المجموع : 4
من رأى التاج الرفيعا
من رأى التاج الرفيعا / قد حوى الشكر البديعا
تحسُدُ الأفلاكُ منه / قوسَهُ السهل المنيعا
دمتُ ربعاً للتهاني / أنظم الشمل الجميعا
مولايَ يومُ الجُمُعَهْ
مولايَ يومُ الجُمُعَهْ / سعودُهُ مجتمِعَهْ
فانعم صباحاً واغتنم / أوقاتَه المجتمعَهْ
أبشرْ بصنع عاجلٍ / أعلامُهُ مرتفعَهْ
وانتظر الفتح الذي / يأتيك بالنصر معَهْ
وبيضُه وسُمْرُهُ / إلى العداة مُشْرَعَهْ
واللطفُ مرجوٌّ فرِدْ / بفضل ربي مَشْرَعَهْ
فاتحتني شَرَّفتني / برقعة مرفّعَهْ
بل روضة ممطورة / أزهارها منوّعَهْ
حديقةٌ قد جدتها / بصوب جود مترعَهْ
وراية منشورةٌ / وآيةٌ مستبدعَهْ
كم حكمٍ لطيفةٍ / في طيِّها مستودَعَهْ
عقيلةٌ صورتها / من الجمال مبدعَهْ
سَقَيْتَني من فضلها / بفضل كأسٍ مُتْرعَهْ
فَدُمْ وأملاكُ الورى / على عُلاك مُجْمِعَهْ
ومسرى ركاب للصَّبا قد ونَتْ به
ومسرى ركاب للصَّبا قد ونَتْ به / نجائب سحب للتراب نزوعُها
تسلُّ سيوف البرق أيدي حُداتها / فتنهلُّ خوفاً من سطاها دموعُها
تعرَّضْنَ غرباً يَبْتَغين مُعَرَّساً / فقلتُ لها مراكشٌ وربوعُها
لتسقيَ أجداثاً بها وضرائحا / عياضٌ إلى يوم المعادِ ضجيعُها
وأَجدرُ من تبكي عليه يراعةٌ / بصفحة طِرسٍ والمدادُ نجيعُها
فكم من يدٍ في الدين قد سَلَفّتْ له / يُرَضِّي رسولَ الله عنه صَنيعُها
ولا مثل تعريف الشفاء حقوقه / فقد بان فيه للعقول جميعُها
بمرآة حسن قد جَلَتْها يدُ النهى / فأوصافه يلتاحُ فيه بديعُها
نجوم اهتداء والمداد يجنُّها / وأسرار غيب واليراعُ تذيعُها
لقد حزتَ فضلاً يا أبا الفضل شاملاً / فيجزيك عن نصح البرايا شفيعُها
وللهِ ممن قد تصدّى لشرحه / فلبّاه من غُرِّ المعاني مُطيعُها
فكمْ مُجملٍ فَصَّلْتَ منه وحمةٍ / إذا كتم الإدماج منه تُشيعُها
محاسن والإحسان يبدو خلالها / كما افترَّ عن زهر البطاح ربيعُها
إذا ما أجَلْتَ العين فيها تخالها / نجوماً بآفاق الطروس طلوعُها
معانيه كالماء الزلال لذي صدّى / وأَلْفاظه دُرَّيُروِّي نصيعُها
رياض سقاها الفكرُ صوبَ ذكائه / فأخصبَ للورَّاد منها مَريعُها
تفجّر عن عين اليقين زلالها / فلذَّ لأَرباب الخلوص شُروعُها
ألا يا ابن جار الله يا ابن وليِّهِ / لأنتَ إذا عُدَّ الكرامُ رفيعُها
إذا ما أُصولُ المرء طابت أرومةً / فلا عجبٌ أَنْ أَشبهتها فروعُها
بقيتَ لأعلام الزمان تُنيلها / هُدّى ولأحداث الخطوب تروعُها
لك في الخلافة مظهرٌ لا يُفْرَعُ
لك في الخلافة مظهرٌ لا يُفْرَعُ / من دون مرقبِهِ النجومُ الطُلَّعُ
يا أيها الملك الذي أيامه / غرَرٌ بوجه الدهر لا تتقنعُ
سبحانَ من حَلاَّكَ بالخلق الرضا / وكساك منه حُلّةً لا تخلعُ
أما المدام فدمتَ تُطلع شمسَها / بين البدور وشمس وجهك تسطعُ
أغْنَيْتَني عنها بخمر بلاغة / فالطيبُ من نفحاتها يَتَضَوْعُ
بَوَّأَتَني من عزّ نظمك روضةٌ / طاب الجنى منها ولذّ المشْرَعُ
وأريتني جنح الدّجُنَّةِ غرةً / فالنور من قسماتها يتطلعُ
يعنو لها البدر المنير وقد علا / والبدر تاج بالنجوم مُرَصَّعُ
فاتحتني منها بخمس ولائدٍ / لتُعيذها من كل عين تلفَعُ
قَبّلتُها ألْفاً وبتُّ لربِّها / أدعو له حتّى الصباح وأضْرَعُ