رَوِحّا ساعةً مُتونَ القِلاصِ
رَوِحّا ساعةً مُتونَ القِلاصِ / واخْطِفا وَقفةً بتلك العِراصِ
أَوَما تُبصِرانِ أنّ خُطاها / ما تَراها العيونُ فَرْطَ ارْتِقاص
فأَمِيلا الرِّكابَ فالماءُ عِدٌّ / للمطايا بالجِزْعِ والعُشْبُ واص
فلَنا بالكثيبِ مَلْعَبُ ظَبْيٍ / مُطْمِعِ العينِ مُؤْيِسِ الاِقْتِناص
قَنَصٌ طَرْفُه أَشدُّ سهاماً / حين تَلْقاهُ من يَدِ القَنّاص
ذاتُ ليلٍ منَ الذّوائبِ داجٍ / ضَلَّ فيه قلبي ضَلالَ العِقاص
حِجْلُها حينَ نالَ للبطْنِ شِبْعاً / لم يَزُلْ عن وِشاحهِا المِخْماص
أَقبلتْ في أَوانسٍ بعُيونِ ال / وَحْشِ أَصبحْنَ راقعاتِ الخَصاص
بقُدودٍ كأنّهنَّ رماحٌ / ركَزوها للحُسْنِ في أَدعاص
كيفَ يَغْدو ليَ البعيدُ مُطيعاً / وفؤادي يظَلُّ لي وهْو عاص
يا خليليَّ من سَراةِ بني الأَقْ / يالِ والغُرِّ من بني الأعياص
واسِياني فللأخِلاء قِدْماً / بالتّواسي في النّائباتِ تَواص
طاوِعاني أَسكُبْ دُموعيَ سَكْباً / في رُباهُمْ فالصَّبْرُ مِمّا يُعاصي
إن تَرَيْني صَلِيتُ جَمرةَ خَطْبٍ / سَبَكتْني باللّيلِ سَبْكَ الخِلاص
فالمُلمّاتُ للرِّجالِ مَحَكٌّ / فارِقٌ بينَ تبْرِها والرَّصاص
قلتُ لمّا فشَتْ جُروح اللّيالي / في فؤادي وعَزَّ نَيلُ القِصاص
من زمانٍ أَضحَى لئيمُ شِباعِ الرْ / رَهْطِ أهلهِ كريمَ الخِماص
كُلَّ يومٍ لرَيْبِه في فوادي / وَخْزةٌ مثْلُ قَصّةِ المِقْراص
هَوِّنِ الأمرَ واستَعنْ بمُعينِ الدْ / دينِ يَقتَصُّ منهُ أَيَّ اقْتِصاص
وإذا استُنْصِرَ الهُمامُ أَبو نَصْ / رٍ أَطاعَتْ لنا اللّيالي العَواصي
كيف أَشكو خطْباً ومُختَصُ مُلْكِ ال / أَرضِ أَضحى بالقُربِ منه اختِصاصي
كنتُ أَبغي الخَلاصَ من يدِ دهري / فدعا الدَّهرُ من يدي بالخَلاص
لم أَدَعْ بِغْيةً من الدَّهرِ إلاّ / نالها في ظلالِه استِخْلاصي
مَلِكٌ أَوجُه الوفودِ إليه / من أَداني بلادِها والأقاصي
ذو ندىً يَستهِلُّ كالدِيمةِ السّكْ / بِ وبِشْرٍ كالكَوكبِ الوبّاص
وبَنانٌ تُريكَ للقلَمِ النّا / حل فَضْلاً على القَنا العَرّاص
في اللُّبابِ اللُّبابِ من كرمِ الأح / سابِ يُلْفَي وفي المُصاصِ المُصاص
خَيلُ أَيّامهِ غدَتْ تَعقِدُ الإق / بالَ منها كفُّ العُلا في النَّواصي
مَلَكَ المَجدَ كُلّه ولَعَهْدي / بالمعالي مَقْسومةَ الأشْقاص
جُودُه جُودُ من يُميِّز فَهْماً / بينَ أهلِ الكمالِ والنُّقّاص
يَشمَلُ الخَلْقَ بالنّوالِ ويُبْدِي / لذوي الفَضْلِ مَوضعَ الاِخْتصاص
فهْو كالبحرِ الحَيا لعُمومِ النْ / نَاسِ منه والدُّرُّ للغَوّاص
لكَ أَزكَى الأخلاقِ يا أَشرفَ الأَم / جادِ طُرّاً وأكرَمَ الأعياص
أنت مثْلُ النِّصابِ تَمَّ لِراجٍ / ومُلوكُ الزّمانِ كالأوقاص
فعلَيْكَ الزَّكاةُ ليسَتْ عليهمْ / أَيُّ فَضْلٍ يَجيءُ من ذي انْتِقاص
ففَداكَ امْرؤٌ له بَطْنُ كَفٌ / يُخْرَجُ الرَفدُ منه بالمِنْماص
تَسهَرُ اللّيلَ للمعالي وتُمْسي / عنده قَينةٌ وأَسْوَدُ شاص
يا مُبِرّاً على بني الدَّهْرِ فَضْلاً / مِثْلَ شَخْصٍ عالٍ على أَشْخاص
وغَماماً يَسيلُ بالدَّمِ وادي / هِ إذا ما عَلاهُ بَرْقُ الدِّلاص
مُغْلِيَ الحَمْدِ بالنَّدى مُرْخِصَ الآ / جالِ في البأْسِ أَيّما إرْخاص
وإذا ما امتطَى له الكَفَّ سَيفٌ / قالَ للقِرْنِ لاتَ حين مَناص
لا يَخيطُ الكَرى جُفونَ أعادي / هِ على الأمْنِ بالمَحَلِّ القاصي
كم رَماهُم بكُلِّ أَبيضَ قَضّا / بٍ صَقيلٍ وأَسْمَرٍ رَقّاص
أعجلتْهم جِيادُه أن يَلُوذوا / بحِيادٍ عن نَهْجِها أو حِياص
بينما الخَيلُ في العيون طُيوفاً / إذْ رَماها البَياتُ بالأشْخاص
فثَنْتهم صَرْعَى بكُلِّ مَكَرٍّ / أُقِعصوا فيه أيَّما إقْعاص
مارَسُوا طَعْنَ كُلِّ ذِمْرٍ لعَيْنِ الش / شَمسِ عِزّاً برمْحِه بَخّاص
وكأنّ النُّسورَ عندَ اشْتباكِ السْ / سُمْر طَعْناً يَلُحْنَ في أقفاص
أيُّهذا المَولَى وَجُودُك قِدماً / من سُروحِ الرّجاء يَحمي القَواصي
قد قَدِمْنا وتَرحلونَ وهذا / أسَفٌ جاعِلٌ بِريقي اغْتِصاصي
فانْظُروا نظْرةَ اعتناءٍ إلينا / فِعْلَ قومٍ على المَعالي حِراص
أنا مُستَبضِعٌ لأعلاقِ مَدْحٍ / من قرافٍ غُرٍّ غَوالٍ رِخاص
أرتَجِي منكَ ما يُرجَّى منَ الغَيْ / ث إذا سَحَّ وهْو داني النَّشاص
كنتَ بحرَ الندى فلَم يُعيِني في / كَ على لُؤلُؤِ المديح مَغاصي
بَلِّغوا السّائلينَ عنّي على النَّأ / ي من القاطِنينَ والشُّخّاص
أنّني اليومَ من ذُرا أحمدَ بنِ ال / فضلِ أصبحتُ للسّماكِ أُناصي
نازِلٌ منه عند مَولىً كريمٍ / عن مَعاني عَبيدِه فَحّاص
أَرِدُ الغَمْرَ من بحارِ نَداهُ / بعدَ ما طالَ للثَّمادِ امْتِصاصي
ناشِراً بُردةَ القَريضِ لدى مَن / يَشْتري غالياً بلا اسْتِرْخاص
كعبةٌ للعلاء طُفْتُ عليها / صادِقاً في الهَوى بغَيرِ اختِراص
حامداً مُخلصاً صَرفْتُ إليها / وجْهَ لا آفِكٍ ولا خَرّاص
وصلاةُ الرّجاء أكثَرُ ما تُشْ / رَعُ أيضاً بالحَمْدِ والإخْلاص
فاصطنعْني فَفِيّ مَوضعُ صُنْعٍ / واخْتَصِصْنا فنَحْنُ أهلُ اخْتِصاص
والبَسِ الدَّهرَ طالعاً كُلَّ يومٍ / في قَشيبٍ مِن بُرْدِه بَصّاص
مُعقِياً فيه للجَميلِ حديثاً / تَتَهاداه ألسُنُ القُصّاص
عشْ عزيزاً في ظلِّ مُلْكٍ مُقيمٍ / آمنٍ أهلُه من الإشْخاص
في ازديادٍ وفي اطّرادٍ وأعدا / ؤك في الاْنتِقاصِ والانتِكاص