القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 2
أرأيتَ أم حبَستْ لحاظَك عَبرةٌ
أرأيتَ أم حبَستْ لحاظَك عَبرةٌ / طللاً لسُعدة بالمحصَّب أوقصا
تبعَ الرياحَ وكان يسأل مفصِحاً / عن ساكنيه فصار ينطقُ مُعوِصا
دمَنٌ إذا شخصتْ لعينك أشرفت / نزوات قلبك يقتضينك مَشخَصا
بعدتْ بآثار الأنيس عهودُها / فوحوشُها في نجوةٍ أن تُقنَصا
وكأن جاثمةَ الثَّغامِ بعُقرها / أشياخُ حيّ جالسين القُرفُصا
ولقد تَعُدُّ فلا تَعُدُّ بطالةً / لك في ثراها بُدِّدتْ بَدَدَ الحصى
أيامَ عيشُك باردٌ متلومٌ / وسواك ينهَزُ عيشَه مستفرصا
وعليك من ظُلَلِ الشباب وقاية / ظلٌّ لعمرُك حين أُسبغَ قُلِّصا
نَدمان سافرةِ الجمال إذا احتمتْ / عينا تنقبت البنانَ الرُّخَّصا
ريَّا إذا هزَّتْ لشُغلٍ غصنَها / أَمرَ الكثيبُ وراءَها أن تنكصا
سمجتْ فغودر كلُّ ذنبٍ عندها / ما كان شافعَه الشبابُ ممحَّصا
لم يبق عندك من حقيقةِ ودِّها / إلا الخيال تكذُّباً وتخرُّصا
وعجبتُ منها والموانعُ جمّةٌ / من أنها وجدتْ إليّ تخلُّصا
طرقتْ وشملتها الدجى فأسرّها / شيئاً ونمَّ بها الحُليُّ فأوبصا
مالي سمحتُ بحظّ نفسي ذاهباً / في الغافلين وبعتُ حزمي مرخِصا
والدهرُ يوسعني إذا عاصيتُهُ / لحظاً يسارقني التوعُّدَ أخوصا
ولقد كفاني شيبُ رأسي عَبرةً / وعلى الفَناء دلالة أن نُقِّصا
فلأركبنَّ إلى السلامة غاربَىْ / عَوْد إذا وخَدَ المهارى أوقصا
أَنِس بأشباح الفيافي طرفُهُ / لا يطَّبيه منفِّر أن يَقمُصا
يطِسُ الثرى وَرْداً وينصُل أورقاً / مما ارتدَى بغباره وتقمَّصا
متحرياً بهدايتي وأدائه / في حيث لا تجد القطاةُ المفحَصا
في فتيةٍ يتبادلون نفوسَهم / في الحقّ أين رأوه لاح محصحِصا
ومسوِّمين ضوامراً أعرافُها / تُفلَى بأطراف الرماح وتُنتصى
تبعوا هواي مكلّفاً أو مؤثراً / وتعلَّقوا بي مازحاً أو مخلِصا
وإذا بلغتَ بناصحٍ أو مدهِنٍ / ما تبتغيه فقد أطاعك من عصى
يشكو ملالي نافرٌ خُلُقي به / ولقد أكون على التواصل أحرصا
وتصبُّ نفسي غيرَ أني لم أجد / خِلّاً سقاني الودَّ إلا غصَّصا
قد كنتُ أطلبُ من عدوِّي غِرّةً / فالآن أطلبُ من صديقي مَخلَصا
كم صاحبٍ بالأمس صادفَ بِطنةً / فترتْ به لما رآني مخمَصا
لم يُلفِ لي عيباً وطالعَ عِرضَه / فرنا إليّ بعيبه وتخرّصا
عدِّ ابن أيوبٍ ورُضْ شيمي تَرُضْ / متراجعاتٍ عن سواه حُيَّصا
أنفقتُ كلَّ مودّةٍ أحرزتُها / سَرَفاً ورحتُ بودّه متربِّصا
من معشرٍ شرعوا إلى حاجاتهم / أَسلا كفته مُداهُمُ أن يَخْرُصا
من كل أرقش إن تأوّد ثقَّفتْ / منه البلاغةُ أو تسدَّد أقعصا
يتوارثون به العلاءَ فسابقٌ / يمضي وقافٍ إثرَهُ متقصِّصا
وُلدتْ حلومُهم وهم لم يولدوا / من قبل أن قُرِعتْ لذي الحلم العصا
كرماء حبَّبَهم إليَّ كريمُهم / إن الهوى ما عم حتى خصَّصا
بمحمد رُدّت على أعقابها / عن ساحتي غُشْمُ الحوادث نُكَّصا
أعطَى فأغنَى مسرفاً متعدّياً / ميسورَه كرماً وودّ فأخلصا
وخبَرتُ قوماً قبله وخبرتُهُ / فعرفتُ مولى السيفِ من عبد العصا
تفدِي ثرى قدميك قمّةُ ناقصٍ / حزتَ العلا مِلكاً وطرَّ تلصُّصا
حُرِمَ السيادةَ يافعاً فاستامها / شيخاً فكان كناكح بعدَ الخِصا
لما جلستَ وقامَ ينشرُ باعَه / جهدَ التطاولِ لم يجِدْ لك أَخْمَصا
لو ذُمَّ ما ألِمَ المذمّةَ عرضُه / ما ينقُصُ العوراءَ من أن تُبْخصا
وأنا الذي سر القلوب وساءها / ما حكتُه لك مسهِباً وملخِّصا
وتناذَر الشعراءُ مس لواذعي / والجمر يحمي نفسه أن يُقبَصا
واستَمْتَني رقِّي فبعتُك مُرِخصاً / عن رغبةٍ وكواهبٍ من أرخصا
روَّحَها مخمسةً خمائصاً
روَّحَها مخمسةً خمائصاً / جُبّاً من الإعياء أو وقائصا
قرومَها الجِلَّةَ والقلائصا / موبرةً تحسبها قصائصا
زاد الربيعُ وغدت نواقصا / إذا مشت على الحصى حوائصا
عاد بها لذّاعُه قوامصا / تسأل بالماء القطا الفواحصا
إذا السحاب اغترّها مُراقِصا / ردّتْ عليه أعيناً أخاوصا
يغدو السفا لموقهن باخصا / حتى لحقن طيِّعاً وعائصا
يفلين من روض الحمى العقائصا / ويحتلبن اللُّمَّعَ النشائصا
يا لك ربعاً بالنخيل شاخصا / أين الظباء تقنص القوانصا
بأوجهٍ لم تعرف الوَصاوصا / وأنملٍ يبسطنها رواخصا
إذا ضممن في الدجى القَرابصا / نمَّ عليهن الحُليُّ آبصا
أيام أرعيك الهوى مخالصا / مناوئاً غيّ الصبا مناوصا
ذلك حتى عدتُ ظلاًّ قالصا / قل لامرىء نابلني القوارصا
مستخفياً وذمَّ فضلى ناقصا / عمَّك جهلٌ أتعب الخصائصا
عش حاسداً ما شئت أو قل خارصا / تعلقُ مني قُلقُلاً محارصا
مصابراً أقرانَه مرابصا / حتى يَردَّ كلَّ مخزٍ ناكصا
حرّمتُ شرباً ما رزقتُ خابصا / يا لك دَرّاً لو تكون خالصا
إن ترد الجمر تجده قابصا / قبلك أقذيت عِداً أخاوصا
تنصّ نحوي أعيناً شواخصا / تلفُّتَ العانةِ راعت قانصا
ففتُّها بمهَلي حرائصا / فوتَ الرؤوس أعيتِ الأخامصا
فقل مطيلاً فيّ أو ملاخصا / تشرِ المنايا من فمي رخائصا
وربما عفوت عنك ماحصا / جهدُ البعوض أن يكون قارصا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025