المجموع : 5
شمعتي أشرقت بنورك ربي
شمعتي أشرقت بنورك ربي / وعليها حواسدي كالفراش
كلما حاولوا بأن يطفئوني / حرقوا بي فكان أمري فاشي
وأضاءت بالحق أنوار شمسي / فرأوني بأعين الخفاش
أتظن الكلاب إذ نبحتني / أن تغبيرهم يدنس شاشي
أو بأني في الناس أنقص قدراً / بكلام الأراذل الأوباش
لا ومن خصني بزائد علم / لم يعمّوا من وبله برشاش
وجلا خاطري بنور يقين / ورماهم في حيرة واندهاش
وابتلاهم بخيبة وعناد / وقلوب أسرى الشكوك عطاش
وحباني رفعاً عليهم جميعاً / بمقام عالٍ شريف الحواشي
لا ينالون بالتعرض مني / غير كفر بالحق واستيحاش
وضلال على الصواب ولعنٍ / في معاد على المدى ومعاش
فانقشوا يا منافقين أو امحوا / سأريكم فضيحة النقاش
قد نبشتم عن كفركم باعتراض / فاقطعوا بينكم يد النباش
أو لم تعلموا بأني نور / لاح للكشف في الظلام الغاشي
فلتفروا إني طلعت شهاباً / يا شياطين أو خذوا حرب جاشي
فارس السلهب الكميت بعيد / أن تجاري مداه عرج الجحاش
لمتى تُموِّهُ بالمهاة وبالرشا
لمتى تُموِّهُ بالمهاة وبالرشا / وخفيُّ سرك في العوالم قد فشا
صرح بمن تهوى وقل هو ما تروا / يا عاذلون فعشقه ملأ الحشى
هو ظاهر وإن اختفى بالشمس أو / بالبدر أوغصن الأراكة كيف شا
قمر ومطلعه القلوب تحققاً / ومغيبه الأوهام مظلمة الغشا
شغفت به كل العقول وما درت / لما تجلَّى بالجمال فأدهشا
فغرام هذا بالغوير ولعلع / وغرام هذا بالمليح إذا مشى
فإذا اهتدوا عرفوا بمن شغفوا به / واستأنس القلب الذي قد أوحشا
وستائر الأوهام عنه تحولت / والصبح أسفر وانقضى وقت العشا
نحن العصابة في شريعة أحمد / حالاً وقالاً لا نميل إلى الرشى
نرمي على المتأولين بنبلنا / في نصرة الحق المبين مُرَيَّشا
ونظل نرقب نورنا ونذوب في / إشراقه من حين عارفنا انتشى
ونصول في أهل النفوس بربنا / إن حاولوا الشرف الرفيع تحرشا
الله أكبر هذه ذات البها / والحسن أسفرت اللثام المحتشى
حتى العدى كذبت بما كذبت به / ووشى بها عند الأجانب من وشى
وهي المنزهة المقدسة التي / أحيى تجليها القلوب وأنعشا
وبأمرها ظهرت بما ظهرت ولم / تزل الغيوب لباسها والمَفْرَشا
يا هذه إني بحبك مغرم / قلق الفؤاد بمهجتي شغف نشا
كيف اتجهت رأيت وجهاً ظاهراً / خلف البراقع بالجمال منقشا
وإذا أردت تجليات جماله / فأنا التجلي لا وجدتك أطرشا
وجه متى نظرت إليه قلوبنا / بفنائها عنه انجلى وتبشبشا
ومزيد إنعام بوافر حكمة / منعته رحمته بنا أن يبطشا
حلم له غلب العقاب فربما / يعفو عن الجاني وإن هو أفحشا
طير الرجا أبدا عليه مرفرفٌ / قد فرَّ في وكر الغيوب وعششا
شمس بطلعتها خفافيش الورى / عميت وكان الطرف منها أعمشا
والكائنات كثلجة ذابت بها / ماء تفرق بالفنا وترششا
هي ديننا والدين إن يك غيرها / لا زال دينا في البرية مخدشا
مدت علينا رفرفاً من ظلها / كَرَماً وكَرْماً بالعلوم مُعَرِّشا
شخصت عيونٌ قلبها مدهوشُ
شخصت عيونٌ قلبها مدهوشُ / لما تجلت للغيوب عروشُ
وهي العيون شئون من هي حرفه / وهو الذي لصياحها أطروش
حرف قد انطوت العلوم بنشره / وحوى الجميع بساطه المفروش
والنور يظهر عنه في صور الملا / فتروح أهل الأنس وهو وحوش
رويداً أيها النفس المراشَهْ
رويداً أيها النفس المراشَهْ / بأجنحة ضعاف كالفراشَهْ
إذا رأت الوجود رمت عليه / لتحرق نفسها تبغي رشاشه
كمن في ظلمة خلتوا فنالوا / ورش عليهم النور انتقاشه
به الخبر الصحيح أتى إلينا / عن المختار فاغتنموا معاشه
شملتني بثوبها المنقوشِ
شملتني بثوبها المنقوشِ / ذات وجهين عبقري وريش
شهدت عينها بعيني فكنا / واحداً في بساطها المفروش
شمت منها برق الهدى في ظلام / هو كوني بنورها المرشوش
شامنا مكة وكعبة قلبي / بيتها الأمْنُ للفتى المستجيش
شرب القوم كاسها مذ تجلت / فمحتهم وهم جبال شريش
شغفتني بحبها في سواها / وبدت بالسوى بلا تشويش
شهرة تنفر الأوانس منها / وبها الإنس حاصل للوحوش
شبهوه ونزهوه وقولوا / بهما لا بواحد مغشوش
شم عرف الوصال من قال هذا / هو ما هو بغير ما تفتيش
شهوات النفوس أقوى حجاب / وهي للمرتقي مجالي النقوش