القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 11
يا ريم حسبك مهجتي مرعى
يا ريم حسبك مهجتي مرعى / لا شيح كاظمة ولا الجرعا
وكفاك عن وردٍ تلم به / عين تفيض غروبها دمعا
فارحم جوانح قد حللت بها / دون الحمى وسكنتها ربعا
ترمي لحاظك والسهام رميت به / فأصاب لا غرباً ولا نبعا
كانت حواجبك القسي له / وبغمزهنة نزعته نزعا
ريشته بالهدب مرتميا / فتركت آساد الشرى صرعى
يرعاك من لم ترع ذمته / ولكم رعيت لغير من يرعى
كم ليلة أرسلت غيهبها / لك بردة فنشرته فرعا
فإذا طلعت طلعت شمس ضحى / وإذا انثنيت فبانة الجرعا
فبأضلعي وبما تضم رشا / كابدت في كبدي له صدعا
أرخى الجعود لردفه فغدت / فوق الكثيب أراقما تسعى
وبعقربي صدغيه وجنته / شاكت مقبل وردها لسعا
من لي بأغيد راح محترب / بالعقرب الحجناء والأفعى
أحمامة الوادي عداك جوى / لو حل فرعك أحرق الفرعا
إني اتخذتك لي منامة / ولقد شربت فغردي سجعا
يا ربع أين الساكنون فقد / أضحت خدودك بعدهم سفعا
فلقد بكيت لبينهم بدم / حتى صبغت ملابسي ردعا
لو صح للمشتاق مرتجع / لربوعهم لرأي بها الرجعى
وأقام خمساً من فرائضه / ولطاف حول حماهم سبعا
إن يقطعوا فهواي متصل / لم يلف منصرماً ولا قطعا
إن أهوهم فتطبع وأرى / لمحمد الحسن الهوى طبعا
قرم كأن السيف في يده / برق أضاء بمزنة لمعا
وعلى المجرة قد جرت خببا / أفراسه فأثرنها نقعا
لو سابقته الشمس ما لحقت / ولأدركت بسباقه الضلعا
ومتوج بالفخر ترمقه / شمس النهار إذا الضحى شعا
يخشاه حتى السيف في يده / فيكاد يقطع حده قطعا
يا من أبحت له الفؤاد هوى / وحجبته عن غيره منعا
وإذا نظرت وجدته بصرا / وإذا وعيت وجدته سمعا
ما راجحتك الراسيات حجى / يا من يخف على الصبا طبعا
قسماً بشعث قد حدا بهم / حادي الحجيج ويمموا جمعا
بمجو شنات قد قطعن بهم / شقق الفلا جزعا يلي جزعا
ومعطفات كالقسي سرت / رمي السهام تفلتت نزعا
حتى أجزن بذي الأراك ضحى / وعلى المطاف حبسن والمسعى
لقد انقلبت لبينكم بجوى / وضنى اضيق بوصفه ذرعا
إني اتخذت هواكم حسباً / أعزى إليه وحبكم شرعا
حسبي من الدنيا هواك وما / نولت إن ضراً وإن نفعا
وإليك ما وشت إليك يدي / ما ليس تصنع مثله صنعا
بأنامل لم تقض حقكم / ولو أنني أعلقتها شمعا
كم يجتديني الغيث غيث الأدمع
كم يجتديني الغيث غيث الأدمع / وتشب نار البين بين الأضلع
وأبيت لا يحظى المنام بناظري / إلا كما يحظى الملام بمسمعي
كيف المنام ودون من أنا صبه / خرط القتاد وشوقه في مضجعي
وأعود يوحشني الأنيس كأنني / وحدي وإن مارست حاشد مجمعي
يا نازحاً بعدك شرعة منسوخة / والوجد بعدك شرعة المتشرع
لو كنت بعد البين شاهد موقفي / موسى لما شاهدت إلا مصرعي
تنحت فأقصت من رباعي رباعها
تنحت فأقصت من رباعي رباعها / وصدت فقل فقد الشبيبة راعها
مهاة لها بالقلب مرعى وملعب / وإن نزلت من أرض نجد تلاعها
لها الأمر ما بين الملا فلو أنها / دعت للتصابي ناسكاً لأطاعها
أجن صبابات بها لو أقلها / برضوى لدب النمل يبغي اقتلاعها
ولو أن ثهلاناً تصدى لحملها / وساعدنه هضب الفلا ما استطاعها
فما بالها تجفو وفي القلب ما به / وتسدل واوجداه عني قناعها
لحى اللَه واشيها الزنيم فإنه / تتبع أسرار لنا فأذاعها
هي الشمس مرآها بعيد وإن تكن / تخيلت الأيدي تنول شعاعها
خليلي من قحطان ما حيلتي بها / وهذي النوى مدت إلى الحي باعها
فما ديمة هطلاء العرى / تروي بتسكاب الدموع بقاعها
بأغزر من عيني دمعاً وقد سرت / ركائبهم تطوي الفلا ورباعها
سلام على الدنيا فإني فقدتها / لفقدانها إذ حيث كانت متاعها
فلا تنكرا إعجالي العيس بالسرى / أناحي بها ضيق الفلا واتساعها
إذا انتجعت ليلى بلاداً رأيتني / وإن شحطوا أهلي أزور انتجاعها
أمر تجعاتٌ بالحمى غدواته / فإن ديون الحب أهوى ارتجاعها
خليلي مالي لا أري اليوم جيرتي / إذا ما بدت في الأرض كانت طلاعها
بخديك معنى للجمال بديع
بخديك معنى للجمال بديع / ومرعى لعين المستهام مربع
فكل مكان فيه شخصك جنة / وكل زمان أنت فيه ربيع
بثثتك شكوى لو سمعت وإنني / إليك وإن لم تشك لي لسميع
تبدد شمل الصبر عنك وقد غدا / لبعدك شمل الشوق وهو جميع
بجفنيك سيف صلت فيه صبابة / على أنه ماضي الشباة قطيع
ويا رشأ بالخيف أصبح ربعه / لك اليوم في وسطالفؤاد ربوع
مشى بالسرى خطو البطي وقد مشى / بقلبي أوار الحب وهو سريع
ما لنفسي ذابت وطارت شعاعاً
ما لنفسي ذابت وطارت شعاعاً / ولقلبي إثر الأحبة ضاعا
ليس عهد الحياة إلا كزرع / قد ذوى حين أعجب الزراعا
من يسر الزمان سيء وكل / كايلته الأيام صاعاً فصاعا
ريعت الأرض واقشعرت بقاعا / لسحاب أوفى فكف انقشاعا
حسن أين حسن ذاك المحيا / أم إلى النيران أهدى الشعاعا
عقدت تاجها عليك المعالي / وارتضتك الملوك ملكاً مطاعا
أهل ودي ومن رأى أهل ودي / هام وجداً يثقف الأضلاعا
فاجأتنا ظعونكم بالتنائي / قبل أن تعلن الحداة الوداعا
لو تباع الحياة منكم شرينا / ها بكل ومن لنا أن تباعا
كنت للخائفين معقل أمن / فيه تطغى على الخطوب امتناعا
هل درى حاملوك أن ثبيرا / فوق أكتافهم أجد زماعا
يا عماد الدين الحنيفي أني / لك أفضت كف المنايا انتزاعا
ما عجبنا للدهر أن رام صعبا / بل عجبنا للدهر كيف استطاعا
هل لذا الدهر من مساعيك حظ / رام فيه إلى علاك اطلاعا
هو لم لم ينل بعزك عزاً / وتعاطاك كان أقصر باعا
قد أرانا أشد مما استفدنا / فهو ينشي خلق الرزايا ابتداعا
سوف يبكي عليك ثغر مخوف / لثناياه لم تزل طلاعا
سوف يبكي عليك ليل بهيم / لم تزل في دجاه تبكي انخشاعا
إن أهدى الأنام من تتبعه / تقتف سنة الهداة اتباعا
صرفت كفه اليراعة والسمر / سواء فراش فيها وراعا
إن قرم الرجال يخشى ويرجى / ما بكفيه هزةً وانتفاعا
وازن الراسيات حلماً وعزماً / وكطبع النسيم خف طباعا
صاح قرب بكر السرى وابتعده / شدقمياً ينصاع فيك انصياعا
خف يفري نحر الفلا بخف / ذرع الأرض بالوجيف وباعا
إن يسابقه بارق ضاق ذرعا / وهو يشؤ البرق اللموع ذراعا
جبعاً يممن وعرج ملماً / بعلي أندى الأنام رباعا
لست أدري أذكره فاح طيباً / أم عبير الطلق ضاعا
ثم عز محمداً بأخيه / من أساغا در المعالي رضاعا
حيه واقرأ السلام عليه / وادعه بالذي يروق سماعا
أنت سكنت روعة المجد يا من / هو لولاك لم يزل مرتاعا
لا ينل من جنابك الحزن روعا / واحم عنه جوانباً لن تراعا
يقطع السيف بالضريبة لكن / بالصفا الصلد لم يكن قطاعا
سدع الدهر من صفاتك فاجبر / صدعها أنت لا لقيت انصداعا
جمعت في العلي نفس حسين / وهي لولا العلي طارت شعاعا
يا بني الحر إنما الدهر عبد / لكم كان إن عصى أو أطاعا
إنما بينهم على ما عراه / بيت عز شأى البيوت ارتفاعا
كالسما تعقب البدور بدوراً / والزبى تعقب السباع سباع
أنتما فرقداً سماء المعالي / لا تجازان رفعة واجتماعا
فاسلما للعلى بكل مرام / يا خليلي ساعداً وذراعا
وسقى ربنا زكي تراب / طاب بالمجتبي الزكي بقاعا
سحب عفو يسوقها روح لطف / واصطيافاً تروده وارتباعا
تضعضع جانب الحرم انصداعا
تضعضع جانب الحرم انصداعا / أحقاً ركن كعبته تداعى
وخر السمك فانثل انثلالا / وماد البيت فانهزع انهزاعا
وعم المشعرين شعار حزن / أشاع ببطن مكة ما أشاعا
وقام بحجر إسماعيل روعاً / بلى ومقام إبراهيم راعا
هو الرزء الجليل فلا تعده / على سمع يضيق له استماعاً
أسد مسامعي بيد وأخرى / أسد بها فم الناعي ارتياعا
إلى أن أرعشت كفى رزايا / تساقط ساعداي لها انخلاعا
تسف رواسي الأرض انقلابا / وتنسف شامخ الهضب انقلاعا
ألا يا صاح من صاح استهلي / مدامنا انهمالاً وانعماعا
ألا من صاح يا أعلام زولي / فإن ركينك الراسي تداعى
ومن عزم النوى ومن المسجى / تزوده أحبته الوداعا
ومن حملوا على الأعواد صبحا / تحف به الملائكة اتباعا
سريرك قد تضمن سر قدس / ولم أغل ولم أقل ابتداعا
جناجن أحمد وحشا علي / وجملة ما أسرا أو أذاعا
لقد فجعت بصالحها قريش / وأوسعها إذا نزلت رباعا
وأقصرها لدى النسب انتسابا / وأطولها غداة الطول باعا
تفنن في الرزايا الدهر حتى / أراناها ابتكاراً واختراعا
نزلت إلى الردى فطواك أم قد / رقى كرقيك الحتف اطلاعا
ولم أعجب له أن رام صعبا / ولكن كيف لا كيف استطاعا
وكيف أطعت جائرة الليالي / ألست نعدك الملك المطاعا
سريت فضاق رحب الأرض لما / عزمت سراك واغبرت بقاعا
فإنك كنت فارشها ابتهاجاً / وإنك كنت باسطها اتساعا
فرب عويصة تبكيك شوقاً / لتكشف عن محياها القناعا
ورب مؤمل جدواك أضحى / يخرم أنفه الحزن اجتداعا
فمن للناس من خاشٍ وراجٍ / يراقب منه خيراً وانتفاعا
زهدت فلم تجد ديناك شيئاً / له ثمن فيشري أو يباعا
ولم تغررك أن أبدت سرابا / بقيعتها تخادعنا انخداعا
فليس متاعها إلا قليلاً / وليس قليلها متاعا
احبتنا الذين قد استقلوا / رويدكم التحمل والزماعا
فإخوة يوسف خلصوا نجيباً / وقد صحبوا فؤادي لا الصواعا
فلو عاجوا علي لكان عندي / لهم شأن إذا اعتنقوا وداعا
إذا أغرقت عيسهم بدمع / طغى لججاً فما أخطأت قاعا
ولو فرشت بقربهم العوالي / هدأت على أسنتها اضطجاعا
أحبتنا وأوقات التلاقي / نراها لا توافقنا اجتماعا
فنسبقها إذا جاءت بطاءً / وتسبقنا إذا جاءت سراعا
أمرتجع لنا ما فات منها / ومن يرجو لما فات ارتجاعا
أبا الهادي وأي هدى لسارٍ / إذا لم تبد غرتك التماعا
نحاول منك قرباً واتصالاً / فنلقى منك بعداً وانقطاعا
تكلفني السول وذاك مر / أحاوله فيجهدني امتناعا
فليت هوى الأحبة كان عدلاً / فحمل كل قلب ما استطاعا
أراك بكل نيرة جليسا / كأنك قد رسمت بها انطباعا
فشخصك ليس يبرح نصب عيني / لدى الست الجهات شأى وشاعا
ومن يرنو بنيك يراك فيهم / وشبل الليث يشبهه لباعا
دعوتك يا ابن زمزم والمصلى / ومن لي أن تصيخ لي استماعا
تمام الحج أن تقف المطايا / على مثواك تلثمه بقاعا
أرى لقياك حجاً واعتمارا / ولم يك ذاك حجا مستطاعا
فصبراً يا محمد خير درع /
تولى فارج الكربات سودا / ومتعس جد عاديها ارتداعا
بأمن لم يدع نهجاً مخوفا / وحفظ لم يدع حقاً مضاعا
وأبقى منك للحدثان عضباً / رهيف الحد ما مل القراعا
وقمت اعوجاج قناك لما / خشيت على اسنتها انتزاعا
سما اليوم مثل سماء أمس / وما نقصت سموا وارتفاعا
وليس بضائر المسك استتارا / إذا ما عرفه الداري ضاعا
وما غب البطاح السيل إلا / مذ أخضرت بمجراه بقاعا
وحسبك بالحسين شقيق فضل / محاسن فضله سفرت قناعا
إذا الفضلاء قد بحثوا وردوا / إليه نزاعهم قطع النزاعا
إذا أوحى لنا علماً شككنا / ولم نر فيه للوحي انقطاعا
ولو قد قسته بسواه فضلا / لقست بأصبع الكف الذراعا
ولو أن الكواكب طاولته / لحطت منه خفضا واتضاعا
أضاف على أهلتها هلالا / وزاد على أشعتها شعاعا
ومن كمحمد مرتاد حمد / يمت إليه بالعرف اصطناعا
بكف كاليراع ترى قناها / وتبلغ في يراعتها القراعا
كأن يراعها كانت قناة / وأن قناتها أضحت يراعا
كأن بنانها أخلاف ضرع / يديم فم الغمام لها ارتضاعا
إذا نزل القبائل بطن واد / تخيت الظواهر واليفاعا
فإن أبطحت زنت لهم بطاحا / وإن أتلعت زنت لهم تلاعا
بني الزهراء فيكم صغت شعري / فكان التبر سبكاً وانطباعا
شرعتكم شرعة الجود ابتكارا / فجاد الناس بعدكم ابتداعا
وحزتم دونهم قصبات سبق / ترد عراب خيلهم ابتداعا
فأولهم لأولكم تولى / وآخرهم لآخركم أطاعا
ولا برحت لصالح صالحات / من الأعمال تألفه اضطجاعا
ولا برحت جفون من غواد / تباكره اصطيافاً وارتباعا
أراع من الأقدار من لا تريعه
أراع من الأقدار من لا تريعه / ومن ردعه لو شئت لا تستطيعه
وناشك ناب من أفاعي منية / بغير التسالي لا يداوي لسعه
وأني وعنك اليوم بأن أخو النهى / وأضحى العلى منه قفاراً ربوعه
ربيع الثرى أن أجدب العام ممحلا / فأصبح قلباً في حشاه ربيعه
أناخت حمى العلياء فيك ملمة / فأضحى مباحاً للمنايا منيعه
فما هو إلا الغيث أو غوث صارخ / أخو الخلق المرضي راق صنيعه
فما هو مشكور لديه صنيعه / إذا ما سقت زهر البطاح ضروعه
فصبري وسلواني عليك محرم / وما زال طرفي لليالي هجوعه
فهل أنت ألا سر مجد أذاعه / زمان وأمسى كاتماً لا يذيعه
إلا عجباً للحد كيف يضمه / وقد كان دهراً لم يسعه وسيعه
وتصبح رهن الترب تحت رخامة / ودونك نجم الأفق بات رفيعه
فمن راجع لا يستطاع ذهابه / ومن ذاهب لا يستطاع رجوعه
سقى بقعة ضمتك بين صخورها / ملث سكوب القطر تهمي ضروعه
زجل لأكليل السما وقعا
زجل لأكليل السما وقعا / أم صاح باسمك صائح ونعى
قصفت بمثل الرعد صرختك / حتى استشاط له الفضا فزعا
هل رجت الأرضون فانتثرت / أعلامها وتجاورت قطعا
خفقت بمشرقها ومغربها / سوداء تكسو الخافقين معا
ما بال وجه ضحاك ما نصعا / أم حال لون الصبح إذ طلعا
أم هذه النكبات إذ ثقلت / شدت بخيط الفجر فانقطعا
وأرى دراري الأفق خاوية / أهي الأقاح بها الردى رتعا
ما كنت أخشى وقعه وقعا / فليصنعن الدهر ما صنعا
لا بدع في حكم الردى ولقد / يردي الردى فتخاله ابتدعا
متخمطاً قسوته / كالسيف لا يرثي لما قطعا
ماخلت أن الحتف يدرك من / قد جاوز الأفلاك مطلعا
أو يستزل الدهر رجل فتى / فيها مساعي المجد حين سعى
عودت جسمك أن تحطمه / سقطات دهر باسمك ارتفعا
عثر الزمان وفيك عثرته / فلعاً لذياك الزمان لعا
أن تمض منخلع المثالب يا / قلب الوجود فقلبه انخلعا
لم ينصدع تاللَه جانبه / إذ خر منعفراً ولا اتضعا
ذابت حشاك تقى فما انصدعت / أرأيت جسماً ذاب فانصدعا
غشيتك للأنوار غاشية / شقت حجاب القلب فانخشعا
قد خر موسى قبل ذا صعقا / وهو الكلمي وطوره انخشعا
ودعيت من واديه دعوته / فأجبت داعي الحق حين دعا
إن كان يومك شمسه غربت / فهلال عاشور به طلعا
فالحزن يقفو الحزن متصلا / والدمع يقفو الدمع متبعا
اليوم أوعدني بكاء غد / واعبرتا للمأتمين معا
حنت لصومك كل هاجرة / لم تعطها رياً ولا شبعا
وحنت إليك محارب ذكرت / منك الركوع فسقفها ركعا
يا رافعي نعش الحسين لقد / رفعت قباب المجد إذ رفعا
لو كوشفت عين تشيعه / رأت الملائك خلفه تبعا
فجعت بجامع شملها مضر / فتقرقت من بعده شيعا
فجعت بمفعمها الخضم فلم / تملك بغير أجوانه جرعا
فجعت بسيدها وسؤددها / وبدافع الجلي إذ دفعا
فجعت بمسمعها وناظرها / وكبيرها مرأى ومستمعا
يا خير من عفت شبيبته / حتى بلغت الشيب والصلعا
فت الكرام وكنت سابقهم / ولقد يفوت القارح الجذعا
إن لم يكن ثانيك واحدهم / فبهم تفرق ما بك اجتمعا
علماً على حزماً حجى شرفا / هدياً هدى فضلاً تقى ورعا
خلفتها هملاً مسرحة / أبدا تعاني اليأس والطمعا
وشببت مصطاف الجوى شعلا / وأسلت سيل الدمع مرتبعا
وبمحسن بعد الحسين حمى / لجازع الباكي فلا جزعا
حجب الحسين وذي محاسنه / لم تحتجب مرأى ومستمعا
علم تفيأت العلوم به / ورعى عهود قديمه ورعا
في كل لفظ صدق لهجته / وبكل معنى حسنه انطبعا
وكفاك إبراهيم فهو فتى / إن قال أصغى الدهر واستمعا
جوالة في المجد سبقته / إن ضاق ميدان لها اتسعا
متيقظ للعز ناظره / يخشى ويرجى ضر أو نفعا
بيت العلى فيه قواعده / رفعت ولولاه لما رفعا
ومحمد جلت محامده / عن حصرها فتلوتها لمعا
برق تألق بالثوية لامعا
برق تألق بالثوية لامعا / فانهل دمعي هاملاً أو هامعا
بالغور حيث الغور منزل جيرة / نزلوا هناك أباطحاً وأجارعا
فترى الغوير بهم سماء محاسن / وتراهم فيه البدور طوالعا
فلهم حننت متى حننت صبابة / ولهم أرقت متى أرقت مدامعا
أسفي على زمن مضى في قربهم / لو عاد منه ما تقضي راجعا
بكيت فلا بكت ورقاء فرع
بكيت فلا بكت ورقاء فرع / لتسعدني على دمع بدمع
وليلة شاقني سكان جمع /
أرقت فهل لنائحة بسلع / هجوع فوق مشتبك الغصون
مولهة طواها الوجد طيا / تؤرق في مناحتها الشجيا
عداها الغمض كم طفقت عشيا /
تردد بالنياحة والثريا / بافق الجو ترقبها عيوني
تؤم لألفها نجداً وغورا / ولم تر من ذوات الطوق زورا
فها هي إذ رماها البين جورا /
تنوح لألفها طوراً وطوراً / لأكناف المحصب والحجون
أنوح كنوحها طرفي ظلام / وما وجدت كوجدي من غرامي
لقد ناح الحمام على حمام /
ونحت لمعشر غرٍّ كرام / سروا بالقلب عن شبح قطين
جنت في إلفها مر التجني / فما أغنت فتيلاً إذ تغني
على أفنانها في كل فن /
تطارحني الهديل وبيد أني / مذاب حشاشتي رعفت جفوني
تنوح ومدمعي طوفان نوح / ولي كبد تضج من الجروح
لئن علمت الحان الصدوح /
فيا بنت الأراكة لا تنوحي / فلي كبد تقطع بالحنين
ليس للطرس أن ينال ربيعاً
ليس للطرس أن ينال ربيعاً / قبل أن ينسق البيان البديعا
أو زهر الربى كزهر معان / وشع الدهر حسنها توشيعا
يمرع الروض ثم يذوي وهذي / لم تزل في الطروس روضاً مريعا
كان سر البيان قبلي مصونا / فتوليت هتكه فأذيعا
أيها المطلع المعاني شموسا / ما حيات من الظلام الهزيعا
ما الدراري من بحر فضلك إلا / درر زانت السما ترصيعا
أنت من نظم الدراري قواف / رخص المشتري لديها مبيعا
جعلت بيت حاسديك كبيت / للعروضي سامه تقطيعا
نخلة المسك عبقت بأريج / ضاع بالمسك نشرها كي يضيعا
سجعت ورقها بأحلى نشيد / علم ابن الأراكة التسجيعا
لو رأت غيره يفوه برجز / لأرته التوبيخ والتقريعا
والأديب المدعو صريع الغواني / لو رآها لغادرته صريعا
وبديع الزمان لو قد رآها / قال بدعاً أني أسمى البديعا
راق إملاؤها بغير عناء / فحسبنا أملاءها ترجيعا
ظل يشتارها محبك شهدا / إذا سقت حاسديك سما نقيعا
فهي تسقي من سلسبيل ولكن / كوثراً تارة وأخرى ضريعا
جمعت باقتران شطر كشطر / كلما طيبا ومعنى بديعا
فهي عون الألفاظ بكر المعاني / حسنت صنعة وراقت صنيعا
قد تعجبت والعجيب يراع / أشبع الطرس ريقه فأجيعا
مفحم بالمقال وهو فطيم / ويقول القول الفصيح رضيعا
ينتشي بالمدام حتى إذا ما / جف منه اللسان خر صريعا
هو صل والصل يلسع لكن / راق عند الرقى وراق لسيعا
أرضعته در المحابر كف / سقت السم من عداه نقيعا
معجز من محمد الحسن الندب / حمى الركب من حمى الركب ريعا
من حباه الإله معجز فصل / من خطاب فلو تنبا أطيعا
شرع الفضل للورى فاقتفوه / ورأوا فضل غيره تشريعا
ما أجال اليراع في الطرس إلا / خلت ذا ناطقاً وهذا سميعا
يتلقى السر المصون بصدر / لا يخاف الإهما والتصنيعا
يا أخا كل سؤدد وفخار / من يرم ما تروم لن يستطيعا
قد رووا عن علاك أصلاً جميلا / وعلى الأصل فرعوا تفريعا
سرت العيس من نداك ببحر / فهي فيه تشق ريعا فريعا
عابرات لها مجادف أيد / نزعت دانيا وأدنت نزيعا
كم فرت بالسرى نحور الفيافي / بيدٍ تخضب الصعيد نجيعا
جاورت أرض مكة ورباها / والمصلى ويثربا والبقيعا
أربعٌ زرتها بجدواك لكن / زرتها أربعاً فعادت ربيعا
ما رفعت القباب عنهن حتى / سمكت من علاك بيتاً رفيعا
ثم ودعت ما تودع منها / لك ذكراً لا يعرف التوديعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025