القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 2
لا يعقب العمل الكَبير حبوطُ
لا يعقب العمل الكَبير حبوطُ / إلا إذا هدم الرجاء قنوطُ
إنا بعصر لا حَياة بأرضه / إلا لمن هو في الكفاح نشيط
وإذا تقدمت الشعوب حضارة / تَزداد فيها للحياة شروط
أَما الألى صعدوا بلا سند لهم / فَلَهم عَلى قدر الصعود هبوط
إن اعتدالك في الأمور لمصلح / ما أَفسد الإفراط وَالتَفريط
لا تَعلَم الألباب ما هُوَ فاعِل / فيهنَّ أَم ماذا بهن يحيط
ما طالَ عهد اليأس في قلب امرىءٍ / إلا اِستَبان عَلى الجَبين خطوط
أمنيتي هي لَو ظفرت بنيلها / عيش ببادية العراق بسيط
قَد كانَ كل الظن أن حبيبتي / وَهيَ الحَقيقة للثام تَميط
مهما طما بحر به أَنا سابح / فله عَلى الجنبات منه شطوط
قَد فارق الجِسم يَسمو بعدما هبطا
قَد فارق الجِسم يَسمو بعدما هبطا / روح به كان قبل الموت مرتبطا
لَقَد عَلا الروح بعد الجسم مرتقياً / وَقَد هَوى الجسم بعد الروح منهبطا
قَد كانَ يضبطه إِبّان قوته / حَتّى إذا دبّ فيه الوهن ما ضبطا
احبس دموعك أَو أرسل بوادرها / فَلَيسَ يَرجع شيءٌ بعد ما فرطا
يا راكباً باطل الآمال عَن شطط / إني أعيذك من أن تركب الشططا
ماذا الَّذي أحفظ العمال فاِعتصبوا / أني لأسمع عن بعد لهم لغطا
قَد اِهتَدى من له علم بغايته / أما الَّذي هو ذو جهل فقد خبطا
ودَّ الَّذي جهل الأشياء لَو وصلت / منه اليدان النجومَ الزهر فالتقطا
قد أفرط القوم إفراطاً أضر بهم / وقبل ذلك كانوا أُمة وسطا
ورب ناس رأوا في الوقت متسعاً / وَفي المَكان الَّذي هم فيه منبسطا
ثاروا عَلى العلم باسم الدين واِحتقروا / من ليس في زمرة الثوار منخرطا
وَلا أعاتب مضطراً له ربطوا / كَما أعاتب حراً نفسه ربطا
كَم أسخطت جاهِلاً في مجلس كلمى / وَلَو توسع منه العقل ما سخطا
ما كنت يوماً بَبغداد أخا دعةٍ / ولا بِعَيشي في بَغداد مغتبطا
كالعَندَليب شدا للناس في قفص / بحيث يحيا بحبات لها التقطا
ما زلت في كل يوم ذرَّ شارقه / مكرراً عملاً لي طالما حبطا
إن القنوط من الأعمال مهلكة / ويل لمن هو من أَعماله قنطا
تغيرت فوق وجه الأرض أنظمة / حَتىّ اِلتَوى الأمر بين الناس واختلطا
ألفى الحَياة بهم تَجري بلا خطط / قوم لَها وضعوا من نفسهم خططا
بين الشعوب كفاحٌ ثار ثائره / وَلَيسَ خوف عَلى الشعب الَّذي نشطا
وَلَيسَ بين الفَتى يوماً وَحاجته / إن كان ذا هِمَّة قعساء غير خطى
رأى القويّ ضعافاً فهو يغمطهم / وَلَو رأى الأقوياء الغلب ما غمطا
ما شمر اللَيل عَن ساقيه منهزماً / حتىّ رأى الصبح مثل السيف مخترطا
لَقَد وجدت حياة الذل فاشية / وَالناس منقبضاً منها وَمنبسطا
وَللمعيشة أنماطٌ قد اِختلفت / وكل قطر يراعى أهلُه نمطا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025