المجموع : 3
تزل الحيا بنزوله في معهد
تزل الحيا بنزوله في معهد / لَبِس المسرة ربعه المأنوس
فكأنما ماء الضمامُ مُدامةٌ / وكأن ساحات الديار كؤوس
بلد اعارته الحمامة طوقها / وكساه حلة ريشة الطاووسُ
عرج بمنعرجات واديهم عسى
عرج بمنعرجات واديهم عسى / تلقاهم نزلوا الكثيب الأوعسا
اطلبهم حيث الرياض تفتحت / والريح فاحت والصباح تنفسا
مَثّل وجوههم بدورا طلعا / وتخّيل الخيلان شهبا كُنَّسا
واذ أردت تنعما بقدودهم / فاهصر بَنعمان الغصون المُيسا
بابي غزال منهم لم يتخذ / الا القنا من بعد قلبي مكنِسا
لبس الحديد على لُجَينِ أديمه / فعجبت من صبح توشح حندسا
واتى يجرّ ذوائباً وذوابلا / فرأيت روضاً بالضلال تحرّسا
لا ترهب السيف الصقيل بكفّه / وارهب بعارضه العذار الاملسا
رام العدا عذلي عليه ففتّهم / والنجم ليس بممكن أن يلمسا
وفككت بُغَيهم وفزت وهكذا / فكُ الصحيفةِ خلص المتلمسا
كابد الى العزّ الهجير ولا تكن / في الذل ما بين الضلال معّرسا
واذ وصلت الى الأمير مبشر / فاجعل بساطك في ذراه السندسا
نوع وجنّس في مناك فانه / ملكٌ تنوع في العلا وتجنّسا
أذكّر مَن لم ينس عهداً ولا ينسى
أذكّر مَن لم ينس عهداً ولا ينسى / وأبسطُ في أكناف ساحته النفسا
وأُنشئُها خلقاً جديداً وأغتدى / بظل علاه أغتدى معه الأنسا
وألبس ريعان الشبان وطالما / لبست الخطوب السود ماذية ورسا
واني وايه لمزنٌ وروضةٌ / يباكرني سقياً وأزكة له غرسا
صفا بيننا من خالص الود جوهر / غلبنا به في نور جوهرها الشمسا
وما أنا الا من علاه مكون / غدوت له نوعاً وأصبح لي جنسا
مكارمه مرعى الى جنب معقل / أرود اذا أضحى وآوى اذا أمسى
وأورد خمسا كل يوم بمائِهِ / وكم لي دهر قد مضى لم ارد خمسا
أبا القاسم اشرب قهوة العز واتتقل / ثنائي ومن فضل الكؤوس اسقني كأسا
وخذ بيدي من عثرة قصّرت يدي / وكنت أخا بأس فلم تبق لي بأسا
رميت لها فضفاضتي ومهندي / وخطيتي والنبل والقوس والترسا
ثغور المعالي قابلتك ضواحكاً / فصل لثمها وامصص مراشفها اللعسا
وأجيادها مالت عليك نواعماً / كما مالت الاغصان فانعم بها لمسا
ولا ذكر في الأفواه حاشاك انما / صفاتك آياتٌ ولعنا بها درسا
اليك بها حّراً تلقب أحرفاً / وقطعة ديباج يسمونها طرسا
وفضلك في الاغضاء عما بعثته / فليس يجيد الشعرَ من عُدمَ الحسا