يا قَلْبَ يا قَلْبِ كَمْ تُصادِر
يا قَلْبَ يا قَلْبِ كَمْ تُصادِر / هذا الهَوَى وتَحِر وتَدهَش
رميت روحَكْ في بَحْر زاخِر / بَحْر الْهَوى وتَخَفْ منَ الرَّش
كانْ غرامَكْ وَ ايَّاكَ لا تَندم / لأِنَّ رأيَكْ رأىٌ سديدْ
ومُتَّ بِحُبَّكْ تَعِشْ مُنْعَم / حتَّى تَنَلْ كُلَّ ما تُريد
لا تَشْكي الْبُعْدَ وأنْتَ تعلم / أنَّ حَبيبَك لَس هُ بعيدْ
ومَنْ هُ محْبُوبُوا معه حاضِر / على الدَّوام قُل لِي كيْف يوحَش
يَجْني مِنَ الْحُسْنِ بالنَّواظِرْ / زَهْرَ الْمُنَى كُلَّ حين ويُنْعَش
أفْنانِي ذَا الحبّ عن فَنائِي / وصِرتُ بَعْدَ الْفَنَا وُجُود
تَعَجَّبَ النَّاسُ مِن بَقائِي / مع حُبِّ مَن نَهْواهْ نَسُود
وصارَ مَشْروبي مِن إِنائِي / لكنَّهُ مسْتَعْذَبُ الورُودْ
مِنْ خَمْرةٍ ما عَصَرْها عاصِرْ / ولا جُنَتْ قَطّ من مُعَرَّش
كم أسْكَرَتْ قلنا أكابِرْ / لِمِثْلِ هذا الشَّرابِ يُعطِش
يا غايَة الْحُسْنِ ما أجَلكْ / أغْنانِي حُسْنَكْ عَنِ الصُّوَرْ
نَفْنَى بِحُبَّك ولَسْ نملُك / يا مَن هُوَ السَّمْعُ والْبصَر
جَعلتَ كُلَّ الْقُلُوبْ مَحَلَّكْ / وأخَفَيْتَ حُسْنَكَ عن النَّظَر
فَهامْ في حُبِّكَ الْخَوَاطِر / ويَذهل الْقلْب فيكَ يَدْهَش
وكُلَّ حَدّ مِن هَوَاكَ حاير / لكِنُّوا حَوْلَ الحِمَى يُحْنشْ
يا بُغْيَةِ الْهائِم الْمُعَنَّى / لَس واللهِ نعشق حد سِواك
جعَلْتُ قلْبي إِليْكَ سُكْنِى / فاجْعلْ لِعيْنَيّ أن ترَاكْ
وكم نموهْ بِحُبّ لُبْنِى / وحُبَّ سعْدى وذاك وذاك
ومعْ ذا كُلُّ المحِبُّ حاضِرُ / يخْضَع لِذُلِّ الْهوَى ويُنْعِشْ
مُسْتَبْصراً آياتِ السَّرايِر / مُستَأنِسَ السِّرِّ وهْوَ يُوحَش
يا من هُو مسَلين بحالِ عاشِقْ / لا تَعْشَق إِلاَّ مليحْ وصُولْ
وكُنْ في عِشْقِكْ بحالِي صادِق / لا تَسْتَمِع من كلام عذُولْ
إِنَّ لِدينِ الهوَى موَاثِقْ / تبْقى على الْعَهدِ ما تحُول
قد أثبَتَتها يَدْ الضَّمائِر / وترتسِم في الْحَشَا وتُنْعَشْ
ونَفُرْ بها يوْم تُبْلَى السَّرائِر / وفي قَتيلُ الْهَوَى وما غَشْ