المجموع : 3
أَتَجْحَدُ قَتْلِي رَبَّةُ الشَّنْفِ والخرْصِ
أَتَجْحَدُ قَتْلِي رَبَّةُ الشَّنْفِ والخرْصِ / وذَاكَ نَجِيعِي فِي مُخَضَّبِهَا الرّخْصِ
تَوَرّسَ مَا تَعْطُو بِهِ مِنْ عَبِيطِهِ / كَمَا طَلَعَ السّوسَانُ فِي صِبْغَةِ الحُصِّ
وَتَسْفِكُهُ وَهوَ المُحَرَّمُ سَفْكُهُ / حَلالاً كَأَنَّ الظُّلْمَ لَيْسَ لَهُ مُحْصِ
أمَا عَلِمَتْ أَنَّ القِصَاصَ أَمَامَهَا / فَكَيْفَ أَرَاقَتْهُ عَلَى النَّحْرِ والقَصِّ
فَيَا لدَمٍ قَدْ أَهْدَرَتْهُ ثديُّهَا / وأَلحَاظُهَا بالهَبْرِ عَمْداً وبالْقَعْصِ
وَلَسْنَ صِفَاحاً أَوْ رِمَاحاً وَإِنَّما / غَنِينَ عَن الحَدِّ المُذَلَّقِ والخِرْصِ
عَلَى غَيْرِ ثَارٍ آثَرَتْ فَوْتَ مُهْجَتِي / قَنِيصاً وَمَازَالَتْ تُراعُ مِنَ القَنْصِ
عَرِينٌ وَلَيْثٌ لا كِنَاسٌ وَظَبْيَةٌ / لإتْلافِهَا العُشَّاقَ بالفَرْسنِ والْفَرْصِ
لَقَدْ قَلَبَتْ لِلْقَلْبِ ظَهْرَ مِجَنِّهَا / وَلا ذَنْبَ إلا أنْ أطَاعَ فَمَا يَعْصِي
وَفَيْتُ لِحِرْصٍ في هَوَاها فَخَانَنِي / وَقِدْماً أُصِيبَ النَّاسُ مِنْ قِبَلِ الحِرْصِ
عُمُومٌ مِنَ البَلْوَى بِهَا عَامِرِيَّةً / أَبَى الْحُسْنُ أَنْ أُلْفَى بِها غَيْر مُخْتَصِّ
لَهَا اللَّهُ مَاذا فِي القَلائِدِ مِنْ حُلىً / تَشِفُّ وَماذا في الشُّفُوفِ وفِي القُمْصِ
نَهَار مُحَيّاً تَحْتَ لَيْلِ ذَوَائِبٍ / تُرِيهِ وَتُخَفِيهِ مَعَ النَّقْضِ وَالعَقْصِ
وَذاتُ ابْتِسَامٍ عَنْ بُرُوقِ لآلِئ / مُؤَشَّرةٍ لَيْسَتْ برُوقٍ ولا عُقْصِ
تَلوثُ عَلى بَدْرِ التَّمامِ لِثامَها / إِذا الوَشْيَ زَرّتْهُ على الغُصْنِ والدَّعُصِ
مِنَ اللائِي يَهْوَى القَصْرُ لَوْ قُصِرَتْ بِهِ / فَتَأْبَاهُ لِلْبَيْتِ المُطَنَّبِ والخُصِّ
ويَدْعو بِها اليَنْبوعُ لِلعَبِّ وَسْطَهُ / فَتَهْجُرُهُ لِلْحَسْوِ مُؤْثِرَةَ الْمَصِّ
شَمائِلُ أعْرَابِيَّةٌ في اعْتِياصِهَا / أمَطْنَ عَن الحُبِّ المبرِّحِ والمَحْصِ
سَقَى اللَّهُ دَارَ المُزْنِ داراً قَصِيةً / عَلى الشَّدِّ والتَّقْرِيبِ والوَخْد والنَّصِّ
يُسائِلُ عَنْ نَجْدٍ صَباها مَعَاشِرٌ / وأَسْأَلُ عَنْ حِمص النُّعامَى وأَسْتَقْصِي
ولَوْ كُنْتُ مَوْفُور الجَناحِ لَطَارَ بي / إِلَيْهَا ولَكِنْ حَصَّه البَيْن بِالْقَصِّ
فَشَتَّانَ ما أيَّامِيَ السُّودُ أوْجُهاً / بِحسْمَى ومَا لَيْلاتِيَ البِيضُ في حِمْصِ
بِحَيثُ ألِفْتُ الوُرْقَ لِلشَّدْوِ تَنْبَرِي / عَلَى نَهْرِهَا والقُضْبُ تَهْتَاجُ لِلرَّقْصِ
وَفي يَدِ تَشْبِيبي قِيَادُ شَبِيبَتِي / وَخِلِّي وَحِلْمي مُسْتَقِيد ومُسْتَعْصِي
كِلاَنَا عَلَى أقْصَى الهَوَادَةِ والهَوَى / فَلا عَذَلٌ يُقْصِي ولا غَزَلٌ يُفْصِي
كَأَنَّ جَنَاهَا مِنْ جَنَي العَيْشِ بَعْدَهَا / لِيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أبِي حَفْصِ
إمَامٌ أجَارَ الْحَقَّ لَمَّا اسْتَجَارَهُ / وقَدْ رَسَخَ الإذْعَانُ لِلْغَمْطِ والغَمْصِ
وهَبَّ هُبُوبَ المَشْرَفِيِّ مُصَمِّماً / لِتَأمِينِ ما يَخْشَى مِنَ الوَقْمِ والوَقْصِ
رَجَاهُ وكَمْ يُرْجَى نُهُوداً لِنَصْرِهِ / ومَا شاءَ مِن قَصْلٍ شَفَاهُ ومِنْ قَلْصِ
وطائِفَةٌ في الحَرْبِ طائِفَةٌ بِهِ / عَلَى واضِحِ المِنْهَاجِ في الخَوْصِ وَالخَرْصِ
عَدَاها عَنِ الإتْرافِ خَوْفُ مَعَادِهَا / فَلا البُرْدُ مِن قَسٍّ وَلا البَيْتُ مِنْ قَصِّ
نَصِيَّةُ أنْصارِ الهِدايَةِ تَنْتَقِي / صَوارِمُهَا هَامَ المُلوكِ وَتَسْتَنْصِي
لِرَايَتِهِ الحَمْرَاء حَيْثُ أَدَارَهَا / عَلَى المِلَّةِ البَيْضَاءِ مِنَّةُ مُقتَصِّ
ألَم يُورِدِ الأَعداء مُستَفظَع الرَّدى / لِعِيشَةِ مُغتَمٍّ بِمِيتَةِ مُغتَصِّ
ويَصْمُدُهُمْ بالعَقْرِ في عَقْرِ دارِهِمْ / لِيُحْيِيَ فيهِمْ سُنَّة الحسِّ والْحَصِّ
تَشَكَّى الهُدَى هَدَّ الضَّلالِ بِناءه / فَأَعْقَبَهُ مِن ذَلِكَ الهَدِّ بِالرَّصِّ
ودَوَّخَ أَصْقاعَ الشِّقاقِ وَسَكْنَهَا / بِصُيَّابَةٍ قُعْسٍ وعَسَّالَةٍ قُعْصِ
إِلى الفَصِّ والتَّكْسِيرِ ما جَمَعُوا لَهُ / ومَنْ لِمُصَابِ الْفَتِّ والفَصِّ بالرَّمْصِ
ولِلهَضِّ والتَّتْبيرِ مَا اعْتَصَمُوا بِهِ / وَماذَا الذِي يَبْقَى علَى الْهَضِّ والعَصِّ
تَمُرُّ بِهِمْ صَرْعَى لِعَطْفِ انْتِقَامِهِ / وكَمْ صَابَروا عَيْشاً أمَرَّ مِنَ العَفْصِ
وتَنْبُو لَها الأَبْصارُ حتَّى كأَنَّها / بِها وَهْي لَم تَرْمَصْ قَذَى الأَعْيُنِ الرَّمْصِ
طُلولاً تَرى الأَطْلاءَ تَمْحَصُ وَسْطَهَا / لأنْ مَصَحَتْ يا لَلْمصُوحِ وَلِلْمَحْصِ
أَلَطَّ بِها ما بِالْعُصاةِ مِنَ البِلَى / فَلَيْسَ بِمُنْفَضٍّ وَلَيْسَ بِمُنْفَصِّ
وَما السَّنةُ الشَّهْبَاءُ حَصّتْ نَبَاتَهَا / ولَكِنْ جِيادٌ غَيْرُ عُزْلٍ وَلا حُصِّ
تَخَايَلُ فِي قُمْصِ الدِّمَاء مَوَاضِياً / وَلَيْسَتْ بشمْسٍ عِنْدَ كَرٍّ ولا قُمْصِ
لَوَاحِقُ مِن آلِ الوَصِيِّ ولاحِقٍ / تَمَطَّرُ خُمْصاً تَحْتَ فُرْسانِها الخُمْصِ
لَهَا فِي سُلَيْمٍ مَا لَهَا في زَنَاتَةٍ / وَهُوّارَة مِنْ عُدّةِ الهَصِّ والرّهْصِ
سَلُوا عَن أَعَادِيهِ ذِئاباً وأَنْسُراً / تُخَبِّرْ بِما لاقَتْ مِنَ الوَحْشِ والوَحْصِ
بِلُصِّ نُيُوبٍ أوْ بِحُجْنِ مَخَالِبٍ / فَيَا لَك مِنْ حُجْنٍ رِوَاءٍ وَمِنْ لُصِّ
قَراها بِأَعْقَابِ القِرَاعِ كُبُودهُم / وأَعْيُنهُمْ بِالبَقْرِ يُشْفَعُ بالبَخْصِ
إذَا الإِضْحِيانُ الطَّلْقُ حَجَّبَ نُورَهُ / سَحَابُ مُثَارِ النَّقْعِ بالدَّحْضِ والدّحْصِ
وأَضْمَرَتِ الأذْمَارُ فِيهِ تَمَلُّصاً / عَلَى حينِ مُرّ الحَيْنِ أحْلَى مِنَ اللمْصِ
ولاحَ الصَّدَى البِيضَ الرِّقاق فَرَنَّقَتْ / لِتَكْرَعَ في مِثْلِ الأَضَاةِ مِنَ الدُّلْصِ
هَدَى وَجْهُهُ الوَضَّاحُ مَنْ حاصَ فَاهْتَدى / بِأَنْوارِهِ والشَّمْسُ خَافِيَةُ العَرْصِ
هُوَ القائِمُ المَنْصُورُ بِالدِّينِ والدُّنَى / وَصافِيهِما في قَوْمِهِ الصَّفْوَةِ الخُلْصِ
بَنُو الكَرِّ والإِقْدَامِ شَبُّوا عَلَيْهِمَا / وَشَابُوا فَمِنْ لَيْثٍ هَصُورٍ ومِنْ حَفْصِ
مَطاعِيمُ أَجْوَادٌ مَطاعينُ بُسَّلٌ / يَرَوْنَ عَظيمَ النَّقْصِ في هَيِّنِ النَّكْصِ
غَلَوْا قِيَماً إذْ أرْخَصُوا مُهَجَاتِهمْ / وأكْثَرُ أسْبَابِ الغَلاءِ مِن الرُّخْصِ
وَصَايا الإِمامِ المُرْتَضَى ما تَقَيَّلُوا / فَيَا رُشْدَ مَنْ وَصَّى ويَا فَوْزَ مَنْ وُصِّي
سِرَاجُ الهُدَى الوهَّاجُ أَلْقَى شُعَاعَه / عَلَى مَنْ نَمَى والفَرْعُ مِنْ طِينَةِ الأَصِّ
وفَتَّاحُ أَبْوابِ النَّجاحِ وَكَمْ ثَوَتْ / وَإِطْبَاقُهَا مُسْتَحْكَمُ الرصِّ وَالنَّصِّ
بِهِ انْجَابَ دَيْجُورُ الغَوَايَةِ وانْجَلَى / وللحَقِّ نورٌ صَادِعٌ ظُلْمَةَ الخَرْصِ
خِلافَتُهُ أَلْوَتْ بِكُلِّ خِلافَةٍ / كَذَلِكَ بُطْلانُ القِيَاسِ مَعَ النَّصِّ
لَدَيْهِ اسْتَقَرَّتْ في نِصَابٍ ونَصْبَةٍ / وَلِلشَّرَفِ المَحْضِ اكْتِفَاءٌ عَن المَحْصِ
ثَنَاها إِلَيهِ العِلمُ وَالحِلْمُ فَانْثَنَتْ / تُشيدُ بِعَلْيَاهُ ثَنَاءً وَلا تُحْصِي
وَما اشْتَبَهَتْ حَالُ المُلُوكِ وَحالُهُ / ألَمْ تَرَ أنَّ الفَضْلَ لَيْسَ مِنَ النَّقْصِ
أَغَرُّ مِن الغُرِّ الجَحَاجِيحِ في الذُّرَى / مَنَاقِبُهُ بُسْلٌ عَلى الحَصْرِ والخَرْصِ
تَمَلَّكَ أَفْرَادَ المَكَارِمِ والعُلَى / وَلَمْ يُبْقِ لِلأَمْلاكِ فِيهِنَّ منْ شِقْصِ
مُؤَيّدُ إِبْرَامٍ وَنَقْضٍ مُبَارَكٌ / لَهُ النَّصْرُ خِلْصٌ حَبَّذَا النَّصْرُ مِن خِلْصِ
تُسَاعِدُ أَحْكَامُ المَقَادِيرِ حُكْمَهُ / فَتُدْنِي الذِي يُدْنِي وَتُقْصِي الذِي يُقْصِي
ويَا رُبَّ جَبَّارٍ يهَابُ هُجُومَهُ / فَيُمْسِكُ إِرْهَاباً عَنِ النَّبْسِ والنَّبْصِ
عَلَى الحَرْبِ والمِحْرَابِ غَادٍ ورائِحٌ / يَرُوحُ إلى خَمْسٍ ويَغْدُو علَى خَمْصِ
هَدَايَا الفُيوجِ النَافِذَاتِ بِعَقْدِهِ / مَزَايَا الفُتوحِ الفَاتِنَاتِ لَدَى النَّصِّ
تَخُطُّ اليَرَاعُ الصُّفْرُ إمْلاءَ سُمْرِهِ / فَتُسْلِي عَنِ الوَشْيِ المُرَقَّشِ والنَّمْصِ
ويَنْظُمُ فيهِ الشِّعْرُ بَأساً إلَى النَّدى / كَما يُنْظَمُ الياقُوتُ فَصَّاً إلَى فَصِّ
إلَى جُودِهِ تَثنِي الأَمانِي وُجُوهَها / ومَنْ يَتَعَدَّ القَبْضَ أَفْضَى إلَى القَبْصِ
فَلا يَرْجُ ظَمْآنٌ سِوَاهُ لِرِيِّهِ / مُحالٌ وُجُودُ الظِّلِّ في عَدَمِ الشَّخْصِ
هُوَ الفَتْحُ أَدْنى حَوْزِهِ المَغْرِبُ الأقْصَى
هُوَ الفَتْحُ أَدْنى حَوْزِهِ المَغْرِبُ الأقْصَى / عَنِ الصَّوْلِ يُسْتَقْضَى وبِالعَدْلِ يُسْتَقْصَى
تَنَافَسَ فِي إِهْدَائِهِ المَاءُ والثَّرَى / بِما عَمَّ إِسْعاداً مُعاداً وَما خَصَّا
يُسِيمُ ويُرْوِي النَّاسَ مِنْهُ بِأنْعُمٍ / تَحَامَتْ ضُروباً أنْ تُعَدَّ وأَنْ تُحْصَى
تَعَرَّضَ مِنها كالأَعارِيضِ لِلْمُنَى / أَفانِينُ لا غَمْطاً قَرَتْها وَلا غَمْصَا
فَكَامِلُها لا يَدْخُلُ الخَزْلُ جَزْلَهُ / وَوافِرُها لا يَقْبَلُ العَقْلَ والْعَقْصَا
هِدَايَةُ يَحْيَى المُرْتَضَى أحْيَتِ الهُدَى / فَهَدَّمَ ما أرْسَى الضَّلالُ وَما رَصَّا
وَدَعْوَتُهُ دانَتْ بِطَاعَتِهَا الدُّنَى / فَمنْ مَجْمَع البَحْرَيْنِ لِلمَسْجِدِ الأَقْصَى
هَنِيئاً لأُولِي الحَضْرَتَيْنِ بِرُشْدِهَا / إِلى الحَقِّ إِحْضَاراً إِذَا اسْتَقْصَرَتْ نَصَّا
أهانَتْ ولَمْ تَظْلِمْ عَرَارَ رُعَاتِهَا / لِظُلْمٍ وَعُدْوَانٍ بهِ امْتَازَ واخْتَصَّا
وبَاحَتْ بِخَلْعِ المُسْتَبيحِ وأَفْصَحَتْ / وقَدْ فَحَصَتْ عَنْهُ فَمَا أحْمَدَتْ فَحْصَا
تَحُطُّ وَتَذْرِي عن مَنَابِرِهَا اسْمَهُ / وسِيمَاهُ صِلاً في عَوَادِيهِ أو لِصَّا
وَتُقْصِيهِ طَرْداً عَنْ ذرَاها عِصِيّهَا / جَدِيراً بِأَنْ يُقْصَى خَلِيقاً بِأنْ يُعْصَى
فَإِنْ شَقِيَ التَّثْلِيثُ مِنها لِغُصَّةٍ / فَقَدْ شُفِيَ التَّوْحِيدُ مِمَّا بِهِ غَصَّا
وإنَّ عَدُوَّ الدِّينِ مَنْ ظَاهَر العِدَى / لِيَخْذُلَهُ فَاسْتَنْصَرَ الشِّرْكَ واسْتَقْصَى
بعُبَّادِ عِيسَى هَاضَ أُمَّةَ أحْمَدٍ / لأَشْيائِهَا بَخْساً وأعْيُنِهَا بَخْصا
فَإنْ حَانَ مَنْكُوباً ونَكَّبَ حَائِناً / لَقَدْ حَصَّ مُنْفَلاً وَأفْلَتَ مَنْحَصَّا
دَرَى الأَسْوَدُ القَيْسِيُّ أَنَّ أمَامَهُ / رَدَى الأَسْودِ العَنْسِيِّ مُشْبِهِهِ خَرْصا
فَوَدَّ لَو اسْتَعْصَى عِنَاداً عَلَى الهَوَى / بِحَيْثُ رَأَى المَنْجَى عَلَيْهِ قَدِ اسْتَعْصَى
وأَمْعَنَ عَنْ فَاسٍ فِرَاراً وَدَعَّهُ / بخَيْلِكَ فَاسٌ يَحْذَرُ الفَرْسَ والفَرْصا
وَلَيْسَتْ لَهُ مَرَّاكشٌ بِقَرارَةٍ / وأَنَّى ومَازَالَتْ مُظَاهِرَةً حِمْصَا
سَتَضْرِبُهُ ضَرْبَ الغَرَائِبِ وَارِداً / لِتَحْرِمَهُ في شرْبِها العَبَّ وَالمَصَّا
وَتُسْلِمُ إخْوَانَ الصَّليبِ كَأُخْتِها / لِضَارِبِهِمْ هَبْراً وَطَاعِنِهِمْ قَعْصَا
ولا غَرْوَ أنْ قِيسَتْ عَلَى تِلْكَ هَذِهِ / فَكَمْ مِنْ قِيَاسٍ في عِدَاكَ غَدا نَصَّا
فَيَا وَهْيَ أسْبَابِ السَّبَاسِبِ كُلَّمَا / أذِيقُوا الرَّدَى قَبْضاً وَسِيقُوا لَهُ قَبْصا
وَيا خَرَسَ الفُصْحِ الذي سَنَّهُ لَهُم / وغَادَرَ فيهِ القُسُّ يَعْرضُ مَا قَصَّا
لِحمْصٍ مِنَ البُشرَى مُجيلاً قِدَاحَهَا / بِهَبَّتِهَا تَسْعَى لِمَحْصِ الهُدَى مَحْصا
وَيَا لشَرِيشٍ والْجَزِيرَةِ يَا لَهَا / ومَكْنَاسَةٍ والقَصْرِ عَزَّ فَلا وَهْصَا
وَلاقَتْ علَى حُكْمِ السَّعَادَةِ بُرْدَها / ومَا بَرِحَتْ أثْنَاءَ شِقْوَتِهَا رَهْصا
وَأَثَّتْ رِياشاً فاسْتَحَثَّتْ لِدَعْوَةٍ / عَلَى رَبِّها أَن يَكْفِي الحَسِّ والحَصَّا
أَمَا ابْتَاعَتْ الفَوْزَ العَظيمَ بِبَيْعَةٍ / مُؤَكَّدَةٍ لا نَكْثَ عَنْهَا وَلا نَكْصَا
وَعَاجَتْ عَلَى النَّهْجِ القَوِيمِ فَيَمَّمَتْ / إمَاماً وَقَاهَا يُمْنهُ الوَقْمَ وَالوَقْصَا
مِنَ القَوْمِ للْمِحْرَابِ والحَرْبِ أَخْلَصُوا / كِرَامَ المَساعِي والعُلَى صَفْوَةً خُلْصا
فَمَا عَمَرُوا إِلا المَسَاجِدَ أرْبُعاً / ولا اسْتَشْعَرُوا إِلا دُرُوعَ الوَغَى قُمْصَا
تَشَابَهَ نَجْلٌ في الكَمَالِ ونَاجِلٌ / وفي نَزَعَاتِ الفَرْعِ مَا يَصِفُ الأَصَّا
سَكِينَتُهُ أَعْيَا الأَئِمَّة نَيْلُهَا / وَهَيْهَاتَ جَلَّ الطَّوْد أّنْ يُشْبِهَ الدّعْصا
يهِيمُ بِحَمْلِ الخِرْصِ والسَّيْفِ سَالِياً / هَوَى كُلِّ خَوْدٍ تَحْمِلُ الشَّنْفَ والخُرْصَا
فَقَدْ حَمَلا عَنْهُ أحَادِيثَ بَأسِهِ / يُشَافِهُ ذا خَدّاً لِخَدٍّ وَذَا قَصَّا
أبَى وَهُوَ المَاضِي العَزِيمَةِ رُخْصَةً / بِحَاليَةٍ مِنْ كَفِّهَا عَنَماً رَخْصَا
وَلَمْ يَتْرُكَن في العِلْمِ والحِلْم والنَّدَى / لِمَاضٍ وآتٍ بَعْدُ حَظّاً ولا شِقْصَا
هِيَ الدَّعْوَةُ المَهْدِيَّةُ اسْتَخْلَصَتْ لَها / نُهَى القائِمِ الهَادِي فكَان لَهَا خِلْصا
بإِظْهارِها وَصَّى أبو حَفْصٍ الرِّضى / بَنِيهِ فَوَفَّى دُونَهُمْ مَا بهِ وَصَّى
وَوَلَّى وَلِيّ العَهْدِ ضُرَّ عُدَاتِهَا / ومِنْ عادَةِ الضِّرْغامِ أنْ يُضْرِيَ الحَفْصَا
لَقَدْ أوْضَحَ العَلْيَاءَ بَدْرُ هدَايَةٍ / بِخَوْضِ الوَغَى والشَّمْسِ قَدْ خَفِيَتْ قُرْصَا
حَرِيصاً علَى الدِّينِ الحَنِيفِ ونَصْرِهِ / ولَيْسَ علَى الدُّنيا بِمُسْتَبْطِنٍ حِرْصا
بِرَايَتِهِ الحَمراء يَصْطَلِمُ العِدَى / لِمِلَّتِهِ البَيْضَاء غَضْبَانَ مُقْتَصَّا
وَمَا أَمَّلَ العَافُونَ خَمْسَ بَنَانِهِ / فَلاقَتْ مَطَايَاهُم بِطَيِّ الفَلا خَمْصا
تَهَلُّلُهُ يُغْنيَكَ أنْ تَطْلُبَ الغِنَى / وفِي الظِّلِّ ما يَكْفيك أنْ تَرْقُبَ الشَّخْصا
أَيَا دَولَةَ الآدابِ والعِلْمِ سَامِحِي / بَليغاً إِذا أَفْضى لتِلكَ الحُلَى أفْصَى
ودُومِي بَهاءً لِلزَّمانِ وَزِينَةً / وجُودُك لا يَرْضَى لَنَا فَيْضُهُ القَبْصَا
فَكُلُّ تَمامٍ لَيْسَ يُؤْمَنُ نَقْصُه / وَهذا تَمامٌ باهِرٌ يَأمَنُ النَّقْصَا
لأنْدَلُسَ البُشْرَى وحَضْرَتِهَا حِمْص
لأنْدَلُسَ البُشْرَى وحَضْرَتِهَا حِمْص / فقَد كُسِيَتْ لِلأَمْنِ فَضْفاضَةُ القُمْصِ
وَقد نُصِرَتْ عَوْداً كَبَدْء على العِدَى / فَذَاقُوا المَنَايَا الحُمْر بِالحسِّ والحَصِّ
وَلا غَرْوَ أنْ تُغْرَى السُّعُودُ بأهْلِها / فَمَا قابَلوا النُّعْمَى بِغَمْطٍ ولا غَمْصِ
أَلَمْ يَخْلَعوا زُهْداً وحِرْصاً عَلَى الهُدَى / ومِن عَجَبٍ أنْ يُعْضَدَ الزُّهْدُ بالْحِرْصِ
عَلِيَّ بْنَ إدْريسَ بْنِ يَعْقوبَ وانْتَمَوا / لِيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الواحِدِ بْنِ أبِي حَفْصِ