المجموع : 3
هزها الدل فماست مرحا
هزها الدل فماست مرحا / كقناة في يدي مرتعش
وبدت شمساً لها الجعد بروج /
وبخديها لمرتاد مروج /
جادها ماء الصبا فهو يموج /
وعليها الخال لما طفحا / قلت فك رقي يا ذا الحبش
مزقت ثوب الدجى في ثغرها /
ثم حاكته له من شعرها /
وانجلت سافرة عن نحرها /
ما رآها إلا واستحى / واعترته دهشة المندهش
أو ما بتصره لما أميط /
برقع الحسناء أمسى يستشيط /
خجلاً بات فذا الطلا السقيط /
عرق من وجهه قد رشحا / فهي لولاها الربى لم ترشش
قل لها ما للمحيا والقناع /
فلقد برقعها ضافي الشعاع /
أو تخشى نظرة القلب المراع /
وهي شمس المجتلي رأد الضحى / كلما أبصرها الطرف عشي
قتل الأفك ليسا بسواء /
وجهها الذاكي التجلي وذكاء /
تصبح الشمس ويخفيها المساء /
وهو يمسي مثل ما قد أصبحا / باهراً أشراقه للمعتشي
كم رآها السرب مرأى خشفه /
فمشت ثم رنت من خلفه /
فاشتكى من رجله مع طرفه /
ومشى وعثاً برجلي أفطحا / ورنا شزراً بعيني أعمش
وسبت رملته أردافها /
فغدت منهالة أحقافها /
وسبت غصن النقا أعطافها /
فهو مرعروق ثماراً ولحا / وهو معروش وإن لم يعرش
ثم أوفى سانحاً منتعشا /
إذ حكاها طي كشح وحشا /
إنما يدري وما يدري الرشا /
هزأت في ساقه مذ سنحا / هزء العبل بساق الأحمش
غادة ما راق حسن قبلها /
لو رأت أمة موسى مثلها /
عبدتها ما تولت عجلها /
لا ولا قال الملا لن نبرحا / عند هذا السائم المكترش
أرسلت من جعدها صلاً يسيب /
فوق ردفيها فقل صل الكثيب /
لو رأى ثعبان موسى ما أصيب /
غدوةً إذ يحشر الناس ضحى / إذ هو الأرقش عين الأرقش
صدقتني وعدها بعد المطال /
فأتت تسحب أذيال الدلال /
وصلت وهناً فما أحلى الوصال /
حيث لا واش ولا لاح لحا / فكلانا آمن لا يختشي
فشربنا تحت ليل أسفع /
من طلا اللهو بجام مترع /
قد أمنا روحة من أروع /
إذ مغنينا حمام صدحا / ونديمانا نديما الأبرش
وافترشنا الروض من زاهي ثراك /
والتحفنا فيه ملتف الأراك /
حبذا يا حبذا هذا وذاك /
فهما ما إن هجير لفحا / منية الملتحف المفترش
بربى مخضرة في بقلها /
قد أصابت مفصداً من محلها /
إذ رمته صائباً من نبلها /
قوس رام راح يدعى قزحا / وهو في غير الحيا لم يرشش
والحميا مذ بدت في كاسها /
عطر الجو شذى أنفاسها /
كل ما أوحش من أيناسها /
فهو الموحش لا ما نزحا / عربه عنه وإن لم توحش
أو ما تبصرها إذ لمعت /
شع فيها الليل لما شعشعت /
خلتها شمس نهارٍ طلعت /
غير أن البرج كان القدحا / وتجليها بليل أغطش
وسقتني خمةر من ريقها /
لم يدنسها صدا إبريقها /
دع سلام الخمر في تصفيقها /
وارتشف راحاً مرحا / فهي أهنا نشوة للمنتشي
أرشفتني ثغرها وهو يروق /
راق لي منه صبوح وغبوق /
لست أنسى أو هل ينسى المشوق /
ذلك المغبق والمصطبحا / أنا ما عشت وما لم أعش
ونديمي صرعته القرقف /
صبغت خديه وهو الترف /
كاد لما خامرته يتلف /
وغدا منتفضاً لما صحا / كانتفاض الطائر المرتعش
بوشاح بات ينزو قلقا /
صاغه من عسجد فائتلقا /
كفؤادي جائلاً إذ خفقا /
أتراه بفؤادي اتشحا / ذلك الريم ولما يختش
قد حكى البدر لنا والليل داج /
حلقه من عسجد في باب ساج /
والسواري كمسامير الرتاج /
فمذ الصبح أتاه انفتحا / وانثنى في جيشه المنكمش
فكأن الصبح لما اعترضا /
طلباً عند الدياجي مركضا /
وهزيع الليل لما أعرضا /
كان خاقاناً من الزنج انتحى / حبشاً فأنفض جيش الحبش
فتولت والحشا يتبعها /
غادة عن لها مربعها /
ما لمن قد فاتني موقعها /
غادرتني يوم وافت شبحا / ورمتني أسهماً لم تطش
غير أني لست أشكو المرتمى /
ولئن كنت المشوق المغرما /
أو أشكو لزماني الألما /
وقد افتر زماني فرحا / يوم تزويج الهمام القرشي
ذاك من قد جاء باسم المصطفى /
جده فهو عميد الشرفا /
فنهنيه وتتلو صحفا /
من تهانيه ونملي مدحا / تركت حاسده في دهش
أيها الساري على أدراجه /
لم يحد بالسير عن منهاجه /
يقطع الظلماء في أدلاجه /
بسرى حرفٍ رسيماً قد محا / كل حرف بالفلا منتقش
صبغت أخفافها بالعظم /
إذ سرت تخدي بليل مظلم /
حيث تنساب انسياب الأرقم /
تقطع البيد وتفري الصحصحا / وهي في خلق الفنيق الفرحش
تسبق الطر وتشأى الخاطفا /
لو بدت قدماً تجاري العاصفا /
لسليمان دعاها آصفا /
أو لغيلان لألقى صيدحا / بالموامي دهشة المندهش
زم ينجو زمزما والمازمين /
والصفا حيث الصفا والمروتين /
بالذي أوقفها بالمشعرين /
عج إذا عرف المعالي نفحا / وبدت نار القرى للمعتشي
وانته حث انتهى فيك السرى /
لأبى قابوس من أم القرى /
ثم هن في ذرى سامي الذرى /
عرباً حلوا هناك الأبطحا / وهم أنس المحل الموحش
من نزار ما الملا إلا نزار /
بابنهم إذا بات مع ذات السوار /
قد عجبنا إذا سرت تلقي الخمار /
لغزال في دجى الليل انتحى / غابةً من وشيه المفترش
بطل يرتاع منه البطل /
وقاطامي سواه الحجل /
وهو إن قام لبحثٍ أجدل /
أسد يفترس الشمط اللحى / وسواه مثل عنز اخفش
بدر سعد طالع في أوجه /
صل وادٍ مرسل في وجه /
بحر جود زاخر في موجه /
لو رآه حاتم ما سمحا / وتحاشى سبة المحترش
لا تقل عما مضى كان وكان /
ليس حظ العين إلا في العيان /
فأجل طرفك في أهل الزمان /
هل يرى طرفك فيما لمحا / مثله إن كان غير الأعمش
شب في نيل المعالي والتقى /
وسواه يترقى بالرقى /
ما استوى الخلق بما قد خلقا /
فالضواري يفترسن القرحا / ويرى الضفدع صيد البرغش
فاجلها مبرية في سبكها /
للسماكين شأت في سمكها /
مذ أنيطت درراً في سلكها /
قل لمن شاء بها وافترحا / بالقوافي هاكها لم تخدش
هاكها رافلة في سندس /
تؤنس السمع ولا في تونس /
لو رآه شاعر الأندلس /
كان قد وشى بها ما وشحا / واعترته دهشة المندهش
لو بدت للعمري المصقع /
وهو في إناء ليل أسفع /
هب من رقدته في فزع /
وغدا في لعلع مطرحا / وتمنى أنه لم يعش
وجميل لو رآها في النشيد /
لتمناها له دون القصيد /
وبثين للوتها عقد جيد /
لا كما قد قلدتها بلحا / أم منظور ولما تختش
ولو أن القرم مرصاد القريض /
من صبا في شعره الروض الأربض /
شام من بارقها أدنى وميض /
شرب الدمع وعاف القدحا / وهو يوري عطشاً في عطش
فترى الشعر هشيماً يبسا /
وهي روض غيثه قد رجسا /
وسواها إن تداجى غلسا /
فهي مثل الشمس في الفصحا / كلما أبصرها الأعشى عشي
ولقد زفت عروساً لم ترم /
غيره بل في الموامي لم تحم /
فابق يا بدر الدجى واسلم ودم /
للعلى قطب رحى وهي الرحى / ما بدا نجم بليل أغطش
جاءت وليس لها غير الحلى واشي
جاءت وليس لها غير الحلى واشي / والوشي إذا أقبلت في سيرها فاشي
ونجلةٍ من نساء الحي ول سفرت / فللنواظر منها نظرة العاشي
كأنها الفنن المزوز من هيفٍ / أو صعدة حملتها كف رعاشي
بدت لكم شمس حسن فانثنى لكم / عن أن ترى نورها أبصار خفاش
ما تحرجت يا يد البين بطشاً
ما تحرجت يا يد البين بطشاً / يفتى ثل للشريعة عرشا
أحمد شرع أحمد فيك أضحى / مقفر الربع بدل الأنس وحشا
ما عهدنا للبدر قبلك قبرا / لا لعمري ولا لثهلان نعشا
لسعتنا عليك أفعى الليالي / بين نابين تنهض القلب نهشا
فقديماً ندعو الكواكب شهباً / وحديثاً ندعو الكواكب رقشا
أسرع الحزن بالفؤاد ارتكاضا / يوم تنعى وبالعظام تمشى
فاستقامت لك الأضالع قصفا / واستهلت لك المدلع رشا
فببيض طوراً وطوراً بحمر / أنقش الترب من ورائك نقشا
قد تشب الأنفاس وهي نفوس / وتهامى ماء البكا وهو أحشا
رعت أقدام حامليك فطاشت / وتلوت أيديهم لك رعشا
كم تهجت تحت جنح ظلام / مستمراً ترجو الإله وتخشى
وهجرت الصبا وصمت هجيرا / بعيون تندي البكا وهي عطشى
لو بغير الثرى لنا صح دفن / واتخذنا لطائر القدس عشا
لحفرنا لك الفؤاد ضريحا / واتخذنا لك النواظر فرشا
وبلى صرت بين حور قصور / قد أعدت لك الحرير الموشى
لم أخل يا أخي أن قريضي / لا وعينيك في مراثيك ينشى
لا يرعك المصاب جل طروقا / يا علي الجناب وقيت جهشا
يقطع السيف بالضريبة لكن / بالصفا الصلد لا يؤثر خدشا
حالفت بيتك المعالي كما قد / خالفت بيت من أسراك غشا
كل أهليك فضل هذا كهذا / ما تساوت هدب النواظر رمشا
من تجئه تجده غراً كريما / وفتى مفتياً وغيثا أجشا
وأويساً أويس زهد ورشد / وإياساً إياس فهم وانشا
يا ابن من قلد الجواهر عقداً / راق للشرح حليها يوم تنشى
هتك الستر ثم عن مشكلات / قد جلاها تجلو النواظر عمشا
يا سحاب الندى إذا المحل أكدى / وسراج الهدى إذا الليل يغشى
وإماماً به اقتدينا اهتدينا / وغوى من غوى بفيفاء غطشا
إين لا أين من يجاريك فضلا / وارتياحاً إلى المعالي وبطشا
بمنال يرد كف أشلٍّ / وانبلاج يصد مقلة أعشى
دمت للعالمين ليثاً وغيثا / بكلاً حالتيك ترجى وتخشى