أَكتب هَذا وَأَنا في الفِراش
أَكتب هَذا وَأَنا في الفِراش / وَأنملي من الضَنى باِرتِعاش
وَأعين عَلى وسادي لقاً / وَأكبد حول سَريري عطاش
يهمّ عضبي وَلأفعى الضَنى / ما بَينَ قَلبي وَضُلوعي نهاش
لا يَذهَب السقم بِعَزمي وَلا / تقعد بي عين رَقيب وواش
وَكَيفَ لا يرهف عَزمي إِذا / ما نَبَضَ القَلب أَو الصدر جاش
لا ماتَ قحطان وَفينا دَمٌ / إِذا سفكنا الدم قحطان عاش
إِنّا إِذا ما قيل أَوطاننا / حمنا عليها حومان الفِراش
جَميعنا في حبّها واحد / من راكِب إِلى الأَماني وَماش
إِنّا بَنو المجد فَما بالنا / ينيمنا طارق يَوم غشاش
يعبُّ ذو المجد عبابا وَلا / يَرضى عَلى الظماة سَقيا رشاش
المجد يَبقى ظلّه سرمداً / وَما سوى المجد خَيالاً تَلاش
لَنا ظبى عزم حداد الشبا / مضرمات وَسهام تراش
أَلَيسَ منّا كلّ ضرغامة / فحل ضراب لَم يرعه خشاش
كلّ فَتى مرسّخ قَلبه / كَأَنّه ذو لبد أَو مشاش
يَقتَحِم الهول وَلما يبل / ليل طَغى بهوله أَو غباش
قولوا لمن يجهلنا فَليجئ / بِخادِع يَخدعنا أَو بواش
لَسنا بني العَلياء إن لَم نعد / أَوطاننا في طرب واِنتِعاش
حَياتنا موت إِذ لم نشد / حَياتنا كلّ بعيد المناش
أَفضلنا من سار دون العلا / وَاِفترش الصخر وعاف الرياش
من هجر الأَهل وَلَم يَنكَمِش / وَجاوز الوحش وَفيهِ اِنكماش
لَم أَرَ عُذراً لحسامي إِذا / ما اِتّسع الخطب وَضاق المَعاش
أَكتُم أَو أفشي وَكَم في الوَرى / من كاتم سرّ الأَماني وَفاش
من كانَ عبد اللَّه ربّ النَدى / عَوناً له فسهمه لا يطاش