إِنَّ الخُمولَ تَلُوحُ بَيْنَ عِرَاصِ
إِنَّ الخُمولَ تَلُوحُ بَيْنَ عِرَاصِ / بِتَعَلُّلِ العُشَّاقِ ذَاتِ نَوَاصِ
وَفَوَارِسٍ ذَابَتْ هَوًى فِمِنَ الهَوَى / تَبْغِي المَنَاصَ وَلاَتَ حِينَ مَنَاصِ
وَعَشَائِرٍ رَحَلُوا ضُحًى وَقُلُوبُهُمْ / بَيْنَ الخِيَامِ ثَوَيْنَ وَالأَخْصَاصِ
كُحْلُ العُيُونِ رَمَتْ بِبِيضِ سُيُوفِهِمْ / وَالحَرْبُ آخِذَةٌ لَهُمْ بِنَوَاصِ
وَعَنَتْ عَلَى حُكْمِ الهَوَى خرْصَانُهُمْ / لِصَوَاحِبِ الأَسْلاَكِ وَالأَخْرَاصِ
وَلَقَدْ تَخِذْتُ كِرَامَهُمْ لِي أُسْوَةً / فِي الحُبِّ مَبْذُولٌ لَهُمْ إِخْلاَصِي
وَلَدَيْهِمُ دَمْعِي أَطَاعَ صَبَابَتِي / لَكِنَّهُ لِلْخَطْبِ يُطْرِقُ عَاصِي
وَبِصِدْقِ حُبِّي لاِبْنِ نَصْرٍ فِي المَلاَ / أَزْهَى عَلَى الدَّانِي بِهِ وَالقَاصِي
مَلِكُ المُلُوكِ وَمُحْرِزُ الشَّرَفِ الَّذِي / نَاصَى النُّجُومَ فَكَانَ خَيْرَ مُنَاصِ
وَالوَارِثُ المَجْدَ الَّذِي شَهِدَتْ بِهِ / فِي عَبْدِ شَمْسٍ سَادَةُ الأعْيَاصِ
مَجْدٌ كَقُرْصِ الشَّمْسِ بَادٍ فَضْلُهُ / أَبَداً عَلَى مَا عَنَّ مِنْ أَقْرَاصِ
مُتَدَفِّقٌ عِلْماً يُغَصُّ بِرِيقِهِ / مَنْ جَاءَ يَخْصِمُ أَعْظَمَ الإِغْصَاصِ
مِنْ خَائِضٍ بَحْرَ المَعَارِفِ سَابِحٍ / فِيهِ عَلَى دُرٍّ بِهِ غَوَّاصِ
وَإِذَا العُلُومُ عَلَى سِوَاهُ اسْتُعْوِصَتْ / طَاعَتْ لَهُ وَأَبَتْ عَلَى اسْتِعْوَاصِ
بَاكٍ لِذِكْرِ اللَّهِ جَلَّ مُوَاصِلٌ / زَاكٍ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ مُوَاصِ
فِي الزُّهْدِ وَالعِلْمِ الإِلهِي اقْتَدَى / بِالشَّيْخِ بَرْهِيمَ الرِّضَى الخَوَّاصِ
وَالنَّفْسُ أَشْخَصَهَا لِتُدْرِكَ سِرَّهُ / أَكْرِمْ بِهِ وَبِذَلِكَ الإِشْخَاصِ
وَلِمُلْكِهِ العُلَمَاءُ صَارُوا شِيعَةً / كَالمَاكِنِي العَالِمِ الرَّقَّاصِ
وَمُحِبَّهُ فِي الكُتْبِ مَذْكُورٌ كَمَا / ذُكِرَ المُفَضَّلُ مِنْ بَنِي الجَصَّاصِ
وَبِمَدْحِهِ أَرْضَيْتُ أَنْدَلُساً كَمَا / أَرْضَى تُلِمْسَانَ بَنُو الرَّصَّاصِ
خَيْرُ المُلُوكِ تَفَاوَتُوا لَكِنَّهُمْ / شَهِدُوا لَهُ بِالفَضْلِ دُونَ تَعَاصِي
أَغْلَى مَعَالِيهِ وَأَرْخَصَ مَالَهُ / وَالفَضْلُ فِي الإِغْلاَءِ وَالإِرْخَاصِ
وَبِحَمْدِهِ قَدْ شَرَّفَ الحِبْرَ الَّذِي / يَغْشَاهُ لاَ بِالزَّاجِ وَالإِعْفَاصِ
غَرْنَاطَةٌ فَخَرَتْ بِبَحْرِ عُلُومِهِ / وَحَمَاةُ لَمْ تَفْخَرْ بِغَيْرِ العَاصِ
آوٍ إِلَى حَسَبٍ لَهُ فَضْلٌ عَلَى / ذَهَبٍ بِأَيْدِي النَّاقِدِينَ خَلاَصِ
مِنْ آلِ خَزْرَجَ فِي الذَّوَائِبِ عِيصُهُ / بَدْرُ المَفَاخِرِ أَكْرَمُ الأَعْيَاصِ
مِنْ عِلْيَةِ الأَنْصَارِ مِنْ صُيَّابَةٍ / صُبُرٍ عَلى نَصْرِ النَّبِي حِرَاصِ
مِنْ آلِ سَعْدِ الخَزْرَجِ بْنِ عُبَادَةِ / بْنِ دُلَيْمٍ المُوتَى لأَخْذِ قِصَاصِ
مِمَّنْ نَمَى قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ ذُو النَّدَى / وَعَلاَ مُصَاصٌ مُنْجِبٌ لِمُصَاصِ
مِنْ آلِ نَصْرٍ مِنْ مُلُوكٍ قَادَةٍ / يَحْمُونَ خَيْرَ مَنَازِلٍ وَعِرَاصِ
القَاتِلينَ المَحْلَ بِالجُودِ الَّذِي / أَزْرَى بِصَوْبِ الوَابِلِ العَرَّاصِ
وَهُمُ الأُلَى أَفْعَالُهُمْ قَدْ أَعْرَبَتْ / عَنْ خَيْرِ أَشْيَاخٍ لَهُمْ وَأَصَاصِ
لَبِسُوا قَمِيصَ البَأسِ أَحْمَرَ وَارْتَدُوا / بِرِدَائِهِ وَالخَيْلُ ذَاتُ قِمَاصِ
وَالرَّافِعُونَ النَّارَ فَوْقَ شَواهِقٍ / نَحْرُ القِلاَصِ بِهَا مُنَى القَلاَّصِ
وَالمُخْمِصُونَ رَوَاحِلَ المُدَّاحِ فِي / عَرْضِ الفَيَافِي أَحْمَدَ الإِخْمَاصِ
نَكَصَ العِدَى وَاسْتَنْكَصُوا وَهُمْ هُمُ / مَا مِنْهُمُ مَنْ عِيبَ بِاسْتِنْكَاصِ
وَتَشاغَلُوا بِالخَوْصِ فِي بَحْرِ الرَّدَى / كَتَشَاغُلِ البَحْرِيِّ بِالكَبَّاصِ
وَعَلَى مَعَانِي الفَضْلِ نَصُّوا وَالعُلاَ / فَالفَضْلُ كُلُّ الفَضْلِ لِلنَّصَّاصِ
وَحَدِيثُهُمْ قَصُّوا عَلَى كُلِّ امْرِىءٍ / أَصْغَى فَكَانُوا أَفْصَحَ القُصَّاصِ
وَهُمُ الأُلَى رَصُّوا مَبَانِي مَجْدِهِمْ / فَنَمَا وَدَامَ الفَضْلُ لِلرَّصَّاصِ
وَبِغِبْطَةٍ خَصُّوا الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ / مُلِئَتْ بِمَحْضِ الحُبِّ لِلْخُصَّاصِ
وَالكُفْرُ قَدْ حَصُّوا قَوَادِمَهُ الَّتِي / طَالَتْ فَكَانَ الفَخْرُ لِلْحَصَّاصِ
وَبِكُلِّ فَحْصِيٍّ هُمُ قَدْ أَفْصَحُوا / فَشُعُوبُ فَاحِصَةٌ عَنِ الإِفْحَاصِ
وَالجَامِعُونَ مِنَ العُلاَ وَالمَجْدِ مَا / قَدْ كَانَ مُفْتَرِقاً مِنَ الأَشْقَاصِ
وَسَلِيلُهُمْ هَذَا وَحَسْبُكَ مُنْزِلٌ / أَعْدَاءَهُمْ مِنْ مَانِعَاتِ صِيَاصِ
وَمَصِيرُهُمْ صَرْعَى عَلَى عُفْرِ الثَّرَى / بطعان لاَ نُكْسٍ وَلاَ نُكَّاصِ
وَلَقَدْ جَلاَ مِنْهُ عَرِينُ الحَرْبِ عَنْ / أَسَدٍ لآسَادِ الشَّرَى قَنَّاصِ
قَدْ حَاصَ عَنْهُ كُلُّ قِرْنٍ فِي الوَغَى / فَالمَوْتُ مِنْ قَصْدٍ لَهُ بِمَحَاصِ
أَسْمَى خَصِيصٍ لِلتكَرُّمِ وَالعُلاَ / كُلٌّ حَبَاهُ بِأَكْرَمِ الإِخْصَاصِ
وَالرُّومُ أَخْرَجَهُمْ مِنَ الدُّورِ الَّتِي / سَمَّوْا فَسَائِحَهَا العُلاَ بِبَصَاصِ
وَحَلاَ لَنَا مِنْهُمْ بِكُلِّ مُبَوَّءٍ / بَيْتٌ يُسَمَّى عِنْدَهُمْ بِبَلاَصِ
وَعدَتْ تَقُصُّ شُعُورَهُمْ بِيضُ الظُّبَا / حَتَّى رَمَتْ لَيْلَ الرَّدَى بِقَصَاصِ
يَشْكُو بِدَاءِ الطَّعْنِ مَنْ لاَقَى كَمَا / يَشْكُوا أَخُو ذَرٍّ بِدَاءِ قُعَاصِ
بِأَبِي عُبَيْدَةَ فِي الحُرُوبِ قَدْ اقْتَدَى / وَابْنِ الأَصِيلِ عَلَى أَبِي وَقَّاصِ
وَحَكَى مُعَاوِيَةَ نَدًى وَدَهَاؤُهُ / كَدَهَاءِ عَمْرٍو ذَلِكَ ابْنِ العَاصِ
وَأَمَاتَ بالإِقْعَادِ لِلأَرْضِ العِدَى / وَأَفَادَهُمْ بِالحَرْبِ بِالإِقْعَاصِ
وَأَدَاخَ أَرْضَهُمُ بِكُلِّ كَتِيبَةٍ / بِالضَّرْبِ وَالطَّعْنِ الدَّرَاكِ تُوَاصِي
وَبِزَحْفِهَا الأَنْهَارُ مَا مِنْ مَصَّةٍ / فِيهَا تُبَرِّدُ غُلَّةَ المَصَّاصِ
لَمْ يُبْقِ تَيناً لاَ وَلاَ عِنَباً بِهَا / كَلاَّ وَلاَ شَيْئاً مِنَ الإِجَّاصِ
وَأَصَارَهَا قَاعاً لَعَمْرِي صَفْصَفاً / لِمُرِيدِ سُقْيَاهَا السَّحَابُ عَوَاصِ
وَخَلَتْ مِنَ الرَّاعِي وَمِنْ ثَاغٍ بِهَا / فَالأُسْدُ لَمْ تَنْهَضْ إِلَى اسْتِفْرَاصِ
وَمِيَاهُهَا جَفَّتْ وَغَوْراً أَصْبَحَتْ / فَالمَوْتُ فِيهَا عَادِمٌ لِمَغَاصِ
والظِّلُّ ظِلُّ العَيْشِ أَقْلَصَ عَنْ بَنِي / يعضو وَلَكِنْ أَسْرَعَ الإِقْلاَصِ
وَأَتَى النَّصَارَى الغُلْفُ فِي جَيْشٍ غَدَا / يَسْطُو بِأَهْلِ مَآثِمٍ وَمَعَاصِي
جَيْشٌ خَصَاصُ السُّحْبِ سُدَّ بِنَقْعِهِ / فَالسُّحْبُ مَاثِلَةٌ بِغَيْرِ خَصَاصِ
وَلَقَدْ قَضَى فِي بَيْعِ آجَالِ العِدَى / لِلْمُشتَرِينَ بِرُخْصَةِ اسْتِرْخَاصِ
أَخَذَ الرِّدَا بِعِقاصِهِمْ وَأَرَى الرَّدَى / لَمْ يَرْضَ أَخْذَهُمُ بِغَيْرِ عِقَاصِ
وَلَرُبَّ قَوْمٍ مِنْهُمُ خَافُوا العِدَى / فَأَتَوْهُ بَعْدَ تَنَاصُبٍ وَتَنَاصِي
حَقَنُوا دِمَاءَهُمُ بِأَمْرٍ عَاجِلٍ / حَقْنَ البُحَيْرَةِ مَاءَهَا بِعِفَاصِ
وَلَهُ الكَمَالُ قَدِ اسْتُخِصَّ وَإِنَّمَا / سَرَّ الغَمَامُ الرَّوْضَ بِاسْتِخَصَاصِ
وَكَمِ اسْتَقَصَّ لِكُلِّ مَظْلُومٍ أَتَى / مِنْ ظَالِمِيهِ أَعْظَمَ اسْتِقْصَاصِ
يَعْنُو لَهُ فِي غَرْبِهِ مَنْ كَانَ مِنْ / صِنْهَاجَةٍ وَيَذِلُّ كُلُّ مَجَاصِ
وَيَخَافُهُ فِي شَرْقِهِ الكَعْبيُّ وال / قَرْفِيُّ وَالتَوْبِيُّ وَالدِّلْهَاصِ
وَتَخَافُهُ أَيْضاً رِيَاحٌ كُلُّهَا / رَهْطُ الَّذِي يُكْنى أَبَا عَصَّاصِ
وَلَهُ بِذَاكَ القُطْرِ حَيْثُ ظَمَا الرَّدَى / خَضَعَ الفَوَارِسُ جِيرَةُ الغَمَّاصِ
للجود والنعمى تَدَانٍ إِنْ دَنَا / إِيهٍ وَلِلْبُخْلِ المُلِيمِ تَقَاصِ
وَلِجَ المَسَامِعَ مَدْحُهُ الأَهْدَى كَمَا / وَلِجَ الكِتَابُ كِنَانَةَ الرَّقَّاصِ
مَا أَمَّلَ القَوْمُ العُتَاةُ خَلاَصَهُمْ / إِلاَّ وَعَاجَلَهُمْ بِغَيْرِ خَلاَصِ
وَلَّى وأَدْبَرَ عَنْ حِمَاهُ عَدُوُّهُ / وَالحَرْبُ تَدْعُوهُ إِلَى اسْتِقْصَاصِ
فَكَأَنَّهُ الشَّيْطَانُ مَدَّ مُؤَذِّنٌ / صَوْتاً فَأَدْبَرَ مُسْمِعاً لِحَصَاصِ
وَإِذَا تَزيِدُ عُدَاتُهُ فِي عَدِّهَا / لَمْ تُعْتَبَرْ كَالحُكْمِ فِي الأَوْقَاصِ
لَكِنَّهُمْ أَسْرَى بِلاَدِهِمُ إِلَى / أَنْ يَخْرُجُوا كَالطَّيْرِ فِي الأَقْفَاصِ
وَبِرُعْيِهِ قَدْ قَيَّدَ الأَسْرَى فَلَمْ / تَحْتَجْ لِمَنْ سَمَّوْهُ بِالقَلاَّصِ
يَا صَاحِ لُذْ بِجَنَابِهِ تُعْطَى المُنَى / وَالعَاذِلاَتُ عَلَى التَّغَرُّبِ عَاصِ
وَإِذَا مَثَلْتَ فَبَابُهُ قِبَلُ العُلاَ / وَجَمِيعُ أَمْلاَكِ البَسِيطَةِ خَاصِ
وَأُطِيعَ أَيّ إِطَاعَةٍ كَالشَّمْعِ لِلْ / مُجْرِي لَهُ وَالجِصِّ لِلْجَصَّاصِ
وَأَطَاعَهُ الشِّعْر الَّذِي أَرْبَى عَلَى / مُعْتادِهِ فِي الطُّولِ لِلْقَصَّاصِ
حَامِي الحَقِيقَةِ لِلْكُمَاةِ مُغَافِصٌ / بِضِرَابِهِ والطَّعْنِ أَيَّ غِفَاصِ
مَاضٍ كَسَيْفٍ أَخْلَصَتْهُ قُيُونُهُ / لِلْحَامِدِينَ مَعِيَّةَ الإِخْلاَصِ
حَسَدَتْهُ أَنْجُمُ أُفْقِهِ فَكَأَنَّمَا / بَطْنُ البَطِينِ أُصِيبَ بِالإِمْغَاصِ
عَنْ كُلِّ عِلْمٍ لَمْ يَزَلْ مُسْتَفْحِصاً / وَالجِدُّ جِدٌّ أَحْسَنَ اسْتِفْحَاصِ
وَلَدَيْهِ فِي المَعْقُولِ خَيْرُ إِمَامَةٍ / كَالشَّيْخِ نَجْمِ الدِّينِ ذَاكَ الخَاصِ
وَشَأَى الحَرِيرِيَّ الَّذِي بِبَيَانِهِ / أَغْرَى وَجَاءَ بِدُرَّةِ الغَوَّاصِ
وَهْوَ الجَوَادُ عَلَى الغِنَى مُسْتَحْرِصٌ / لِلْقَاصِدِيهِ أَيَّمَا اسْتِحْرَاصِ
وَلَهُ اسْتَرَصَّ الدِّينُ مَبْنَاهُ الَّذِي / مَا زَالَ يَعْلُو بَعْدُ بِاسْتِرْصَاصِ
وَلَقَدْ رَوَى الرُّهْبَانُ عَنْهُ لِلْوَرَى / قِصَصاً كَمَا يَرْوُونَ عَنْ مِقْلاَصِ
مَنْ ظَلَّ يَخْدِمُ غَيْرَهُ مِنْ بَعْدِهِ / حَاكَى مُعَاوِضَ فِضَّةٍ بِرَصَاصِ
مَا إِنْ تَقَلَّصَ ظِلُّ نُعْمَى كُلِّ مَنْ / وَافَى إِلَيْهِ مُنْصِفاً لِقلاَصِي
ذَاكَ ابْنُ يُوسُفَ ذُو الفَخَارِ مُحَمَّدٌ / ذُو الشَّخْصِ يَفْضُلُ سَائِرَ الأَشْخَاصِ
مَا زَالَ يُجْزِلُ فِي النَّوَالِ وَأَنْعُماً / لاَ عَنْ سُؤَالٍ مُوجِبِ اسْتِخْلاَصِ
فَكَأَنَّنِي وَفَّيْتُ حَقَّ تَوَكُّلٍ / فَرُزِقْتُ رِزْقاً جَلَّ عَنْ إِعْوَاصِ
كَالطَّيْرِ إِذْ تَغْدُو خِمَاصاً ثُمَّ مِنْ / بَعْدِ الغُدُوِّ تَرُوحُ غَيْرَ خِماصِ
وَلِمَدْحِهِ التَّيْسِيرُ دَامَ فَلَمْ يَكُنْ / مَعْنَاهُ لِلأَفْهَامِ بِالمُعْتَاصِ
وَبِهِ سَمَا مُهْدِيهِ فِي غَرْنَاطَةٍ / فَكَأَنَّهُ فِي سَبْتَةِ ابْنِ خَلاَصِ
مَا زَالَ يَبْلُغُ مِنْ مُنَاهُ أَقَاصِياً / تَقْضِي حُقُوقَ المَجْدِ بَعْدَ أَقَاصِ