المجموع : 5
أسُعادُ إنّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَني
أسُعادُ إنّ كمالَ خَلْقِكِ رَاعَني / فرَأيْتُ بدرَ التمّ عَنْهُ ناقِصا
أرُضَابُ فيكِ سلافةٌ نَشَوَاتُهَا / يَمشينَ مِن طَرَبٍ بِقَدّكِ راقصا
بحرٌ بعيْني لم يزَلْ إنْسانُهَا / فيه على دُرِّ المدامعِ غائصا
كم أحْوَرٍ لمّا رآكِ رأيتُهُ / يَرْنُو إلى تَفْتِيرِ طرفِكِ شاخصا
هل ظنّ ثَغْرَكِ أُقحُواناً ناضراً / ترعاهُ غزلانُ الفلاةِ خمائصا
حتَّى إذا لاح ابتسامك يجتلي / دُرّاً على عينيه ولّى ناكصا
لا تقنصيه كما قنصتِ مُتَيَّماً / فالرّئْمُ لا يغْدو لرِئمٍ قانِصا
نَوْمي على ظَهْرِ الفراشِ مُنَغَّصُ
نَوْمي على ظَهْرِ الفراشِ مُنَغَّصُ / واللَّيلُ فيه زيادةٌ لا تنقصُ
من عادياتٍ كالذئابٍ تذاءبَتْ / وَسَرَتْ على عَجَلٍ فما تتَرَبّصُ
جَعَلَتْ دمي خمراً تُداوِمُ شُرْبَها / مُسْتَرْخِصاتٍ منه ما لا يُرْخصُ
فتَرى البعوضَ مغنّياً برَبابِهِ / والبقُّ تشربُ والبراغثُ ترقصُ
بِأَيِّ وَفِيٍّ في زمانِك تختصُّ
بِأَيِّ وَفِيٍّ في زمانِك تختصُّ / فيغلو غلُوّاً في يديكَ له رُخْصُ
وكم من عدوٍّ كامنٍ في مُصادِقٍ / وَمَوضِعِ أمْنٍ فيه يحترسُ اللِّصُّ
وكم فرَس في الحسن أُكمِل خلقُهُ / فلمَّا عَدا في الشأوِ أدركهُ النقصُ
وكم منظرٍ في البُزْلِ قدّم في السرى / فلمَّا استَمَرَّ النصُّ أخّرَهُ النصُّ
كذاكَ خليلُ المرءِ يدعو اختبارُهُ / إلى ما يكون الزهدُ فيه أوِ الحرصُ
ولا خَيْرَ في خُلْقٍ يُذَمّ لجهله / وَيُحْمَدُ منه قبْلَ خِبرَتِهِ الشخصُ
وما المالُ إلّا كالجَناحِ لِناهِضٍ / وقد يَعْتريهِ عن حوائجه القَصُّ
وكم فاضلٍ ملبوسُهُ دونَ قَدْرِهِ / وِعَا الجوهرِ الأجسام لا الدرُّ والفصُّ
خُذْ بالأشَدّ إذا ما الشَّرعُ وافَقَهُ
خُذْ بالأشَدّ إذا ما الشَّرعُ وافَقَهُ / ولا تمِلْ بك في أهوائكَ الرُّخَصُ
ولا تَكُنْ كَبَني الدُّنْيا رأيتُهُمُ / إن أدْبَرَتْ زَهِدوا أو أقبلَتْ حَرَصوا
وزاهدٍ في المالِ لا يَنْثَني
وزاهدٍ في المالِ لا يَنْثَني / في قِمَمِ العَلياءِ عن حِرْصِهِ
لَيسَتْ تَرى عَيناهُ شِبْهاً له / مُبَرّأً في الفضْلِ من نقصهِ
كَأَنَّمَا العالمُ مرآتُهُ / فما يرى فيها سِوَى شَخْصِهِ