جمعتنا الشيوخ ما بين أصِ
جمعتنا الشيوخ ما بين أصِ / وكول وفرشخ هو شقصي
في مقام جيرانه لا يبيحو / ن هُتاف المغلوب أو بعض نبص
بعضنا شاطر وآخر غِرّ / خصي أثنين غابن ثم لصّ
لم أقم قطّ غالباً غير ليل / بات فيه للاصّ ظفري كشصّ
ظل سعدي يقوى على النحس حتى / خلتني في القمار شيخ ابن بعص
وشريكي له نشاط إلى قنص / ملوك يدينها أيّ قنص
فانثنى ساحر المزوق حيرا / ن عليه تأليفه متعصّي
وبدا من سماته ما يحاكي / بعضه خاتماً وبعض كفص
بلغ اللعب منه ما يبلغ الجدّ / وألهاه عن مداراة خلص
فغدا بالكلام يقرص والإصبع / من جاد رميه كل قرص
لم يبت ليلة وأصبح يشكو / من دوار أمضه مع مغص
جاره ذو الزلاّت وهو أنا لم / يبدُ منه في الرمي خطة نقص
بعد ستّ وأربعين ولم يبلغه / عن بنده احتجاج بنصّ
ما عليه أن كان يَغلب أو / يُغلب أو لزّه الشريك بشرص
فكرُهُ في اختلاق أكذوبة عن / ذي علاء ما أن يجود بجص
يسهر الليل مطرئاً فإذا ما / أصبح الصبح خار من فرط خمص
لو أطاق المسير من هذه الأر / ض لما حلّ غير بلدة حمص
ربما ينفع التغفلّ يوما / ويضر الإنسان زائد حرص
ليس يدري ما اللعب إلا بشعر / عنه ما عاش ليس بالمتفصّي
وبشعر من شاربيه إذا حا / ول شعراء ينحى عليها بنمص
وإذا سامه أمرؤ سهر الليل / أتاها من غيظه بالمقص
لم يدعها تطول حتى تحاكي / نصَّة الخود ذات ضفر وعقص
عن قريب يخضّب البيض منها / بمدادٍ أو زعفران وحُصّ
ليس ينفك ذا ملال وشكوى / وعلى كل نعمة ذا غمص
وشريك له تربَّع في الدَست / كشيخ مسائل العلم يُحصي
أو كمن ينقد الدراهم للسلطان / من شأنه تمام التقصّي
إن يجدْ هفوة يصح ويولول / ويُقم للجدال قيّم فحص
يبذل الأصّ بذله المال لكن / ثمَّ فرق في بذل هذين أصّى أصلي
حيث في الأول اضطراراً وفي الثا / ني اختياراً لغير كسب ورَبْص
أخذ العلم عن شيوخ مشاهير / ذوي حكمة ومَحْص ولحص
لا كبعض الغواة خرّيج بصّا / قين كلّ أعمالهم عن خَرْص
ليس يدري سوى الخديعة والمكر / وما يجمُل الخداع بشخص
يفرز الغالبات في اللعب لكن / يتعاطى جدّ الأمور بخبص
ليس في حارة اليهود سواه / من يجيز الحرام والحقَّ يعصي
قد حكاهم في أكله ذات ظِلف / فوق ساق وفي الدهاء الأخصّ
إن يكن غالباً تجده طروباً / ضاحكاً ذا غمز وقرص ورقص
وإذا فاز خصمه ودّ لو كلّ / خبير سواه باللعب مخصي
ولذات الثلاث يعطو بكلتا / راحتيه وللثماني بقبص
فاغراً فاه كالذي لاح ماءً / ثم لم يرو منه غُلاّ بمص
ما لعمري دهاؤك اليوم مُنج / لك إن كدت شيخنا أو محصّي
قد حباك المزوّقات ولكن / ليس يعفيك من نكال مغص
إنَّ بعض العطاء حلو شهي / ثم من دونه مرارة عفص
يا لها زمرةً قماريّة ما / عابها جهبذ ولا حبر قص
غير كون اجتماعها خارجاً عن / غرفتي فالحرام فيها بقفْص
شكلها شكل بيضة ولهذا / فالمعاصي من جوفها ذات فَقص
من بناها أوصى بهذا وشأني / كل حين إمضاء عهد الموصي