المجموع : 3
بَين الشُّنوفِ الحُمْرِ والأَقراطِ
بَين الشُّنوفِ الحُمْرِ والأَقراطِ / أجيادُ فاترةِ الجُفونِ عَوَاطي
وصلَتْ بنا سُكرَ الصَّبابَةِ وانثَنَتْ / سَكرى القُدودِ نَحائِفَ الأَوساطُ
وعَلَتْ ثِمارُ صُدورِها أجسادَها / فحُرِمْنَ مَسَّ مَجاسِدٍ ورِياطِ
لم أَرْضَ سُقيا الدَّمْعِ وهو رِضىً لها / فشَرَطْتُ سُقياها على الأَشراطِ
ولقد تُسلِّفُني الجَوى وتُرينَه / بِسَوالفِ الرَّشإِ الأَحَمِّ العاطي
وحِقاقِ عاجٍ نُقِّطَتْ أطرافُها / بالمِسْكِ لم تُنْسَبْ إلى خَرَّاطِ
ومُرَجَّلٍ لا صُبحَ في ظُلُماتِه / إلا حلمة الأمشاطِ
صُقِلَتْ سَلاسِلُهُ وكُسِّرَتْ / بأناملٍ مثلِ اللُّجينِ سِباطِ
أيَّامَ للقلبِ المُفَرِّطِ في الصِّبا / ما شاءَ من فَتْكٍ ومن إِفراطِ
إذ للعواذلِ غَفلَتي وتماسُلي / وإلى الغَوايَةِ نَهضَتي وَنَشاطي
أختالُ بينُ جآذِرٍ ومَزاهِرٍ / وأرودُ بين دساكِرٍ وَبَواطِي
والرَّوْضُ قد نشرَ الحَيا أنماطَه / فكأنَّهُنَ غَرائبُ الأنماطِ
ما للزَّمانِ سطَا على أشرافِنا / فُتخُرِّموا وعَفا عن الأَنباطِ
أَعداوَةٌ لذوي العُلى أَم هِمَّةٌ / سَقَطَتْ فمالَ بها إلى السُّقَّاطِ
خضَعَتْ رِقابُ بَني العَداوَةِ إذ رَأَتْ / آسارَها يتعد تحتَ سياطي
حتى إذا نَكَصَتْ على أعقابِها / دَلَفَ النَّبيطُ إليَّ من شِمْشاطِ
صَدَقَ المعلِّمُ أنه من أسرَةٍ / عربٍ يَسُوسُهُمُ بنو سُنباطِ
آباؤُكَ الأشرافُ إلا أنهم / أشرافُ موشَ وشاطحٍ وخِلاطِ
نَسَبٌ يُبَيِّنُ عن سُقوطِكَ نَشرُه / كالثَّوْبِ تَنشُرُهُ عن الأسفاطِ
ثَكِلَتْكَ داميَةُ القَرا مجلودَةٌ / نَبَذَتْكَ خائِفَةً بغَيِر قِماطِ
عَجِلَتْ فلم تَخْتَطْ عليكَ من الرَّدى / ورَجَتْ حِياطَةَ مُسلمٍ مُحتاطِ
جَفَتِ الخَلوقَ فليسَ يَعرِفُ جسمُها / إلا خَلوقَ مواقعِ الأَسواطِ
قد كانَتِ الدُّنيا عليكَ فَسيحَةً / فاليومَ أضحَتْ وهي سُمُّ خِياطِ
أَسْخَطْتَني وجناةُ عَيشِك حُلوَةٌ / فجنَيْتَ مُرَّ العَيْشِ من إسخاطي
وعَلِمْتَ إذ كلَّفْتَ نفسَك غايَتي / أنَّ الرِّياحَ بعيدةُ الأشواطِ
أَتَرومُني وعلى السِّماكِ مَحلَّتي / شَرَفاً وبينَ الفرقَدَيْنِ صِراطي
من بَعْدِ ما رَفَعَ الأكابرُ مَجلِسي / فجلَسْتُ بين مُؤَمَّرٍ وَسِماطِ
وغَدَتْ صوارِمُ مَنْطِقي مشهورةً / بينَ العِراقِ تُهَزُّ والفُسطاطِ
وحَطَطْتُ مَنزِلَةَ العَدُوِّ بِمِقْوَلٍ / كشَبا الأَسِنَّةِ رافعٍ حَطَّاطِ
هيهاتَ دونُ مُنَاكَ حَزُّ مَفاصِلٍ / وجِراحُ أفئِدَةٍ ونَزعُ نِياطِ
أَغراكَ جَهلُكَ بالقَريضِ وَرَثِّهِ / حتَّى انتحَاكَ بِمخلَبٍ عطّاطِ
وقد امتحنْتَ دَعاوِياً لكَ بيَّنَتْ / عن بَحْرِ تَمويهٍ بَعيدِ الشاطي
فرأيتُ عِلمَكَ من خَراً وخَراطَةٍ / ووَجَدْتُ سَعدَكَ من فُسا وضِراطِ
وغَريبَةٍ أضحَتْ لعِرْضِكَ شامةً / عَلَماً كما أعلمتَ ثَوبَ قِباطي
ترَكَتْكَ نَزرَ القِسْطِ من طيبِ الكَرى / ومِنَ الهُمومِ مُوفَّرَ الأَقساطِ
لَفْظٌ تَراه عَقارِباً مبثوثةً / ويَراهُ غيرُكَ جَوهَرَ الأَسفاطِ
فاصبُرْ لتَقطيعِ القَذالِ ومَنْ أَصُنْ / عنه الحُسامَ أَدَعْهُ للمِشراطِ
قُلْ للغُواةِ المُسرِعينَ لِنَصْرهِ / إسراعَ وارِدَةِ القَطا الفُرَّاطِ
سأعيدُ بسطَ القولِ في أعراضِكم / والجَوْرُ للسُّفهاءِ خيرُ بساطِ
شامُوا بَوارِق َحَيْنِهم واستنبطوا / ماءَ المَنِيَّةِ أَيَّما استِنْباطِ
حُرَّاثُ مَزْرَعَةٍ وأحمَقُ لِحيَةٍ / ومُعَلِّمٌ يُنْمى إلى خيَّاطِ
لو حُدَّ مُنْتَهِبُ القَريضِ تجاوَزوا / في الحَدِّ أو قُطعوا منَ الآباطِ
كُفُّوا فلستُ أُعَرِّضُ الحَسَبَ الذي / لا خِلْطَ فيه لمَعْشَرٍ أَخلاطِ
انظُر إلى صُورَةٍ مُكَمَّلَةٍ
انظُر إلى صُورَةٍ مُكَمَّلَةٍ / كأنَّ منها المُدامَ قد خُلِطا
تِبريَّة اللَّونِ في محاسِنِها / كعاشقٍ من حَبيبِه قَنَطا
كأنها كَفُّ حاسبٍ عَجِلَتْ / فهي من الخَوْفِ تَحذَرُ الغَلَطا
ورَكْبٍ أَممَّوا قَحطا
ورَكْبٍ أَممَّوا قَحطا / نَ والَّليلُ بِهِمْ يَسطُو
فحطُّوا رَحلَهم منه / بوادي الجَدْبِ إذ حَطُّوا
وأنَّى يَفْعَلُ الخَيْرَ / فتى نِصفُ اسمِه قَحطُ