عفا اللهُ عنكم ما لكم أَيُّها الرَّهطُ
عفا اللهُ عنكم ما لكم أَيُّها الرَّهطُ / قسطتمْ ومن قلب المحبِّ لكم قسْطُ
شرطتمْ له حفظَ الودادِ وخُنْتُمُ / حنانيكمُ ما هكذا الوُدُّ والشَّرْطُ
جعلتم فؤادَ المستهامِ بكم لكمْ / مَحَطاً فعنه ثقْلَ هَمِّكُمُ حُطُّوا
إذا كنتمُ في القلبِ والدارُ قد نأَتْ / فسيّانِ مِنْ أَحبابهِ القربُ والشَّحْطُ
ثوى هَمُّهُ لما ثَوَى الوجدُ عنده / مقيماً وشطَّ الصّبرُ في جيرةٍ شَطُّوا
وأَرَّقَهُ طيفٌ طَوَى نحه الدُّجَى / وقد كادَ جيبُ الليلِ بالصُّبحِ يَنْعَطُّ
تشاغلتمُ عنه وشوقاً بودِّهِ / كأنّ رضاكم عن محبكمُ سُخْطُ
جزعتُ غداةَ الجزْعِ لمّا رحلتمُ / وأَسْقطني من بينكمْ ذلكَ السِّقطُ
ملكتمْ فأنكرتمْ قديمَ مودَّتي / كأنْ لم يكن في البينِ معرفةٌ قَطُّ
فَدَتْ مهجتي مَنْ لا يُذَمُّ لمهجتي / إذا حاكَمتْهُ وهو في الحُكْمِ مُشْتطُّ
يُريكَ ابتساماً عن شتيتِ مُقَبَّلٍ / كَأنَّ نظيمَ الدرِّ أَلّفَهُ السِّمْطُ
وما كنتُ أَدري قبل سطوةِ طرفهِ / بأَنَّ ضعيفاً فاتراً مثْلَهُ يَسْطو
وهبْ أَنَّ بالقُرْطينِ منه مُعَلّقٌ / لذنبِ الهوى قلبي فَلمْ عُلِّقَ القُرْطُ
وأَهيفَ للإشفاقِ من ضعفِ خصرهِ / محلُّ نطاقٍ للقلوبِ بهِ رَبْطُ
على قُربهِ في الحالتين مُحَسّدٌ / من الثّغرِ والشّعْرِ الأَراكةُ والمشطُ
بوجنتهِ نورُ المُدامةِ مُشْرِقٌ / ومقلته نَشْوَى وفي فيه إسْفَنْطُ
تزينُ عِذاريه كتابةُ حُسنهِ / ومن خاله في وجنتيه لها نَقْطُ
فؤادكَ خالٍ يا خليلي فلا تَلُمْ / فؤاداً سباه الخالُ والخدُّ والخَطُّ
يلازمُ قلبي في الهوى القبضُ مثلما / يلازمُ كفَّ النّاصرِ الملكِ البَسْطُ
مليكٌ حوى الملكَ العقيمَ بضبطه / كريمٌ وما للمالِ في يدهِ ضَبْطُ
ومولى سريرُ الملكِ حفَّ بشخصهِ / كما حفَّ بالإنسانِ من ناظرٍ وسْطُ
مليكٌ لنجمِ النُّجحِ من أُفْقِ عزِّهِ / سناً ولطيرِ السّعْدِ في وكرِهِ قَحْطُ
إذا لُثمَتْ أيدي الملوكِ فعندَهُ / مدى الدَّهرِ إجلالاً له تَلْثمُ البُسطُ
لنومِ الرَّعايا وادعين سهادُهُ / إذا وادِعوا الأملاك في نومهم غَطُّوا
أَكفُّ ملوكِ العصر لا وَكْفَ عندها / وكفُّ المليكِ النّاصرِ البحرُ لا الوقطُ
عطايا نقودٌ لا نَسايا فكلُّها / تُعَجِّلُ لا وعدٌ هناك ولا قَسْطُ
أغرُّ لكفِّ الكفرِ كفٌّ ببأسهِ / كما لفقارِ الفَقرِ من جوده وَهْطُ
أياديهِ غرٌّ وهيَ غيرُ مُغِبَة / وإحسانهُ غَمْرٌ وليس له غَمْطُ
يحب ضجيجَ الشّاكرين إذا دَعَوا / ويهوى سؤال المعتفين إذا أطوا
ويَعْبَقُ عَرْفُ العُرفِ والقِسط عندهُ / ونَدُّ النّدَى لا البانُ والرَّندُ والقسطُ
إلى طوله المعروفِ طولُ يدِ الرَّجا / وفي بحرِ جدواه لآمالنا غَطُّ
صنائعُهُ رُبْطُ الكرامِ وإنّها / لوفد أَياديهِ المصانعُ والرُّبْطُ
يَمُرُّ ويحلو حالةَ السُّخطِ والرِّضا / فنعمتُه دأبٌ ونقمتهُ فَرْطُ
من القومِ تلقاهم عن النكرِ إن دُعوا / بطاءً وإن يُدْعَوا إلى العُرفِ لا يُبْطُوا
هم رَضَعوا دَرَّ الحجَى في مهودهمْ / أَماجدُ وانضمتْ على السؤددِ القُمْطُ
يصبون فيما يقصدون فكم رَمَوا / بسهم الثّراءِ المملقين فلم يُخطوا
متى يَقدِروا ويَعفوا وإن يعدوا يَفوا / وإن يبذُلوا يَغْنوا وإن يسألُوا يُعطوا
يصيبُ الذي يصبو إلى قصدِ بابهم / في غيرِ هذا القصدِ يُخْطِي الذي يخْطُو
وما أَسعدَ المَلْكَ الذي نحوَ بابهِ / مطايا بأَبناءِ الرَّجاءِ غدتْ تَمْطوا
وما روضةٌ غناءُ حُسْناً كأنّما / لوارفها من نَسْج نُوّارِها مِرْطُ
إذا قادني للنرجسِ النّضرِ ناضرٌ / تلاهُ عذارٌ للبنفسج مُخْتَطُّ
وللوردِ خدُّ للحياءِ مُوَرَّدٌ / وللبانِ قَدٌ جيدُهُ أَبداً يَعْطو
تلوحُ به الأشجارُ صَفّاً كأنّها / سطورُ كتابٍ والغديرُ لها كَشْطُ
تُغَنِّي على أَعوادِها الوُرْقُ مِثْلَما / يرتِّلُ للتوراةِ أَلحانَها سِبْطُ
كأنَّ سقيط الطلِّ عبرةُ مغرمٍ / وبارقَةُ من نارِ لوعته سِقْطُ
ترى لمُحيّا الشمسِ من هامرِ الحيا / لثامِ حياءٍ دونه ليس ينحَطُّ
بأزكى وأَذكى منكَ حُسْناً وإنّما / بحسناكَ لا بالرَّوضِ للعائذِ الغَبْطُ
لكَ الصدرُ والباعُ الرَّحيبان في العلى / وذاكَ المحيا الطلقُ والأنملُ السُّبْطُ
لراجيكمُ ماءُ البشاشة والنّدَى / جميعاً وحظُّ الحاسد النارُ والنّفطُ
عَنالكَ طوعاً نيلُ مصرٍ ودجلةُ ال / عراقِ ودانَ العُرْبُ والعُجْمُ والقِبْطُ
وللنيل شطٌّ ينتهي سيبهُ به / ونَيْلُكَ للراجينَ نِيلٌ ولا شَطُّ
وعفوكَ وَرْدٌ والجناةُ جُناتُهُ / وبيضُكَ شوكٌ في العداةِ لها خَرْطُ
عدوُّكَ مثلُ الشّمعِ في نارِ حقدهِ / له عنقٌ إصلاحُ فاسدِه القَطُّ
فداؤكَ ممتدُّ المِطالِ مُحجّبٌ / وحاجبُهُ للكُبرِ والعُجْبِ مُمْتَطُّ
فداؤكَ قومٌ في النّديِّ وفي النّدَى / وجوههم سُهْمٌ وأَسهمهم مُرْطُ
لتبكِ دماً عينُ العدو فقد جرى / على الأرضِ من أَوداجهِ دَمُهُ العَبْطُ
منعتَ حمى الإسلامِ للنصرِ معطياً / غداةَ عوتْ من دونهِ الأذؤبُ المُعْطُ
وصُلْتَ وكم فرَّجْتَ عنّا مُلمّةً / بسهم الرَّزايا في الكرامِ لها لَهْطُ
بعودِكَ عادَ الحقُّ واتّضحَ الهدى / وهبَّ نسيمُ النّصرِ وانفرجَ الضّغْطُ
وأَنتَ أَجَرْتَ الشّامَ من شُؤْمِ جاره / ولم يكفِ رهطُ الكفرِ حتى بغى رهطُ
أَجرتَ وقد جاروا ودنتَ وقد عدوا / وصلت وقد خاروا ولنت وقد لطُوا
فلا يعبأ المولى بمن مِلءُ جأشهِ / هوىً وبقومٍ حَشْوُ جيشِهمُ زُطُّ
كثيرٌ تَعدِيهمْ قليلٌ غَناؤهُمْ / وهمْ ولا أَصابوا رشدَهم هملٌ رَهْطُ
عَدلْتَ فلا ظلمٌن وطُلْتَ فلا مدىً / وقُلتَ فلا مَينٌ وجُدتَ فلا قَحطُ
فميِّزْ مكانَ المخلصين فإنّما ال / أَعادي أُناسٌ في رؤُوسهمُ خَلْطُ
وقرِّب وليّاً صحَّ فيكَ ضميرُهُ / ولا يأمنِ التمساحَ مَنْ دأبُهُ السَّرطُ
نَبا بي مقامُ الجاهلينَ فَعِفْتُهُ / وقد نَضْنَضَتْ للنهش حَيّاتُهُ الرُّقطُ
همُ مَنَعوا رِفْدَيْ قبولٍ ونائلٍ / وذا وَشَلٌ بَرضٌ وذا أُكُلٌ خَمطُ
وكم مُطْمعٍ في خيره بشرُ وجهه / ومشتملٍ منه على شَرِّهِ الإبْطُ
لأَبدى بلا عذر حظوظَ فضائلي / نفارُ العَذارى من عذارٍ به وَخْطُ
وجئتكَ ألقى العزَّ عندك مُلْقياً / قلائدَ للأَسماعِ من دُرِّها لَقْطُ
أَعرْني جميلاً واصطنعنيَ واصفُ لي / جميلَكَ حتى يشمتَ الحاسدُ المِلْطُ
أَعنّي فعينُ الفضل عانٍ مُقيَّدٌ / بعُقلةِ حرمانٍ نداكَ لها نَشطُ
وأَوْعزْ بتشريفي ورسمي فإنّهُ / لحمدي جزاءٌ قد تقدَّمَهُ الشّرْطُ
إلامَ زماني لا يزالُ مُسَلّطاً / على نابهٍ من أَهلهِ نابُهُ المّلْطُ
سَعَتْ نحوكم منّي مطايا مطالبٍ / لأَنْسعُها في النّجح عندكم مَغْطُ
فَدُمْ ظافراً أَبا المظفر بالعِدَى / حليفَ قبولٍ لا يكون لها حَبْطُ
بقيتَ ولا زالتْ عداكَ مُفيدةٌ / سعوداً ولا تُحْسنْ صعوداً ولا هَبْطُ
ولو كنتَ جاراً للمعريِّ لم يقل / لمن جيرةٌ سيموا النوالَ فلم يُنْطوال