المجموع : 11
وَأَنتِ هَوى النَّفس مِن بَينهم
وَأَنتِ هَوى النَّفس مِن بَينهم / وَأَنتِ الحَبيبُ وَأَنتِ المُطاع
وَما بِكِ إِن بَعُدوا وَحشَة / وَلا معهم إِن بَعدتِ اِجتِماع
وَلَم تدر يَوم البَين أَنّي وَأَنّها
وَلَم تدر يَوم البَين أَنّي وَأَنّها / أَشَدّ اِكتِئاباً بِالفراقِ وَأَوجَع
جَرَت عَبرَةٌ مِنها وَأذريتُ عَبرَة / وَحالَت جُفون بَينَ ذلِك تَدمَع
وَرُمنا وَداعاً فَاِستَمَرّت بِنا نَوىً / قَذوفٌ وَبعض النَأي لِلشَّمل أَجمَع
وَلحيني قُلتُ لا أَر
وَلحيني قُلتُ لا أَر / ضى بِأَن يَقضي وَأَسمَع
بَل كَما تَصنَعُ بي في / كُلِّ أَحوالك أَصنَع
لا وَلا نُعمَةَ عَين / لِيَ أَن أَرضى وَأَقنَع
بِأَبي مَن مِنكَ أَولى / بي وَمَن مِنّي أَطوَع
فَإِن تَشبَعي مِنّا وَتَروي ضَلالَةً
فَإِن تَشبَعي مِنّا وَتَروي ضَلالَةً / فَإِنّا وَرَبِّ البَيت أَروى وَأَشبَع
وَإِن تجدي ما خلف ظَهركِ واسِعا / فَما قِبَلي من جانِب الأَرضِ أَوسَع
إِمّا تَرَيني أَمام القَوم مُتَّبَعا
إِمّا تَرَيني أَمام القَوم مُتَّبَعا / فَقَد أُرى في وَراء اللَّيل أتَّبع
يَوما أُبيحُ فَلا أُرعِي عَلى نَشَب / وَأَستَبيح فَلا أُبقي وَلا أَدع
لا تَسأَلي القَوم عَن حىّ صحِبتُهم / ماذا صَنَعتُ وَماذا أَهله صَنَعوا
إِيهاً أَبا جَعفَر وَلِلدَّهر كَرّا
إِيهاً أَبا جَعفَر وَلِلدَّهر كَرّا / ت وَعَمّا يَريب مُتَّسَع
بَعَثتَ ليثا عَلى فَرائِسِهِ / وَأَنتَ مِنها فَاِنظُر مَتى تَقَع
لَمَّظته قَوتَه وَفيك لَهُ / لَو قَد تَقَضّت أَقواتُه شِبَع
بِرأي آل الجُنيد وَالفَتح وَالرا / ئِض تمضي الأُمور يا لُكَع
وَخِلٍّ كُنتُ عَينَ الرُّشد مِنهُ
وَخِلٍّ كُنتُ عَينَ الرُّشد مِنهُ / وَمُستَمِعا إِذا ذَكَروا سَميعا
أَطاف بغَيّة فَنهيت عَنها / وَقُلتُ لَهُ أَرى أَمراً فَظيعا
أَرَدتُ رَشادَه حَتّى إِذا ما / عَصى أَمري أَبَيناه جَميعا
أَبا جَعفَر هَلّا اِصطَنَعتَ مَوَدّتي
أَبا جَعفَر هَلّا اِصطَنَعتَ مَوَدّتي / وَكُنتَ مُصيبا فيَّ أَجراً وَمَصنَعا
فَكَم صاحِب قَد جَلَّ عَن قدر صاحِب / فَمَدَّ لَهُ الأَسبابَ فَاِرتَفَعا مَعا
قولا لِعَبدِ اللَّهِ ذاكَ الَّذي
قولا لِعَبدِ اللَّهِ ذاكَ الَّذي / غَيّره السُّلطان في ساعَه
ابتاعَ وُدّي وَهو ذو فاقَة / حَتّى إِذا نالَ الغِنى باعَه
مَلامَكِ عَنّي جَلّ خَطبٌ فَأَوجَعا
مَلامَكِ عَنّي جَلّ خَطبٌ فَأَوجَعا / ذَريني وَما بي قَبل أَن يَتَصَدّعا
أَلَم تَعلَمي أَنَّ المَلومَ معذَّب / وَأَن أَخي لاقى الحِمامَ فَوَدّعا
وَأَعدَدتُه لِلنَّائِباتِ ذَخيرَة / فَأَضحى أَجَلَّ النَّائِباتِ وَأَفظَعا
وَدافَعتُ عَنهُ المَوتَ بِالمالِ جاهِداً / فَأَوردته مِنهُ عَلى الرُّغمِ مَشرَعا
أَبا جَعفَر إِن كانَ قَدّمك الرَّدى / أَمامي وَعاداكَ الحِمامُ فَأَسرَعا
وَخَلَّيتَني لِلنَّائِباتِ دَريئَةً / أَظَلُّ بِها في كُل يَوم مرَوَّعا
فَعَينِيَ ما تَنفَكُّ عَبرَى سَخينَةً / عَلَيك وَرُكني خاضِعا مُتضعضِعا
وَبعدك لا آسى عَلى فَقدِ هالِكٍ / مَضيتَ فَهَوّنتَ المَصائِب أَجمَعا
سَأَحمِي الكَرى عَيني وَأَفتَرِش الثَّرى / حَياتِيَ إِذ صارَ الثَّرى لَكَ مَضجَعا
وَقيتُك ما أَخشاه جُهدي وَلَم أُطِق / لِرَدِّ قَضاء اللَّهِ إِذ حَلَّ مَدفَعا
فَلَو أَنَّني خُيّرتُ لَم يَعدُني الرَّدى / وَكُنت المُعَزّى عَن أَخيك المُفَجَّعا
وَإِنّي لأَستَحيي المَعاشِرَ أَن أُرى / خِلافك حَيّاً بِالبَقاءِ مُمَتَّعا
وَما مَرَّ يَوم في البَلاءِ كَيَومه / أَمرَّ وَأَنأى عن عَزاءٍ وَأَشنَعا
وَبَينَ ضُلوعي غُصّة مُستَكِنّة / مُجاوِرَة قَلبا بذكرك مُوجَعا
وَهَوَّنَ وَجدي فيكَ أَنّ أَمامَنا / سِوى دارنا داراً سَتَجمَعُنا مَعا
وَنُبّئتُ لَيلى أَرسلَت بِشَفاعَة
وَنُبّئتُ لَيلى أَرسلَت بِشَفاعَة / إِلَيّ فَهلّا نَفسُ لَيلى شَفيعُها
أَأَكرَمُ من لَيلى عَلَيَّ فَتَبتَغي / بِه الجاهَ أَم كُنتُ اِمرأً لا أُطيعُها