القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الصَّنَوْبَري الكل
المجموع : 15
أبا مَنْ فضْلُهُ غِبْطَهْ
أبا مَنْ فضْلُهُ غِبْطَهْ / ويا مَنْ هَجْرُهُ سخْطَهْ
ومَنْ ليس لغيري من / هُ لو مات ولا نُقْطَه
أرى قلبيَ في حُبِّ / كَ محمولاً على خُطَّه
أراني وقَعَتْ عينا / ي مِنْ عَيْنِكَ في ورْطَه
فكم لي ثَمَّ كم لي في / بحارِ الحبِّ من غَطَّه
فيا واسطةَ العقدِ / إذا ما ضحكتْ وسْطَه
ويا درَّةَ تاجِ عيبُها / في أنها لُقْطَه
ويا جاريةً تغني / عن الحنَّاءِ والمشْطَه
ويا رامُشْنةً مَغْمو / سةً في الطِّيبِ مُنْغَطَّه
لقد أصبحتَ شِنْفَ الحُسْ / نِ في العالمِ بل قُرْطَهْ
فأما الوجهُ فالشمسُ / منَ الأفلاكِ مُنحَطَّه
وأما الجسمُ فالعاجُ / يحاكي خَرْطُهُ خَرْطَه
وذاك الجيدُ للظبي / وذاك الصدرُ للبطَّه
وما المسك سوى تلك ال / طرار الجعدةِ القَطَّه
وما الكافورُ إلا كفُّ / كَ الناعمةُ السَّبْطه
تَشَكَّى الوردُ خَدَّيْك / وشقَّ منهما مِرْطَه
وغارَ السِّمط من ثغرٍ / كَ لما أن رأى سِمْطَه
فما للعاذِل السَّلْطِ / وللعاذلةِ السَّلْطَه
نعم ما شأن ذا اللطِّ / وشأنُ هذه اللَّطه
متى انقدتُّ لمشتطٍّ / على الصبِّ ومشتطَّه
ألم أُلْقِ عناني حَيْ / ثُ أَلقى أَصْلَعٌ مُشْطَه
فلن ينحلَّ قلبي أَ / بداً من هذه الوَرطَه
ولن أُطلَقَ من حَبسي / وعيناكَ على الشُّرْطَه
وهبها ضَبطَةَ الأعمى / لكلِّ ضبطةٍ ضَبطَه
تداني الناسُ حتى صا / رتِ التَّلْعَةُ كالهَبْطَه
وكافحنا زماناً مش / بهاً زنبقُهُ نَفْطَه
فهلاَّ إِذْ حمانا عَوْ / دَهُ لم يحمنا قِسْطَه
فما لي أخبطُ الشَّوْ / كَ بكفِّي أيَّما خَبْطه
وتقريظٌ بلا نيلٍ / مواجيرٌ بلا شرطَه
فدعْ قوماً يساوون / إذا ما قُوِّموا مَطَّه
ولا تحفلْ بذي عِرْضٍ / يساوي عِرْضُهُ إِبطَه
وصلْ خُطَّةَ مجدٍ أ / نا أفدي تلكَ منْ خُطَّه
هي الخطَّةُ مذ كانت / على الإِحسانِ مختطّه
شَحطنا عن نظيفٍ شح / طةً أطْوَلَ ما شَحْطَهْ
هيَ البحرُ الذي ليس / يُداني سابحٌ شَطَّه
فتى لم يُعطَ خلْقٌ مث / ل ما أُعطيَ لم يُعطَه
سجايا يتشابهن / كالنُّمرةِ والرُّقْطه
ومَن مولاهُ مولاهُ / يرى قسط العلى قسطه
فمن عدّ من الأقوا / م رهطاً عدَّنا رهطه
أما مَدحي سواهُ غَلْ / طةٌ ناهيكَ منْ غَلْطَه
وجهلٌ تركيَ النخْلَ / ةَ للأثلةِ والخمطه
أَقلني يا فتى السطو / ةِ والقبضةِ والبَسْطَه
أَقِلْني فَهيَ الزلَّ / ةُ والعَثرةُ والسَّقطَه
دخولي بابَ مَنْ تهوى / دخولُ قائلٍ حِطَّه
فلو لم أَخْلُ من مَدْحِ / كَ لم أخْلُ من الحِنطَه
سؤالكُ الرَّبعَ شَطَطْ
سؤالكُ الرَّبعَ شَطَطْ / دنا العزاءُ أو شَحَطْ
رسمٌ أُميطَ بعضُهُ / وبعضُه لمَّا يُمَط
مبيِّنٌ عن نُقَطِ الث / اءِ وليستْ بالنُّقَطْ
ومنحنٍ كأنَّه ال / هلالُ في الأرضِ سقَط
وأشعثٍ يَحْسِرُ سِتْ / رَ المورِ عن جَعْدٍ قطَط
عمري لئنْ شطَّ الهوى / فالصبرُ أحرى أنْ يَشُطّ
لا يُنْكَرَنْ قبْضُ الزما / نِ من عناني ما بَسَط
إن يَغْلَطِ الدهرُ فما الدّ / هرُ بمأمونِ الغَلَط
لم يألُ أنْ عَوَّضني / معنبراً بمُغْتَبَط
حين الصِّبا كأنَّه / منَ العقالِ مُنتَشط
وحينَ خَفْضُ العيش يُز / هى بي على العيشِ الوسط
أنتجعُ اللهوَ إِذا / منزلهُ عنّي شَحَط
يطيرُ بي مُضْطَغِنٌ / على الفضاءِ مُخْتَلَط
تخالُهُ مُنْبَسِطاً / في شأوه وما انبَسَط
سماؤُهُ ياقوتةٌ / وأرضُهُ جَزْعٌ فقط
إذا أتى قيلَ سما / وإِن مضى قيلَ سَقَط
ليلٌ كأنَّ الصبح بال / أطرافِ منه قد رُبِط
متى أحِطْ علماً به / أكُنْ كأني لم أُحط
ينهلُ في أديمه الظ / مآنُ من غيرِ ثأط
كأنّما يزأرُ في / عنانه إِذا نَحَط
كأنّما يخبط بالصَّ / فَا الضَّفا إِذا خَبَط
وصاحبي مُحَكَّمٌ / إِنْ سُمْتُهُ الحكمَ قسَط
كأنهُ إِثرَ شها / بٍ في السماءِ مُنْخَرِط
كأنّما أُعْرِبَ لي / فيه كتابٌ ونُقِط
أغدو به والأرضُ في / خيلٍ من الجنِّ تئطّ
كأنه الكفُّ انمحى / عنها الخضابُ وانْخَرَط
بحيثُ للأنواء في ال / أرضِ محلٌّ ومَحط
فهيَ من التحبيرِ في / مثالِ تحبيرِ النَّمَط
زيَّنها وخْطٌ من الن / وَّارِ لما أنْ وخَط
فَشَمِطَت وإِنما / شَبابُها ذاكَ الشَّمَط
كأَنَّ في غُدْرانِها / حواجباً ظَلَّتْ تُمَط
مكسورةً حافاتُها / مُسُوكٌ حيّاتٍ رُقُط
تسمعُ في أرجائها / لألْسُنِ الطيرِ لَغَط
كأَنَّ فيها بِيَعَاً / تراطَنَتْ فيها النَّبَط
إذا الشمالُ اعْنَقَتْ / فيها إلى شطٍّ فشط
حسبتَ أن بطَّها ال / أمواجُ والأمواجَ بَط
ما شئت من لابسةٍ / قميصَ وشيٍ لم يُخَط
كأنما يَصْفِرْنَ مِنْ / مُدْهُنِ عاجٍ قد خُرِط
أسعى إليها ويدي / منبر غرثانٍ سلط
خير الشواهين إذا / ما نسبت يوماً رَهَط
ألقى عليها الزفّ من / مفوفٍ والعصبُ مِرْط
ماضي الجنان حيث ما / وجّهته قدَّ وقَط
كالسَّهْمِ بل أمضى من السَّ / همِ إذا الرامي مَعَطْ
كأنما يطلبُ دَيْناً عِنْ / دَ خَصْمٍ قد أَلَطّ
كأنما مِخْلَبُهُ / لأذُنِ الطيرِ فُرُطْ
وقد أقودُ مُعُطاً / مُوَصَّلاتٍ بِمُقُطْ
موكَّلاتٍِ بالفلا / يَطْوينَها طيَّ البُسُط
كأنهنَّ سَبَجٌ / فيه من العاج خُطَط
كأنما آذانه / هنَّ سَوْسَنٌ لم يُجْنَ قَط
كأنما أجفانُها / عن قِطَعِ الجمرِ تُعَطّ
ضواحكٌ وإِنما / يضحكنَ حين تختَلِط
من كلِّ معطىً عند أسْ / رابِ الوحوش ما اشتَرط
كأنهُ إذا انبرى / يَكُدُّها في الأرض خط
كأنما بُرْثُنُه / في جانبِ الرأس مُشُط
يُنظِمُها في شأوِهِ / كأنها نَظْمُ سُمُط
فما تزالُ قِدْرُنا / تُرْفَعُ طوراً وتُحَطّ
كأنَّ صوتَ غَلْيها / غطيطُ مجنونٍ يَغطّ
نعم لقوحُ صاحبٍ / ذات سِلاءٍ وأقِط
أمّ ندامى بهمُ / حلَّ الزمانُ ورَبَط
منتسمٌ ناجودُهُ / عن أَرجِ الطعم خَمِط
هم إِبطُ الرَّوع إذا / كلَّت عن الرَّوع الإِبط
الفعلُ زهرٌ يُجتَنى / والقول درٌّ يُلتَقَط
حاطَ لهم ضبَّةُ مِن / إِرثِ العلى ما لم يُحَط
يا روضةً صاغ لها
يا روضةً صاغ لها / حُلِيَّها الأشراطُ
خيطتْ عليها حُللٌ / ما خاطها خيَّاط
فبعضُها مَطارفٌ / وبَعْصُها أَنماط
كأنما غُدرانُها / من حولها رِياط
الوحشُ في أرجائها / قبائلٌ أَخلاط
وافت كما وافت غدا / ةَ عيدها الأنباط
أو كرجالِ فارسٍ / ضمَّهمُ ساباط
قَناطرٌ من سَبَجٍ / أَحكمه الخرَّاط
ومتَّقٍ بمئبَرٍ / كأنَّه خيَّاط
غادَيتُها ولم يُقِم / أَعلامَهُ الغَطاط
بأكلبٍ لو لم تَطِر / أَطارَها النَّشَاط
في ساعةٍ لأدمُع ال / حُزن بها انحِطاطُ
تُمَدُّ طوراً سُجفَها / وتارةً تُماط
فجئنَ والطلُّ على / آذانها أَقراط
قد نَحِفت أوساطُها / فما لها أوساط
تضحك عن مثل المُدى / فضحكها اختلاط
حتى إذا انشقَّ لها / من فجرها سراط
وكادت الشمسُ بأط / رافِ الدُّجى تُناط
انبسطت كالشهب لا / يُعجِزها انبساط
كأنما الأكفُّ في / رؤوسها أمشاط
كأنما تَقتتل ال / أرجلُ والآباط
فطفقتْ والوحشُ في / مجالها بساط
هذا لذا عقالٌ / وذا لذا رباط
نِيطَتْ بها داهيةٌ / مَسكنها النِّياط
صرْعى تُشَقُّ قُمْصُها / عَنْها ولا تُخاط
متى الأرحُلُ مَحْطُوطَه
متى الأرحُلُ مَحْطُوطَه / وعِيرُ الشَّوْقِ مَرْبُوطَهْ
بأعلى ديرِ مرَّانَ / فدارَيَّا إلى الغُوطَه
فشطَّيْ بردى في حَيْ / ثُ بُسْطُ الرَّوضِ مَبْسُوطَه
وأعلامُ الأزاهي ك / دماءِ البُدْنِ مَعْبوطَه
رباعٌ تهبطُ الأنها / رُ منها خَيْرُ مَهبوطَه
وروضٌ أحْسَنَتْ تكتي / بَهُ المزنُ وتَنْقِيطَه
ومَدَّ الوردُ والآسُ / حِفَافَيْهِ فَساطيطَه
ووالى طيرُهُ تَرْجي / عهُ فيه وتمطيطه
وراعينا به الوحْشَ / يراعي سِرْبُه خِيطَه
دع الحائطَ بلْ دَعْهُ / إِن استغربتَ تَحْويطَه
وَصِفْ تقديره إن كن / تَ ذا وصفٍ وتمشيطه
صفِ المحرابَ صف تشني / فَ بانيه وتقريطه
أَما يخشى إِمامٌ قا / م في المحرابِ تغليطه
ووسَّطْ طَرْفكَ القِبْلَ / ةَ إن حاولتَ توسيطَهْ
ترى سُلطان حُسنٍ لا / يَمَلُّ الطرفُ تسليطه
وأدى بَرُّهُ يَعْفُو / رَه والبحرُ شَبُّوطَه
محلٌّ لا وَنَتْ فيه / مزَادُ المزنِ مَعْطوطه
نعمنا في دمشق نع / مة ليست بمغموطه
فيا بهجتها إذ هِ / يَ في البهجة مغطوطه
ويا غِبْطَتَها إذ هِ / يَ بالجامعِ مَغْبوطه
تأمَّلْهُ تجدْ فيه شروطَ / الحُسْنِ مَشْروطَه
ترى إفراط بانٍ يأ / مَنُ الرَّاؤونَ تفْرِيطه
أَبِحْ ترخيمَهُ فكرَ / كَ إن شيتَ وَتَبْليطَهْ
تجدتفويفَه يَسْتَغ / رِقُ الفكرَ وتَخطِيطَه
إذا المنقوشُ من جَوهَ / رِهِ ضاحَكَ مَخروطَه
ومِن مَقْدودةٍ من قُ / ضُبِ العقيانِ مَقطُوطَه
حِفافَيْ أَسطرٍ مكتو / بةٍ بالتبرِ مَنقُوطه
رأيتَ الناظرَ العجلا / نَ لا يَسأم تَثبيطَه
هو الجنَّة في الأرض / أفي الجنَّةِ أُغلُوطَه
قصورٌ بينها الأشجا / رُ بالأنهارِ مَغطوطَه
فمن قصرٍ كسا تَقْبِيَ / هُ الحسنُ وتَسْفِيطه
إلى صخرٍ كأنَّ الدرّ / يكسُو ليطُهُ ليطه
تعالَ انظرْ إلى الألوا / نِ بالأنوارِ مَخْلوطه
إلى فُسَيفسٍ ليست / بغيرِ الوَهمِ مَضْبوطَه
تجد فيها أَباطيلَ / نباتٍ وأَغاليطه
فللأشجار فيها جُ / مُمٌ بالحُسْنِ ممشوطَه
وللأثمار فيها طُ / رَفٌ بالطَّرْف مَلْقوطه
ترى إِفراط بانٍ يأ / مَنُ الرَّاؤونَ تَفْريطَه
صُنوفٌ بين مُلْوٍ قِنْ / وه أو مُسْبِلٍ خوطَه
فمنْ نخلٍ ومن سروٍ / يباهي عِيطُهُ عِيطَه
ومنْ أفنانِ رمّانٍ / على الحيطانِ مَحْطُوطَه
ومن تفاحةٍ منْ أَح / مر الياقوتِ مخروطه
ومن أترجة من اس / فر العسجدِ مخطوطه
به حُزْنا شماليلَ الت / مني وشماطيطَه
وما عيشتنا بابَ ال / فراديس بمسخوطه
ولا صبوتنا في با / بِ جيرون بأنشوطة
مغانٍ ما تني تبع / ثُ للكسلانِ تنشيطه
تَغَشَّتْها من المزنِ / غواشٍ غيرُ مقْشوطَه
فكم خلَّط عيشي ثَمَّ / مَن أَهوى تخاليطه
وكم نوَّط روحي ر / شأٌ ما عِفتُ تَنْويطه
جَرورَ الذيل في أَفيا / ئها مُنسحِبَ الفُوطه
مُطيعاً أمرَ نفسٍ ب / علاطِ القَتْل معلوطه
إلى أن سامني تكفي / نَهُ الشيبُ وتحنيطَه
وآضتْ بُسْرَتي خَرُّو / بةً أو لا فبَلُّوطه
تَعرَّيتُ فنفسي من / عقالِ الهمِّ مَنشوطه
فإِياكَ وتوريط / يَ ما أكرهُ توريطَه
فكم قَنَّطني الدهرُ / فما باليتُ تقنيطه
فلا كانت نفوسٌ ب / عصا الذلّة مَخْبوطه
ولا كانتْ جلودٌ بِ / سماتِ الذلِّ مَسْمُوطَه
أبتْ لي عفتي تحل / ل ذا العيش وتَزْييطَه
وزُهْدي في قناطيرِ ال / غنى فاترُكْ قراريطَه
رضاكَ رضىً كلُّ الرِّضَى عنده سُخْطُ
رضاكَ رضىً كلُّ الرِّضَى عنده سُخْطُ / وسُخْطُكَ ما يعيا به القَبْضُ والبَسْطُ
وما الحلمُ إذ تحويه إلا كمركزٍ / أحاط به منْ شكْلِ دائرةٍ خطُّ
ألستَ أبا أيوب أقْسَطَ حاكمٍ / إذا رُجِيَ الإِقساطُ أو خُشي القِسْط
فما ليَ أُجْفى ثم أُلْحَى كأنني / جفَوْتُ وما ألفيتني جافياً قط
وقد كان شَرْطي أَنْ يُشَرِّفَ منزلي / لديك توالي الرُّسْل فانتقضَ الشَّرْط
وما إن طواني ذاكَ لكنْ تشاغلي / بترقيعِ عَيشٍ حين يُرْقَعُ يَنْعَطُّ
أجلْ إِنّ مثلي لا يجاوزُ قَدْرَهُ / ويطلبُ ما لا يستحقُّ فيَشْتَطُّ
ولو لم يَقُدني الودُّ نحوَكَ قادني / إليكَ الجنابُ اللَّدنُ والجانبُ البِسطُ
ووجهٌ هو الشمسُ انفرى دونها الدجى / وكفٌّ هي البحرُ الذي ما له شط
وأين بوجهي عنك لا أينَ لي به / ولي أملٌ في شِعْبِ جودكَ مُنحَط
أبا مفرطاً في النَّدى المفرطِ
أبا مفرطاً في النَّدى المفرطِ / سريعاً إلى الجود غيرَ البطي
بروحي أحوطُك من آخذِ / من المجدِ في المأخذِ الأحوَطِ
ألستَ الفتى المستغاثَ الذي / إذا أَقحط الناسُ لم يُقحِطِ
فلمْ غلِطَ الآن ساقيك أو / تعمَّدَ ذاكَ ولم يَغْلَط
ووجَّه قرَّابة لو تُصَبُّ / عنديَ في الكفِّ لم تَنقطُ
تراهُ توهَّمني مُرْضعاً / فسقَّانيَ الراحَ في مُسعُط
فأنكِرْ على جائزٍ جَورَهُ / وأَقسِطْ فديتُكَ منْ مُقسِط
فيم عادَ الرِّضى أبا الفَتْحِ سُخْطا
فيم عادَ الرِّضى أبا الفَتْحِ سُخْطا / والدنوّ الذي عَهِدْناه شَحْطا
أم لماذا نَقَضْتَ شَرْطَ أخٍ لا / ينقضُ الدهرُ للأخوّةِ شَرْطا
تتخطَّى إلى التجني وما عذ / رُ خليلٍ إلى التجنِّي تَخَطَّى
وتُغَطِّي الجفاءَ دوني فتأبى / حركاتُ الجفاء أنْ تتَغَطَّى
إن يكنْ لي تذكري الطاءَ جُرْمٌ / لا تَراني من بعدها أذكرُ الطَّا
ألحاظُها في الحكم مُشْتَطَّهْ
ألحاظُها في الحكم مُشْتَطَّهْ / فَعَدلُها إِن عَدَلت غَلطَهْ
وثَغرُها سِمْطٌ من اللؤلؤ ال / مُغْلي لها الآلُهُ سِمْطَه
فالحسنُ قد شَنَّفها شِنْفَه / والحسنُ قد قَرَّطها قُرطه
لها منَ الصُّدغَين نونان قد / أجادَ مَن خطَّهما خَطَّه
إِحداهما بالخال منقوطةٌ / تُقرَأُ والأخرى بلا نُقطه
اسمٌ إذا مُثِّلَ لم يُنْقَطِ
اسمٌ إذا مُثِّلَ لم يُنْقَطِ / ثلثاهُ ثلثا ثُلْثِهِ الأوْسَطِ
اسمٌ لضدَّيْنِ ولم أعْدُ ما / يُصَحِّحُ المعنى ولم أغْلَط
اسمٌ على قِلَّةِ ألفاظه / إِظهارُ ما أَخفيتُ منه بطي
أَحبابُنا بقلوبِنا شطُّوا
أَحبابُنا بقلوبِنا شطُّوا / وتحكَّموا فيهنَّ فاشتطُّوا
أما ترَحُّلُهُم فأقتُلُهُ / علماً فأين تراهمُ حطُّوا
ساروا ولم أُوَذَنْ بسيرهمُ / حتى رأيتُ جمالهم تَمْطو
وغدتْ بهم تخطو وأحسبها / أَسفاً على أكبادنا تَخطو
كم في هوادجهنَّ من قمَرٍ / يعدو على الألباب أو يسطو
ومُقَبَّلٍ تبدو مَضاحِكُهُ / فكأنما يَبدو بها سِمطُ
ومرجَّلٍ بالمسكِ يعبقُ مِنْ / ريَّاهُ حين يمَسُّه المُشْط
ومثقَّلِ الأرداف يشخصُ عن / أردافه ونهودِهِ المِرْط
وتضمَّنت أستارها لُعَباً / بيضاً زهاها الحسنُ لا الخَرط
فيهن آنسةٌ كلفتُ بها / كالظبيةِ الأدماء إِذ تَعطُو
تلوي أناملها على هَزجٍ / وتحثُّهُ أَطرافها السُّبط
فيظلُّ منها باليسارِ له / قبْضٌ وباليمنى له بَسط
ضدَّان منثورٌ وملتقطٌ / والنثر يجمع شملُه اللقط
كان المشيبُ وهم على عدةٍ / فترحلوا وتَنزَّلَ الوخْط
أخذوا العزاءَ وزوَّدوك أَسىً / شتان ما أَخذوا وما أعطوا
ومذكّرات الزيِّ هُنّ لنا / في المعنيينِ كليهما شَرطُ
فسقى ديارهمُ محلَّلة ال / أخلافِ ليسف لحلِّها رَبْط
لي من أبي بكرٍ أخو ثقةٍ / لم أسْترِبْ بإِخائِه قَط
ما حال في قُربٍ ولا بُعُدٍ / سيانِ منه القُرْبُ والشَّحْط
جسمان والروحان واحدة / كالنقطتين حَواهما خط
فإذا افتقرتُ فلي به جِدَةٌ / وإذا اغتربتُ فلي به رَهْط
ذاكرْهُ أو جاورْهُ مختبراً / ترَ منه بحراً ما له شَط
كم نعمةٍ منه حَلِيْتُ بها / لا الشِّنفُ يبلغها ولا القُرْط
متذلِّلٌ سَهْلٌ خلائقُهُ / وعلى عدوِّ صديقِه سَلْط
مِدَحٌ يفيدُ بهنّ منقَبَةً / فإذا هجا فهجاؤه عَلْط
ونتاجُ معناهُ يُتَمّمُهُ / ونتاجُ معنى غيرِهِ سقط
وجنانُ آدابٍ مثمرة / ما شابها أَثلٌ ولا خَمط
وتواضعٌ يزدادُ فيه عَلىً / والحسنُ يعلو حينَ يَنحَط
وإذا امرؤ شيبَتْ خلائقه / غدراً فما في وُدِّهِ خَلْط
إن الفتى الكرديَّ في لواطِهْ
إن الفتى الكرديَّ في لواطِهْ / وفي الذي يُذكرُ من إِفراطِهْ
إذا خلا جُرِّدَ من رباطِه / وظلَّ مبسوطاً على بساطه
فلا يزالُ العبدُ في نشاطه / وحذقه بالرَّهز واحتِياطه
يجمعُ وكَيْه إلى آباطه / أو يُوصلُ العَرْدَ إلى نياطه
ويملأ الأسماعَ من ضُراطِهْ /
لنا الرقّتان لنا واسط
لنا الرقّتان لنا واسط / فلا كان وجٌّ ولا ناعِط
وذاك الفراتُ لنا والبليخُ / يَغْبطنا بهما الغابِط
إذا مَرْجُنا مرجت رَوضُهُ / فما مرجُ راهط ما راهط
جواهرُ تُلقَط باللحظ ليسَ / يسأمُ مِن لَقطِها اللاقط
سقى الغيثُ عهديَ إذ لمَّتي / حفيٌّ بها المُشْط والماشط
وإذ لي غشاءٌ من البأوِ ليس / يَطمَعُ في قَشطِه القاشط
وإذ ناقتي بعض نوق الفرات / لكنها ناقةٌ عائط
شديدُ تلكؤها في الزمامِ / من أيّةٍ ناطَهُ النائط
متى انشطت مِلْعِقالِ انبرت / كما ينبري حشوَرٌ ناشط
أَؤمُّ بها حيث أَمَّ الهوى / وإن أكثرَ اللَّغَط اللاغط
زمان الصبا فارطي والصِّبا / لسالكِ طُرق الصبا فارطُ
وَمَغطِيَ في القوسِ قوس الهوى / سريعٌ إذا أبطأ الماغِط
فما شطَّ بي عن شُطوط الهنيّ / همٌّ ولا ماط بي مائط
وعائط أدهَم نادمته / ألا حبذا ذاك العائط
فما زالَ ينحِط في كفِّه / كما ينحط الفرَسُ الناحط
شبابَ النهار إلى أن علاه / وخْطُ ضياءٍ له واخط
وها أنّ شعريَ جلدُ القوى / إذا وبط الشاعر الوابط
فأنى أتيح له عائبٌ / أُتيحَ له المهيع الزاعط
أآلَ كُرَيزٍ ذوي المكرمات / والقسط إِن قسَط القاسط
لئن عَزَّكم رَبط مجنونكم / فإِني لمجنونكم رابط
سأسلفه ضغطةَ القبرِ حين / يضغطه شعريَ الضاغط
أبا هاشمٍ كنية ضُيِّعتْ / وهل يفهمُ الكنيةَ الخائط
نجاءً ولاتَ وأنّى النجاء / منّي وقد ضمَّنا الماقط
سخطتَ فزدتُكَ سُخطاً فلا / رضيتَ إذا رضيَ الساخط
وَشِطْتَ فأهوَنُ من شاطَ مِنْ / زئيريَ يا أيها الشائط
أخابط عَشواءَ حُيِّنْتَ لي / ومثلي لخابطها خابط
وخرطُ القتاد توَهَّمْتَهُ / كما خَرَطَ الورقَ الخارطُ
وكم رابِط الجأشِ غادرتُهُ / وقد خانه جأشُهُ الرابط
لززتُ بقِمْطيَ أوصالَهُ / فَبَصبَصَ إذ لزَّهُ القامط
فدونكَهُ خابطاً لابطاً / يَدُلُّ به الخابِط اللابط
هجاء هو السلخُ لا السَّمط لا / وأين من السالخِ السامِط
يُمَزِّقَ منك الذي لا يخيط / تَمَزُّقَهُ أبداً خائط
ولست نسيجاً فتُفرى ولا / غُزِلْتَ فيشمُطُكَ الشامط
ولا أنت بَرٌّ ولا فاجرٌ / ولا أنت حلوٌ ولا خامط
تبدَّى بوجهٍ كقوطٍ الأتانِ / حين تبدَّى لها القائط
وذلك وجهٌ هو القحط خاف / من قحطِه الزمنُ القاحِط
أأعملت كيدكَ في شاعرٍ / فهذا هو العمل الحابط
فما إن تُخلِّط منك المدى / قفاً يشتهي خَلطَهُ الخالط
أمثنٍ بشكر أياديَّ أنت / منذ هجوتك أم غامط
فقد ظل رأسُك بي شامخاً / ولكنه شامخٌ هابط
لوَجْهِكَ من لؤمِهِ قابضٌ / من البِشرِ ليس له باسط
وقد شُكِلَتْ أحرف الفتح فيه / واحتالَ في نَقطِها الناقِط
جمعتَ خلائقَ لو يُسْتَرَطْنَ / في الشَّهد غَصَّ به السَّارط
خلائقُ لو حُسِبَتْ لم يكن / ليضبطها الحاسبُ الضابط
أيا مبغضاً بعضُهُ بَعْضَهُ / كما يُبغِضُ الزانيَ اللائط
صفاتُكَ بالخزي مخلوطةٌ / تأنَّقَ في خَلطِها الخالط
ستضرطٌ تحت المكاوي خلاف / ما كنت تضرط يا ضارط
وتثلط أيضاً ولا بد أن / تُلَقَّمَ ثَلْطَكَ يا ثالط
عجبتُ لخزيك مما يُساطُ / ألاَّ تَقزَّزه السائط
رباطُ خناقِكَ أُنسوطَةٌ / تسامحَ في نَشْطِها الناشِط
وشاهِدُ ذلك في لحيةً / يُبالغُ في مرطها المارط
أُبَيَّ هُوَيشِمٍ المُنتحِي / على جلده الأمعط الماعط
بحزِّ قواف تحزُّ القفا / وَشرْطٍ يتابعُهُ الشَّارط
أأزعُم عِرْضَكَ من غائط / وأَنظفُ من عِرْضِك الغائط
وفوكَ كإِبطكَ من نَتْنِه / نحا إِبْطَكَ اللَّهذمُ الآبط
أَتُنكِرَ تدنيسَ هجوي به / غلطتَ فهل يُعذرُ الغالط
أبو هاشمِ ساقط والهجاءُ / ما كان في ساقط ساقط
فها هي ما شئت من طُرْفه / ينازعُها الدانيَ الشاحِط
أتَحسَبُ من يُلاطُ به يَلوط
أتَحسَبُ من يُلاطُ به يَلوط / رويدك فاللواط له شروط
فتى مَنويلَ أنت فتاةُ خدرٍ / يليقُ بها العقودُ أو السُّموطُ
إذا اختيرت أيورُ الناس يوماً / فأيركَ ذاك خيرٌ منه قوط
تلاوطْ كيف شئتَ فليس يخفى / علينا لا العُلُوُّ ولا الهبوط
فغمزُك للأيور دليل صدقٍ / بأنك قد تُساط ولا تَسوط
ضرطةٌ أقبلتْ على إِثر ضرطهْ
ضرطةٌ أقبلتْ على إِثر ضرطهْ / هذه رجفَةٌ وهتيكَ سَخْطَهْ
سمع الناسُ صوتها من أبي الفت / ح فقالوا مِنْ شدَّةِ الرُّعبِ حِطَّه
كُلُّ أغانيِّ فُرَيجٍ غَلطْ
كُلُّ أغانيِّ فُرَيجٍ غَلطْ / وجوهرُ الجوهرِ منه سَقَطْ
أضحكنا في وقتٍ غنَّى لنا / كأنّهُ في وقتِ غنَّى ضرط
فقلْ له حسبك من نخوةٍ / لن تُذْهِبَ النخوةُ برْدَ النَّبَط
لستَ لعمري فَرَجاً كاملاً / وإِنما أنتَ فُرَيْجٌ فَقَط

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025