٌ عَلى قَبرٍ تَضَمَّنَ جِسمَهُ / وَجادَت عَلَيهِ المُدجِناتُ الهَوامِعُ
لَقَد غَيَّبَت أَثراؤُهُ جِسمَ ماجِدٍ / جَليلٍ إِذا اِلتَفَّت عَلَيهِ المَجامِعُ
لَئِن فَجَعَتنا الحادِثاتُ بِشَخصِهِ / لَهُنَّ لِما حُكِّمنَ فيهِ فَواجِعُ
فَأَحكامُهُ فينا بُدورٌ زَواهِرٌ / وَآثارُهُ فينا نُجومٌ طَوالِعُ