المجموع : 7
وحانٍ على الشحناءِ عوجَ ضُلوعهِ
وحانٍ على الشحناءِ عوجَ ضُلوعهِ / يسدِّدُ نحوي صادراتِ المشاقصِ
يُكاثِرُ فضلي بالثراء نواقحاً / وفي المالِ للجُهَّالِ جبرُ النقائصِ
أقولُ له لما اشرأَبَّ لغايتي / ومدَّ إليها نظرةَ المتخاوصِ
وأيقظَ منِّي ساهراً غيرَ راقدٍ / وحرَّضَ منّي هاجماً غير حائصِ
لقد فاتَ قَرْنُ الشمسِ راحةَ لامسٍ / وأعيا مناطُ النَّسْرِ كفّةَ قانصِ
وإن حدثتكَ النفسُ أنّك مدركٌ / لشأوي فطالِبْهَا بمثلِ خصائصي
نزاهةَ نفسي طالباً وسماحتي / مُنِيلاً وصبري لاحتمال القوارصِ
وعلمي بما لم يَحْوِ خاطرُ عالمٍ / وغوصي على ما لم يَنَلْ فَهْمُ غائصِ
وتركيَ أخلاقَ اللِئامِ وغِشَّها / إِلى كل خُلْقٍ كالوذيلةِ خالصِ
فما عهدُ أحبابي على البُعْدِ ضائعٌ / لديَّ ولا ظِلُّ الوفاءِ بقالصِ
وما أنا عمَّا استودعوني بذاهلٍ / ولا أنا عمَّا كاتَموني بفاحصِ
وإن الأُلَى راموا اللِّحاقَ بغايتي / سَعَوا بينَ مبهورٍ حثيثٍ وشاخصِ
فلم يَكُ فيهمْ غيرُ وقفةِ ظالعٍ / ولم يُرَ منهم غيرُ أعقابِ ناكصِ
وراموا بأطرافِ الأنامل غايةً / وطِئتُ وقد أعيتهُمُ بالأخامصِ
إِذا حُمِدَتْ بين الأفاضلِ سيرتي / فأهوِنْ بنقصٍ جاءَ من عندِ ناقصِ
حُرِمْتُكِ إذ رُزِقْتُكِ بعدَ حِرْصٍ
حُرِمْتُكِ إذ رُزِقْتُكِ بعدَ حِرْصٍ / كذاكَ يكون حِرمانُ الحريصِ
وقُمتِ عليَّ بالغالي ولكن / تناولَكِ المنيةُ بالرخيصِ
لقد سبقَ القضاءُ برغمِ أنفي / وليس على المقدَّرِ من محيصِ
يقولون اصطبِرْ وتعزَّ عنها / وكيف عزاءُ مطعونِ الفريصِ
ولو أني قدرتُ شققتُ قلبي / فكيف أُلامُ في شَقِّ القميصِ
لا تحقِرنَّ الرأيَ وهو موافقٌ
لا تحقِرنَّ الرأيَ وهو موافقٌ / حُكمَ الصوابِ إِذا أتَى من ناقصِ
فالدُّرُ وهو أجلُّ شَيءٍ يُقْتَنَى / ما حَطَّ قيمتَهُ هوانُ الغائصِ
صحَا عن فؤادي ظِلُّ كُلِّ عَلاقَةٍ
صحَا عن فؤادي ظِلُّ كُلِّ عَلاقَةٍ / وظِلُّ الهَوى النجديِّ لا يتقلَّصُ
هوىً ليس يُسْلِي القربُ عنه ولا النَّوَى / ولا هو في الحالينِ يصفُو ويَخْلُصُ
ففي البعدِ قلبٌ بالفِراقِ مُعَذَّبٌ / وفي القُربِ عيشٌ بالوُشاةِ مُنَغّصُ
وإنَّ خَلاصاً كنت أرجوهُ بُرْهَةً / وكان يزيدُ الأمر فيه وينقُصُ
قطعتُ رجائِي عنه إذْ قال صاحبِي / رَمِيُّ العيونِ النُّجْلِ لا يتخلّصُ
ومتاجرٍ بي في المودَّةِ كلَّما
ومتاجرٍ بي في المودَّةِ كلَّما / حاسبتُه يغلو عليَّ وأرخُصُ
زايدتُ فيهِ فباعنِي لمَّا رأى / شَغَفِي به وهوايَ فيمنْ يَنْقُصُ
إليكَ أسري فلا تُسْبَقْ بمكْرُمةٍ
إليكَ أسري فلا تُسْبَقْ بمكْرُمةٍ / إن المكارمَ في أوقاتِها فُرَصُ
هو الطريدةُ قد جاءتْكَ مُكتبةٌ / لكنها بحبالِ المجدِ تُقْتَنَصُ
حمدٌ يُساقُ إِلى عُلياكَ حِصَّتُه / إن المحامدَ ما بينَ الورى حِصَصُ
أنعم إذابة ما سكبت فإنه
أنعم إذابة ما سكبت فإنه / للصبغ أقبل وهو فيه أغوص
زرنيخنا يطفو ذرواً ميتاً / ويغوص حين يذاب وهو مرصّصُ
والسمّ والترياق في تركيبنا / متجاذبان فمهلك ومخلّصُ
وإذا تشخّص غيره بغرائب / فيه فذاك بذاته يتشخّصُ
فعليك بالكتب القديمة إنها / منها نهذّب سرنا ونلخّصُ
لا تقدمن على إزالة لفظة / فيهن عن معنى به يتخصّصُ