المجموع : 10
الهي لك الفَضل العَميم فَلا يُحصى
الهي لك الفَضل العَميم فَلا يُحصى / وَلم نَدرِ أَدناه فَلَن نُدركَ الأَقصى
هَنيئاً لِمَن أَدنته مِنكَ عِنايةٌ / وَوَيلٌ لِمَن عَن بابك الذَنبُ قَد أَقصى
لَقَد ذَل عَبد لَم تَعزِّز جَنابَه / وَقَد عَمّه الخذلان إن لَم يَكُن خَصّا
فَكَم مَن جحيم أَصبَحت مِنكَ جَنّةً / وَكَم مَرتوٍ بالماء بالماء قَد غَصّا
يا نَدامَى ليَ قصَّهْ
يا نَدامَى ليَ قصَّهْ / من لحاظٍ هي لُصَّهْ
سرقت نومي وَضنَّت / من لَمى حبّي بمَصَّه
أَوجبت بالطَرف مني / وَالحَشا نَهراً وَغصّه
أَورثتني الوَجدَ لكن / لَيسَ لي في الوَصل حصَّه
أَطاع دَمعي وَصَبري إِذ رَعَوتُ عصى
أَطاع دَمعي وَصَبري إِذ رَعَوتُ عصى / وَزاد صدُّ حَبيبٍ وُدُّهُ نَقصا
فَبتُّ وَاللَيلُ دوٌّ سَبسبٌ سَلكت / فيهِ الزَواهرُ لا تَلقى العصى بعصى
وَشبَّ عمرُو الهَوى عن طوقِ ذي شغفٍ / قَصيرِ وَقتِ التَلاقي طالَما حرصا
يَرى الخَيالَ نعيماً لَو يساعدُهُ / نومٌ وَيَطلبُ من زَورِ المُنى فُرَصا
شبَّ الغَرامُ بِهِ ناراً فَأَخلصه / كَما عَن الزيفِ تبرٌ عسجدٌ خَلُصا
من لي بسلطان حسنٍ صادَ كُلَّ شجي / إِن السَلاطينَ تَهوى الصَّيدَ وَالقَنَصا
فَيا أَخا اللَومِ فيهِ قِف تَرى عَجَباً / وَاسمع أَقصُّ عَلى ما لُمتَه قِصَصا
لا تَفحصنّ عن العُشّاق إِنَّ لَهُم / حالاً تعزُّ عَلى إِدراكِ من فَحَصا
بَينا تَرى القَلبَ صادي اللبِّّ في حرقٍ / إِذ تُبصرُ العَينَ بالدَمعِ اشتكَت غصصا
فَكَم عُيونٍ عَلى حزنِ النَوى سَكرت / وَكَم فؤادٍ لدى فَرْحِ اللقا رقصا
إِذا استقرّ ركابُ الحُبِّّ في خَلَدٍ / فَقد أَقامَ وَأَلقى للرَحيلِ عَصى
زوّد سرورك إِن الدَهر ينتقصُ
زوّد سرورك إِن الدَهر ينتقصُ / وَاغنم هَواك فَأَوقات الصفا فُرَصُ
وَخذ من القرب قبل البعد ما سمحت / بِهِ اللَيالي فَإِنّ المنتهى غصصُ
وَاحرص عَلى الوَصل إِنّ الفصلَ يَعقبُه / فَأَظفر الناس بِاللذات مَن حرصوا
وَالعيش نضرتُه كَالصيد تطلبُه / وَربَّ مُهمَلِ صيدٍ فاتَه القَنَص
وَالأنس في الدَهر بالأَحباب إِن جمعت / فَإِن هِيَ افترقت فالغاية القصص
أَستودعُ اللَه أَحباباً فقدتُهمُ / فاستخلصوا للعنا قلبي وَقد خلصوا
كانوا هم الناس إِذ كانَ الشَباب بهم / قانونَ لَهوٍ لَنا من حكمه رُخَص
رعوا العُهود ولا وَاللَه ما نكثوا / وَلا عَلى عقب في ودّهم نكصوا
فَيا فؤاديَ ما للصبر بعدَهمُ / حسنٌ وَلا فرجٌ بالصبر يُمتَحص
أَعيت خطوبُ الدَهر رَأيَ الفحصِ
أَعيت خطوبُ الدَهر رَأيَ الفحصِ / وَحلا التفرّدُ عن جُموع النَقصِ
وَمضى الكِرام فَلَيسَ يُطرب مُطربٌ / إِلا النَقيصةُ في الزَمان المرقص
فَقضى عَلى سحبانَ وائلَ باقلٌ / وَتقدّم المحرابَ ذو جَهلٍ عَصي
وَسطا الكِلابُ عَلى الكميّ فَما عَسى / يُغني فديتك فيهم ضرب العِصيّ
وَالأَرض شابهت السماءَ فقدّمت / ثَوراً عَلى أَسد الشَرى في الأَعيص
وَتحوّلت أَحوالُها فتبدّلت / فوجوهُ آدابِ الزَمان كَأَبرص
وَتقدّم الأخيارَ أَشرارُ الوَرى / وَرقى الدنيءُ لغاية المَجد القصي
وَالفضل وَهوَ أَجلّ شيء يُقتنَى / أَضحى يباع ثمينُه بِالأَرخص
وَأَرى الترفع دَولة في معشرٍ / عَهدي بهم تحتَ امتهانِ الأَخمص
فانظر إِلى آدابنا قَد أَعقبت / جورَ المجير وَنفرةَ المستخلص
بئس الرجال القَوم إِذ بحياتهم / مات السُرورُ وَعاد والده خصي
هذي أُسود الغاب يؤكل لحمُها / إِذ أَصبح السرحان ربَّ المقنص
فَإِذا بلغت فجئتهم في دارهم / بَلِّغ وَمن هذي العجائب فاقصص
لِلّه قَومٌ بِالخَنا بلغوا المُنى / وَعلوا عَلى هامِ العلا بِالأَخمص
كم حوّلوا من حالةٍ وَحقيقةٍ / يَبدو لَها وَجهُ الزَمان كَأَبرص
فاقنع وَلا تَرجو العلا بعزيمةٍ / في دَولة لم يعلُ من لم يرقص
تفصيلُ حالي حرت في تلخيصه
تفصيلُ حالي حرت في تلخيصه / وَعمومُ فكري ضقتُ عن تخصيصه
وَتغرُّبي عن مَوطن وأَحبة / وَشقائي من وَغد الوَرى وَنقيصه
أَمر يعز عَلى اللسان بيانُه / وَالصَدرُ يَأبى كَتمَه لغصيصه
يوماً عَلى قللِ البواذخ رحلتي / أَبداً وَيَوماً دونَها بقلوصه
فَالنسر يعجب للفضا في وكره / وَالليثُ يفزعُ للقضا في عيصه
وَأَنا وَراحلتي ندافع ذا وَذا / حَتّى نَردّ الدَهر في تنكيصه
نَطوي السَرى وَالسَير وَهوَ مقدّرٌ / وَالمَرء مأجورٌ عَلى تنغيصه
حدّث أَخي عَن زَمانٍ أَعجبَ القصص
حدّث أَخي عَن زَمانٍ أَعجبَ القصص / فَربّ في أَهله أَهل إِلى الحصص
وَاذكر لقومي وَلا قَوم وَلا بلدٌ / إني بُليتُ من الدُنيا بمنتقص
وَردت ماءً وَبي بَين الحَشا ظَمأٌ / حتى ارتويتُ تثنَّى الريُّ بالغصص
وَهَكذا نحن أَبناء الزَمان عَلى / سَعيِ الأنوق إِلى أَشراك مقتنص
ففيم نخبرُ عن عاد وَعن إرمٍ / وَاللَهُ أَنزل فينا أَحسنَ القصص
عِلَلُ الأُمور يُحارُ في تشخيصها
عِلَلُ الأُمور يُحارُ في تشخيصها / عمّت بليتها عَلى تخصيصها
فَكأن آدم وَرّث الدُنيا الأَسى / فَبنوه في كدٍّ عَلى تحصيصها
وقضية الحدثان بين تناقض / يتحيّر التالون في تلخيصها
وَسريرة الأَيام قد خفيت وَكَم / جدّ الأَنامُ فضلّ عن تفحيصها
وَالمرء ظلٌّ كلما أَمّلتَه / جدّت يَد الأَقدار في تقليصها
وَمدامةُ الأَفراح مهما رُوِّقت / همّت همومُ الدَهر في تغصيصها
وَإِذا تصافت عيشةٌ لمجامع / زادت يَدُ التَفريق في تنغيصها
كَم وَصلة قَد قلّصت في لمحة / بعد انقضاء العُمر في تخليصها
يا صاحبي إِن الزَمان ذُنوبُه / تَبقى وَيَفنى العُمر في تمحيصها
فانقص من الآمال في لذاته / إِن ازدياد الأنس في تنقيصها
ما أَتعب الأَجسامَ في طلب المُنى / بَين ازدجار نُهاك أَو تحريصها
فاعرض ترح نفساً يردّدها الهَوى / أَقدامها لم يخل من تنكيصها
واقنع بما خط القضاءُ عَلى النَوى / بِمَعاهد الأَحباب في تنصيصها
كَم نعمة تغلو وترخصُ في الوَرى / للدهر أَسواقٌ عَلى ترخيصها
أصاب القلبَ نبلٌ من لحاظٍ
أصاب القلبَ نبلٌ من لحاظٍ / وسيفُ حواجبٍ أقصى خلاصي
لذا أضحت دموع العين طوعي / بها أبكي لقلب عاد عاصي
هب النسيم فميل الأشجار من
هب النسيم فميل الأشجار من / وجدٍ عليه للحمام مقانصُ
فكأنه غيدٌ على عودٍ شَدَت / وكأنها طرباً بهنّ رواقصُ