المجموع : 11
حروف أرواح سقطْ
حروف أرواح سقطْ /
لها من الجسم نقطْ /
فالكل للذنب التَقَطْ /
من ذا الذي ما ساء قطّْ / ومن له الحسنى فقطْ
كن يا إلهي منقذي /
من كل شيطان بذي /
فشافعي من هول ذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
يا رب عبد قد بسط
يا رب عبد قد بسط /
كف التوسل إذ سقط /
فعليه إن عد الغلط /
من ذا الذي ما ساء قط / ومن له الحسنى فقط
بك لا يزال تعوذي /
من بطشك المستحوذ /
وبجاه طه أغتذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
برضاك أدفع للسخط /
وكثير ذنبي ما انضبط /
إن كان عبدك قد سقط /
من الذي ما ساء قط / ومن له الحسنى فقط
نعم الشريف المأخذِ /
ذو عصمة لم تنفذِ /
طهرته من كل ذي /
محمد الهادي الذي / عليه جبريل هبط
كل من بالناس يختلطُ
كل من بالناس يختلطُ / في مهاوي الجهل يختبطُ
وهو لاهي القلب مشتغل / بسواه والسوى غلط
أنتجت فرط الكلام له / خلطة إذ أمره فرط
وكثير القول يكثر من / مثله الزلات والسقط
إن يخالط غيره اشتغلت / فكرة منه فتنضغط
وإذا ما الغير خاطبه / شغله بالغير يشترط
فمتى يصحو لحالته / وحجاه ليس ينضبط
حار حتى لا يعي أبداً / وهو بالأغيار مرتبط
دائر لا زال في هممٍ / لكلام الناس يلتقط
ضجت الأسواق منه وقد / ملت الخانات والربط
لا يغر المرء رقته / إذ به ذو القبض ينبسط
إن فيه الخبث مكتمن / والرضى في ضمنه السخط
وهو بين الناس مرتفع / وهو عند الله منهبط
لا يرى إلا ولمته / قد علاها الشيب والشمط
وتدانت منه حفرته / وثواب الله منحبط
والذي في الإنفراد له / حالة طوبى له وسط
ساكن منها بمنزلة / دونها الأصقاع والخطط
قد صحا من سكر خلطته / عارف بالله منتشط
لا يدانيه سواه وهل / عسل يشبهه الأَقَط
قدموا الحرف البسيط وقد / أخروا ما معه النقط
لم يكن ذا الكون قطّْ
لم يكن ذا الكون قطّْ / بل هو الله فقطْ
صور محسوسة / ومعاني تلتقط
كل وقت غيرها / من يد الحق سقط
مثل لمع البرق في / حركات وحقط
لم يكررها وما / حرفها غير النقط
وهي في تحقيقها / هي نسر وزقط
ورياض وربا / وطعام وأقط
فاترك الفاني الذي / هو وهم ملتقط
منه لا تحسبه / ليس غير الإسم قط
باطل منعدم / وله الحق لقط
أيها الطلعة التي أخذتنا
أيها الطلعة التي أخذتنا /
بسناها عنا وقد أعدمتنا /
ثم لما معارج القرب فتنا /
قبضة النور من قديم أرتنا / في جميع الشئون قبضاً وبسطا
قد ورثنا الكمال جداً فجدا /
وبنا الشوق للأحبة جدا /
إن من أسفرت هي الفرع حدا /
وهي أصلٌ لكل أصلٍ تبدى / بسطت فضلها على الكون بسطا
من رآها فعن سواها لقد عف /
وبها جسمه غداة الهوى خف /
فهو عنها بلطفه في الورى شف /
وهي وترٌ قد أظهرت عدد الشف / ع بعلم فجلّ حصراً وضبطا
هي روح قريرة العين شكلا /
نحن صرنا لها شراباً وأكلا /
سرها بالغذا لنا هوَ يكلا /
ولدت شكلها فأنتج شكلا / بشرياً أقام للعدل قسطا
نحن في الغيب لم نزل في يديها /
ونراها إذ أظهرتنا عليها /
كل قلب لها يشاق إليها /
وهو عبد قد حررته لديها / بيديها وكم أفاض وأعطى
إنني للمنى لها مستحق /
وفؤادي فيما ادعاه محق /
أي عبد حواه سحق ومحق /
حققته بحقها فهو حق / جاء بالحق ينظم الخلق سمطا
كل شيء له من الغيب سر /
بتجليه للقلوب مسر /
والذي يدريك الحقائق حر /
لنقوش النفوس حقق والرو / ح أرته في اللوح شكلاً ونقطا
أيها القلب في بيوت الهدى قر /
وإلى الله من سواه به فر /
حضرة الروح ليس يعرفها الغر /
عالمٌ منه آدمٌ علِمَ السر / ر وعلْمَ الأشياء رسماً وخطا
هي أضحى بها العليم جهولا /
حين وافت تجر فينا الذيولا /
وهي إن رمت منصفاً أن تقولا /
هي ناسوت أنسنا والهيولا / شمس سر العروس بكرٍ وشمطا
سر أمر يعزى الجميع إليه /
وقلوب الأنام طوع يديه /
كلنا كالجفون من عينه /
طلسم حارت العقول عليه / كنزُ بحرٍ قد شط في الدرك شطا
نحن قوم إلى مجاليه هدنا /
ومعانيه ساعة ما فقدنا /
نتملى به متى ما أردنا /
إن شهدناه في الجمال شهدنا / لجميل غدا له الحسن مرطا
جل وجه به تجلى علينا /
ففقدنا بنوره ما لدينا /
إن شهدناه بالجمال اكتفينا /
أو نظرناه في الجلال رأينا / أسداً فاتكاً من الأُسْدِ أسطى
طلعة للذي تريد أعانت /
ولأهل السوى بجهل أهانت /
ولها فوق كل شيء أبانت /
تاج فضل له الجحاجح دانت / وإليه رأس المفاخر وطَّى
يا وحيد الوجود لا زال عنه /
يظهر الكون ما له فيه كنه /
والهدى والظلال قل من لدنه /
كل شيء معناه والكل منه / وعليه مبناه ماختلَّ شرطا
جهله في القيود للعقل مسجن /
وتجليه للأحبة مشجن /
ليس في الإنس علمه لا ولا الجن /
واحد الشخص وهو مختلف الجن / س يقينا من أنكر الحال أخطا
إن ترده فكن عن الكون زاهد /
ولكم مات في هواه مجاهد /
وإذا رمت أن ترى منه شاهد /
فتفهم تعلم وجاهد تشاهد / يا مريدي ومن مزيديَ تُعطى
إن هذا النظام ألطف جسم /
والذي قد سما بذات ورسم /
حيث كنَّى فقال في حسن وسم /
وأنا عاجز محمد إسمي / لأجل الأنام قد صرت سبطا
وأنا العبد للغني بقربي /
من سليل الصديق فقت بشربي /
واثقا بالنبي أفضل عرْب /
فعليه صلى وسلم ربي / مع صحب والآل من جل رهطا
لبسنتني مليحة الغيب مِرطا
لبسنتني مليحة الغيب مِرطا / وبها قد تعلق القلب قرطا
ذات وجه يلوح من خلف ستر ال / شيء فهو المكشوف وهو المغطّى
حسنه أدهش العقول فحارت / أخذ الكل بالظهور وأعطى
يتجلى وتارة يتحلى / فنرى في الوجود قبضاً وبسطا
نظم العالمين عقدَ لآل / أمره لا يزال للعقد سمطا
من رآه أصاب فيما رآه / والذي قد رأى السوى فيه أخطا
هو شمس وما سواه ظلال / وهو بدر لظلمة الغير غطى
أحكم الأمر فهو بالحكم باد / في جميع الشئون حَلاً وربطا
يا قريب اللقا بعيد التجافي / لِمْ توافي رهطاً وتهجر رهطا
نحن هدنا إليك ممن سواك ال / آن فاجعل لنا من الأمر قسطا
وتدارك نواظراً وقلوباً / أعجمتها الأوهام شكلاً ونقطا
إنما أنت أنت والحكم شيء / منك وهو الجميع عدَّاً وضبطا
دخل القلب دير عشق سُليمى / يحتسي من لقائها الإسفنطا
فرأى ثم نسوةً طالعات / من بحار الجمال يسكنَّ شطا
ناظرات من الظبا بعيون / ناعسات من البواتر أسطى
في قدود كأنهن رماح / جعلت قتل من بها هام شرطا
كل هيفاء ينفخ الطيب منها / كيف كانت تجول رفعاً وحطا
أمر الله أن تطاع بحسن / راسم بالغرام في القلب خطا
بدر تمٍّ على قضيبٍ تثنّى / في كثيبٍ بها عن المشي أبطا
هي شمس الضحى وبدر الدياجي / قد فنينا بها رضاء وسخطا
ثغرها بث عن صحيح البخاري / وأنا مسلم وقلبي موطَّا
إن عبد الغنيْ لها الآن اسمٌ / لقطته حواضنُ الكون لقطا
فهي طيف الخيال في نور طه / سيد الرسل كاشط السر كشطا
فعليه الصلاة منه وآل / وصحاب ما الريح صافح خمطا
أو تغنَّى على الأراك حمامٌ / وسرى بارقُ الحمى يتمطَّى
طاء طيب الطباع في الأقساطِ
طاء طيب الطباع في الأقساطِ / طهرتني للمشي فوق البساطِ
وجعلنا نوراً لها هو يمشي / صار في ناسه به بانضباط
والذي يعرف الموازين يدري / كيف يمشي على متون الصراط
طيبة فاحت الروائح منها / فهي كالبحر والتغاير شاطي
والذي ينشق المعارف يحظى / بأواني مملوءة وبواطي
طعم هذا حلو وذا غير حلو / وهي تسقي بصيِّبٍ غير خاطي
يشف ثوب عنه لي مخيطُ
يشف ثوب عنه لي مخيطُ / والله من ورائهم محيطُ
ثوب الورى يشف عن وجوده / مركَّب ذلك أو بسيط
فيحسب الثوب بأنه له / وإنما الله به يحيط
يا من يروم حجَّ بيتِ ربِّه / بالقلب وهو عاجز حطيط
في عرفاته الوقوف شرطه / تلبية ويُنزَعُ المخيط
فإنه الإحرام والإحرام إن / فات فلا حج هو التخبيط
الله أكبر الذي ليس له / أب فذاك ابن زنى لقيط
يمشي بنفسه على مراده / والعقبات كم بها سقيط
وليس يدريها ويشرب الذي / يراه ماء أو دم عبيط
إن رسوم الكائنات دائماً / محوٌ وإثباتٌ هي التخطيط
مقدرات كلها من عدم / قُدِّرَ هاربٌ بها محيط
وما لها إلا وجود ربها / فإنها به لها تقسيط
ولا تقل حلَّ ولا تقل هما / متحدان فهمُكَ العمريط
فإن هذا كله كلام من / نام له في نومه غطيط
كيف وجود ربنا في عدم / يقال حلَّ أو هما خليط
فافهم كلامي واعتقده أو فلا / يغلبْ عليك عقلُك السقيط
فتجحد الحق على أصحابه / بغير علم ولك الأطيط
والكفر لازم على جحود ما / تجحده والعملُ الحبيط
وأنت مأسور الظلام والردى / ونفسك الموثوقة الربيط
وفاتك الركب الذي يمموا / نور الهدى وفاتك الخليط
وأنت لابس غليظ فروة / والقوم لبسهم حلىً وريط
فاز المخفون الذين ما لهم / في غيرهم ظن ولا تفريط
وما لهم شغل بغير نفسهم / عنها الأذى هموا بأن يميطو
واحدهم هو الكثير في الورى / وفي الكمالات هو النشيط
يصبح في خير ويمسي سالماً / وما له لغيره تغليط
تجمَّع القوم للأضرار واختبطوا
تجمَّع القوم للأضرار واختبطوا /
ما بينهم وبساطُ السوء قد بسطوا /
فجاءهم قول محيي الدين ينضبطُ /
يا سطوة الله حلِّي عقد ما ربطوا / وشتتي شملَ أقوامٍ بنا اختلطوا
إبليسُ للشرِّ داعيهم وجامعهم /
وما لهم عن هواهم من يمانعهم /
ناديت لما بدا للعكس طائعهم /
الله أكبر سيف الله قاطعهم / وكلما قد علوا في ظلمهم هبطوا
عالم الدينا مجاز كله
عالم الدينا مجاز كله / أي مجاز هو عقليٌّ فقطْ
نسبة للعقل فافهم قولنا / تجد الأمر الذي فيه انضبط
فلذا التكليف في الدينا على / أهلها بالعقل شرع الله حط
عالم الأخرى حقيقة ترى / كلها ما بين أرضَى وسخط
وعلى الأمة في الأخرى فلا / شرعَ والتكليف عنهم قد سقط
حكَمٌ أحكامها محكمة / وبها القرآن بالوحي هبط
فتأمل يا أخا العرفان في / قولنا هذا به الصدق ارتبط
والذي يعرض عنه لم يزل / جاهلاً في الأمر بالعلم اختبط
فتراه واقفاً مع عقله / ما درى شيئاً من الأكوان قطّْ
طوبى لمن كشفت بصيرتُه الغطا
طوبى لمن كشفت بصيرتُه الغطا / وأتاه من مولاه أنواع العطا
طابت له أوقاته بحبيبه / وعن الذنوب له تجاوز والخطا
طف حول كعبة من تحب وقف على / عرفاته وائت المحلَّ الأوسطا
طهر له بيتاً ليسكنه وما / هو غير قلبك ظالماً أو مقسطا
طنبورنا قد أصلحت أوتاره / فأجاد في النغمات حداً مفرطا
طمع الجهول بأن ينال بعقله / هذا النبا فأبى عليه تسلطا
طاعات أقوام معاصي غيرهم / فاجعل فؤادك للغزالة مهبطا
طع من أردت فأنت طوع مراد من / هو ظاهر بك فاحترز أن تغلطا
طه الرسول تكونت من نوره / كل البرية ثم لو ترك الغطا
طالت يدي مذ بايعته على الهدى / وبه توخيت المقام الأحوطا