من رأَى المجدَ يُثير القِلاصا
من رأَى المجدَ يُثير القِلاصا / والعُلا تُزجى العِتاقَ الخِماصا
والقِبابَ البيضَ قد وعَدُوها / بالمعالى فاستطالتْ خِراصا
بعميد الدولةِ الأرضُ تُطوَى / حين لا ترجو النجومُ خَلاصا
وفجِاجُ السعى بين يديه / تشترِى الآمالَ منه رِخاصا
مذ رأيناهُ سحابا عجِبنا / كيف يحتلُّ ويأوِى العِراصا
كرمٌ فاضَ فما اختصَّ أرضا / دون أرضٍ بنداه اختصاصا
من يحبّ العزّ يَدأبْ إليه / وكذا من طلب الدُّرَّ غاصا
قرّت الأعينُ بالقربِ منه / فأراد البعدُ منها القِصاصا
لو مَلكنا الأرضَ أو لو أطقنا / لسَددنا برُباها الخَصاصا
وعقَلنا الناجياتِ خلاءً / وربَطنا المُقْرَباتِ ارتهاصا
فهِمتْ ما حمَلتْ في ذُراها / من جمالٍ فارتقصنَ ارتقاصا
ماجدٌ إن خاف أسهمَ ذمٍّ / لبس الجودَ عليه دِلاصا
أدواتُ الفخرِ ألقَّنَ فيه / حسَبا عِداًّ وعِرقا مُصاصا
رُبَّ عزمٍ إ يُحَكَّمْ له لم / تجد الأقدارُ عنه مَناصا
ساهر القلب إذا رامَ عُظمَى / إن كَرى النومِ للأعينِ حاصا
قذفتْ منه الليالي بِقرنٍ / تنكُص ألأبطالُ عنه انتكاصا
محسنٌ بالرأي ضربا وطعنا / يُخجل البيضَ ويُخزِى الخِراصا
ساحر الألفاظ ولو شاء ظبيا / أسر الوحش بهنَّ اقتناصا
كلما أبصرَه حاسدوه / كُلِّلتْ تلك العيونُ حُصَاصا
كشعاع الشمسِ ترجِع عنه / مَضْرِحيّاتُ العيون عِماصا
ففداه كلُّ جَهم المُحيَّا / مانعٌ عسجدَه والرَّصاصا
كالشَّموسِ الصَّعبِ إن ذلَّلوه / زادهم ذُعرا ولَجَّ قِماصا
مستهامٌ بالغوانى إذا ما / صقَلتْ خداًّ وأرختْ عِقاصا
أين تبغى قد زحَمتَ الثريّا / في مَداها وانتعلتَ النَّشاصا
غايةٌ لو ذو جَناحٍ إليها / طار لاعتاصت عليه اعتياصا
أنتمُ آلُ جَهِيرٍ عديدٌ / لا رأتْ فيه البنانُ انتقاصا
كلّما قيل الرحيلُ قريبٌ / غَصَّ بالبادر حَلْقى اغتصاصا
وأرى قلبي سيقتصُّ إمّا / سرتَ آثارَ المطىِّ اقتصاصا
اِقْضِ في أمري بما أنتَ قاضٍ / فبأنعامك أرجو الخَلاصا
ردَّك الله إلينا سليما / بك أيامُ الزمان تَواصَى