المجموع : 18
أَحاطَ بحرمتي ما كان منِّي
أَحاطَ بحرمتي ما كان منِّي / وعفوك واسعٌ بهما مُحيطُ
فما لي أستقيلُ ولا مُقيلٌ / أضاق الرحبُ وانقبض البسيطُ
بغيتُ وأنت أولى من تَغاضى / لمعترفٍ وقد يبغي الخليطُ
وكم من عثرة لجوادِ قومٍ / وما هو عندهمُ بئسَ الربيطُ
وإقراري بأنْ لا عُذرَ عذرٌ / يلوحُ كأنه الفلقُ الشَميطُ
ومن عجب ذليلٌ مستكينٌ / يُطالبهُ عزيزٌ مستشيطُ
أدلَّ عليك إخلاصٌ ونصحٌ / وودٌّ لا يميل ولا يميطُ
فهبْ جُرمي لتأميلي فقِدْماً / وهبتَ الجُرمَ وهو دمٌ عبيط
ولا تُطِل الفتورَ عن اصطناعي / وأنت لكل مكرُمةٍ نشيط
وما زلتَ الذي ريَّا نثاهُ / كريَّا الروض يثنيهِ السَّقيط
تيَقَّظَ للعُلا والمدَّعُوها / لهمْ في نومهم عنها غطيطُ
فكم حُقنتْ بصفحكَ من دماءٍ / محللةٍ وقد كادتْ تشيطُ
وكم نِيلت بجودك من أحاظٍ / يبيتُ لرحل صاحبها أطيطُ
وكيف تحيدُ عن سننِ المعالي / وبيتُك بينها البيتُ الوسيط
أعقب القربَ من حبيبك شحطُ
أعقب القربَ من حبيبك شحطُ / ولأيدي الخطوب قبضٌ وبسطُ
خانكَ الدهرُ أسوةَ الناس كلّا / بل وفى إنَّ ما ترى منهُ شرطُ
شرطَ الدهرُ فجْعَ كل مُحبٍّ / وهو فظٌ على المحبَّين سَلطُ
بعُدتْ خُطوة النَوى بغزالٍ / يُقْصِرُ الدَلُّ خطوَهُ حين يخطُو
أهيف الغصنِ أهيل الدِّعص لما / يقتسمْ مِثلهُ وشاحٌ ومِرط
بختريٌّ كأنه حين يمشي / يتثنى به من البان سبْط
يجتني حبةَ الفؤاد بعينٍ / ليس في حُكْمِها على الصبِّ قِسط
وبجيدٍ كأنما نيطَ فيه / من نجوم السماءِ عقدٌ وسمط
طيِّبٌ ريقُهُ إذا ذُقتَ فاه / والثريا بالجانب الغورِ قُرْط
وكأن الأنفاسَ تصدر منه / عن خُزامى بها من النَّور وخط
لم تُعوِّضكَ دارُهُ منه لمَّا / ظِلتَ تبكي وللصبابة فَرط
غيرَ وحشيةٍ تزيدك شوقاً / حين تَرنو وتارةً حين تَعطو
بدلٌ بالحبيبِ وكْسٌ كما استُب / دلَ بالجنتينِ أثلٌ وخَمط
بان بينونةَ الشباب حميداً / نحو أرض مزارُها مُستَشِطُّ
فسقتْ أرضَهُ سحائبُ دُهمٌ / أشعلتها بُروقُها فهي نَبْطُ
أُيّهذا الممارسي بيديه / قدكَ لن يُؤلمَ القتادةَ خرط
هل لقوم إلا بقوميَ حلٌّ / أم لقوم إلا بقوميَ ربطُ
إذ بنو يعربٍ كأصحاب موسى / وإذ الجيْشُ يوم ذلك قِبطُ
قومي المنجدون قحطانَ بالخي / ل لها في عجاجة النَّقع نَحط
جأروا بالدعاء يستصرخونا / فأجبنا الدعاءَ والدارُ شحط
فكشطْنا سماءَ ذُلٍّ عليهم / لم يكن يُرتجَى لها الدهرَ كشطُ
عَمِروا حِقبَةً كثُلَّةِ ضأنٍ / خُلِّيَت بينها سَراحين مُعط
فأويْنا لهم وما عطفتْنا / رحِمٌ بيننا هناكَ تئَطُّ
بل حِفاظٌ فينا إذا قيل حاموا / وسماحٌ فينا إذا قيل أعطُو
فسمَتْ سموةً لجمعِ أبي يك / سومَ غُلبٌ من أُسد خفَّان ضُبطُ
فاقتضيناهُمُ الديون وقِدْماً / لم يفُتنا بها الغريمُ المُلِطُّ
برماحٍ مَداعس وصِفاحٍ / مرهفاتٍ لهنَّ قدٌّ وقطُّ
فحمينا نِساءَ قحطانَ حتَّى / عادَ دون الفتاةِ سِترٌ يُلَطُّ
وأرى الأدعياءَ منكمْ غِضاباً / يا لقحطانَ أكّد السُّخط سخطُ
غضباً فليُضَرَّم الغيظُ في الأح / شاءِ منكم ما ضرَّمُ النارَ نفطُ
قُل لقوم وسمتُهُم بهجاء / لمكاويه في السَّوالف عَلطُ
ليكُنْ بعضكم لبعض ظهيراً / ثم قوموا لسطوتِي حين أسطو
أنا كفءٌ لكم ومالي عليكمْ / من ظهيرٍ وهل لأقرَعَ مشط
لسواءٌ إن استمدّ ذليلٌ / بذليل أو مُدَّ بالماء ثأط
أبلغا خالداً بأنك لا الشت / م ولا الكَلْمُ في أديمِك عَبْط
قلتُ إذ قيل لي هجاكَ خليقٌ / غيرُ مستَنكرٍ لعشواء خبط
مثلهُ في السَّفاه من علقته / عُقدةٌ لا يحُلُّها عنه نشط
أيمانٌ وتشتُمُ الفرسَ أوْلى / لك لا يلتقي رُقيُّ وهَبْط
لا لعمرُ الألى نفوكَ وقالوا / قحطبيٌّ مُدَلَّسٌ ما أشطّوا
بل أراهُمْ إذا تدبرت رأيي / ظلموا في مقالهم وألطّوا
أنتَ لا شك قحطبيٌّ ولكنْ / لستَ حاشاك قحطبيّاً فقطُّ
بل مِنَ الماءِ كلِّه فيك شوبٌ / ومن الناس كلهم لك رهطُ
ضرْطٌ في قفاك يحسبهُ السا / معُ ثوباً من الحرير يُعَطُّ
نِسبةٌ أوْقعتْكَ في بحر هُزءٍ / أنت فيه مدى الليالي تُغَطُّ
لكَ منها اسمُها الشنيعُ ولكن / دون محصُولها زِحامٌ وضغط
فالْهُ عن نِسبةٍ نصيبُكَ منها / لفظةٌ نِصفُها المُقدَّم قحطُ
يا غريبَ التمام كيف أتمَّتْ / بِك أمٌّ جنينُها الدهرَ سِقط
لم تكن تُلبثُ الأيورُ جنيناً / في حشاها إلا مدى ما يُحطُّ
رُبّ غرمول نائكٍ لم تَهُلْه / شعراتٌ تلوحُ في استك شُمط
فانتحَى منك في عجانٍ كأنْ قد / خَطَّ فيه تلك الغضونَ مَخطُّ
يا ابنَ تلك التي إذا ما استعفَّت / هدرتْ في استها شَقائقُ رُقط
تدفعُ الحاجةُ الخبيثين مِنها / من مسيل فجعرُها الدهرَ ثلط
كلما حطّ رحلَهُ بك ضيفٌ / باتت الليلَ رِجلُها لا تُحَطُّ
أُمُّ شيخٍ تُناكُ بين يديه / حين لا حاجبٌ هناكَ يمُطُّ
ألزم اللّؤمُ أنفك الذُلَّ حتى / هو سيّانِ ذِلَّةً والمِقَطُّ
ذاك تحت المُدى مُذالٌ وهذا / دُمّل الذلة الذي لا يُبَطُّ
وإذا ما عَراكَ ندمانُ كأسٍ / لم يشُبْها القِنديدُ والإسفنطُ
بتَّ تيساً له قرونٌ عوالٍ / وهو تيسٌ له نبيبٌ وقَفْط
نِمتَ عن عرسك الحصانِ إلى الصُب / ح وباتت براكب النيكِ تمطو
تُسمعانِ الأصمَّ صوتين شتَّى / هي في نخرةٍ وأنت تغطُّ
فتبيتان في فضائح شُنعٍ / لم يكن ليلُها عليك ليغطو
هاكها مُؤيِداً هي الدهرَ في وج / هِكَ وسْمٌ وفي الصحائف خَطُّ
طلعتْ شنطفٌ فقلنا جميعاً / كيف أصبحت يا فُسا القُنَّبيطِ
فأجابت بشرِّ حالٍ فقُلنا / لمْ فقالتْ خَتنتُ نفسي بِليطِ
أتانيَ أن البيهقي يسُبُّني / هوتْ أمُّهُ في أيِّ مورطةٍ ورِطْ
وأيَّتما بلوى جناهَا لنفسه / وأيَّتما نُعمى وعافيةٍ غُمِطْ
تعرض لي مُغرىً بخرطِ قتادتي / وهلْ يؤلم الخرطُ القتادَ إذا خُرِطْ
وما كان ذنبي غير أن سامني استَهُ / وثفرَ التي يُؤوِي فقلتُ له أمِطْ
عليك بأيرٍ غير أيري فإنه / جوادٌ له من غير طُرزك مرتَبَطْ
أقولُ لجلَّادٍ عُميرةَ ظالماً / فإن بساطَ النيكِ للنيكِ قد بُسط
عليك أبا إسحاق فاجعلهُ نجعةً / فإن أبا إسحاق نُجعةُ من قَحِط
إذا شئتَ نيكَ البيهقيّ وعِرسهِ / فلا تتوسلْ بالوسائل واختبط
أباحَ الورى حولاءَهُ لا بأُجرة / سوى أنه شيخٌ إذا خُبِطتْ خُبِط
وإن الخفوقَ الطيز تحبُو سِبالُهُ / حِباءين شتى من خفيقٍ ومن ضَرِط
فيقبضُ في عُثنونِه نفحاتِها / فيا لك من كبش على شكله رُبط
يصولُ علينا البيهقيُّ بمذهبٍ / يرى الظَرفَ فيه بالشطارةِ قد خُلِط
ويُلقَى إلى حُوت استه حوتُ يونسٍ / وثعبانُ موسى في لِزازٍ فَتَستَرِطْ
فيا سوأتا للظرفِ والفتكِ أصبحا / يُناكان في شيخ يُناك لدنُ قُمِطْ
وإن ابتذالي فيه شعري لحادثٌ / تكادُ السموات العُلا منه تنكشِطْ
يعيبُ انقباضي مُعجباً بانبساطه / ومن ينبسطْ للحُرِّ والعبدِ ينبسط
ويزْعُمُني صحَّفْتُ في الشعر كاذباً / مُلِطَّاً وكم نكَّلتُ من كاذب مُلطّْ
فقولا له بِئسَ الجنى ماجَنَيْتَه / لنفسِك يا ثلطاً جَنيّاً كما ثُلِطْ
غدا الأسلُ الريانُ همَّك وحدَهُ / إذا هو للوجعاء منك وقد مُلْط
وأنت ترى ما يلفظ الناسُ كلهم / به أسلاً من حُبِّك الأسلَ السَّبطْ
أيا غلطاً في الخلقِ لا من إلهه / ولكن من الدهر الذي رُبَّما غَلِط
أأنت تُغنّي بي وأنت مُعلِّمٌ / أُشَيْوِهُ مخبولٌ بكُوعكَ تمتخط
تراعي سِقاط المنشدين ولا ترى / سقاط التي أضحت لغيرك تمتشط
حليلَتُكَ المشهورُ في الناس أنها / عمولٌ من الأعمال أحبطَ ما حُبط
حُويلاءُ تَزني لا تراقبُ قُبحها / ولا نَتنَ حشَّيها المجيفينِ والإبِط
ولا خُبث ريحٍ من مبالٍ مُلعَّنٍ / ولا شعراً في السِّفل والعلو قد شَمِط
ولا اللَّهَ بل قد راقبتْ فتأوَّلتْ / فرِيّاً من التأويل بُوِّل بل ثُلطْ
رأتْ تركها اللذاتِ من خَوفِ ربِّها / قُنوطاً وأن اللَه إن قَنِطتْ سخِط
فمالتْ مع الراجي الممتِّع نفسَهُ / ولم تر إعمال القنوطِ مع القَنِط
عَتِبْتَ عَلينا أن عففنا عن التي / تؤاجرُها فاستنشق الغيظ واستعِط
لساني حسامٌ قد أجدتُ اختراطَهُ / عليك ولكن أير غيري فاخترِط
فقد سُمتُ أيري نيكَ عِرسكَ جاهداً / ونيكَكَ يا ابنَ الزانييْن فما نَشِط
ستضحك من شِعري وأنت معبِّسٌ / تميَّزُ من غيظٍ عليَّ وتختلط
كما ضحك البغل المزيَّر إذ لوى / جحافلَهُ بيْطارُهُ غيرَ مُغتبط
ويعلمُ ذو التمييز أنك مُوجعٌ / توقَّرَ باديه وخافيه يختلطْ
هجوتُكَ وغدا يرفعُ الشَتمُ قدرَهُ / فشعريَ مرحومٌ وأنت الذي غُبطْ
أحْدثَ الصَفع في دِماغ أبي أح
أحْدثَ الصَفع في دِماغ أبي أح / مَق لا شكَّ خفَّةً واختلاطا
فرأى حَمْلهُ مَؤُونَةَ حربي / حمْلَهُ النائكينَ شُقراً سِباطا
إنَّ لي مشيةً أغربلُ فيها / آمناً أن أُساقط الأسقاطا
لا كمنْ لو مشى لظلَّ يداني / فقحةً لا تُفارقُ المِسْواطا
وجِلَ القلبُ أن تجيء هناتٌ / من عِجانٍ لا يستفيقُ لُواطا
مِشيةً لو مَشيتَها يا أبا أح / مق لم تملك الحِتارُ ضُراطا
بل سُلاحاً فيه الأجنَّةُ والأغ / راسُ تَحكي أمشاجُهُنَّ المخاطا
رأيتُ جليسي لا يزال يروعُهُ
رأيتُ جليسي لا يزال يروعُهُ / بياضُ القذى في لحيتي فيُميطُهُ
فكيفَ به عمَّا قليلٍ إذا رأى / قذى الشيب قد عفَّى عليها سقيطُهُ
وخِطتُ بألوانِ التكاليف وهْيَها / وما الدهر أوْهاهُ فمن ذا يخيطُهُ
سلامٌ على ليل الشبابِ تحيةً / إذا ما صباحُ الشيبِ لاح شميطُهُ
لشاعرنا خالدٍ في استِهِ
لشاعرنا خالدٍ في استِهِ / مآربُ أخرى سِوى الغائطِ
يُغنِّي الندامى بها تارةً / ويؤْتَى على شيبه الواخِطِ
يُقضِّي بها الشيخُ أوطارَهُ / برغم المعنِّفِ والساخِطِ
ولم يهجُرِ الشيخُ لذَّاتِهِ / ويجفُ المعاصي كالقانطِ
له زوجة شرَّ ما زوجةٍ / تلقَّطها شرُّ ما لاقطِ
مشهَّرةٌ لو مشى خَلْفَها / نبيٌّ لَقيلَ له شارط
تُناك وقَرنانُها حاضرٌ / بمنزلة الغائبِ الشاحِط
فإن غارَ قالتْ له نفسُهُ / تغافلْ كأنكَ في واسط
أخالدُ كم لك من صافعٍ / وكم في سِبالكَ من ضارط
وأنت صبورٌ لعضَّ الهوانِ / كصبر البعير على الضاغط
أذلَّكَ حُبُّك عُجرَ الفيا / شِ يا ابنَ المَقاوِل من نَاعط
حلفتُ لئن لم تكن ساقطاً / فما في البريّة من ساقط
لئن لزَّك الجهلُ في عُقدةٍ / من الشرِّ تأبى على الناشط
لكمْ أهلك الجهلُ من جاهلٍ / وكم أوْرطَ الليلُ من خابطِ
ومثلك في النُّوك قد كادني / فأصبح ذا عملٍ حابِطِ
ساءَلتُ يوماً خالداً
ساءَلتُ يوماً خالداً / ذا المجد والبيت الوسيطِ
لمْ ذلَّ عِزُكَ للقُمُدْ / دِ فقال قول المستشيطِ
ميِّز بعقلك أيَّنا ال / مخنوق في بيت الضَّريطِ
حتى تراه في الخُنا / قِ يغطُّ أنواع الغطيط
بل أينا مني ومن / ه يُغتُّ في السَّلح العبيط
قلتُ القُمُدُّ فقال لي / اسكُتْ إذن يا ابن النَّبيط
لِم لُمتني متغطْرساً / لا درّ درُّك من خليط
صدق المفوَّهُ خالدٌ / ذو المِقول العضب البسيط
إن المُحاطَ به لأو / لى بالذليل من المُحيطِ
بؤساً لقوم تحدَّوني بجهلهمُ
بؤساً لقوم تحدَّوني بجهلهمُ / والجهلُ يُورطُ قوماً شرَّ إيراطِ
هبهمْ أدلُّوا على حلمي أما علِمُوا / أن القوافي لا ترضى بإسخاطي
قالوا أتشتمُ مجنوناً فقلتُ لهمْ / لا بدّ للمسِّ من كيٍّ وإسعاط
عندي دواءُ أبي حفصٍ ورُقيتُهُ / إن كان ذلك أعيا طبّ بُقراطِ
كم مثلهِ من شقيٍّ قد وصلتُ له / في حلبةِ الكدِّ أشواطاً بأشواطِ
شغلْتُهُ بالهواهي عن معيشتِه / وذاك أنِّي عليه غيرُ مُحتاط
دعني وإيّا أبي حفصٍ سأتركه / حجَّام ساباط بل ورَاق ساباطِ
قد كان أجدى عليه من مُشاتمتي / شُغلٌ يردُّ عليه فضل قِيراط
يا رُبَّ بصريٍّ رصاصيِّ الشَّمَطْ
يا رُبَّ بصريٍّ رصاصيِّ الشَّمَطْ / عاندني فلو تنفَّستُ ضَرَطْ
في الرأس واللحيةِ منه شُهْبةٌ / زَرقاءُ والوجه لطرموس النَّبط
كأنه جوزةُ هندٍ أخذتْ / فقُشِّرَتْ أطرافها دون الوسطْ
ينتقدُ الشعرَ ولا يعْرفُهُ / أكثر من قولته هذا النمطْ
هبّتْ لوهبٍ ريحُ سوءٍ عاصفٍ
هبّتْ لوهبٍ ريحُ سوءٍ عاصفٍ / بارى بها شهرَ الرياح شُباطا
من فقحةٍ حَقَّ اتِّساعُ حِتارها / إذ لا تُفارقُ دهرها مِسواطا
لو أنها هبتْ خِلال معسكرٍ / لم يُبقِ فيه حفيفها فسطاطا
مرَّت على آذانِنا وأُنُوفِنا / فأساءتِ الأسماعَ والأسْعاطا
ونَعَتْ إلينا مُفلِحاً سقياً لهُ / من فارسٍ مَنَعَ الحريمَ وحاطا
فكأنها وكأن مقتلَ مُفلحٍ / يوم القيامة قدَّمَ الأشراطا
يا ضرطةً سبق البريدَ بريدُها / ركضاً وخلَّفَ شوطُها أشواطا
أصبحتِ أنبلَ ضرطةٍ وأجلَّها / إذ كان عِلمُك بالغيوب أحاطا
يا وهبُ إن تكُ قد ولدتَ صبيَّةً / فبحمْلهم شُقراً عليك سِباطا
من كان لا ينفك يُنكحُ دهْرَهُ / ولد البناتَ وأسقط الأسقاطا
تَلِدُ النساءُ من الرجال وإنَّما / يلدُ الرجالُ من الرجال ضُراطا
لو كنتُ مِثلكَ ثم جِئتُ بمثلها / لضربتُ فاضحتي بها أسواطا
ولما وطئتُ بساط دارِ خليفةٍ / حتى المماتِ ولا اخترقتُ سِماطا
قد أعظمتْ جُرماً فعاقِبها به / واجعل لها غير الأيورِ سياطا
إن العقوبةَ بالأيورِ تزيدُها / زللاً إلى ما قدّمتْ وسقاطا
قال الوزيرُ وقد رمَيْتَ برأسها / قُمْ فالتمسْ مهداً لها وقِماطا
هذي عُقوبةُ منْ يكدُّ عبِيده / حتى يُعرِّقَ مِنْهمُ الآباطا
ويُلَفِّقُ الأخبارَ لا متحرِّجاً / فيها ولو بدم النبي أشاطا
شهدت ولادتُكَ الشهيرة أنها / من فقحةٍ لا تستفيقُ لُواطا
يا وهبُ ويحكَ قد علمتَ بوَهيها / أفلا دعوت لرَتقِها خيَّاطا
عطستْ وحُقّ لها العُطاسُ لأنها / مزكومةٌ أبداً تسيلُ مُخاطا
دعْ خِدمةَ الخلفاءِ لا تَعرِضْ لها / وتعاطَ ويحك غيرَ ما تتعاطى
يحتاطُ للخلفاءِ في سُلطانهم / من كان في أمر استِه مُحتاطا
ما هذه النُّفَخُ التي أغفلْتَها / يا من يفوقُ بطبِّه بُقراطا
كنّا نقولُ إذا مَررْتَ مُواكباً / للَّهِ دَرُّكَ كاتباً خطّاطا
فالآن صِرتَ إذا مررْت فقولنا / لا درَّ درُّكَ كاتباً ضرَّاطا
يا آل وهبٍ حدِّثوني عنكُمُ / لمْ لا تَروْنَ العدلَ والإقساطا
ما بالُ ضرطتكم يُحلُّ رِباطُها / عفواً ودِرْهَمُكُم يُشدُّ رِباطا
صُرُّوا ضُراطَكُم المُبذِّرَ صرَّكم / عِند السُؤال الفَلْسَ والقيراطا
أو فاسمحُوا بضراطِكُم ونوالكُم / هيهاتَ لستُمْ للنَّوال نِشاطا
لو جُدْتُمُ بهما معاً فتواءَما / فَرَشا لكم عند الرِّحال بِساطا
لكنَّكم فرطتُمُ في واحدٍ / وهو الضُّراط فعدِّلُوا الإفراطا
فُضِحتْ كتابتُكم وقُنِّع مجدُكم / خِزياً وأُسقط جاهُكم إسقاطا
فاستأنِفوا الأعمالَ إن ضُراطَكُم / بالأمس أحبطَ ما مضى إحباطا
فإذا شهدتُمْ مشهداً وأبُوكمُ / لم تُشبهوا يعقوبَ والأسباطا
قُبِّحْتُمُ ولداً وقُبِّحَ والداً / لا تَهْتَدونَ من الرشادِ صِراطا
لا قدَّسَ الخَلَفُ المخلَّفُ منكُمُ / ولداً ولا فُرَّاطُكمْ فُرّاطا
فلكونِكُم في صُلبِ آدمَ نُطفةً / كانت محورةُ أمرهِ إهباطا
أغلاءٌ وبلاءٌ
أغلاءٌ وبلاءٌ / وبريديٌّ ضرُوطُ
وأعادٍ قد أحاطوا / لحق الناسَ القُنوطُ
تَخِذُ الأمةُ وهباً / عجباً أن قال طوطُ
كيف لا يضرطُ ألفاً / واستُهُ الدهرَ تلوطُ
حادثٌ يا آل وهب / فيه للقدرِ سُقوطُ
فُضِحتْ تلك البلاغا / تُ وهاتيكَ الخُطوطُ
أَشَجَتْكَ منزلةٌ بمَرجَيْ راهِطِ
أَشَجَتْكَ منزلةٌ بمَرجَيْ راهِطِ / كلّا ولا دِمنٌ عفتْ بشلاهِط
بل معشرٌ وعدتْهُمُ فجراتُهُمْ / بمغابطٍ فإذا هُمُ بمهابِط
ظَلُّوا وقدْ أسروا المؤذِّنَ بينهم / وكأنَّما هزموا كتائبَ ناعِط
وخَلَوا بِشلوِ ذَبيحهمْ فرأيتهُمْ / من ناتفٍ رِيشاً وآخر مارطِ
مُستعملينَ أكُفَّهُمْ في أمرهِ / ببوادرٍ سبقتْ أناةَ السَّامط
طبخوهُ ثم أتوا به قد أُبرِمتْ / أوْتارُهُ لمنادفٍ وبرابِطِ
متجمِّلاً لدجاجهِ مُتجلِّداً / كتجلُّدِ المجلودِ بين ربائط
ولقد رمتْه يومَ ذلك قِدْرُهُم / بغُطامطٍ من غَليهما وغُطامِط
حملوا عليها كل ماءٍ عِندهُم / وفُراتَ كُوفَتِهم ودِجلةَ واسط
واهاً لذاك الدِّيك بين مساقطٍ / منه عهدناها وبين ملاقط
قوَّامَ أسحارٍ مؤذِّن حارةٍ / سفَّاد زَوجاتٍ كميَّ مآقط
ينفي مناعِسَهُ بنفسٍ شهْمةٍ / وُيشاهدُ الهيجا بجأشٍ رابط
وثبَتْ عليه عِصابةٌ كُوفيةٌ / ببوادرٍ من بأسِها وفوارِط
من ناشِئٍ محض الحُلاقِ وشيخةٍ / شوهاءَ لائطةٍ وشيخ لائط
يعدو الأصاغرُ والأكابرُ خَلفَهُ / عدْوَ الكلاب على الشَّبوب النَّاشطِ
قسطوا عليه قُسوطَ غامِطِ نعمةٍ / والموبِقاتُ بمرصدٍ للغامِط
ولربُّ مقسوطٍ عليه بغرَّةٍ / حَلَّتْ بليَّتُهُ برأس القاسِطِ
ومن الجرائم ما يكونُ عقابُهُ / نقداً فكمْ نابٍ هُنالك ساقطِ
أكلُوهُ فانتثرتْ له أسنانُهُم / وتهشَّمتْ أقفاؤهُمْ بالحائط
من بين نابٍ إنما هو بَيْرمٌ / عِظَماً وبين ثنيةٍ كالشَاحط
وطواحنٍ قد خُرِّقتْ جنباتُها / فكأن أنكَلَها سِلاحُ مرابط
وكأن وقع مشارطٍ من ريشه / في تِلكُمُ الأحناكِ وقعُ مشارط
ما زال يشرطُهُمْ فمنه شرطةٌ / ومن العكوفِ عليه ضرطةُ ضارط
سَقياً لمنتصرٍ هُناكَ لنفسه / يفْري فَرِيَّ مُزايلٍ ومُخالط
لقي الأنامِلَ والمراضع مُقدِماً / لم يَنهزمْ عنها بأجرٍ حابط
وغدتْ تصيحُ عظامُه وعُروقُهُ / ليُفيقَ ذو جزعٍ عليه فارط
لا تبكينّ على قتادة خارطٍ / وابكِ الدماء على بنانِ الخارط
وغدتْ مشايخُهُمْ وقد كتَبوا لنا / بنواصح التَوبات كُتب شرائط
أكلوا مؤذِّنَهُم فأضحوا كُلُّهُمْ / قد عُوجلوا بعقاب ربٍّ ساخطِ
يتزحَّرون بأنفسٍ مجهودةٍ / تبكي وتندرُ ندرةً في الغائطِ
أبصارهُم نحو السماءِ كأنما / بَصَروا بها تُطوى بكفَّيْ كاشِطِ
من باسطٍ كفَّ الدُّعاءِ وقابضٍ / كفّ الدواءِ حِذار موتٍ ذاعط
عَسُرتْ عليه لظلمه أنفاسُهُ / فكأنَّهُ في لحدِ قبرٍ ضاغِطِ
يدعُو بِنِيَّةِ قانطٍ لا شُفِّعَتْ / من دعوةٍ وُصلت بنِيَّة قانط
يتنفَّسون لكل ضرطةِ ضارطٍ / أسفاً لها ولكل ثلطةِ ثالط
يا لهفَ أنفسهِمْ على ضرطاتِهمْ / بالأمس من ذاك السُّلاح الواخط
لو أنها وُهبت لهم في يَومِهم / أضحوا وهم من رَوْحها بمغابط
بُعداً لهم بُعداً لهم بُعداً لهم / من قابض كفَّاً وآخر باسِط
سخطُوا مودَّتَهُم وخانُوا جارَهُم / لا فارقَ الأَوداجَ مُدْيةُ ساحط
ديكٌ تناوحتِ الديوكُ لفقدِهِ / ما زال شيخَ عشائرٍ وأراهِط
ومن العجائبِ أنهم ورِطوا به / في المُهلكاتِ أشدّ ورطةِ وارِط
ورأوا بقيَّتَهُ أصحَّ معاذةٍ / للطِّفل بين موازجٍ وقوامِط
فمتى اشتكتْ أطفالُهم من جِنَّةٍ / دلفُوا لهم من مائِهِ بمساعِط
ومتى رأوْا دِيكاً ولو من فرْسخٍ / أبصرتَهُم يعْدُونَ عدوَ مُبالط
لا مُقبلينَ إليه لكن هُرَّباً / منه حِذار معاطبٍ ومَوارِط
فهُمُ لغوغاءِ القبيلةِ لعبةٌ / في عسكرٍ متضاحكٍ مُتضارطِ
ودَّت حديثَهُمُ الولاةُ فربَّما / نفذتْ به في اليوم عشرُ خرائِطِ
ما كان ديكاً بل حديداً بارداً / ولربَّ شيءٍ للظنونِ مُغالط
لاقى هنالك كلَّ ذلك لم يخم / عنه وهمْ من ضارطٍ أو ناحط
وأقولُ موعظةً لرائد منزلٍ / تَهديه معرفةٌ وآخَر خابط
لا تنزلنَّ بمنزلٍ مُتكوِّفٍ / وتنحَّ عنه إلى المحَلِّ الشَّاحط
إن الغوائل في المقاحِط جمَّةٌ / فتوقَّ غائلةَ المرادِ القاحط
واعمَدْ إذا شئتَ الجِوار إلى الذُرى / إن المكاره أولعتْ بالهابط
جاورت في كُوفان شرَّ عصابة / من صامتٍ عيَّاً وآخرَ لاغِطِ
دقّوا فلو أولجْتَهم لتولَّجوا / من دقَّةٍ في سَمِّ إبرة خائطِ
دلفوا لجارِهمُ بشرٍّ لازمٍ / وتجانفوا عنه بخيرٍ مائطِ
ألفيتُهُم من شرِّ قنيةِ مقتنٍ / للمقتنين وشرِّ لقطةِ لاقط
وثبوا عليّ سفاهةً فوسْمتُهُم / وسمَ المسطِّع بعد وسم العالط
قوم يبيتُ الرشدُ فيهم ضائِعاً / والغيُّ بين دواهنٍ ومواشِط
المشترين فياشلاً لنسائهم / بدراهمٍ ووظائفاً بقرارط
ما شئتَ من عقل ضعيفٍ واهنٍ / فيهم ومن خبلٍ شديد ضابطِ
لو أنَّ لؤم الناس قيس بلؤمِهم / ما كان فيه قيسُ نقطةِ ناقط
أيا هَنتاه هل لك في هريسٍ
أيا هَنتاه هل لك في هريسٍ / بلُحمانِ النَّواهِض والبطوطِ
وأضلاع الرُّخال مُربَّيَاتٍ / بكسب المروِ والعجم اللقيطِ
صنيعةِ خابِرٍ صَنِعٍ مُجيدٍ / أخي علمٍ بصنعتها مُحيط
أملَّ الليلَ يعقدُها بضربٍ / فجاءَ بها تمدَّد كالخيوطِ
وبين يديك من مُريٍ عتيقٍ / توارثه القرون عن النَّبيط
فتبركُ فوق صفحتِها بُروكاً / كما برك البعير على الخبيط
فيا للهِ من لقمٍ هُناكم / تجاوبُ بالشَّحيج وبالغطيط
ألذُّ من فائقةِ الإبهَطِّ
ألذُّ من فائقةِ الإبهَطِّ / ومن شِوا سَمْطٍ نظيف السَّمط
ولحم طيرٍ وصدور البطِّ / خُرطومُ سلسالٍ من الإسْفنطِ
في قريةٍ من قَرَياتِ القبْطِ / بسرَّ من را في نسيم الشط
قِبطيةٌ في حُللِ ومِرط / لعبةُ عاجٍ صورة في خَرط
جاءت به مُشدَّداً بالشَّرطِ / خوادمٌ يحملنه بضبطِ
كأنه بعضُ رجال الزُّطِ / قالت نحُطُّ الهدْي قلنا حُطِّي
وكايِلي واحتكمي وخُطّي / وهذه نُقودُنا فاشتطِّي
فاحتضنت حقويه تحت الإبط / وانتزعت عنه شِناق الرَّبط
فارفضَّ ينهلُّ بغير ضبط / كأنه جُرحٌ عظيمُ البَطّ
يكتالُ ما فيه بغير شرط / زقّ النَّفطِ
ما زلتُ أُسقاها وأسقي رهطي / حتى تنادَى القومُ قطِّ قطِّ
وقائلٍ لمْ هجوتَ الوردَ معتمداً
وقائلٍ لمْ هجوتَ الوردَ معتمداً / فقلت من بُغضِهِ عندي ومن سَخَطِهْ
يا مادح الورد لا ينفك عن غَلطِهْ / ألستَ تُبصرهُ في كفِّ ملتقطِهْ
كأنه سُرمُ بغلٍ حين يُخرجُه / عند الرِياث وباقي الروث في وسطِهْ
ألستَ ترى اليوم المليح المُغايظا
ألستَ ترى اليوم المليح المُغايظا / رعاكَ مليكٌ لم يزل لك حافظا
غدا الدجْنُ فيه يقتضي اللهو أهله / وقد يقتضيك الحقَّ من ليس لافظا
فطوراً ترى للشمس فيه ستارةً / وطوراً ترى للشمس طرْفاً مُلاحظا
غدا بالذي أهداه خِلّاً مُلاطفاً / وإن كان ضِدّاً بالصيام مغالظا
تحفَّى فقد أضحى الندى فيه فائضاً / وأعفى فقد أضحى الأذى فيه فائظا
وقد عدم المعصومُ فيه رقيبه / كما عدِم القينات فيه الحوافظا
ولكنه الشهر الذي غاب لهوُهُ / فعادت ملاهي الناس فيه مواعظا
أصامكموه اللَّهُ في ظلِّ غِبطةٍ / وأبْقاكمُ غيْظاً لذي الغِلِّ غائظا
جزاءً بما لقَّيْتموهُ طلاقةً / وخالفتُمُ فيه الشهاوَى اللَّعامِظا
ألا أيها المكنيُّ باسم محمدٍ / فدتْك نفوسُ اللاحظيك الملاحظا
حكى يومُنا هذا نداكَ وحُسنَه / إذا ما غدا يحمي نثاك مُحافظا
على أنه لم يحْكِ فعلك إنما / حكى وعْدك الغوثَ النفوسَ الفوائظا
ولم يحك شيئاً من ذكائك إنه / إذا كنتَ فيه شاتياً كنت قائظا
فعش لابن حاجاتٍ وصاحب دولة / إذا الأمر أضحى فادحَ الثِّقل باهظا
ولا زلتَ محمودَ البلاء جميلَه / إذا استخرَجَتْ منك الهناتُ الحفائظا
أراكَ إذا ما كنتَ صدراً لموكبٍ / أثار عجاجاً واستثرت مغائِظا
وظلَّت عيون الناس شتى شؤونُها / فغضتْ ومدّت عند ذاك لواحظا
يصادون من لولاه لاقت كُفاتُهم / شدائدَ من شغْب الخطوب غلائظا
جَللْتَ فلم تعدم من الناسِ مُغضِياً / ورُقْتَ فلم تعدم من الناس لاحظا
وإن كنتَ يوم الحفل صدراً لمجلس / تركتَ خصيمَ الحق أخرس واعظا
تظل إذا نامت عُقولُ ذوي العمى / وإن حدَّدوا زُرقاً إليك جواحظا
تغاضى لهم وسنانَ بل متواسِناً / وتوقظهم يقظان لا متياقظا
وترمي الرمايا في المقاتل عادلاً / إذا أكثرت نبلُ الرُّماة العظاعظا
حلوتَ ولم تضعفْ فلم تكُ طُعمةً / ولا أنت مجَّتْك الشِّفاهُ لوافظا
بقيتُمْ بني وهبٍ فإن بقاءكم / صلاحٌ وإن ساء العدوَّ المغايظا
ومُلِّيتُمُ للحظِّ ركناً موطَّداً / يُملِّيكمُ للعزِّ ركناً مدالظا
مقايظنا فيكم مشاتٍ بجُودكم / وكانت مشاتينا بقَومٍ مقايظا
عجبتُ لقوم ينفسونَ حُظوظَكُم / وأنتم أناسٌ تحملون البواهظا
وكنتْم قُدامى حين كانوا خَوافياً / وكنتم صميماً حين كانوا وشائظا
يغيظهمُ استحقاقكم وحقوقكم / فلا عدموا تلك الأمور الغوائظا
أيا حسناً أحسِنْ فما زلتَ مُحسناً / تيقَّظ للحسنى فتشْأى الأياقظا
أفِضْ من ندى لو حُمِّل المزنُ بعضَهُ / لراحت روايا المزنِ منه كظائظا
أعيذُك أن تغشاكَ فيَّ ونيَّةٌ / ولستُ على مَوْلىً سِواكَ مُواكظا
أجِرنيَ أن أُلفَى لغيركَ سائلاً / مُكاتبَ أقوامٍ وطوراً مُلافظا
ولا تُسْرحَنِّي في اليبيسِ مُشاتياً / كفاني لعمري باليبيس مُقايظا
ألم تجدوني آل وهبٍ لمدحكم / بنظمي ونثري أخطلاً ثم جاحظا
نسجتُ لكم حتى تُوُهِّمتُ ناسجاً / وقرَّظتكم حتى تُوهمتُ قارظا
وكنتم غُيوثاً خارقاتٍ شواتياً / روائع ثرَّاتِ العزالي قوائظا
فإن أنا لم تحظُظْ لديكم وسائلي / فمن ذا الذي تُلفى لديه حَظائظا
على أنه لا حمد لي إن منحتُكم / مسامحَ مجدٍ جاءني لا مناكِظا
يسيرٌ على المدَّاح أن يمدحوكمُ / أصابوا لألفاظ المديح ملافظا
ولو حاولوه في سواكمْ لصادفوا / مناكبَ دفع دون ذاك مدالظا
منحتُكها حوليةً بِنت يومها / عُكاظية أُشجِي بها المتعاكظا
ففوِّق قِداحي واهدِها بنصالها / وريِّش ورعِّظ لا عدمتُك راعظا
مذ صِرتِ همِّي في النوم واليقَظَهْ
مذ صِرتِ همِّي في النوم واليقَظَهْ / أتعبتُ مما أهذي بك الحفَظَهْ
وعظْتُ نفسي فخالفتْ عِظتي / وخالفَ القلبُ فيك من وَعظه
وكيف بالصبرِ عنكِ يا حسنا / يأمر بالسيئات من لحَظَه
يا من حلا في الفؤاد منظره ال / حلوُ فما مجَّهُ ولا لفظه
عذَّبني منكِ يا معذبتي / ونُزْهتي في المنام واليقظه
وجهٌ إلى كم تصيد رِقَّتُهُ / قلبي وقلبٌ كم أشتكي غِلظه
ما يوفيك حقَّك التقريظُ / كُفءُ تقريظك العليمُ الحفيظُ
فيك أشياءُ من يواليك مسرو / رٌ بها والعدوُّ منها مغيظُ
لك فيها تيقظٌ غير محتا / جٍ إلى أن يُعينه تيقيظُ
كم تحفظتَ من وصية مجدٍ / لم ينفِّلكَ حفظَها تحفيظ
أنت غيثٌ يقيظُ فينا حياهُ / إذ حيا الغيثِ لا يكاد يقيظ
إن يكن ما فعلتَ بِرّاً لطيفاً / إن ميثاق شكره لغليظ
منك قِدحي ومنك نصليَ والفُوْ / قُ ومنك الترييش والترعيظ
أي شيء أقول يا من عداه / في نداه التنكيد والتنكيظ
أنتَ قبل التقريظِ من كمَّل اللَ / هُ فماذا يزيدُك التقريظُ
لا ترى نرجساً يُشبّه بالور
لا ترى نرجساً يُشبّه بالور / د إذا ما أدرتَ فكراً ولحظا
ومن الورد ما يُشَبَّه بالنر / جس علماً بأن في ذاك حظا