القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 11
حروف أرواح سقطْ
حروف أرواح سقطْ /
لها من الجسم نقطْ /
فالكل للذنب التَقَطْ /
من ذا الذي ما ساء قطّْ / ومن له الحسنى فقطْ
كن يا إلهي منقذي /
من كل شيطان بذي /
فشافعي من هول ذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
يا رب عبد قد بسط
يا رب عبد قد بسط /
كف التوسل إذ سقط /
فعليه إن عد الغلط /
من ذا الذي ما ساء قط / ومن له الحسنى فقط
بك لا يزال تعوذي /
من بطشك المستحوذ /
وبجاه طه أغتذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
برضاك أدفع للسخط /
وكثير ذنبي ما انضبط /
إن كان عبدك قد سقط /
من الذي ما ساء قط / ومن له الحسنى فقط
نعم الشريف المأخذِ /
ذو عصمة لم تنفذِ /
طهرته من كل ذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
كل من بالناس يختلطُ
كل من بالناس يختلطُ / في مهاوي الجهل يختبطُ
وهو لاهي القلب مشتغل / بسواه والسوى غلط
أنتجت فرط الكلام له / خلطة إذ أمره فرط
وكثير القول يكثر من / مثله الزلات والسقط
إن يخالط غيره اشتغلت / فكرة منه فتنضغط
وإذا ما الغير خاطبه / شغله بالغير يشترط
فمتى يصحو لحالته / وحجاه ليس ينضبط
حار حتى لا يعي أبداً / وهو بالأغيار مرتبط
دائر لا زال في هممٍ / لكلام الناس يلتقط
ضجت الأسواق منه وقد / ملت الخانات والربط
لا يغر المرء رقته / إذ به ذو القبض ينبسط
إن فيه الخبث مكتمن / والرضى في ضمنه السخط
وهو بين الناس مرتفع / وهو عند الله منهبط
لا يرى إلا ولمته / قد علاها الشيب والشمط
وتدانت منه حفرته / وثواب الله منحبط
والذي في الإنفراد له / حالة طوبى له وسط
ساكن منها بمنزلة / دونها الأصقاع والخطط
قد صحا من سكر خلطته / عارف بالله منتشط
لا يدانيه سواه وهل / عسل يشبهه الأَقَط
قدموا الحرف البسيط وقد / أخروا ما معه النقط
لم يكن ذا الكون قطّْ
لم يكن ذا الكون قطّْ / بل هو الله فقطْ
صور محسوسة / ومعاني تلتقط
كل وقت غيرها / من يد الحق سقط
مثل لمع البرق في / حركات وحقط
لم يكررها وما / حرفها غير النقط
وهي في تحقيقها / هي نسر وزقط
ورياض وربا / وطعام وأقط
فاترك الفاني الذي / هو وهم ملتقط
منه لا تحسبه / ليس غير الإسم قط
باطل منعدم / وله الحق لقط
أيها الطلعة التي أخذتنا
أيها الطلعة التي أخذتنا /
بسناها عنا وقد أعدمتنا /
ثم لما معارج القرب فتنا /
قبضة النور من قديم أرتنا / في جميع الشئون قبضاً وبسطا
قد ورثنا الكمال جداً فجدا /
وبنا الشوق للأحبة جدا /
إن من أسفرت هي الفرع حدا /
وهي أصلٌ لكل أصلٍ تبدى / بسطت فضلها على الكون بسطا
من رآها فعن سواها لقد عف /
وبها جسمه غداة الهوى خف /
فهو عنها بلطفه في الورى شف /
وهي وترٌ قد أظهرت عدد الشف / ع بعلم فجلّ حصراً وضبطا
هي روح قريرة العين شكلا /
نحن صرنا لها شراباً وأكلا /
سرها بالغذا لنا هوَ يكلا /
ولدت شكلها فأنتج شكلا / بشرياً أقام للعدل قسطا
نحن في الغيب لم نزل في يديها /
ونراها إذ أظهرتنا عليها /
كل قلب لها يشاق إليها /
وهو عبد قد حررته لديها / بيديها وكم أفاض وأعطى
إنني للمنى لها مستحق /
وفؤادي فيما ادعاه محق /
أي عبد حواه سحق ومحق /
حققته بحقها فهو حق / جاء بالحق ينظم الخلق سمطا
كل شيء له من الغيب سر /
بتجليه للقلوب مسر /
والذي يدريك الحقائق حر /
لنقوش النفوس حقق والرو / ح أرته في اللوح شكلاً ونقطا
أيها القلب في بيوت الهدى قر /
وإلى الله من سواه به فر /
حضرة الروح ليس يعرفها الغر /
عالمٌ منه آدمٌ علِمَ السر / ر وعلْمَ الأشياء رسماً وخطا
هي أضحى بها العليم جهولا /
حين وافت تجر فينا الذيولا /
وهي إن رمت منصفاً أن تقولا /
هي ناسوت أنسنا والهيولا / شمس سر العروس بكرٍ وشمطا
سر أمر يعزى الجميع إليه /
وقلوب الأنام طوع يديه /
كلنا كالجفون من عينه /
طلسم حارت العقول عليه / كنزُ بحرٍ قد شط في الدرك شطا
نحن قوم إلى مجاليه هدنا /
ومعانيه ساعة ما فقدنا /
نتملى به متى ما أردنا /
إن شهدناه في الجمال شهدنا / لجميل غدا له الحسن مرطا
جل وجه به تجلى علينا /
ففقدنا بنوره ما لدينا /
إن شهدناه بالجمال اكتفينا /
أو نظرناه في الجلال رأينا / أسداً فاتكاً من الأُسْدِ أسطى
طلعة للذي تريد أعانت /
ولأهل السوى بجهل أهانت /
ولها فوق كل شيء أبانت /
تاج فضل له الجحاجح دانت / وإليه رأس المفاخر وطَّى
يا وحيد الوجود لا زال عنه /
يظهر الكون ما له فيه كنه /
والهدى والظلال قل من لدنه /
كل شيء معناه والكل منه / وعليه مبناه ماختلَّ شرطا
جهله في القيود للعقل مسجن /
وتجليه للأحبة مشجن /
ليس في الإنس علمه لا ولا الجن /
واحد الشخص وهو مختلف الجن / س يقينا من أنكر الحال أخطا
إن ترده فكن عن الكون زاهد /
ولكم مات في هواه مجاهد /
وإذا رمت أن ترى منه شاهد /
فتفهم تعلم وجاهد تشاهد / يا مريدي ومن مزيديَ تُعطى
إن هذا النظام ألطف جسم /
والذي قد سما بذات ورسم /
حيث كنَّى فقال في حسن وسم /
وأنا عاجز محمد إسمي / لأجل الأنام قد صرت سبطا
وأنا العبد للغني بقربي /
من سليل الصديق فقت بشربي /
واثقا بالنبي أفضل عرْب /
فعليه صلى وسلم ربي / مع صحب والآل من جل رهطا
لبسنتني مليحة الغيب مِرطا
لبسنتني مليحة الغيب مِرطا / وبها قد تعلق القلب قرطا
ذات وجه يلوح من خلف ستر ال / شيء فهو المكشوف وهو المغطّى
حسنه أدهش العقول فحارت / أخذ الكل بالظهور وأعطى
يتجلى وتارة يتحلى / فنرى في الوجود قبضاً وبسطا
نظم العالمين عقدَ لآل / أمره لا يزال للعقد سمطا
من رآه أصاب فيما رآه / والذي قد رأى السوى فيه أخطا
هو شمس وما سواه ظلال / وهو بدر لظلمة الغير غطى
أحكم الأمر فهو بالحكم باد / في جميع الشئون حَلاً وربطا
يا قريب اللقا بعيد التجافي / لِمْ توافي رهطاً وتهجر رهطا
نحن هدنا إليك ممن سواك ال / آن فاجعل لنا من الأمر قسطا
وتدارك نواظراً وقلوباً / أعجمتها الأوهام شكلاً ونقطا
إنما أنت أنت والحكم شيء / منك وهو الجميع عدَّاً وضبطا
دخل القلب دير عشق سُليمى / يحتسي من لقائها الإسفنطا
فرأى ثم نسوةً طالعات / من بحار الجمال يسكنَّ شطا
ناظرات من الظبا بعيون / ناعسات من البواتر أسطى
في قدود كأنهن رماح / جعلت قتل من بها هام شرطا
كل هيفاء ينفخ الطيب منها / كيف كانت تجول رفعاً وحطا
أمر الله أن تطاع بحسن / راسم بالغرام في القلب خطا
بدر تمٍّ على قضيبٍ تثنّى / في كثيبٍ بها عن المشي أبطا
هي شمس الضحى وبدر الدياجي / قد فنينا بها رضاء وسخطا
ثغرها بث عن صحيح البخاري / وأنا مسلم وقلبي موطَّا
إن عبد الغنيْ لها الآن اسمٌ / لقطته حواضنُ الكون لقطا
فهي طيف الخيال في نور طه / سيد الرسل كاشط السر كشطا
فعليه الصلاة منه وآل / وصحاب ما الريح صافح خمطا
أو تغنَّى على الأراك حمامٌ / وسرى بارقُ الحمى يتمطَّى
طاء طيب الطباع في الأقساطِ
طاء طيب الطباع في الأقساطِ / طهرتني للمشي فوق البساطِ
وجعلنا نوراً لها هو يمشي / صار في ناسه به بانضباط
والذي يعرف الموازين يدري / كيف يمشي على متون الصراط
طيبة فاحت الروائح منها / فهي كالبحر والتغاير شاطي
والذي ينشق المعارف يحظى / بأواني مملوءة وبواطي
طعم هذا حلو وذا غير حلو / وهي تسقي بصيِّبٍ غير خاطي
يشف ثوب عنه لي مخيطُ
يشف ثوب عنه لي مخيطُ / والله من ورائهم محيطُ
ثوب الورى يشف عن وجوده / مركَّب ذلك أو بسيط
فيحسب الثوب بأنه له / وإنما الله به يحيط
يا من يروم حجَّ بيتِ ربِّه / بالقلب وهو عاجز حطيط
في عرفاته الوقوف شرطه / تلبية ويُنزَعُ المخيط
فإنه الإحرام والإحرام إن / فات فلا حج هو التخبيط
الله أكبر الذي ليس له / أب فذاك ابن زنى لقيط
يمشي بنفسه على مراده / والعقبات كم بها سقيط
وليس يدريها ويشرب الذي / يراه ماء أو دم عبيط
إن رسوم الكائنات دائماً / محوٌ وإثباتٌ هي التخطيط
مقدرات كلها من عدم / قُدِّرَ هاربٌ بها محيط
وما لها إلا وجود ربها / فإنها به لها تقسيط
ولا تقل حلَّ ولا تقل هما / متحدان فهمُكَ العمريط
فإن هذا كله كلام من / نام له في نومه غطيط
كيف وجود ربنا في عدم / يقال حلَّ أو هما خليط
فافهم كلامي واعتقده أو فلا / يغلبْ عليك عقلُك السقيط
فتجحد الحق على أصحابه / بغير علم ولك الأطيط
والكفر لازم على جحود ما / تجحده والعملُ الحبيط
وأنت مأسور الظلام والردى / ونفسك الموثوقة الربيط
وفاتك الركب الذي يمموا / نور الهدى وفاتك الخليط
وأنت لابس غليظ فروة / والقوم لبسهم حلىً وريط
فاز المخفون الذين ما لهم / في غيرهم ظن ولا تفريط
وما لهم شغل بغير نفسهم / عنها الأذى هموا بأن يميطو
واحدهم هو الكثير في الورى / وفي الكمالات هو النشيط
يصبح في خير ويمسي سالماً / وما له لغيره تغليط
تجمَّع القوم للأضرار واختبطوا
تجمَّع القوم للأضرار واختبطوا /
ما بينهم وبساطُ السوء قد بسطوا /
فجاءهم قول محيي الدين ينضبطُ /
يا سطوة الله حلِّي عقد ما ربطوا / وشتتي شملَ أقوامٍ بنا اختلطوا
إبليسُ للشرِّ داعيهم وجامعهم /
وما لهم عن هواهم من يمانعهم /
ناديت لما بدا للعكس طائعهم /
الله أكبر سيف الله قاطعهم / وكلما قد علوا في ظلمهم هبطوا
عالم الدينا مجاز كله
عالم الدينا مجاز كله / أي مجاز هو عقليٌّ فقطْ
نسبة للعقل فافهم قولنا / تجد الأمر الذي فيه انضبط
فلذا التكليف في الدينا على / أهلها بالعقل شرع الله حط
عالم الأخرى حقيقة ترى / كلها ما بين أرضَى وسخط
وعلى الأمة في الأخرى فلا / شرعَ والتكليف عنهم قد سقط
حكَمٌ أحكامها محكمة / وبها القرآن بالوحي هبط
فتأمل يا أخا العرفان في / قولنا هذا به الصدق ارتبط
والذي يعرض عنه لم يزل / جاهلاً في الأمر بالعلم اختبط
فتراه واقفاً مع عقله / ما درى شيئاً من الأكوان قطّْ
طوبى لمن كشفت بصيرتُه الغطا
طوبى لمن كشفت بصيرتُه الغطا / وأتاه من مولاه أنواع العطا
طابت له أوقاته بحبيبه / وعن الذنوب له تجاوز والخطا
طف حول كعبة من تحب وقف على / عرفاته وائت المحلَّ الأوسطا
طهر له بيتاً ليسكنه وما / هو غير قلبك ظالماً أو مقسطا
طنبورنا قد أصلحت أوتاره / فأجاد في النغمات حداً مفرطا
طمع الجهول بأن ينال بعقله / هذا النبا فأبى عليه تسلطا
طاعات أقوام معاصي غيرهم / فاجعل فؤادك للغزالة مهبطا
طع من أردت فأنت طوع مراد من / هو ظاهر بك فاحترز أن تغلطا
طه الرسول تكونت من نوره / كل البرية ثم لو ترك الغطا
طالت يدي مذ بايعته على الهدى / وبه توخيت المقام الأحوطا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025