المجموع : 7
وَأَذكُرُ أَيّامَ الحِمَى ثُمَّ أَنثَنِى
وَأَذكُرُ أَيّامَ الحِمَى ثُمَّ أَنثَنِى / عَلَى كَبِدِى مِن خَشيَةٍ أَن تَصَدعَا
وَلَيسَت عَشِيّاتُ الحِمَى بِرَواجِعِ / عَلَيكَ وَلَكِن خَلِّ عَينَيكَ تَدمَعَا
بَكَت عَينِى اليُمنَى فَلَمّا زَجَرَتُها / عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا
يُقُولُونَ مَجنُونٌ بِسَمراءَ مُولَعٌ
يُقُولُونَ مَجنُونٌ بِسَمراءَ مُولَعٌ / نَعَم زِيدَ فى حُبّى لهَا ووَلُوعِى
وَإِنّى لأُخفِى حُبَّ سمرَاءَ مَوهِناً / وَيَعلَمُ قَلبِى أَنَّهُ سَيَشِيعُ
أَظَلُّ كأَنّى واجمٌ لِمُصِيبةٍ / أَلَمَّت وَأَهلِى سالِمُونَ جَمِيعُ
ولا خَيرَ فى حُبٍّ يكونُ كأَنّهُ / شَغَافٌ أَجنَّتهُ حَشاً وَضُلُوعُ
إذا لَم يكُن فيهِ ثَنَاءٌ مُحَبَّرٌ / وَمُطَرَّحٌ قَولُ الوُشَاةِ مَنِيعُ
أَما يَستَفِيقُ القَلبُ إِلاّ انبَرى لَهُ
أَما يَستَفِيقُ القَلبُ إِلاّ انبَرى لَهُ / تَوَهُّمُ صَيفٍ مِن سُعادِ وَمَربَعِ
أُخادِعُ عَن أَطلالِها العَينُ إِنَّهُ / مَتَى تَعرِفِ الأَطلالَ عَينُك تَدمَعِ
عَهِدتُ بِها وَحشاً عَلَيها بَرَاقِعٌ / وَهذِى وُحُوشٌ أصبَحَت لَم تَبَرقَعِ
خَلِيلىَّ هَل مِن حِيلَةٍ تَعلَمانِها
خَلِيلىَّ هَل مِن حِيلَةٍ تَعلَمانِها / تُسَكِّنُ وَجدِى أَو تُكَفكِفُ مَدمَعَا
وَهَل سَلوَةٌ تَسلِى المُحِبَّ مِن الهَوَى / وَتَترُكُ مِنهُ ساحَةَ القَلبِ بَلقَعَا
فَقالاَ نَعَم طَىُّ الفَيافِى وَنَشرُها / إِذا اجتَذَبا حَبلَ الغَرامِ تَقَطَّعَا
وَلَيسَ كَمِثلِ اليَأسِ يَدفَعُ صَبوةً / وَلاَ كَفُؤَادِ الصَّبِّ صادَفَ مَطمَعَا
إِذا القلبُ لَم يَطمَع سَلاَ عَن حَبِيبِهِ / وَلَو كانَ مِن ماءِ الصَّبابةِ مُترَعَا
فَجَرَّبتُ ما قَالُوا فَلَم أَلقَ راَحضةً / فَأَيقَنتُ أَنَّ القُربَ ما زَالَ أنفَعَا
وَقَد زَعَما أَنَّ الهَوَى يُذهِبُ الهَوَى / وَما صَدَقَا فِى القَولِ حِينَ تَنَوَّعَا
وَلَيسَ شِفاءُ الصَّبِّ إِلاّ حَبِيبَهُ / وَإِن لَم يَصِل كانَ التَّجاوُرُ اًنفَعَا
تَجارِيبُ مَن قَاسَى الهَوَى فِى شَبابهِ / وَلَم يَسلُ عَنهُ أَشيَبَ الرَّأسِ أَنزَعَا
وَنُبِّئتُ لَيلَى أَرسَلَت بِشَفاعَةٍ
وَنُبِّئتُ لَيلَى أَرسَلَت بِشَفاعَةٍ / إِلَيَّ فَهلاَّ نَفسُ لَيلَى شَفِيعُهَا
أَأَكرَمُ مِن لَيلَى عَلَىَّ فَتَبتَغِي / بِهِ الجاهَ أَم كُنتُ امْرَءًا لا أُطِيعُهَا
أَعِنِّى عَلَى بَرقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُ
أَعِنِّى عَلَى بَرقٍ أُرِيكَ وَمِيضَهُ / تُضِىء دُجُنَّاتِ الظَّلامِ لَوامِعُه
إِذا اكتَحَلَت عَينا مُحِبٍّ بِضَوئِهِ / تَجافَت بِهِ حَتَّى الصَّبَاحِ مَضَاجِعُه
قَعَدَتُ لهُ ذَاتَ العِشَاءِ أُشِيمُهُ / وَأَنظُرُ مِن أَينَ استَقَلَّت مَطَالِعُه
وَباتَ وِسادِى ساعِداً قَلَّ لَحمُهُ / عَلَى العَظمِ حتّى كادَ يَبدُو أَشاجِعُه
أقَمتُ عَلَى رَمّانَ يَوماً وَلَيلَةً
أقَمتُ عَلَى رَمّانَ يَوماً وَلَيلَةً / لاَنظُرَ ما واشِي أُمَيمَةَ صانِعُ
فَقَصرُكِ منّى كلَّ يَومٍ قَصِيدةٌ / تَخِبُّ بها خُوصُ المَطِىِّ النَّزائِعُ
أُقَضِّي نَهارِي بِالحَديثِ وبالمُنَى / ويَجمَعُنِي وَالهَمَّ بِاللَّيلِ جامعُ
نَهَارِى نَهارُ النَّاسِ حَتّى إِذا بَدا / لىَ اللَّيلُ هَزَّتنِى إِليكِ المَضاجعُ
وسِربٍ مَباهِيجٍ كأَنَّ عُيُونَها / عُيونُ المَهَا جِيبَت عَليها البَراقعُ
أُولئِكَ لا يَطيعُهُنَّ مُزَنَّدٌ / ولا النَّيزَقِىُّ العَجرَفِىُّ البُلاتعُ
وَلا كُلُّ مَبهوتٍ سَكوتٍ كأَنَّهُ / مِنَ العِىِّ مَسدُودٌ عليهِ المَسَامعُ
وَلكِن يُمانِيهنَّ كُلُّ مُشَهَّرٍ / طَويلُ التَّمادِى رابطُ الجَأشِ وادعُ
يُساقِطُ أَطواراً قوارعَ كلُّها / ومن خَيرِ باباتِ الخُصوم القَوارعُ
يُحاذِرُ مِنهُنَّ الشِّماسَ فَيَرعَوِى / وَلِلقَتلِ أَحياناً هُناكَ مَواضعُ
كما استَتَرَ الرَّامِى لِوَحشٍ غرِيرَةٍ / فأُشعِرنَ ذُعراً وَهوَ بالصَّيدِ طامِعُ
لَعَمرِى لقد بَرَّحنَ بى فوقَ ما تَرى / وَلاقَيتُ ما لم يَلقَ مِنهُنَّ تابعُ
وقُدتُ الصِّبا مِن غيرِ فُحشٍ وقادَنِى / كَما قِيدَ فى الحَبلِ الجَنيبُ المُطاوعُ
فَأَسلَمَنى البَاكُونَ إِلاّ حَمَامةً / مُطَوَّقَةً قَد صانَعت مَا أُصانعُ
إِذا نحنُ أَنفدنَا الدُّمُوعَ عَشِيَّةً / فَمَوعِدُنا قَرنٌ مِنَ الشَّمسِ طالعُ