القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 15
أرى للناس كلَّهمُ معاشاً
أرى للناس كلَّهمُ معاشاً / ومالي يا أبا حسنٍ معاشُ
ولي مَوْلىً يريشُ سهامَ غيري / فما لي لا أرى سَهمي يُراشُ
بلى قد راشني ريشاً أثيثاً / وطالعني بما فيه انتعاش
وأرْوى غُلَّتي لو كنتُ أروى / بما تُروَى به الهِيمُ العِطاش
ولكن آفتي ظمأٌ قديمٌ / وهل ريٌّ إذا ظمئَ المُشاش
نعم لو كان ساعدني قضاءٌ / وفى بالري بحر مُسْتجاش
فصبراً قد أرشَّ الغيثُ صبراً / وجودُ الغيث يقدمُهُ الرشاش
غضبتَ وظِلتَ من سَفهٍ وطيشٍ
غضبتَ وظِلتَ من سَفهٍ وطيشٍ / تُهزهِزُ لحيةً في قدّ رَفْشِ
فما افترقتْ لمغضبكَ الثُريّا / ولا اجتمعتْ هناك بناتُ نعشِ
إلهي أجرني من شُنيفٍ وزيركٍ
إلهي أجرني من شُنيفٍ وزيركٍ / من الجرُذ القرّاض والهرِّذي الخَدْشِ
فإني رأيتُ الخائنين كليهما / يعيثان في الأعراض بالقرض والخمشِ
ولي سطوةٌ بعد الأناةِ مُبيرةٌ / وإطراقةُ الثُّعبان تُؤذن بالنهش
أرى ابنَ ابنِ عثمان يُحب غُلامَه / إذا باتَ يُعلى من مُخلخَله الحمِش
يبيتُ أخو الشّطرنج أصبرَ فقحة / وألوى على وقع الطعانِ من الهَرش
وأما يد البصريِّ في كل صفحةٍ / فأقْلعُ من ميلٍ وأغرفُ من رفْش
يُبادر في قلِع الطعام كأنه / وكيلُ يتيم أو مُريبٌ على نَبش
سأنقشُ سطراً بيِّناً في جبينه / بأن له فصَّي زجاجٍ بلا نقش
سهوتُ أقيلوني فإنِّي مغفَّلٌ / وإن له شأناً أجلّ من الحرش
أأوعِده بالشعر وهو مُسلّطٌ / على الإنس والجنّان والطير والوحش
ألم أره لو شاء بلع تِهامةٍ / وأجبالِها طاحتْ هناك بلا أرش
أعِذْنيَ من تلك البلاعيمِ إنها / دَهَنشارُ والدُّردور يا صاحب العرش
يُغيرُ على مال الوزير وآله / فينفشُ في رُغفانِهم أيّما نفش
على أنه يَنعى إلى كل صاحبٍ / ضُروساً له تأتي على الثور والكبش
يُخبّر عنها أنّ فيها تثلُّماً / وذلكمُ أدهى وأوكدُ للجرش
ألم تعلمُوا أن الرّحا عند نقرها / وتجرِيشها تأتي على الصُّلب والهش
فلا تَقْبَلُوا ذاك التفارق واحْذَروا / شَبَاه ولو أمسى مُسجّىً على نعش
هو الطاحنُ الأزْوادَ في كل حالةٍ / من الدهر والوثَّابُ عنها إلى الحش
له فسواتٌ في السراويل جمةٌ / إلى فسواتٍ تسبقُ الفتحَ بالفش
وقد نلتُ من عرض العُثيميِّ ما كفى / فلا تكُ وخْشاً للتعرض للوخش
على أنني قد نِكتُه وهو باركٌ / فلم أشفهِ حتى تراجعتُ كالكبش
فدعْ ذِكره لا قدس اللّه ذكره / وما أنت من ذكر الحمولةِ والفرش
ألا قُل لنحويِّكَ الأخفشِ
ألا قُل لنحويِّكَ الأخفشِ / أنِسْتَ فأقصِرْ ولم تُوحِشِ
وما كنتَ عن غيَّةٍ مُقصِراً / وأشلاءُ أُمك لم تُنْبَشِ
تحدّيتَ صَلّاً وفي نفْثه / نذيرٌ فأقلِع ولم تُنهش
أبا حسن إنّني سائلٌ / فأعدد جواباً ولا تَدْهش
أليسَ أبوك بني آدمٍ / فأنَّى طُمسْتَ ولم تُنقَش
ولمْ جئتَ أسودَ ذا حُلكةٍ / ولم تأتِ كالحية الأرقش
لقد غُشّ فيك أبٌ غافلٌ / فما دُهمةٌ فيك لم تُغشَش
أبٌّ ذو فِراشٍ ولكنه / لأيِّ البرية لم يُفرَش
أما والقريض وأسواقه / ونَجْشك فيه من النُّجَّش
ودعْواك عرفان نُقَّاده / بفضلِ النَقيِّ على الأنمش
لئنْ جِئتَ ذا بَشرٍ حالكٍ / لقد جئتَ ذا نسب أبرش
وما واحدٌ جاء من أمه / بأعجب من ناقدٍ أخفش
ألا يا ابن تلك التي كارمتْ / أيورَ الزناةِ ولم تَرتش
وأضحتْ تَعِيرُ مع العائِري / نَ في زُمرة البَقَش الأبقش
ولمْ لا تَعيرُ ولم تضربُوا / عليها حجابَ بني دَنقَشِ
ولم تحرسوا خَلَواتِ استِها / برقبةِ زَخْشٍ ولا خُتَّش
فما ظَنُّكمْ بالتي لم تزم / مُ يا للرجال ولم تُخْشَش
أليستْ تسيرُ على وجهِها / بسيرة سَيْدوكَ أو دَنْهش
وأنَّى تعفُّ وفي طيزها / سعيرٌ يهرُّ على الحُشَّش
تظلُّ إذا قلَّ قثَّاؤها / تَموشُ البقايا مع الموَّش
تُناك ودَيُّوثُها نائمٌ / يَفُشُّ الفُسَيّا مع الفُشّش
وكم جَاهَرتْه وقالت له / تَغَافل كأنَك في مَرْعش
إذا ما احْتشتْ لم تَخف سُخطَهُ / لأن الفتى مثلها مُحتش
وماذا ينيكُون من شيخةٍ / قد استكْرشَتْ كلَّ مُستَكرَش
كسا طيزها شمطٌ لابدٌ / على القمل كالصوف لم يُنْفش
إذا ذُكرتْ لم يكن ذِكرها / بأيسر نتناً من المَنْبَش
عذيري من ابن التي لم تزل / تُقلَّبُ كالطائر المَرْعش
لهما كلَّ يوم إلى فاسقٍ / حَنينُ قطامٍ إلى جَحْوَش
إلى أن قَرى في حشاها الزَنا / حنيناً من الرنَش الأرنش
أُسَيْوِدُ جاءَت به قردةٌ / سُوَيداءُ غاويةُ المفْرَش
أتتنا به في سَواد استها / وأذناه في صفرة المشمش
عظيمَ كَشاخِنةٍ قائداً / طويل السلامة لم يُخدَش
كأن سنا الشَّتم في عرضه / سنا الفجر في السحَر الأغبش
تسمَّعْ أحاديثَها صاحياً / فإنك من حُمقٍ مُنْتَش
أتت بك أمك من أمةٍ / فإن كنت أعمى فلا تطرش
أتأكُلُ مني ولمّا تَجُعْ / وتشربُ مني ولم تَعْطش
ولؤْمُكَ لؤمٌ له فضلُهُ / رَوَيناهُ قِدماً على الأعْمش
تَبَيّنَ والشمس معدومة / وأظلمَ والليلُ لم يَغْطَش
أقولُ وقد جاءني أنه / ينوشُ هِجائي مع النوَّش
إذا عكس الدهرُ أحكامَهُ / سطا أضعفُ القوم بالأبطش
أما ومُحلِّيك بالأسوَدَي / ن لون الدُجى والعمى الأغطش
لتعترفنَّ هجاءً يُري / ك مَوْتك عيْشَك في العُيَّش
رويداً تَزُرك على رِسلها / وتَجري كعهدِك لم تُنكش
قواف إذا أنت أُسمِعتهما / ضحكت إليها ولم تَبْشش
كما ضحِكَ البغلُ لوَّى الزيا / رُ جحْفَلةً منْه لم تهشش
تروحُ بها سيداً نابهاً / وإن كُنتَ في الوَبَش الأوبش
ولهفي ربِحتَ وأخسرْتني / نَبلْتَ وطشتُ مع الطيَّش
وقد كان في الحلم لي فُسحةٌ / ولكن عثرتَ ولم تُنعش
وإنّي لمِبْرىً لمن كادني / وما شِئتَ من صَنعٍ مِريَش
أحينَ غدا مِقْولي مبرَداً / حجشت شباه ألا فاجْحَش
أُخيَّك لا تستطِش حِلمَهُ / فما سَهمُهُ عنك بالأطيش
عرضْتَ لشوك قتاداته / وما شَوْكُهُنّ بمستنقش
غدا الحارِشُون معاً للضَبا / ب لا للمُقرَّنة النُهَّش
وأغداك حَيْنُك من بينهِم / لحرش الأفاعي مع الحُرَّش
وأنت قليب لها مَستقىً / ولكنَّ جالك لم يُعرش
ظريفٌ وفي الظُرف مستأنسٌ / وفي الجهل موضعُ مستوحش
ونُبِّئتُ أنك في مَلطمٍ / لحرِّ هجائي وفي مَخمَش
وأنت المعوَّد أمثالها / فأنى نَفَشْتَ مع النُّفَّش
غُررت ببارقةٍ أنْذَرَتْ / بصاعقةٍ من لَظى مُحْمَش
أراك توهَّمتَها بُغشَةً / صُعِقتَ لعمري ولم تُبغش
وما كل من أفحشَتْ أُمُّهُ / تعرَّض للقذَع الأفحش
إن كفيكَ لقفلٌ
إن كفيكَ لقفلٌ / مُحكمٌ يا ابن جُراشهْ
فعمودُ القُفل يُمنا / كَ ويُسراك الفَراشهْ
ليس ينجو الفلسُ من كفْ / فَيْكَ إلا بالحُشاشه
هكذا كل لئيمٍ / خالط اللؤمُ مُشاشه
ضيِّق الصدر بخيلٍ / ضيَّقَ اللَهُ معاشه
وكساهُ الخوفَ والذل / لةَ وابتز رياشه
لا ترجُ يا بيهقيُّ إفْراشي
لا ترجُ يا بيهقيُّ إفْراشي / لن يَقبلَ الموت رشوة الراشي
أضرمْتني ثم حِلتَ تُطفئني / هلا تضرعتَ قبل إكماشي
يا هارباً والصباحُ فاضحُهُ / هلا ترحّلْتَ تحت إغباشي
لم تَتْرك البغي يا حُذَيْفَتَهُ / حتى أظلّتك خيلُ قِرواش
وألتَ جهلاً من المَراح إلى / هَيجاءَ ليست بذات إفراش
كفاقئٍ عينَه مُواءلةً / من عائرٍ نالها بإعماش
أإن ألمتَ الجراحَ ويحكَ تس / تقتِل لاقيتَ حَرّ أعراش
دعاك خدشٌ إلى استثارة فَرْ / رَاسٍ من الأُسدِ غير خدَّاش
أغْضبك الكسعُ بالهجاء على / خزَّامةٍ للغضاب خشّاش
فاغضبْ على عِرسِكَ التي تركتْ / عِرضكَ عَهْناً لكلِّ نفّاش
ما ضر ناري التي صَلِيتَ بها / يا ابن استِها من فراشِكَ الغاشي
هل كُنتَ فيما حَشَشْت هَاوِيتي / من ذاك إلا كبعض حُشَّاشي
أم كُنتَ إلا كفارةٍ خَرَقَتْ / بَرْزخَ طامي الحِدابِ جيّاش
فعاجَلَتْها بوادرٌ بدَرَتْ / من موج غضبانَ غير بشَّاش
وأصبحتْ يلعبُ العباب بها / في لجّةٍ منه لُعبةَ الدّاشي
طاحت جُباراً وما أضرَّ به / بَثْقٌ ولا ناله بإِتكاش
أغَشَّها البحرُ عن إغاضتِه / بالغتِّ فالغتِّ أيّ إغشاش
بُعداً لتكْش أحانه قدرٌ / في حُيَّنٍ من ذويه أتكاش
غرَّك عقلٌ أراك أنك لا / تُغلَبُ والعقلُ غيرُ غَشَّاش
أأنت يا بيهقيُّ تَشْتمني / ويك لقد طِرت غير مرتاش
مارست شوك القتاد مني بكفْ / فَيك فكُن في احتيال منقاش
يا ابن التي عاهَرت مُجاهرةً / بعد مَشيبٍ وبعد إرعاش
شمطاءُ تزني وخَرقُ مَنخِرها / مُعشِّشٌ فيه ألفُ خُفَّاش
بظراءُ يلقى الزناة عُنْبَلُها / بمخلبٍ للأيور خَدّاش
تجهشُ للموتِ نفسُ نائِكِها / من نتنِ فيها أشدَّ إجهاش
كأن فاها إذا تنسَّمه / تساط فيه فُروث أكراش
يتركُ تقبيلُها مُقَبِّلَها / وهو إلى العود غيرُ منحاش
ترمي خياشيمَه بأسْهُمها / رَمياً كرمي الرماةِ بالشاش
يكثرُ ممَّن ينيكُها عجبي / لم يبق حشٌّ بعير حشّاش
تَفْرقُ فيشُ الزناة عن حَرِها / عُثْنُونَ است كرفش رفّاش
تلقى من القمل والصُّؤاب به / ما شِئتَ من سمسم وخشخاش
مُنيتُها أن تكون أجرتُها / من كسب لِصٍّ وكدح نبّاش
تقصد أن يصفو الحرامُ لها / ما ظَلَمتْها سياط عيَّاش
يُقهقر الفحلُ وهْي باركةٌ / ثم يَصُكُّ استها بإكماش
كأنه الكبشُ في تراجُعهِ / لنطح كبشٍ بحثِّ كبَّاش
كم أكلَ البيهقيُّ أجْرتها / في بطن زوشٍ سليل أزْواش
يا سائلي عنه ما صناعتُه / ناهيكَ من مِقودٍ ونجاش
يقود حَوْلاءَه وينجشُ إن / غنت ليُغرَى بحشوها حاش
فِراشُ غيٍّ يبيتُ يَفْرشه / لكل غاوٍ أخسُّ فرَّاش
يَعْتاش من طَبلها ومن حَرِها / شرَّ معاشٍ لشرِّ مُعْتاش
يا من على نَيكها يُحرِّضُني / لستُ لأشْباهِها بهشّاش
اطلب لفشِّ استها سواي فما / مِثلي لأمْثالها بفشّاش
ما أكرمَ البيهقي من رجلٍ / كم من نديم له ومن غاش
ينيكُ حوْلاءَه بحضرته / غير مُراعٍ له ولا خاش
أسمحُ مني وقد وهبتُ له / مملكةً بعد حالِ كدَّاش
كسَّبتُهُ صحبة الملوك بشت / ميه فَرَاشُوه خيرَ أرياش
أضحى جليساً لسادةٍ نُجب / وإنما كان كلبَ أوباش
وانْتَشْتُه من خمول والده ال / ساقِط فانتشت شر مُنتاش
أستغفرُ اللَّه من مقاومتي / إياه لا من قبيح إفحاشي
أصبحتُ تبَّرتُ مجدَ كل أبٍ / إلى معالي الأمور بهّاش
وضعتُ بالبيهقي من شرفٍ / لم تكُ أبياتُهُ بأحْفاش
يا زوجَ زيّافةٍ مُقَرْقرةٍ / ذات فراخٍ وذاتِ أعشاش
تبيت تحت الظلام ساريةً / إلى المعاصي ربيطةَ الجاش
تحملُ طِيزاً كأن غُلمتَه / لذعُ مكاوٍ ولسعُ أحْناش
قُبحاً لرأسٍ غدوتَ تحملهُ / فيه عَريش لشر عرَّاش
لا تحمدنّ البليغَ في قذعٍ / من عَرك أمتار كل فحّاش
ولا تلمهُ إذا رماك به / سِرُّ مخازيك قبْله فاش
يا أصلم الكُوش هاكَ ضَامِنَةً / جدعَ أنوفٍ وصلم أكواش
شنعاءَ لو جُلِّل النهارُ بها / بُدِّل من ضوئه بإغطاش
شوهاءَ معشُوقةً يُخلِّدها / حِفظ حفيظٍ ورقشُ رقاش
محمولةً لا تزال تَسمعها / من راكب مُنشد ومن ماش
فيها هِجاءٌ إذا صُدِمتَ به / أطرش أذنيْك أيّ إطراش
يلوح في الوجه عَلْبُ مِيسمها / ما أثبتَ الصخرُ نَقشَ نقاش
لا كغُثاء تظل تلفظه / تخليطُ خرقاءَ مَيْش ميّاش
تهجَى فتهجُو فلا تزيدُ على / تكشيف جهلٍ وهدر فَرخاش
تأتي من الشعر في هجائك بال / وخش كما أنت وخش أوخاش
فأنت عون لمن هجاك على / نفسِكَ ظُفرٌ لكل خمّاش
كشارب الآجن الأجاج من ال / ماء فما ازداد غيرَ إعطاش
قد قُمتُ يا بيهقيُّ معتذراً / عنك بشعرٍ بنفسه واش
وقلتُ إذا قيل باردٌ كسدتْ / من بَردِه سوق كل خيّاش
لا تعذلوه فإنه رجل / يروي من الطب ألفَ كُناش
مرّتْ به وَعْكتي فبرّد بال / يقطين عن نفسهِ وبالماش
أطغاك ما نِلتَ بي فدُونَكها / من صائلٍ بالطغاة بطّاش
من مجَّ عفوي وملَّ عافيتي / أمتَعتُه منهما بإيحاش
لو أفضل البيهقيُّ قافيةً / أنهشتُها البينَ أي إنهاش
تعرّق الشِّينَ بل تمشَّشها / ولن ترى الكلبَ غير مشّاش
يا بينُ كُلْ من شوائِهِ رغَداً / فقد شويناه غيرَ رشّاش
لا تَسترث ما أعدَّه لكما / وارضَ لعَيرَينِ نبلَ عِكراش
أنا أميرُ الكلام لا كَذباً / أصدعُ بالفخر غيرَ فيّاش
لا تعدمُ المصمياتِ من نبل بر / رَاءٍ لنبل الهجاءِ ريَّاش
ما يحرش الحارِشون ويلَهُمُ / من أفعوانٍ أصَمَّ نهّاش
ينساب جنح الظلام في سَفنٍ / في جِلده المقشعر نشّاش
له سَحيفٌ لدى مَزَاحِفه / يُجيبُ منه كَشيشَ كشّاش
كأنَّ أذْناهُما لسامعه / صوتُ رحا الجَشِّ منه جشّاش
يُدهشُ قبل الوِثابِ منظرُهُ / ونفثُه السُمَّ أيَّ إدهاش
تُمطِر ناباه عند نَهشتِهِ / وبلاً من الموتِ بعد إرشاش
فلينتَهِ الجاهلون ويْبَهمُ / ليس الأفاعي ضبابَ حرَّاش
وليعلم الناسُ أنني رجل / ورّادُ هيجاءَ غيرُ ورّاش
صَرّاعُ باغ وإنني لأخٌ / للعاثر الجدِّ جدُّ نعّاش
يعصفُ جهلي بمن يُجاهلني / وإن حِلمي لغيرُ طيّاش
أُمطِر مستمطري الصواعقَ وال / غيثَ شآبيبَ غير طشّاش
كم ليَ في مَغْضبٍ وعند رضا / من وابلٍ للأكام حفّاش
لا ينكر الناسُ هزلاً
لا ينكر الناسُ هزلاً / في عُرض شعرٍ نَقيِّ
قد يضرط الشعرُ حيناً / في لحيةِ البيهقيِّ
نُبِّئتُ أن رجالاً لا خَلاقَ لهم
نُبِّئتُ أن رجالاً لا خَلاقَ لهم / ولا مُفَتَّش صِدقٍ عند تَفتيشِ
مُسلِّطين على الأحرار فُحشَهمُ / وناكلين عن القوم المفاحيش
من كل مقبوح غيبِ الود ظاهره / ما شئت من حُسن تزويقِ وترقيش
يُنَفِّشون حقيراً من أمورهمُ / ولا ترى قدرهم في وزن تنفيش
ويقرصون بجدٍّ في ممازحةٍ / وإن قرصْتُ فما قرصي بتجميش
وَوالمليكِ لئن دبت عقاربُهُ / لَيَمنَوُنَّ بحيَّاتٍ مناهيش
عابوا قريضي وما عابوا بمعرفةٍ / ولن ترى الشمس أبصارُ الخفافيش
وفي عَماها لها شغلٌ وإن طمحتْ / في الجو حتى تُرَى فوقَ المراعيش
فلا تَرُمْ أن ترى شمسي كهيئتها / بلا عيونٍ كما طارت بلا رِيش
لا يحسبنّي امرؤ تمراً ولا أقِطاً / فإنني الصَبَرُ المأدومُ بالبيش
لا يخدشنّ سفيهُ القوم في أدمي / فما مواقع أظفاري بتخديش
إني امرؤ مَن أبَى عفوي وعافيتي / أرشتُ شرِّي عليه أيَّ تأريش
فليقذف النّابشونَ الشرَّ ما نبشوا / فمدية العنز في تلك الأنابيش
وقد كُفوا لو أراهمُ رأيُهم سدداً / خَرط القَتاد وإعمال المناقيش
يشكو عُرام الأفاعي من يُمسِّحُها / فاسأله كيف يراها بعد تحريش
أبعْدَ ما اقتطعوا الأموال واتخذوا / حدائقاً وكروماً ذاتَ تعريش
يُحاسدوني وبيتي بيتُ مسكنةٍ / قد عَشَّشَ الفقرُ فيه أيَّ تعشيش
فليسحبُوا لي ذيول السلم ويبهمُ / ولم أكمِّش ذيُولي كل تكميش
ضيِّقُ الصدر بخيلٌ
ضيِّقُ الصدر بخيلٌ / ضيَّق اللَّه معاشهْ
وكساه الخوفَ والذلْ / لة وابتزَّ رياشَهْ
هَجَرَتني ظُلماً لتحميل واشِ
هَجَرَتني ظُلماً لتحميل واشِ / وأطالتْ بهجرِها إيحاشي
هيَّجتْ لي ضدين ماءً وناراً / دمعَ عيني يَهْمي ولوعةَ جاشي
ما أرادَ الوشاة مني أراني ال / لَهُ بالسقم والضنى كلَّ واشي
نفّروا من هَويتُه ربما أب / صرهُ نحو خلَّتي ذا انحياش
رُبّ يومٍ رويتُ عينيَّ منه / وعرُوقي من ريقهِ ومشاشي
لِيَ مُذ لجَّ بي الصدودُ ليالٍ / ليس نومي فيهنَّ غير غِشاش
وفؤادٌ مُضنىً وشوقٌ قديمٌ / وهوىً كامنٌ وسُقميَ فاش
عدِّ عن ذِكرهِ وسِمْ نَفْطويهِ / بقوافٍ من الهجاء فواش
سائراتٍ في الأرضِ شرقاً وغرباً / فاغدُ للإثمِ آمناً غير خاش
لا تخفْ مأثماً بشتمك إيّا / ه ولو جِئت غاية الإفحاش
عِلجُ سوءٍ يهشُّ للحادر العب / ل العظيم الجرْدانِ أيَّ اهتشاش
يدعي العقل والزكانة والعل / م ويضحي من أطيش الطياش
لو بشاشٍ أضحتْ عظامُ الفياشي / لغدا الوغدُ سائراً نحو شاش
وإذا ما تكلم القردُ في النح / و وَحَفَّتْهُ عُصبة الأوخاش
قال منه القفا وقد خافَ لطماً / رَبِّ سلِّم من الأكُفِّ الغواشي
كم رأينا الأكفَّ جادتْ قفاه / برذاذٍ من وقعها ورشاش
وهو فيما دعا إلى صفعه بال / يد والرِّجل دائمُ الإنكماش
ويك يا واسطيُ فاسمع مقالي / ونصيحي فلستُ بالغشَّاش
لك أنثى تَزيفُ في كل عُشٍّ / وتَغدَّى في سائرِ الأعشاش
ولك الزقُّ والحِضانُ وتحظى / هي حقاً بلذَّةِ الافتراش
ثم تهدي إليك يا نَفْطويه / فرْخَها صاغراً بحُكم الفِراش
هاك خُذها من شاعرٍ ذي بيانٍ / عن مخازيك أيما نبّاش
لم يَقُل مثلها النوابغُ قِدماً / لا ولا كان مِثلها للأعاشي
كأن الثآليل في وجهِها
كأن الثآليل في وجهِها / إذا سفرتْ بدُدُ الكِشْمش
ووجه كبيض القطَا الأبرش
ووجه كبيض القطَا الأبرش /
متشبِّثٌ بعلائقي متخلصُ
متشبِّثٌ بعلائقي متخلصُ / طوراً يماذِقني وطوراً يُخلصُ
متخصِّصٌ بالمجد إلا أنه / بفساد ما يسعى له متخصصُ
حلو الصداقة مرُّها فصديقه / شرقٌ بماءِ إخائه متغصِّصُ
يعدو على الأسد المسالم ظالماً / ويَهرُّ كلبُ سفاهةٍ فَيُبصبِصُ
ما إن يزال على هواي مخالفاً / ومعانداً للحق حين يُحصحِصُ
ترضيك جملة أمرهِ في ودِّهِ / لكنها تُشجيك حين تُلَخَّصُ
ما إن يزال مُمَسِّحي لكنَّه / ممن يمسِّح تارة ويشوِّصُ
يتطرَّفُ اللذاتِ دوني خائفاً / مني هناك كأنه متلصِّصُ
ويجم عنها تارةً فكأنه / حتى أكون شريكه متنغِّصُ
كم قد عزمتُ على الشخوص بخلَّتي / عنه فذبذبني مُقِرٌّ مُشخِصُ
أصبحتُ منه في طريقٍ معوِصٍ / ولشرُّ ما رُكبَ الطريقُ المعْوصُ
ولما تنقَّصْتُ الفتى لكنه / لجميله بقبيحه متنقِّصُ
مهلاً أخا ودي فإنيَ بالذي / تُسدي إليَّ محدِّثٌ فمفصِّصُ
ولدي منكَ متى أثرتَ كوامني / ما لا يقصِّصُه سواي مقصِّصُ
لا تخلطنَّ حلاوةً بمرارةٍ / إن المخلِّط في الإخاء منغّصُ
كن ظل بيت لا يزول ولا تكن / ظل السحاب يُظِلُّ ثم يقلّصُ
وارغب بودي أن يُذالَ فإنني / في غير ذاك من الأمور أُرخِّصُ
إياك لا تستغل ما أرخصتُهُ / بطراً فأُغلي منه ما لا أُرخِصُ
واعلمْ متى غنَّيتَ بي متهكِّماً / أني بمن غنَّى بذكريَ مُرقِصُ
سترى متى استنفرتني وطلبتني / أنّي سأزهدُ عند ذاك وتحرصُ
وأقول فيك مقال طبٍّ صادقٍ / لا ما يقول الجاهل المتَخرِّصُ
فليعلم المتَقنِّصون بأنه / ما كل حينٍ يُطعم المتقنِّصُ
أبى القلب إلا وجده برُخاصِ
أبى القلب إلا وجده برُخاصِ / فليس له منها أوانُ خلاصِ
مهاةٌ رآها في مَرادٍ من الصِّبا / تُراعي مهاً ليست لهن صياصي
كلؤلؤة البحرِ التي ظل بُرهةً / يغوص لها الغواص كلِّ مغاص
تراها فلا تَزْهى سنِيها بطائل / وإن كنت تزهى شخصها بشخاص
إذا قلتُ عيبوها لدي لعلها / تحلُّ بوادٍ عن فؤادي قاصي
أبوْا عيبَ من لا عيبَ فيه وإنهم / على عيبها عندي لجِدُّ حِراص
تَمثَّلُ للأوهام عند مغيبها / تمثُّلَ قرنِ الشمس تحت نشاص
فيُحجمُ عنها العائبونَ مهابةً / وما بهمُ إذ ذاك خوفُ قِصاص
إلى آلِ يحيى جاوزتْ بي مطيّتي / أقاصيَ أرضٍ بعدهُن أقاصي
ولما تناهى بي مسيري إليهمُ / أنختُ قلوصي في مُناخ قِلاص
إلى معشر لا يطرقُ الضيفُ مثلهم / سماحةَ أخلاقٍ ورُحبَ عِراص
إذا استأثر المِبطان بَاتوا وأصبحوا / خِماصاً وما ضِيفانُهم بخماص
تواصوا ببذل العُرف بل بعثتهمُ / عليه سجاياهم بغيرِ تَواصي
ولو أقصروا عن سعيهم لكفتْهُمُ / مواريثُ مجدٍ للسماك مُناصي
ولكن أبوا إلا مساعيَ سادةٍ / مُصاصٍ من السادات نجل مصاص
تغالوا مديح المادحين فأصبحت / بضائعُهُ في الناس غيرَ رخاص
ولم يتغالوْه لكي يرْقعُوا به / رثاثاً من الأحساب ذات خصاص
هُمُ لوجوه الناس في المجد آنُفٌ / وهمْ لرؤوس الناس فيه نَواصي
تيمَّمت منهمْ بالمديح مُمدَّحاً / يطاوعُ فيه القولُ حين يُعاصي
عليُّ بن يحيى ذو الجناب الذي غدا / مراد القوافي روضهُ المتناصي
جواد ينادي الهاربين عطاؤهُ / إلى أين مني لات حين مناص
عصى اللَه في الإسراف غيرَ معاندٍ / وليست معاصي ماجدٍ بمعاصي
إذا حاول العذّالُ في الجودِ عذله / تفادوا وهل يَخْصي أسامة خاصي
يُهالونَ من بحرٍ تسامَى حِدابُه / وتقْمصُ بالركبان أيَّ قُماص
أبا حسن لولا سماءٌ بعثتَها / لصوَّح نبتُ الأرض غير عِناص
فضلْت أخاك الغيثَ بالعلم والحِجى / وحاصصْتَه في الجود أيّ حِصاص
على أنه يمضي وأنت مخيّمٌ / سماؤك مِدرار وروضُك واصي
متى ما يَجُد يوماً سواك فإنه / بخيلٌ عصته من يديه عواصي
وأنت الذي يستنجدُ السيفُ رأيه / على كلِّ عاتٍ للخليفةِ عاصي
لك الكيد يمضي في الكميِّ ودونه / دلاصٌ من الماذيِّ فوق دلاص
تهزُّ به في الخَطب سيفاً مُذكَّراً / إذا هزَّ أقوامٌ سيوفَ رَصاص
ولو حارب الدهرَ النساءُ وكِدنه / لأصبح مغلوباً أسيرَ عِقَاص
بك اجتمع الملكُ المبددُ شملهُ / وضُمَّت قواصٍ منه بعد قواصي
تداركتَه بالأمس من مُصمئلَّةٍ / أشابتْ من الولدان كلَّ قُصاص
إذا أنا قلتُ الشعر فيك تغايرت / قوافيه حتى بينهُنَّ تناصي
يا مُستقرَّ العار والنقصِ
يا مُستقرَّ العار والنقصِ / أغنتْ مخازيك عن الفحصِ
أنت الذي ليست لسوآتِه / ولا لنُعْمى اللَه من مُحصي
لولا أبو الغوث عميدُ العلا / والماجد الحر أبو حفص
جاءك عني منطقٌ مُمرِضٌ / أدْبَغُ للجلد من العَفْص
إني وإن غُيبتُ عن طيِّئٍ / أهل العلا والمجد والقَبْص
لواجدٌ فيك بلا فِريةٍ / مشاتماً تُغني عن النصِّ
معايبُ الناس وسوآتُهُم / قد جُمعت لي منك في شخص

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025