القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِحُ الدين الأَرَّجاني الكل
المجموع : 7
سَرى ولثامُ الصُّبحِ قد كاد يَنحَطُّ
سَرى ولثامُ الصُّبحِ قد كاد يَنحَطُّ / خَيالٌ تَسدَّى القاعَ والحيُّ قد شَطُّوا
وزار وقد نَدَّى النّسيمُ حُلِيَّهُ / فبات يُباري الثَّغْرَ في بَرْدِه السِمط
وما عَطّرتْ نجداً صَباها وإنّما / سَرى وهْو مَجرورٌ على إثْره المِرط
هو البدرُ وافَى والثُّريّا كأنّها / على الأُفْقِ مُلقىً منه من عَجَلٍ قُرْط
من البيضِ يَهْدي الركبَ باللّيلِ وجْهُها / إذا ضلّ مثْلي في غدائِرها المُشط
تَراكَ بعَينَيها المَهاةُ إذا رنَتْ / ويُعطيك ليتَيْها الغزالُ الّذي يَعْطو
عَقيلَةُ رَهْطٍ لو أَخلَّتْ برَهْطِها / كفاها بأنّ العاشِقينَ لها رَهْط
يَحُفُّ بها من سِرِّ قَيْسٍ فَوارسٌ / تَخُبُّ بهمْ خَيلٌ لوجْهِ الفلا تَغْطو
إذا ما تَثَنّتْ والقنا مُحدِقٌ بها / تَرى الخُوطَ في أثناء ما يُنبِتُ الخَطّ
هُمُ يومَ زَمُّوا للفراقِ رِكابَهم / رَمونا بسَهْمٍ في القلوبِ فلم يُخْطوا
وساروا بأفلاكٍ من العيسِ فوقها / كواكبُ إلاّ أنّ أبراجَها الغُبط
وألْوتْ بَصبري يومَ ولَّتْ غَريرةٌ / تُحكَّمُ في نَفْسِ المُعنّى فتَشْتَطّ
فَرشْتُ لها خَدّي لتَخْطو كرامةً / عليه فلم تَمْلِكْ من التِّيهِ أن تَخْطو
وعُدْتُ ولي سِلْكٌ من الجِسمِ ناحلٌ / عليهِ لِدُرِّ الدَّمعِ من مُقْلتي خَرْط
يَبُلُّ البُكا خَدّي وفي القلبِ غُلَّتي / وكم سُقِيتْ أَرضٌ وفي غَيرِها القَحْط
فلا زال من دَمعِ الغوادي على اللِّوى / سُقيطٌ يُحلَّى منه باللُّؤْلُؤ السِّقْط
مَعارِفُ أشباهُ الصّحائفِ وُضَّحٌ / لأيدي البِلَى في كُلِّ رَسْمٍ لها خَطّ
حكَى النُّؤْىُ منها مَشْقَ بعضِ حُروفِه / ويحكي الأثافي السُّودَ من بَعْضِها النَّقْط
وعَهدي برَبْعِ العامريّةِ مَرّةً / وَرَكْبُ الهوَى منّا بِواديهِ يُحْتَطّ
وشَرْطُ اللّيالي أن يَفينَ لأَهْلِه / وتَأْبَى اللّيالي أن يَصِحَّ لها شَرط
فآهاً على تلك العُهودِ الّتي مضَتْ / لقد دُرسَتْ حتّى كأنْ لم تَكُنْ قَطّ
كذا الدّهرُ إنّ تَكشِفْ حقيقةَ خُلْقِه / تَجِدْ لا الرِّضا منه يَدومُ ولا السُّخْط
ولا تَضَعُ الأَيّامُ شيئاً مكانَه / ولكنّها العَشْواءُ سِيرتُها الخَبط
وزائرةٍ لِلَّيلِ قُرْبٌ بشَخْصِها / إليَّ وللفجرِ المُنيرِ بها شَحْط
كأنّ الدُّجى منّي شبابٌ لِمَيْلها / إليَّ به والصُّبحَ في طَرْدِها وَخْط
سرَى من أعالي الرَّقمتَيْنِ خَيالُها / وقد حان من عُقْلِ النُّجومِ بها نَشط
ونحن على الأكوارِ مِيلٌ من السُرَى / بِوادي الخُزامى والمَطيُّ بنا تَمْطو
ركائبُ أبقَى الوَخْدُ منهنَّ في الفلا / شَبيهاً بما أَوهَى من الأَنسُعِ المَغْط
فللّهِ من عِيسٍ بَرَى السّيْرُ نَحْضَها / نَجاءً كما الوَى بأنساعِها المَعْط
رفَعْنا لإدراكِ المعالي رِحالَنا / ومادونَ لُقيانِ الأميرِ لها حَطّ
فزُرْنا ظهيرَ الدينِ وابنَ قِوامِه / وكُلُّ وَساعٍ من نَجائِبنا تَعْطو
لقد ضَمَّ أشتاتَ المحامدِ ماجدٌ / يَداهُ يدٌ تَسخو ندى وَيدٌ تَسطو
فتىً ظلَّ يزْهَى السيّفُ والسَّيبُ أنه / يَخُصُّهما من كفِّه القَبضُ والبَسْط
يُميتُ ويُحيي في الوَرى غيرَ أنّه / عطاياهُ دَأْبٌ وانتِقاماتُه فُرط
بيمناهُ ضَبْطٌ للممالكِ كُلّها / وليس لأَدنَى ما يَجودُ به ضَبْط
له قلمٌ يَقتَصُّ من أَرؤسِ العدا / بما قد جنَى في رأسهِ الثَّقُّ والقَطّ
وَينطِقُ عن مَكنونِ قَلْبٍ إذا ارتأَى / فما لِسُتورِ الغَيْبِ من دونه لَطّ
ويَحلو الوغَى والعاسِلاتُ أساوِدٌ / لها في سُوَيْداواتِ أبطالِها بَسط
وللدّمِ من نَحْرِ الكَمّيِ صَوائكٌ / من النّضْحِ حَيّاتُ الرّماح بها رُقْط
تَثَنّى العَوالي كَالقُدودِ نَواعِماً / بِحَيثُ الحَنايا كَالحَواجِبِ تَمتَطُّ
سَمَت بِوَجيهِ المُلكِ في المَجدِ رُتبَةٌ / إِذا ما تَعلى الحاسِدونَ لَها اِنحَطّوا
وَهَل مِن فَتىً جَعدٍ سِواهُ مِنَ الوَرى / تَجودُ عَلى العِلّاتِ مِنهُ يَدٌ سَبطُ
فَقابَلَ أَطرافَ العُلا في أَماثِلٍ / لَهُ حينَ يَعزى مِن بُيوتِهِمُ الوَسطُ
مَقاديمُ يَعتَمّوانَ بِالبيضِ نَجدَةً / فَأَرؤُسُهُم عَصرَ الشَبابِ بِها شُمطُ
إِذا ما لَهُم لَم يُستَبَح يَومَ جودِهِم / فَيُؤخَذُ ما اِعتَدّوا سَماحاً بَأَن يُعطوا
هُمُ القَومُ إِن يُدعَوا إِلى العَفوِ أَسرَعوا / كَراماً وَإِن يُدعَوا لِيَنتَقِموا يُبطوا
فَلا زالَ مِن عَينِ الحَسودِ لِمَجدِكُم / يَسيلُ وَمِن نَحرِ العَدُوِّ دَمٌ عَبطُ
وَما أَنا إِلّا عَبدُ نِعمَتِكَ الَّذي / لِمَيسَمِها البادي بِصَفحَتِهِ عَلطُ
وَذاكِرُ عَهدٍ مِنكَ إِذ أَنا أَغتَدي / وَبِالقَومِ لي في ظِلِّ دَولَتِكُم غُبطُ
وَطيبُ لَيالٍ كَالجِنانِ اِفتَقدتُها / كَآدَمَ مِنها حينَ أَدرَكَهُ الهَبطُ
فَإِن كانَ تاجُ المُلكِ مانِعَ جانِبي / مِنَ الدَهرِ أَن يَلقاهُ مِن صَرفِهِ ضَغطُ
وَأَيُّ فَتىً مِنهُ تَذَكَّرتُ أَصبَحَت / عَلَيهِ جُيوبُ الصَبرِ لي وَهيَ تَنعَطُّ
فَلا يَتَمَنّوا سَلوَتي بَعدَ مَوتِهِ / فَما هِيَ إِلّا في رَمائِمِهِ خَلطُ
فَإِن تَكُنِ الأَيّامُ جارَت بِفَقدِهِ / فَقُل في اللَيالي أَيُّ أَفعالِها قِسطُ
وَلَكِن إِذا عاشَ الهُماُمُ مُحَمَّدٌ / فَفيهِ لَنا من نَيلِ كُلِّ مُنىً قِسطُ
وَبَينَ جُفونِ الحاسِدينَ بِلَحظِهِ / قَتادَةُ غَيظٍ لا يُطالقُ لَها خَرطُ
فَقُل لِعَدُوٍّ ذاقَ سَورَةً بِأَسِهِ / رُوَيدَكَ إِنَّ النارَ أَوَّلُها سَقطُ
فأَرعِ رعاكَ اللهُ سَمْعَك عِذْرةً / ضعيفةَ وَقْعِ القولِ أسهُمُها مُرط
وما هو إلاّ أن تَعُمَّ جَرائمي / بصَفْحِ كما أنحَى على الوَرَقِ الخَبْط
فدام على الرّاجينَ مُلكُك إنّهُم / غَدوْا وبه من عَيْنِ دَهرهمُ غُطّوا
ولا زالَ مَمدوداً عليك رِواقُها / سَماءً بغَيْمٍ لا يُتاحُ لها كَشْط
لضَيفِ النّدَى يُمسي بأَفنائِكَ القِرَى / وخَيْلِ العُلا يُضْحِي بأبوابك الربط
تَقاسَمُ أفعالَ المكارِمِ كَفُّه / فكلٌّ له قسْمٌ وكلٌ له قِسط
وخُذْها تَهزُّ العِطفَ منكَ تَطرُّباً / كما شُعشِعَتْ للشَّربِ صَهباءُ إسْفَنْط
هيَ الدُّرُّ منثوراً وغايةُ فَخْرهِ / بسَمعكِ يوماً أن يكونَ له لَقْط
بدا في فَرْعِكَ الوَخْطُ
بدا في فَرْعِكَ الوَخْطُ / فَجُزْ حَدَّ الصِّبا واخْطُ
فأترابُك في الحيِّ / لرَحْلِ الغَيِّ قد حَطّوا
وأحبابُك في الوَصلِ / غَلَوا في السَّومِ واشْتَطّوا
وما تَأتلِفُ البِيضُ / وهذي اللِّمَمُ الشُّمط
وقِدْماً كنتُ في اللَّهْوِ / مَطايا الغَيِّ بي تَمْطو
لُزومُ العارٍ لي طَوْقٌ / ولَومُ النّاسِ لي قُرط
ألا للهِ من قَومي / بغَربيِّ الحِمى رَهْط
أتىَ من دون لُقياهمْ / تَنائي الدّارِ والشَّحْط
وَهُم أَقرَبُ ما كانوا / إِلى القَلبِ إِذا شَطّوا
بَدَأنا فَتَأَلَّفنا / كَما يَأتَلِفُ السِمطُ
وَعُدنا فَتَفَرَّقنا / كَأَن لَم نَجتَمِع قَطُّ
فَكَم يا فُرقَةَ الأَحبا / بِ جَيبي مِنكَ يَنعَطُّ
وَكَم يُشعِلُ لي قَلباً / لَظىً في جَنبِهِ سَقطُ
وَأَرعى صُحُفَ اللَيلِ / لَها مِن شُهبِها نَقطُ
وَأَستَسقي سَقيطَ المُز / نِ كَي يَروى بِهِ السِقطُ
وَما يَسقي الحَيا أَرضاً / بِها مِن ناسِها قَحطُ
أَيا دَهرٌ مَتى تَرضى / فَقَد طالَ بِكَ السُخطُ
وَكَم عادَتُكَ الظُلمُ / وَكَم سيرَتُكَ الخَبطُ
وَكَم تَلعَب بي أَحَداً / ثُكِّ السودُ وَكَم تَسطو
كَأَنّي سابِحٌ في غَم / رَةٍ أَعلو وَأَنحَطُّ
أَلا يا لَيتَ شِعري هَل / لَها مِن لُجَّةٍ شَطُّ
فَلَو أَنَّ الَّذي بي بِ / ظِباءِ القاعِ لَم تَعطُ
وَخِرقٍ لِيَدَيهِ في الن / نَدى إِن زُرتُهُ بَسطُ
وَفي أَعطافِهِ هِزَّ / ةُ ما يُنبِتُهُ الخَطُّ
هَواهُ الدَهرَ كَالسابِ / قِ دانى خَطوَهُ الرَبطُ
قَريبٌ مِن حِمىً ما لي / إِلَيهِ قَدَمٌ تَخطو
كَما طافَ مِنَ الدائِ / رِ حَولَ النُقطَةِ الخَطُّ
أَلا هَل لِلثامِ الدَه / رِ عَن وَجهِ المُنى حَطُّ
وهل يشرط وصلاً ثم / م لا ينتقض الشّرط
فللّهِ هُمامٌ شِي / متاهُ العَدْلُ والقِسط
من القومِ متى يَرْمُوا / لِصَيْدِ الشُّكْرِ لا يُخْطوا
وإن يُدْعَوا إلى تَفْري / جَةِ الغَمّاء لا يُبْطوا
فتىً في مُقلتَيْ حاس / دِهِ الدَّهرَ دَمٌ عَبْط
له خُطّةُ إقبالٍ / منَ الدّولةِ تُختَطّ
كما حَفَّ من العَينِ / على إنسانِها الوَسْط
جَناحٌ لبني الفَضْلِ / به من دَهْرِهمْ غُطُّوا
تُريكَ البارقَ الماطِ / رَ منه اليَدُ والخَطّ
إذا الحاجاتُ أضحَى دو / نَها للشّوكةِ الخَرط
دنا من عُقْلةِ الحرِّ / على راحتِه نَشْط
ولا جانبَ يَزْوَرُّ / ولا حاجبَ يُمتَطّ
فَداهُ مَن إذا سيلوا / طفيفَ النَّيلِ لا يُنطُ
ومَنْ لا وَجهُه طَلْقٌ / ولا أنمُلُه سَبْط
كأشباهِ التّصاويرِ / حَواها الجُدْرُ والبُسط
هي الأيّامُ والمَحبو / بُ في أَثنائها فَرط
لديهِ البُؤْسُ والنُّعمَى / ومن كلٍّ لنا قِسط
وقد يَفجَعُنا الرُّزْءُ / وفي أَعقابِه الغَبط
وكم من قلَمٍ أصلَ / حَ من تَشْعيثِه القَطّ
فكُنْ كالنَّجمِ لا يُعْيي / هِ إصعادٌ ولا هَبْط
مُقيمٌ في العُلا ليس / له عن جُودِه كَشط
سَواءٌ رفَعوا السِّجْفَ / لعَينٍ عنه أو لَطُّوا
فخُذها نَفثةً غَرّا / ءَ بالنُّصح لها خَلط
وخيرُ الدُّرِّ ما أصب / حَ بالسَّمْعِ لَه لَقط
يا مَن رأَى ظُعُنَ الحَيِّ الّذي شَحَطا
يا مَن رأَى ظُعُنَ الحَيِّ الّذي شَحَطا / كأنّها بينَ أحناء الضُّلوعِ قَطا
شَرقيّةٌ غربَتْ دارُ الجميعِ بها / وفَرّقَتْ في البلادِ الجِيرةَ الخُلطَا
تَأْتي طِلاعَ الفَلا من كلِّ ناجيةٍ / عَنْسٍ إذا صَعِد الحادي بها هَبطا
عزيزةٌ تَمنعُ الأبطالَ جانبَها / وتَنهضُ الخيلُ من قُدَّامِها فَرَطا
جُرْدٌ تَمُرُّ فُويْقَ الأرضِ طائرةً / حتّى كأنّ قَطاها في الحِضارِ قَطا
إذا دَجا ليلُ نَقْعٍ من سَنابِكها / أطارَ قَرْعُ الحَصى في فَرْعِه شَمَطا
إنّ المَطيَّ الّذي هاجَ الحُداةُ له / وَجْداً يَهُزُّ على أثباجِه الغُبُطا
لم يَخْطُ من عزّةٍ إلاّ على كَبِدٍ / ولم يُثِرْ منه غيرَ الدَّمْعِ حين خَطا
من كلِّ أدماءَ أغشَوا تحتها نَمَطاً / من الحرير وعالَوا فوقها نَمَطا
وفَرَّجوا سُجْفَها عن عارضَيْ قَمَرٍ / يَسْرِى على نُورِه باللّيلِ مَن خَبَطا
دَعُوا الظُّبَى حَشْوَ أجفان الحُماةِ له / كَفَى بما هو من أجفانِه اخْتَرطا
تَمْرِي ظُباءُ من الآماقِ مُنْسَفكاً / ما لم يَسِلْه من الأعناقِ مُعتَبِطا
أُذْرِي الدّموعَ ويَلْحَى اللاّئمون معاً / على الزّمانِ الّذي قد فَرَّق الخُلَطا
لُوموا على ذاك أو كُفّوا لشأْنِكم / بَرْحُ الفِراقِ على بَرْحِ المَلامِ غِطا
عَتْبي على القَدَرِ الجاري وأَيُّ فتىً / يُعدَى على حَكَمِ الأقدارِ إن قَسَطا
فليتَ شِعْري بأيِّ الأمرِ من زَمني / أُصيبُ من عُقدَةِ الأحزانِ مُنتَشَطا
وما مَلكْتُ المُنَى والدَّهرُ فيه رضاً / فكيف أملِكُها منه وقد سَخِطا
لَقِيتُ مِمّا يُشيبُ الرأسَ أَعظَمَهُ / لو أنّ شَيباً إذا استوحَيْتَه وَخَطا
وقد نَسِيتُ وما أنسَى بحادثةٍ / عَيشاً تَلقّيتُ في رَيعانِه غِبَطا
أَبِيتُ منه على ذِكْرٍ يُؤرِّقُني / شَوقاً إلى سالفِ العَهدِ الّذي فَرَطا
في ليلةٍ كُلُّ جُزْءٍ مِن غَياهبِها / من طولِها لَيلةٌ لو قُسِّمَتْ نُقَط
فدامَ للمُلْكِ مَجْدُ المُلْكِ عُدَّتَه / من اللّيالي قَريرَ العينِ مُغْتَبِطا
دامَ الهُمامُ الّذي يَهْمِي ندىً وردىً / إذا أَجدّ رِضاً في النّاسِ أو سُخُطا
السّيفَ عَضْباً إذا ما هَبوةٌ ذُكِرَتْ / والغَيثَ سكْباً إذا ما جانبٌ قَحَطا
والسَّيْلَ عَزْماً إذا ما الخَطْبُ بادَهُه / والطَّودَ حِلماً إذا ما الجاهلُ اخْتلَطا
لمّا رأى أنّ أعمالَ الورَى رُتَبٌ / يَظَلُّ يَختَطُّ منها أهلُها خِطَطا
تَوسَّط المُلْكُ في أَسنَى مَراتبِه / وكان من حَقِّ دُرِّ العِقْدِ أن يَسِطا
لم يَعتَمِدْ في العُلا من أَمرِها طَرَفاً / ولم يقَعْ رأْيُه في نَقْدِها غَلَطا
لو لم يكُنْ وسَطُ الأشياءِ أَشْرَفَها / ما اختارَتِ الشّمْسُ من أفلاكها الوَسَطا
زاد الممالِكَ باسْتِعْلائِه شَرَفاً / وَفّى البريّةَ للرّاجي بما شَرَطا
لو عَدَّ في أَقصَرِ الألحاظِ مُمتَحَناً / ما يَحسُبُ النّاسُ طولَ الدَّهْرِ ما غَلِطا
هذا على أنّه لو رامَ في سنةٍ / حسابَ ما جادَ في يومٍ لمّا ضَبَطا
تلك اليمينُ الّتي ما هَزَّ أنمُلَها / إلا وفي يَدِ شاني مَجْدِه سُقِطا
غَدا بها مالُه المَوفُور مُبتَذَلاً / وراح مالُهُمُ المَوهوبُ مُنضَبِطا
للهِ أروعُ يأْبَى رأْيُه أبداً / جَعْدَ المساعي ويَرضَى العُلا سَبِطا
لا يَمْهِلُ الدّاءَ إلا ريْثَ يَحسِمُه / والحزْمُ في نَزْعِ نابِ الشرِّ حين سَطا
ولا يَغَرُّ بوُدٍّ تحته ضَمَدٌ / كم زَهرةٍ قَتلَتْ مرعىً بها حَبَطا
يا ابنَ الأعزِّينَ من رَيْبِ الزّمانِ حِمىً / والأكثرِينَ على حَدِّ العَدُوِّ سُطا
والأَطْولينَ إلى فَرْعِ العلاء يَداً / والأبعدِينَ إلى شَأْوِ الكرامِ خُطا
أنت الّذي لم يُغادِرْ فَضْلَ مَرتبة / إلا وعاطاهُ أَغلَى مَأْخذاً فعَطا
فوقَ الوِزارةِ لو فكّرتَ مَنزلةً / وإن بكَى الحاسدُ المَفْؤودُ أو نَحَطا
من أصبحَتْ وزراءُ العَصرِ عن يَدِه / مَن شاء أدنَى ومَن لم يَرضَه شَحَطا
فَلْيشكُرِ المُلْكُ ما أولَيتَ من منَنٍ / ولن يُصيبَ مَزيدَ البِرِّ مَن غَمَطا
لولاكَ كانَ أصابَ العظْمَ كاسِرُهُ / ولاقَتِ الشّحمةُ البيضاءُ مُشتَرَطا
فَللْتَ عنه شَبا خَطْبٍ رأيتَ بِها / أديمَهُ عن مَدامِي نَحرِه كُشِطا
أيّامَ لا حِسَّ من خَيلٍ ولا خَوَلٍ / تَمُدُّ هذي الصُّفوفُ الغُلْبَ والسُّمُطا
فقد أفاض عليه اليومَ رَونَقَهُ / وراشَ نُصحُكَ منه نَبلَهُ المُرُطا
وقَدَّمَتْ عُصَبُ العافِينَ عن ثِقةٍ / وَفْدَ الأماني إلى وِرْدِ النّدَى فَرَطا
وراحَ كُلُّ فتىً ألقَى عَصاهُ وقد / أصابَ من وَرَقِ الدُّنيا به خَبَطا
إليكَ أَعملْتُها في كُلِّ غامضةٍ / ألقَى الظّلام بها بَرْكاً وَمَدَّمَطا
مُصطفّةً كالمَدارِي في سَوادِ دُجىً / يَبِتْنَ يَفْرُقْنَ منه لِمّةً قَطَطا
منَ اللّواتي يَزيدُ السّيرُ أَيديَها / سَبْقاً إذا الفَضْلُ من أَنساعِها مَعَطا
بسَطْتُ ما قد تَطوَّى من أَزِمَّتِها / حتّى طوَيْتُ بها القاعَ الّذي انْبَسَطا
كم قد غَشِينا بها في مَرِّها خِطَطاً / وكم لَقينا بها من دَهْرِها خُطَطا
إلى كريمِ كِرامٍ في الزّمانِ إذا / قاموا كُسالَى إلى أُكرومةٍ نَشِطا
فأَرْعنى سَمعك المَفْدِيَّ صاحبُه / وعُدَّ غَيرَ الّذي قد قُلتُه لَغَطا
وخُذْه كالدُّرِّ وهْو الدُّرُّ أَسرُدُه / في سلكِ خدْمتِكَ العَلياءِ مُنْخَرِطا
مِمّا يكادُ إذا غنّى الرُّواةُ به / يُحِسُّ سامعُه في أُذْنهِ قُرُطا
لِسابقٍ في المعالي لو يَصيرُ لها / مُقرَّباً بفِناء المجدِ مُرتَبِطا
قُلْ للأكابرِ زادَ اللهُ مُلكَهمُ / لا تَحرِمُوا الفَضْلَ منكمْ سِيرةً وَسَطا
عَطْفاً على الشِّعْرِ عَطْفاً إنّه عَمَلٌ / إن لم تُثيبوا عليه أنتمُ حَبِطا
يَضيعُ مثْليَ فيما بَينَ أَظهُرِكُمْ / عارٍ منَ العارِ لا يُلقَى عليه غِطا
أُجِيدُ وَسْمَ عُلاكمُ بالمديحِ لها / وأَخرجُ الدَّهرَ من إنعامكمْ عُلُطا
عامٌ تَقضّى وعامٌ بعدُ تابعُه / لقد تَكلّفْتُ من تأميلِكمْ شَطَطا
فانْعَرْ بها أَيهُا الحادي على طَرَب / إذا التقَى الصُّبْحُ بالظّلماءِ واخْتَلَطا
واقْذِفْ منَ المَنزلِ النّائي بأَرحُلِنا / إلى كريمٍ يُوفّي الظّنَّ ما اشْتَرطا
وعَدِّ عن مَعشرٍ قَلّتْ مَواهِبُهُمْ / فلو يكونُ ندىً في الجَوِّ ما سَقَطا
وثِقْ على كلِّ حالٍ بالقَبولِ لنا / لا يَعدَمُ الدُّرُّ بين النّاسِ مُلتِقطا
ورُبّما عاد بالإحسانِ سادَتُنا / فقد يُغاثُ الفتَى من بَعدِ ما قَنِطا
صَبْراً على الدَّهرِ صَبْراً يُستعانُ به / إنّ الحُظوظَ سِراعٌ مَرَةً وبِطا
أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى
أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى / قَولُ وَليٍّ لكَ مُستَبْطِ
يا مَنْ غدَتْ أخلاقُهُ كُلُّها / عَدْلاً تُقيمُ الوَزْنَ بالقِسْط
ما لِمواعيدِكَ قد أَصبحَتْ / جَزاؤها يَهزَأُ بالشّرط
وكم إلى دارِكَ ردَّدتنِي / من أجلِها تَرْديدَ مُشتَطّ
حتّى من الغَيظِ الّذي نالَني / لطُولِ ذاكَ العَدْو والخَبط
لو كان رِجْلي قَلَماً عندَها / لكنتُ لم أَعدَمْهُ من قَطّ
فَرْطُ الحجابِ الصّعبِ ما وَجْهُه / على صديقٍ زادَ في فَرط
على امْرئٍ تَأخذُ من شُكرِه / إن حُزْتَه فوقَ الّذي تُعطي
أَسرَفْتَ في قَبْضتي وكنتَ الّذي / آمُلُ أن تُسرِفَ في بَسْطي
جاهُك ذا المَقْسومُ بينَ الوَرى / تُراه ما لي فيه من قِسْط
وكَفُّك السّمحةُ مذ لم تَزَلْ / وما لإحسانِكَ من غَمط
تَسمَحُ بالحَظِّ لطُلابه / فكيف لا تَسمَحُ بالخَطِّ
وإنّك الفَردُ الّذي خَطُّه / في أُذُنِ الدّولةِ كالقُرْط
قُلْ للنّجيبِ ابنِ النّجيبِ الّذي / إذا رمَى الأغراضَ لم يُخطي
ظُلْمٌ لأقلامِك أن سُمّيَتْ / إذْ شُبِّهْت بالأَرقَمِ المُرط
وأنمُلٌ منك ثلاثٌ غَدَتْ / يَريشُها من يَدِكَ السَّبْط
خَطُّ كمِثْلِ الدُّرِّ من كاتبٍ / سَطْرٌ له أنْفَسُ من سِمْط
قد نثَر اللُّؤلُؤَ في طِرسِه / فأهوَتِ الجَوزاءُ لِلّقْط
لَوَدَّتِ الأنجُمُ في كُتْبِه / لَو جُعلَتْ أمكنةَ النَّقْط
فَبعضُ ما استحقَقْتَ ما نِلْتَهُ / من رِفعةٍ آمنةِ الحَطّ
ودولةٌ حسناء مَحسودةٌ / أَعطاكَها للدُّوَلِ المُعْطي
ما كُتبَتْ سَهْواً فكنْ آمِناً / لها من المَحْوِ أوِ الكَشْط
قُلْ لعمادِ الدينِ عن عَبْدِه
قُلْ لعمادِ الدينِ عن عَبْدِه / ما أنا من عَفْوِكَ بالقانِطِ
فإنْ ذا يكُنْ غَضباً مُفْرِطاً / لِما بدا من زَلَلٍ فارِط
فالسّاخِطُ الحُرُّ له رَجْعةٌ / والصّعْبُ أمْرُ السّاخطِ السّاقط
دُمْ للعُلا في ظلالِ العزِّ مُغتَبِطا
دُمْ للعُلا في ظلالِ العزِّ مُغتَبِطا / وللعِدا بنِصالِ العَزْمِ مُعتَبِطا
يا مَن إذا رَضيَ انْهلّتْ غَمامَتُه / جُوداً وبُؤساً على قَومٍ إذا سَخِطا
فوق السَحابِ سَماحاً والسِّماكِ عُلاً / والسّيفِ رأياً وأحداثِ الزّمانِ سُطا
قد قلتُ والدّهرُ كالمُبدي لنا خَجَلاً / به على حَمدِنا عُقْبَى الّذي فَرَطا
من عَثرةٍ لم تكُنْ بالرّأيِ منْك ولا / بالجَدّ حُوشِيَ حتّى تُعظِمَ الخُطَطا
بل وَطأةٌ خَبطتْ في الأرضِ من عجَلٍ / بمَن ندَى يدِه في أهلِها خَبَطا
ذي هِزّةٍ نَبعتْ منه مَواهبُه / ومالَ عِطْفاهُ الرّاجي بها فَعَطا
كمَيْلةِ الغُصْنِ مَسَّ الأرضَ مُثمِرُه / وانْآدَ ممّا عليه حَمْلُه انْخرَطا
هو النّدى والزّمانُ الرّوضُ باكَرَهُ / حتّى غدا حُسْنُه بالطِيّبِ مُخْتلِطا
إن راقَكَ الرَّوضُ مَصقولاً جوانبُه / فلا يَرعْكَ إذا قيلَ النّدىَ سَقَطا
ولا تَمُجّنَّ سَمْعاً لَفْظَهُ عَجِلاً / ما دام يُستَحسَنُ المَعْنَى إذا ضُبِطا
للهِ منْك أبا عبدِ الإلهِ فتىً / إذ الزّمانُ لسَيفِ الحادثِ اخْتَرطا
له سِهامٌ إذا ريشَتْ بأنمُلِه / أَصمَتْ عِداهُ فلا لاقَتْهُمُ مُرُطا
غديرُ جُودٍ متى ما يَأت وارِدُه / تَسمَعْ لطَيْرِ القوافي حَولَهُ لَغَطا
كمِ امتطَى النّجمَ لم تكْدُدْ له قَدَمٌ / إلى العُلا مُدْنِياً منها الّذي شَحَطا
أغَرُّ مذ صَعِدَ الأصلُ الكريمُ بهِ / إلى أعالي ثنايا المَجْدِ ما هَبَطا
فاْعْذِرْ على خَطْوِه إن كان أخطأها / فاللهُ خَطَّ لأفياءِ العُلا خِططا
اِعتادَ أن يَطأَ الأفلاكَ أخمَصُه / فما دَرى عند وَطْء الأرضِ كيف يَطا
لمّا أبَى كَعْبُه العالي سِوى طُرقٍ / فَوقَ النُّجومِ أبىَ إلاّ اضْطِرابَ خُطا
حاشا زمانَك يا غَوثَ الأفاضلِ أن / تَزِلَّ نَعلُكَ لا قَصْداً ولا غَلَطا
أنّي ومنك اكتسى نوراً أضاء به / من بعدِ ما كان في الظّلماء مُخْتبِطا
يا مَن غدا الحَمدُ مُلْقىً في الثّرى دُرراً / ولم يُصادَفْ إلى أنْ جاء مُلْتَقِطا
ومَن أعادَ لعُودِ الفَضْلِ ماءَ ندىً / فشَبَّ ما شابَ من فِكْري وما شَمَطا
عَقدتُ بالطّرَفِ الأقصَى لأُدرِكَه / طَرْفي ولم أرْضَ من أُمنيّةٍ وَسَطا
وأنتَ جَسّرْتَني حتّى جَسَرْتُ بِما / أكرمْتَني فطلَبْتُ المَطلَبَ الشَّططا
والماءُ يُجمَعُ من أطرافِه وإذا / بسَطْتَ منه ولاقَى الفُسحةَ انبسَطا
فالْقَ العِدا مُرغِماً ما دام جُودُك في / ذُرا عُلاكَ لطَرْفِ المَدْح مرتَبِطا
في دولةٍ غَضّةٍ طُولُ البقاء لها / ماإن يَزالُ على الأيّام مُشتَرَطا
ما غَضَّ أَعيُنَها زُهْرُ النّجومِ متَى / رأَيْنَ شَيْبَ صباحٍ للدُّجَى وَخَطا
ألا طرقَتْنا والثُّريّا كقُرْطِها
ألا طرقَتْنا والثُّريّا كقُرْطِها / وقد بَرَدَتْ في نَحْرِها دُرُّ سِمْطِها
فهاجَتْ على القَلْبِ المَشوقِ صَبابةً / نفَيْتُ الكَرى عن مُقلَتَيَّ لفَرْطها
وما بَرِحَتْ حتّى تَهاوَتْ منَ الدُّجَى / فَرائدُ أَعياها تَعجُّلُ لَقْطها
وبَثَّ مَشيبُ الصُّبْحِ أَوضاحَ فَرعِه / فغَضّتْ جُفونُ اللّيلِ عن لَمْع وَخْطها
سَرتْ وصَبا نَجْدٍ معاً من عِراصِها / فما عَبِقَتْ إلاّ بأَعطافِ مِرْطها
فَزِعْتُ إلى دَمْعي على جَرَيانِه / فلم يُغْنِ عن إنهالِ خَدٍّ لِخَطّها
بَلَلْتُ به خَدّي وفي القلبِ غُلّتي / وكم غَيْثُ أَرْضٍ جازَ مَوضِعَ قَحْطها
وإنّ للَيْلَى في فُؤادي مَحلّةً / متى يَرْمِها الواشي بسَهْمٍ يُخَطِّها
على أنّ لَيلَى إن أَصابَتْ وَقلّما / شَكَرْنا لها أَو أَخطأَتْ لم نُخَطِّها
كأنّ وِسادي بعدَ توديعِ طَيْفِها / قَتادٌ وقد كَفّلتِ جَفْني بخَرْطها
فهل زَورةٌ أُخرَى اللّيالي مُعادَةٌ / علىَّ حَرِيّاً مَن نَوى ماء شَطّها
ولو شَرَطَتْ روحي ثَوابَ مَسيرِها / فما قَدْرُ روحي في الوفاءِ بشَرْطها
لَعلَّ زماناً أنْ يَعودَ كعَهْدِه / فتَرضَى قُلوبٌ جَمّةٌ بَعدَ سُخْطها
وقد يُعقبُ المّيلُ الطّويلُ صَبيحةً / وتَقرُبُ دارُ الحَيَّ من بَعْدِ شَحْطها
وللهِ ما تَخْدِي بنا كُلُّ رَسْلةٍ / يَعُطُّ رداءَ البِيدِ أَيسَرُ عَطّها
وقد قُلتُ لمّا عارضَتْ عُقَدَ الِلّوَى / وهَبّتْ معَ الحادي بغَوْريِّ سِقْطها
كأنّ مَصوغاتٍ بأيدي عِجالِها / إذا ذَعرتْ ليلُ الكئيبِ بخَبْطها
إلى أينَ مَسرَى العِيسِ تحت رِحالِها / وبابُ أَمينِ المُلْكِ خَيرُ مَحَطِّها
فَسِيروا إلى أفناء أبيضَ ماجدٍ / له من بُيوتِ المجدِ غُرّةُ وَسْطها
كريمٌ إذا مَرَّ العذولُ بسَمْعِه / يُراجِعُ عن سَمْحِ الأنامِلِ سَبْطها
حَميدٌ على سَهْلِ الزّمانِ وَوَعْرِه / وثَبْتٌ على جَوْرِ اللّيالي وقِسْطها
فكم غايةٍ يا ابْنَ الكرامِ بلَغْتَها / على صَهوةٍ من صَعبةٍ لم تُوَطّها
وكم نعمةٍ أعطَيْتَها وهْي جَزْلَةٌ / ولكنّني نَشّرتُها لم أغَطَها
شكَرتُ فزِدْنا زادَك الله نعمةً / تَدومُ على شِيبِ اللّيالي وشُمْطها
وجُدْ لي بحالٍ بعدَ مالٍ وهَبْتَه / فما عُقْدَةٌ إلا وأنتَ لِنَسْطها
فإنّيَ مَنْسوبٌ إليكَ مَودّةً / وفَخْرُ سَراةِ النّاسِ في عِزِّ رَهطها
فإنّ القوافي الغُرَّ ما لم تَسِرْ بِها / لكالشّمسِ ما دامَتْ تُقيمُ بخَطّها
فحرِّرْ لآدابي سُطورَ عنايةٍ / هيَ الوَسْمُ في ضاحي سَوالفِ عُلْطها
واتْعَبْ بها كفَّ الكريمة شأنُها / متَى تُسألِ الجَدْوى العظيمةَ تُعْطِها
وإنّ يَميناً لا تَضُنُّ بمالِها / لَمَرجُوَّةٌ ألاّ تَضُنَّ بخَطّها
فلا زال تَصريفُ العِنانِ لقَبْضها / ولا زال تَخْليدُ الثَناءِ لبَسطها
ولا زال إسخاطُ العَذولِ ببَذْلِها / ولا زال إرضاءُ الملوكِ بضَبطها
ولا زالتِ الأقلامُ حين تُديرُها / وقد أخذَتْ من كُلِّ حُسنٍ بقِسْطها
تَشُقُّ قلوبَ الحاسدِينَ كشَقِّها / وتُلْقي رُؤوسَ المارقينَ كقَطّها
ولا عجَبٌ أن تَملِكَ العَينَ إن جرَتْ / وماسَتْ على القرطاسِ أعطافُ رُقْطها
فما اللّحْظُ من عَينِ الفتاة كجَرْيها / وما الخالُ في خَدِّ المَليحِ كنَقطها
فما زال يَعلو نَجْمُ جَدِّك صاعداً / إذا ما جُدودُ القومِ أهوتْ لهَبْطها
وإنّي لأَرجو أن تُرى لك دَولةٌ / تُطيلُ شفاهُ النّاسِ خِدمةَ بُسْطها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025