المجموع : 7
سَرى ولثامُ الصُّبحِ قد كاد يَنحَطُّ
سَرى ولثامُ الصُّبحِ قد كاد يَنحَطُّ / خَيالٌ تَسدَّى القاعَ والحيُّ قد شَطُّوا
وزار وقد نَدَّى النّسيمُ حُلِيَّهُ / فبات يُباري الثَّغْرَ في بَرْدِه السِمط
وما عَطّرتْ نجداً صَباها وإنّما / سَرى وهْو مَجرورٌ على إثْره المِرط
هو البدرُ وافَى والثُّريّا كأنّها / على الأُفْقِ مُلقىً منه من عَجَلٍ قُرْط
من البيضِ يَهْدي الركبَ باللّيلِ وجْهُها / إذا ضلّ مثْلي في غدائِرها المُشط
تَراكَ بعَينَيها المَهاةُ إذا رنَتْ / ويُعطيك ليتَيْها الغزالُ الّذي يَعْطو
عَقيلَةُ رَهْطٍ لو أَخلَّتْ برَهْطِها / كفاها بأنّ العاشِقينَ لها رَهْط
يَحُفُّ بها من سِرِّ قَيْسٍ فَوارسٌ / تَخُبُّ بهمْ خَيلٌ لوجْهِ الفلا تَغْطو
إذا ما تَثَنّتْ والقنا مُحدِقٌ بها / تَرى الخُوطَ في أثناء ما يُنبِتُ الخَطّ
هُمُ يومَ زَمُّوا للفراقِ رِكابَهم / رَمونا بسَهْمٍ في القلوبِ فلم يُخْطوا
وساروا بأفلاكٍ من العيسِ فوقها / كواكبُ إلاّ أنّ أبراجَها الغُبط
وألْوتْ بَصبري يومَ ولَّتْ غَريرةٌ / تُحكَّمُ في نَفْسِ المُعنّى فتَشْتَطّ
فَرشْتُ لها خَدّي لتَخْطو كرامةً / عليه فلم تَمْلِكْ من التِّيهِ أن تَخْطو
وعُدْتُ ولي سِلْكٌ من الجِسمِ ناحلٌ / عليهِ لِدُرِّ الدَّمعِ من مُقْلتي خَرْط
يَبُلُّ البُكا خَدّي وفي القلبِ غُلَّتي / وكم سُقِيتْ أَرضٌ وفي غَيرِها القَحْط
فلا زال من دَمعِ الغوادي على اللِّوى / سُقيطٌ يُحلَّى منه باللُّؤْلُؤ السِّقْط
مَعارِفُ أشباهُ الصّحائفِ وُضَّحٌ / لأيدي البِلَى في كُلِّ رَسْمٍ لها خَطّ
حكَى النُّؤْىُ منها مَشْقَ بعضِ حُروفِه / ويحكي الأثافي السُّودَ من بَعْضِها النَّقْط
وعَهدي برَبْعِ العامريّةِ مَرّةً / وَرَكْبُ الهوَى منّا بِواديهِ يُحْتَطّ
وشَرْطُ اللّيالي أن يَفينَ لأَهْلِه / وتَأْبَى اللّيالي أن يَصِحَّ لها شَرط
فآهاً على تلك العُهودِ الّتي مضَتْ / لقد دُرسَتْ حتّى كأنْ لم تَكُنْ قَطّ
كذا الدّهرُ إنّ تَكشِفْ حقيقةَ خُلْقِه / تَجِدْ لا الرِّضا منه يَدومُ ولا السُّخْط
ولا تَضَعُ الأَيّامُ شيئاً مكانَه / ولكنّها العَشْواءُ سِيرتُها الخَبط
وزائرةٍ لِلَّيلِ قُرْبٌ بشَخْصِها / إليَّ وللفجرِ المُنيرِ بها شَحْط
كأنّ الدُّجى منّي شبابٌ لِمَيْلها / إليَّ به والصُّبحَ في طَرْدِها وَخْط
سرَى من أعالي الرَّقمتَيْنِ خَيالُها / وقد حان من عُقْلِ النُّجومِ بها نَشط
ونحن على الأكوارِ مِيلٌ من السُرَى / بِوادي الخُزامى والمَطيُّ بنا تَمْطو
ركائبُ أبقَى الوَخْدُ منهنَّ في الفلا / شَبيهاً بما أَوهَى من الأَنسُعِ المَغْط
فللّهِ من عِيسٍ بَرَى السّيْرُ نَحْضَها / نَجاءً كما الوَى بأنساعِها المَعْط
رفَعْنا لإدراكِ المعالي رِحالَنا / ومادونَ لُقيانِ الأميرِ لها حَطّ
فزُرْنا ظهيرَ الدينِ وابنَ قِوامِه / وكُلُّ وَساعٍ من نَجائِبنا تَعْطو
لقد ضَمَّ أشتاتَ المحامدِ ماجدٌ / يَداهُ يدٌ تَسخو ندى وَيدٌ تَسطو
فتىً ظلَّ يزْهَى السيّفُ والسَّيبُ أنه / يَخُصُّهما من كفِّه القَبضُ والبَسْط
يُميتُ ويُحيي في الوَرى غيرَ أنّه / عطاياهُ دَأْبٌ وانتِقاماتُه فُرط
بيمناهُ ضَبْطٌ للممالكِ كُلّها / وليس لأَدنَى ما يَجودُ به ضَبْط
له قلمٌ يَقتَصُّ من أَرؤسِ العدا / بما قد جنَى في رأسهِ الثَّقُّ والقَطّ
وَينطِقُ عن مَكنونِ قَلْبٍ إذا ارتأَى / فما لِسُتورِ الغَيْبِ من دونه لَطّ
ويَحلو الوغَى والعاسِلاتُ أساوِدٌ / لها في سُوَيْداواتِ أبطالِها بَسط
وللدّمِ من نَحْرِ الكَمّيِ صَوائكٌ / من النّضْحِ حَيّاتُ الرّماح بها رُقْط
تَثَنّى العَوالي كَالقُدودِ نَواعِماً / بِحَيثُ الحَنايا كَالحَواجِبِ تَمتَطُّ
سَمَت بِوَجيهِ المُلكِ في المَجدِ رُتبَةٌ / إِذا ما تَعلى الحاسِدونَ لَها اِنحَطّوا
وَهَل مِن فَتىً جَعدٍ سِواهُ مِنَ الوَرى / تَجودُ عَلى العِلّاتِ مِنهُ يَدٌ سَبطُ
فَقابَلَ أَطرافَ العُلا في أَماثِلٍ / لَهُ حينَ يَعزى مِن بُيوتِهِمُ الوَسطُ
مَقاديمُ يَعتَمّوانَ بِالبيضِ نَجدَةً / فَأَرؤُسُهُم عَصرَ الشَبابِ بِها شُمطُ
إِذا ما لَهُم لَم يُستَبَح يَومَ جودِهِم / فَيُؤخَذُ ما اِعتَدّوا سَماحاً بَأَن يُعطوا
هُمُ القَومُ إِن يُدعَوا إِلى العَفوِ أَسرَعوا / كَراماً وَإِن يُدعَوا لِيَنتَقِموا يُبطوا
فَلا زالَ مِن عَينِ الحَسودِ لِمَجدِكُم / يَسيلُ وَمِن نَحرِ العَدُوِّ دَمٌ عَبطُ
وَما أَنا إِلّا عَبدُ نِعمَتِكَ الَّذي / لِمَيسَمِها البادي بِصَفحَتِهِ عَلطُ
وَذاكِرُ عَهدٍ مِنكَ إِذ أَنا أَغتَدي / وَبِالقَومِ لي في ظِلِّ دَولَتِكُم غُبطُ
وَطيبُ لَيالٍ كَالجِنانِ اِفتَقدتُها / كَآدَمَ مِنها حينَ أَدرَكَهُ الهَبطُ
فَإِن كانَ تاجُ المُلكِ مانِعَ جانِبي / مِنَ الدَهرِ أَن يَلقاهُ مِن صَرفِهِ ضَغطُ
وَأَيُّ فَتىً مِنهُ تَذَكَّرتُ أَصبَحَت / عَلَيهِ جُيوبُ الصَبرِ لي وَهيَ تَنعَطُّ
فَلا يَتَمَنّوا سَلوَتي بَعدَ مَوتِهِ / فَما هِيَ إِلّا في رَمائِمِهِ خَلطُ
فَإِن تَكُنِ الأَيّامُ جارَت بِفَقدِهِ / فَقُل في اللَيالي أَيُّ أَفعالِها قِسطُ
وَلَكِن إِذا عاشَ الهُماُمُ مُحَمَّدٌ / فَفيهِ لَنا من نَيلِ كُلِّ مُنىً قِسطُ
وَبَينَ جُفونِ الحاسِدينَ بِلَحظِهِ / قَتادَةُ غَيظٍ لا يُطالقُ لَها خَرطُ
فَقُل لِعَدُوٍّ ذاقَ سَورَةً بِأَسِهِ / رُوَيدَكَ إِنَّ النارَ أَوَّلُها سَقطُ
فأَرعِ رعاكَ اللهُ سَمْعَك عِذْرةً / ضعيفةَ وَقْعِ القولِ أسهُمُها مُرط
وما هو إلاّ أن تَعُمَّ جَرائمي / بصَفْحِ كما أنحَى على الوَرَقِ الخَبْط
فدام على الرّاجينَ مُلكُك إنّهُم / غَدوْا وبه من عَيْنِ دَهرهمُ غُطّوا
ولا زالَ مَمدوداً عليك رِواقُها / سَماءً بغَيْمٍ لا يُتاحُ لها كَشْط
لضَيفِ النّدَى يُمسي بأَفنائِكَ القِرَى / وخَيْلِ العُلا يُضْحِي بأبوابك الربط
تَقاسَمُ أفعالَ المكارِمِ كَفُّه / فكلٌّ له قسْمٌ وكلٌ له قِسط
وخُذْها تَهزُّ العِطفَ منكَ تَطرُّباً / كما شُعشِعَتْ للشَّربِ صَهباءُ إسْفَنْط
هيَ الدُّرُّ منثوراً وغايةُ فَخْرهِ / بسَمعكِ يوماً أن يكونَ له لَقْط
بدا في فَرْعِكَ الوَخْطُ
بدا في فَرْعِكَ الوَخْطُ / فَجُزْ حَدَّ الصِّبا واخْطُ
فأترابُك في الحيِّ / لرَحْلِ الغَيِّ قد حَطّوا
وأحبابُك في الوَصلِ / غَلَوا في السَّومِ واشْتَطّوا
وما تَأتلِفُ البِيضُ / وهذي اللِّمَمُ الشُّمط
وقِدْماً كنتُ في اللَّهْوِ / مَطايا الغَيِّ بي تَمْطو
لُزومُ العارٍ لي طَوْقٌ / ولَومُ النّاسِ لي قُرط
ألا للهِ من قَومي / بغَربيِّ الحِمى رَهْط
أتىَ من دون لُقياهمْ / تَنائي الدّارِ والشَّحْط
وَهُم أَقرَبُ ما كانوا / إِلى القَلبِ إِذا شَطّوا
بَدَأنا فَتَأَلَّفنا / كَما يَأتَلِفُ السِمطُ
وَعُدنا فَتَفَرَّقنا / كَأَن لَم نَجتَمِع قَطُّ
فَكَم يا فُرقَةَ الأَحبا / بِ جَيبي مِنكَ يَنعَطُّ
وَكَم يُشعِلُ لي قَلباً / لَظىً في جَنبِهِ سَقطُ
وَأَرعى صُحُفَ اللَيلِ / لَها مِن شُهبِها نَقطُ
وَأَستَسقي سَقيطَ المُز / نِ كَي يَروى بِهِ السِقطُ
وَما يَسقي الحَيا أَرضاً / بِها مِن ناسِها قَحطُ
أَيا دَهرٌ مَتى تَرضى / فَقَد طالَ بِكَ السُخطُ
وَكَم عادَتُكَ الظُلمُ / وَكَم سيرَتُكَ الخَبطُ
وَكَم تَلعَب بي أَحَداً / ثُكِّ السودُ وَكَم تَسطو
كَأَنّي سابِحٌ في غَم / رَةٍ أَعلو وَأَنحَطُّ
أَلا يا لَيتَ شِعري هَل / لَها مِن لُجَّةٍ شَطُّ
فَلَو أَنَّ الَّذي بي بِ / ظِباءِ القاعِ لَم تَعطُ
وَخِرقٍ لِيَدَيهِ في الن / نَدى إِن زُرتُهُ بَسطُ
وَفي أَعطافِهِ هِزَّ / ةُ ما يُنبِتُهُ الخَطُّ
هَواهُ الدَهرَ كَالسابِ / قِ دانى خَطوَهُ الرَبطُ
قَريبٌ مِن حِمىً ما لي / إِلَيهِ قَدَمٌ تَخطو
كَما طافَ مِنَ الدائِ / رِ حَولَ النُقطَةِ الخَطُّ
أَلا هَل لِلثامِ الدَه / رِ عَن وَجهِ المُنى حَطُّ
وهل يشرط وصلاً ثم / م لا ينتقض الشّرط
فللّهِ هُمامٌ شِي / متاهُ العَدْلُ والقِسط
من القومِ متى يَرْمُوا / لِصَيْدِ الشُّكْرِ لا يُخْطوا
وإن يُدْعَوا إلى تَفْري / جَةِ الغَمّاء لا يُبْطوا
فتىً في مُقلتَيْ حاس / دِهِ الدَّهرَ دَمٌ عَبْط
له خُطّةُ إقبالٍ / منَ الدّولةِ تُختَطّ
كما حَفَّ من العَينِ / على إنسانِها الوَسْط
جَناحٌ لبني الفَضْلِ / به من دَهْرِهمْ غُطُّوا
تُريكَ البارقَ الماطِ / رَ منه اليَدُ والخَطّ
إذا الحاجاتُ أضحَى دو / نَها للشّوكةِ الخَرط
دنا من عُقْلةِ الحرِّ / على راحتِه نَشْط
ولا جانبَ يَزْوَرُّ / ولا حاجبَ يُمتَطّ
فَداهُ مَن إذا سيلوا / طفيفَ النَّيلِ لا يُنطُ
ومَنْ لا وَجهُه طَلْقٌ / ولا أنمُلُه سَبْط
كأشباهِ التّصاويرِ / حَواها الجُدْرُ والبُسط
هي الأيّامُ والمَحبو / بُ في أَثنائها فَرط
لديهِ البُؤْسُ والنُّعمَى / ومن كلٍّ لنا قِسط
وقد يَفجَعُنا الرُّزْءُ / وفي أَعقابِه الغَبط
وكم من قلَمٍ أصلَ / حَ من تَشْعيثِه القَطّ
فكُنْ كالنَّجمِ لا يُعْيي / هِ إصعادٌ ولا هَبْط
مُقيمٌ في العُلا ليس / له عن جُودِه كَشط
سَواءٌ رفَعوا السِّجْفَ / لعَينٍ عنه أو لَطُّوا
فخُذها نَفثةً غَرّا / ءَ بالنُّصح لها خَلط
وخيرُ الدُّرِّ ما أصب / حَ بالسَّمْعِ لَه لَقط
يا مَن رأَى ظُعُنَ الحَيِّ الّذي شَحَطا
يا مَن رأَى ظُعُنَ الحَيِّ الّذي شَحَطا / كأنّها بينَ أحناء الضُّلوعِ قَطا
شَرقيّةٌ غربَتْ دارُ الجميعِ بها / وفَرّقَتْ في البلادِ الجِيرةَ الخُلطَا
تَأْتي طِلاعَ الفَلا من كلِّ ناجيةٍ / عَنْسٍ إذا صَعِد الحادي بها هَبطا
عزيزةٌ تَمنعُ الأبطالَ جانبَها / وتَنهضُ الخيلُ من قُدَّامِها فَرَطا
جُرْدٌ تَمُرُّ فُويْقَ الأرضِ طائرةً / حتّى كأنّ قَطاها في الحِضارِ قَطا
إذا دَجا ليلُ نَقْعٍ من سَنابِكها / أطارَ قَرْعُ الحَصى في فَرْعِه شَمَطا
إنّ المَطيَّ الّذي هاجَ الحُداةُ له / وَجْداً يَهُزُّ على أثباجِه الغُبُطا
لم يَخْطُ من عزّةٍ إلاّ على كَبِدٍ / ولم يُثِرْ منه غيرَ الدَّمْعِ حين خَطا
من كلِّ أدماءَ أغشَوا تحتها نَمَطاً / من الحرير وعالَوا فوقها نَمَطا
وفَرَّجوا سُجْفَها عن عارضَيْ قَمَرٍ / يَسْرِى على نُورِه باللّيلِ مَن خَبَطا
دَعُوا الظُّبَى حَشْوَ أجفان الحُماةِ له / كَفَى بما هو من أجفانِه اخْتَرطا
تَمْرِي ظُباءُ من الآماقِ مُنْسَفكاً / ما لم يَسِلْه من الأعناقِ مُعتَبِطا
أُذْرِي الدّموعَ ويَلْحَى اللاّئمون معاً / على الزّمانِ الّذي قد فَرَّق الخُلَطا
لُوموا على ذاك أو كُفّوا لشأْنِكم / بَرْحُ الفِراقِ على بَرْحِ المَلامِ غِطا
عَتْبي على القَدَرِ الجاري وأَيُّ فتىً / يُعدَى على حَكَمِ الأقدارِ إن قَسَطا
فليتَ شِعْري بأيِّ الأمرِ من زَمني / أُصيبُ من عُقدَةِ الأحزانِ مُنتَشَطا
وما مَلكْتُ المُنَى والدَّهرُ فيه رضاً / فكيف أملِكُها منه وقد سَخِطا
لَقِيتُ مِمّا يُشيبُ الرأسَ أَعظَمَهُ / لو أنّ شَيباً إذا استوحَيْتَه وَخَطا
وقد نَسِيتُ وما أنسَى بحادثةٍ / عَيشاً تَلقّيتُ في رَيعانِه غِبَطا
أَبِيتُ منه على ذِكْرٍ يُؤرِّقُني / شَوقاً إلى سالفِ العَهدِ الّذي فَرَطا
في ليلةٍ كُلُّ جُزْءٍ مِن غَياهبِها / من طولِها لَيلةٌ لو قُسِّمَتْ نُقَط
فدامَ للمُلْكِ مَجْدُ المُلْكِ عُدَّتَه / من اللّيالي قَريرَ العينِ مُغْتَبِطا
دامَ الهُمامُ الّذي يَهْمِي ندىً وردىً / إذا أَجدّ رِضاً في النّاسِ أو سُخُطا
السّيفَ عَضْباً إذا ما هَبوةٌ ذُكِرَتْ / والغَيثَ سكْباً إذا ما جانبٌ قَحَطا
والسَّيْلَ عَزْماً إذا ما الخَطْبُ بادَهُه / والطَّودَ حِلماً إذا ما الجاهلُ اخْتلَطا
لمّا رأى أنّ أعمالَ الورَى رُتَبٌ / يَظَلُّ يَختَطُّ منها أهلُها خِطَطا
تَوسَّط المُلْكُ في أَسنَى مَراتبِه / وكان من حَقِّ دُرِّ العِقْدِ أن يَسِطا
لم يَعتَمِدْ في العُلا من أَمرِها طَرَفاً / ولم يقَعْ رأْيُه في نَقْدِها غَلَطا
لو لم يكُنْ وسَطُ الأشياءِ أَشْرَفَها / ما اختارَتِ الشّمْسُ من أفلاكها الوَسَطا
زاد الممالِكَ باسْتِعْلائِه شَرَفاً / وَفّى البريّةَ للرّاجي بما شَرَطا
لو عَدَّ في أَقصَرِ الألحاظِ مُمتَحَناً / ما يَحسُبُ النّاسُ طولَ الدَّهْرِ ما غَلِطا
هذا على أنّه لو رامَ في سنةٍ / حسابَ ما جادَ في يومٍ لمّا ضَبَطا
تلك اليمينُ الّتي ما هَزَّ أنمُلَها / إلا وفي يَدِ شاني مَجْدِه سُقِطا
غَدا بها مالُه المَوفُور مُبتَذَلاً / وراح مالُهُمُ المَوهوبُ مُنضَبِطا
للهِ أروعُ يأْبَى رأْيُه أبداً / جَعْدَ المساعي ويَرضَى العُلا سَبِطا
لا يَمْهِلُ الدّاءَ إلا ريْثَ يَحسِمُه / والحزْمُ في نَزْعِ نابِ الشرِّ حين سَطا
ولا يَغَرُّ بوُدٍّ تحته ضَمَدٌ / كم زَهرةٍ قَتلَتْ مرعىً بها حَبَطا
يا ابنَ الأعزِّينَ من رَيْبِ الزّمانِ حِمىً / والأكثرِينَ على حَدِّ العَدُوِّ سُطا
والأَطْولينَ إلى فَرْعِ العلاء يَداً / والأبعدِينَ إلى شَأْوِ الكرامِ خُطا
أنت الّذي لم يُغادِرْ فَضْلَ مَرتبة / إلا وعاطاهُ أَغلَى مَأْخذاً فعَطا
فوقَ الوِزارةِ لو فكّرتَ مَنزلةً / وإن بكَى الحاسدُ المَفْؤودُ أو نَحَطا
من أصبحَتْ وزراءُ العَصرِ عن يَدِه / مَن شاء أدنَى ومَن لم يَرضَه شَحَطا
فَلْيشكُرِ المُلْكُ ما أولَيتَ من منَنٍ / ولن يُصيبَ مَزيدَ البِرِّ مَن غَمَطا
لولاكَ كانَ أصابَ العظْمَ كاسِرُهُ / ولاقَتِ الشّحمةُ البيضاءُ مُشتَرَطا
فَللْتَ عنه شَبا خَطْبٍ رأيتَ بِها / أديمَهُ عن مَدامِي نَحرِه كُشِطا
أيّامَ لا حِسَّ من خَيلٍ ولا خَوَلٍ / تَمُدُّ هذي الصُّفوفُ الغُلْبَ والسُّمُطا
فقد أفاض عليه اليومَ رَونَقَهُ / وراشَ نُصحُكَ منه نَبلَهُ المُرُطا
وقَدَّمَتْ عُصَبُ العافِينَ عن ثِقةٍ / وَفْدَ الأماني إلى وِرْدِ النّدَى فَرَطا
وراحَ كُلُّ فتىً ألقَى عَصاهُ وقد / أصابَ من وَرَقِ الدُّنيا به خَبَطا
إليكَ أَعملْتُها في كُلِّ غامضةٍ / ألقَى الظّلام بها بَرْكاً وَمَدَّمَطا
مُصطفّةً كالمَدارِي في سَوادِ دُجىً / يَبِتْنَ يَفْرُقْنَ منه لِمّةً قَطَطا
منَ اللّواتي يَزيدُ السّيرُ أَيديَها / سَبْقاً إذا الفَضْلُ من أَنساعِها مَعَطا
بسَطْتُ ما قد تَطوَّى من أَزِمَّتِها / حتّى طوَيْتُ بها القاعَ الّذي انْبَسَطا
كم قد غَشِينا بها في مَرِّها خِطَطاً / وكم لَقينا بها من دَهْرِها خُطَطا
إلى كريمِ كِرامٍ في الزّمانِ إذا / قاموا كُسالَى إلى أُكرومةٍ نَشِطا
فأَرْعنى سَمعك المَفْدِيَّ صاحبُه / وعُدَّ غَيرَ الّذي قد قُلتُه لَغَطا
وخُذْه كالدُّرِّ وهْو الدُّرُّ أَسرُدُه / في سلكِ خدْمتِكَ العَلياءِ مُنْخَرِطا
مِمّا يكادُ إذا غنّى الرُّواةُ به / يُحِسُّ سامعُه في أُذْنهِ قُرُطا
لِسابقٍ في المعالي لو يَصيرُ لها / مُقرَّباً بفِناء المجدِ مُرتَبِطا
قُلْ للأكابرِ زادَ اللهُ مُلكَهمُ / لا تَحرِمُوا الفَضْلَ منكمْ سِيرةً وَسَطا
عَطْفاً على الشِّعْرِ عَطْفاً إنّه عَمَلٌ / إن لم تُثيبوا عليه أنتمُ حَبِطا
يَضيعُ مثْليَ فيما بَينَ أَظهُرِكُمْ / عارٍ منَ العارِ لا يُلقَى عليه غِطا
أُجِيدُ وَسْمَ عُلاكمُ بالمديحِ لها / وأَخرجُ الدَّهرَ من إنعامكمْ عُلُطا
عامٌ تَقضّى وعامٌ بعدُ تابعُه / لقد تَكلّفْتُ من تأميلِكمْ شَطَطا
فانْعَرْ بها أَيهُا الحادي على طَرَب / إذا التقَى الصُّبْحُ بالظّلماءِ واخْتَلَطا
واقْذِفْ منَ المَنزلِ النّائي بأَرحُلِنا / إلى كريمٍ يُوفّي الظّنَّ ما اشْتَرطا
وعَدِّ عن مَعشرٍ قَلّتْ مَواهِبُهُمْ / فلو يكونُ ندىً في الجَوِّ ما سَقَطا
وثِقْ على كلِّ حالٍ بالقَبولِ لنا / لا يَعدَمُ الدُّرُّ بين النّاسِ مُلتِقطا
ورُبّما عاد بالإحسانِ سادَتُنا / فقد يُغاثُ الفتَى من بَعدِ ما قَنِطا
صَبْراً على الدَّهرِ صَبْراً يُستعانُ به / إنّ الحُظوظَ سِراعٌ مَرَةً وبِطا
أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى
أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى / قَولُ وَليٍّ لكَ مُستَبْطِ
يا مَنْ غدَتْ أخلاقُهُ كُلُّها / عَدْلاً تُقيمُ الوَزْنَ بالقِسْط
ما لِمواعيدِكَ قد أَصبحَتْ / جَزاؤها يَهزَأُ بالشّرط
وكم إلى دارِكَ ردَّدتنِي / من أجلِها تَرْديدَ مُشتَطّ
حتّى من الغَيظِ الّذي نالَني / لطُولِ ذاكَ العَدْو والخَبط
لو كان رِجْلي قَلَماً عندَها / لكنتُ لم أَعدَمْهُ من قَطّ
فَرْطُ الحجابِ الصّعبِ ما وَجْهُه / على صديقٍ زادَ في فَرط
على امْرئٍ تَأخذُ من شُكرِه / إن حُزْتَه فوقَ الّذي تُعطي
أَسرَفْتَ في قَبْضتي وكنتَ الّذي / آمُلُ أن تُسرِفَ في بَسْطي
جاهُك ذا المَقْسومُ بينَ الوَرى / تُراه ما لي فيه من قِسْط
وكَفُّك السّمحةُ مذ لم تَزَلْ / وما لإحسانِكَ من غَمط
تَسمَحُ بالحَظِّ لطُلابه / فكيف لا تَسمَحُ بالخَطِّ
وإنّك الفَردُ الّذي خَطُّه / في أُذُنِ الدّولةِ كالقُرْط
قُلْ للنّجيبِ ابنِ النّجيبِ الّذي / إذا رمَى الأغراضَ لم يُخطي
ظُلْمٌ لأقلامِك أن سُمّيَتْ / إذْ شُبِّهْت بالأَرقَمِ المُرط
وأنمُلٌ منك ثلاثٌ غَدَتْ / يَريشُها من يَدِكَ السَّبْط
خَطُّ كمِثْلِ الدُّرِّ من كاتبٍ / سَطْرٌ له أنْفَسُ من سِمْط
قد نثَر اللُّؤلُؤَ في طِرسِه / فأهوَتِ الجَوزاءُ لِلّقْط
لَوَدَّتِ الأنجُمُ في كُتْبِه / لَو جُعلَتْ أمكنةَ النَّقْط
فَبعضُ ما استحقَقْتَ ما نِلْتَهُ / من رِفعةٍ آمنةِ الحَطّ
ودولةٌ حسناء مَحسودةٌ / أَعطاكَها للدُّوَلِ المُعْطي
ما كُتبَتْ سَهْواً فكنْ آمِناً / لها من المَحْوِ أوِ الكَشْط
قُلْ لعمادِ الدينِ عن عَبْدِه
قُلْ لعمادِ الدينِ عن عَبْدِه / ما أنا من عَفْوِكَ بالقانِطِ
فإنْ ذا يكُنْ غَضباً مُفْرِطاً / لِما بدا من زَلَلٍ فارِط
فالسّاخِطُ الحُرُّ له رَجْعةٌ / والصّعْبُ أمْرُ السّاخطِ السّاقط
دُمْ للعُلا في ظلالِ العزِّ مُغتَبِطا
دُمْ للعُلا في ظلالِ العزِّ مُغتَبِطا / وللعِدا بنِصالِ العَزْمِ مُعتَبِطا
يا مَن إذا رَضيَ انْهلّتْ غَمامَتُه / جُوداً وبُؤساً على قَومٍ إذا سَخِطا
فوق السَحابِ سَماحاً والسِّماكِ عُلاً / والسّيفِ رأياً وأحداثِ الزّمانِ سُطا
قد قلتُ والدّهرُ كالمُبدي لنا خَجَلاً / به على حَمدِنا عُقْبَى الّذي فَرَطا
من عَثرةٍ لم تكُنْ بالرّأيِ منْك ولا / بالجَدّ حُوشِيَ حتّى تُعظِمَ الخُطَطا
بل وَطأةٌ خَبطتْ في الأرضِ من عجَلٍ / بمَن ندَى يدِه في أهلِها خَبَطا
ذي هِزّةٍ نَبعتْ منه مَواهبُه / ومالَ عِطْفاهُ الرّاجي بها فَعَطا
كمَيْلةِ الغُصْنِ مَسَّ الأرضَ مُثمِرُه / وانْآدَ ممّا عليه حَمْلُه انْخرَطا
هو النّدى والزّمانُ الرّوضُ باكَرَهُ / حتّى غدا حُسْنُه بالطِيّبِ مُخْتلِطا
إن راقَكَ الرَّوضُ مَصقولاً جوانبُه / فلا يَرعْكَ إذا قيلَ النّدىَ سَقَطا
ولا تَمُجّنَّ سَمْعاً لَفْظَهُ عَجِلاً / ما دام يُستَحسَنُ المَعْنَى إذا ضُبِطا
للهِ منْك أبا عبدِ الإلهِ فتىً / إذ الزّمانُ لسَيفِ الحادثِ اخْتَرطا
له سِهامٌ إذا ريشَتْ بأنمُلِه / أَصمَتْ عِداهُ فلا لاقَتْهُمُ مُرُطا
غديرُ جُودٍ متى ما يَأت وارِدُه / تَسمَعْ لطَيْرِ القوافي حَولَهُ لَغَطا
كمِ امتطَى النّجمَ لم تكْدُدْ له قَدَمٌ / إلى العُلا مُدْنِياً منها الّذي شَحَطا
أغَرُّ مذ صَعِدَ الأصلُ الكريمُ بهِ / إلى أعالي ثنايا المَجْدِ ما هَبَطا
فاْعْذِرْ على خَطْوِه إن كان أخطأها / فاللهُ خَطَّ لأفياءِ العُلا خِططا
اِعتادَ أن يَطأَ الأفلاكَ أخمَصُه / فما دَرى عند وَطْء الأرضِ كيف يَطا
لمّا أبَى كَعْبُه العالي سِوى طُرقٍ / فَوقَ النُّجومِ أبىَ إلاّ اضْطِرابَ خُطا
حاشا زمانَك يا غَوثَ الأفاضلِ أن / تَزِلَّ نَعلُكَ لا قَصْداً ولا غَلَطا
أنّي ومنك اكتسى نوراً أضاء به / من بعدِ ما كان في الظّلماء مُخْتبِطا
يا مَن غدا الحَمدُ مُلْقىً في الثّرى دُرراً / ولم يُصادَفْ إلى أنْ جاء مُلْتَقِطا
ومَن أعادَ لعُودِ الفَضْلِ ماءَ ندىً / فشَبَّ ما شابَ من فِكْري وما شَمَطا
عَقدتُ بالطّرَفِ الأقصَى لأُدرِكَه / طَرْفي ولم أرْضَ من أُمنيّةٍ وَسَطا
وأنتَ جَسّرْتَني حتّى جَسَرْتُ بِما / أكرمْتَني فطلَبْتُ المَطلَبَ الشَّططا
والماءُ يُجمَعُ من أطرافِه وإذا / بسَطْتَ منه ولاقَى الفُسحةَ انبسَطا
فالْقَ العِدا مُرغِماً ما دام جُودُك في / ذُرا عُلاكَ لطَرْفِ المَدْح مرتَبِطا
في دولةٍ غَضّةٍ طُولُ البقاء لها / ماإن يَزالُ على الأيّام مُشتَرَطا
ما غَضَّ أَعيُنَها زُهْرُ النّجومِ متَى / رأَيْنَ شَيْبَ صباحٍ للدُّجَى وَخَطا
ألا طرقَتْنا والثُّريّا كقُرْطِها
ألا طرقَتْنا والثُّريّا كقُرْطِها / وقد بَرَدَتْ في نَحْرِها دُرُّ سِمْطِها
فهاجَتْ على القَلْبِ المَشوقِ صَبابةً / نفَيْتُ الكَرى عن مُقلَتَيَّ لفَرْطها
وما بَرِحَتْ حتّى تَهاوَتْ منَ الدُّجَى / فَرائدُ أَعياها تَعجُّلُ لَقْطها
وبَثَّ مَشيبُ الصُّبْحِ أَوضاحَ فَرعِه / فغَضّتْ جُفونُ اللّيلِ عن لَمْع وَخْطها
سَرتْ وصَبا نَجْدٍ معاً من عِراصِها / فما عَبِقَتْ إلاّ بأَعطافِ مِرْطها
فَزِعْتُ إلى دَمْعي على جَرَيانِه / فلم يُغْنِ عن إنهالِ خَدٍّ لِخَطّها
بَلَلْتُ به خَدّي وفي القلبِ غُلّتي / وكم غَيْثُ أَرْضٍ جازَ مَوضِعَ قَحْطها
وإنّ للَيْلَى في فُؤادي مَحلّةً / متى يَرْمِها الواشي بسَهْمٍ يُخَطِّها
على أنّ لَيلَى إن أَصابَتْ وَقلّما / شَكَرْنا لها أَو أَخطأَتْ لم نُخَطِّها
كأنّ وِسادي بعدَ توديعِ طَيْفِها / قَتادٌ وقد كَفّلتِ جَفْني بخَرْطها
فهل زَورةٌ أُخرَى اللّيالي مُعادَةٌ / علىَّ حَرِيّاً مَن نَوى ماء شَطّها
ولو شَرَطَتْ روحي ثَوابَ مَسيرِها / فما قَدْرُ روحي في الوفاءِ بشَرْطها
لَعلَّ زماناً أنْ يَعودَ كعَهْدِه / فتَرضَى قُلوبٌ جَمّةٌ بَعدَ سُخْطها
وقد يُعقبُ المّيلُ الطّويلُ صَبيحةً / وتَقرُبُ دارُ الحَيَّ من بَعْدِ شَحْطها
وللهِ ما تَخْدِي بنا كُلُّ رَسْلةٍ / يَعُطُّ رداءَ البِيدِ أَيسَرُ عَطّها
وقد قُلتُ لمّا عارضَتْ عُقَدَ الِلّوَى / وهَبّتْ معَ الحادي بغَوْريِّ سِقْطها
كأنّ مَصوغاتٍ بأيدي عِجالِها / إذا ذَعرتْ ليلُ الكئيبِ بخَبْطها
إلى أينَ مَسرَى العِيسِ تحت رِحالِها / وبابُ أَمينِ المُلْكِ خَيرُ مَحَطِّها
فَسِيروا إلى أفناء أبيضَ ماجدٍ / له من بُيوتِ المجدِ غُرّةُ وَسْطها
كريمٌ إذا مَرَّ العذولُ بسَمْعِه / يُراجِعُ عن سَمْحِ الأنامِلِ سَبْطها
حَميدٌ على سَهْلِ الزّمانِ وَوَعْرِه / وثَبْتٌ على جَوْرِ اللّيالي وقِسْطها
فكم غايةٍ يا ابْنَ الكرامِ بلَغْتَها / على صَهوةٍ من صَعبةٍ لم تُوَطّها
وكم نعمةٍ أعطَيْتَها وهْي جَزْلَةٌ / ولكنّني نَشّرتُها لم أغَطَها
شكَرتُ فزِدْنا زادَك الله نعمةً / تَدومُ على شِيبِ اللّيالي وشُمْطها
وجُدْ لي بحالٍ بعدَ مالٍ وهَبْتَه / فما عُقْدَةٌ إلا وأنتَ لِنَسْطها
فإنّيَ مَنْسوبٌ إليكَ مَودّةً / وفَخْرُ سَراةِ النّاسِ في عِزِّ رَهطها
فإنّ القوافي الغُرَّ ما لم تَسِرْ بِها / لكالشّمسِ ما دامَتْ تُقيمُ بخَطّها
فحرِّرْ لآدابي سُطورَ عنايةٍ / هيَ الوَسْمُ في ضاحي سَوالفِ عُلْطها
واتْعَبْ بها كفَّ الكريمة شأنُها / متَى تُسألِ الجَدْوى العظيمةَ تُعْطِها
وإنّ يَميناً لا تَضُنُّ بمالِها / لَمَرجُوَّةٌ ألاّ تَضُنَّ بخَطّها
فلا زال تَصريفُ العِنانِ لقَبْضها / ولا زال تَخْليدُ الثَناءِ لبَسطها
ولا زال إسخاطُ العَذولِ ببَذْلِها / ولا زال إرضاءُ الملوكِ بضَبطها
ولا زالتِ الأقلامُ حين تُديرُها / وقد أخذَتْ من كُلِّ حُسنٍ بقِسْطها
تَشُقُّ قلوبَ الحاسدِينَ كشَقِّها / وتُلْقي رُؤوسَ المارقينَ كقَطّها
ولا عجَبٌ أن تَملِكَ العَينَ إن جرَتْ / وماسَتْ على القرطاسِ أعطافُ رُقْطها
فما اللّحْظُ من عَينِ الفتاة كجَرْيها / وما الخالُ في خَدِّ المَليحِ كنَقطها
فما زال يَعلو نَجْمُ جَدِّك صاعداً / إذا ما جُدودُ القومِ أهوتْ لهَبْطها
وإنّي لأَرجو أن تُرى لك دَولةٌ / تُطيلُ شفاهُ النّاسِ خِدمةَ بُسْطها