المجموع : 14
تَلَذُّ بِجَنَّتِها أَعيُنٌ
تَلَذُّ بِجَنَّتِها أَعيُنٌ / وَفيها الَّذي تَشتَهي الأَنفُسُ
لَها نَظرَةٌ إِذ تُحَيّي بِها / يَغُضُّ لَها عَينَهُ النَرجِسُ
وَجاءَت بِعودٍ لَها خاطِبٍ / فَزُمَّ لِهَيبَتِهِ المَجلِسُ
إِذا هِيَ جَسَّت مَضَت بِالصَوا / بِ فَالناسُ مِن بَعدِها حُبَّسُ
لَها مُعجِزٌ إِن تَأَمَّلتَهُ / فَما سِرُّ إِعجازِهِ مُلبِسُ
أَما العودُ مِن قَبلِها أَخرَسُ / وَفي يَدِها يَنطِقُ الأَخرَسُ
كَأَنَّ المُدامَةَ مِن لَحظِها / وَنارُ الغَرامِ بِها تَقبِسُ
وَتَعطُلُ مَع نورِ ما يُجتَلى / وَتَعرى عَلى حُسنِ ما يُلبَسُ
فَكَم لَثمَةٍ في الكَأسِ أَنّى جَعَلتُها
فَكَم لَثمَةٍ في الكَأسِ أَنّى جَعَلتُها / تُغَيِّبُ عَن هَمّي بِمَن حَمَلَ الكاسا
تُخَلِّصُني أَنفاسُهُ مِن خُمارِها / سَريعاً فَزادَ اللَهُ لي فيهِ أَنفاسا
يا مَن سَفَكتُ دِمائي في الدُموعِ لَهُ
يا مَن سَفَكتُ دِمائي في الدُموعِ لَهُ / وَالنَفسُ في زَفَراتٍ قَيَّدَت نَفسي
عاهَدتُمُ وَتَناسَيتُم عُهودَكُمُ / فَاللَهُ عاهَدَ قِدماً آدَماً فَنَسي
لَشَدَّ ما قَد صَدَفتُم بَعدَ وَصلِكُمُ / يا قُربَ مَأتَمِهِم يالي مِنَ العُرُسِ
لَم يَطمَعِ اللَيلُ مِنّي أَن أَرِقَّ لَهُ
لَم يَطمَعِ اللَيلُ مِنّي أَن أَرِقَّ لَهُ / يَنسى جِناياتِهِ الناسي عَلى الناسِ
بِت مَيِّتاً بَينَ مَنظورٍ وَمُنتَظَرٍ / مِن أَبيَضِ الصُبحِ أَو مِن أَحمَرِ الكاسِ
مِن جُنحِهِ تَأخُذُ الأَقلامُ صِبغَتَها / إِن أَودَعَت سَيِّئاتِ الدَهرِ قِرطاسي
وَالضَربُ قَد لَجَّ بِالأَوتارِ أَو حُبِسَت / وَهَيَّجَ الحَليُ وَسواسي بِوَسواسِ
وَكَيفَ يَطمَعُ أَن يَأتي بِصالِحَةٍ / مَن باتَ ما بَينَ وَسواسٍ وَخَنّاسِ
بَينَ الضُلوعِ جَهَنَّمٌ مِن حُبِّهِم
بَينَ الضُلوعِ جَهَنَّمٌ مِن حُبِّهِم / وَوَدِدتُهُم لَو يَسمَعونَ حَسيسَها
فَمَعَ الظَلامِ الدَمعُ كانَ طَليقَها / وَمَعَ الصَباحِ الهَمُّ كانَ حَبيسَها
عَذولُ الهَوى يَبني بِغَيرِ أَساسِ
عَذولُ الهَوى يَبني بِغَيرِ أَساسِ / وَيُفتي بِلا نَصٍّ وَغَيرِ قِياسِ
يَرِقُّ هَجيرُ اليَومِ إِن رَقَّتِ الصَبا / وَأَنتَ مَعَ الأَيّامِ قَلبُكَ قاسي
مَتى تَنطَفي نارُ الغَليلِ بِرَشفَةٍ / بِحُمرَةِ خَدٍّ أَو بِخَمرَةِ كاسِ
عَلى أَنَّ خَمراً ماؤُهُ مُتَرَقرِقٌ / يُخالِفُ حِكمَيْ رُؤيَةٍ وَقِياسِ
وَلَو شَرَعَ الناسُ المُواساةَ في الهَوى / لَكُنتُ أُواسَى أَو لَكُنتُ أُواسي
وَدونَ اِسمِهِ لي غَيرَةٌ سامِرِيَّةٌ / فَذِكرُ اِسمِهِ مِن عاذِلٍ كَمَساس
وَبَعدَهُمُ الآثارُ تُؤنِسُ وَحشَتي / وَكَيفَ بِأُنسي بَعدَ فَقدِ أُناسي
مَهاً مِن مَهاً بُدِّلتُ إِلّا نِفارَها / وَغُصناً بِأَغصانٍ وَغُصنُكَ عاسِ
لَقَد نَبَذَ الهَمُّ السَوادَ بِخاطِري / كَما حَصَّلَ الهَمُّ البَياضَ بِراسي
وَلَم يُشجِني إِلّا جِنايَةُ عَينِهِ / بِما أودِعَت عَينايَ وَهوَ نُعاسي
وَلَو أَنَّهُ ناسٍ لَكُنتُ مُذَكِّراً / فَلا تَبعَثِ التِذكارَ في المُتَناسي
يَمُرُّ عَلى سَمعي المَلامُ بِطافِحٍ / فَيَدمَغُهُ عَنّي الغَرامُ بِراسِ
خُذوني عَلى التَجريبِ عَبداً فَإِنَّني / أَبيعُكُم بَيعاً بِغَيرِ مِكاسِ
وَقاسَيتُ ما أَنكى عَدُوِّيَ مِنكُمُ / وَأَصعَبُ عِندي مِنهُ ما سَأُقاسي
وَكُنتُ إِذا فورِقتُ لابِسَ جُنَّةِ / مِنَ الصَبرِ فَاليَومَ اِستُلِبتُ لِباسي
وَما جِئتُهُ يَوماً بِنَشطَةِ مَطمَعٍ / فَأَرجَعَني إِلّا بِفَترَةِ ياسِ
وَعَنَّفَني أَن قُلتُ ما ليَ طاقَةٌ / وَقالَ أَما تَقوى بِطاقَةِ آسِ
يا مَن إِذا نادَيتُ في ظُلَمٍ
يا مَن إِذا نادَيتُ في ظُلَمٍ / فَكَأَنَّما نادَيتُ بِالشَمسِ
وَإِذا اِجتَلَيتُ عُقودَ أَشطُرِهِ / ظَفِرَ الهَوى بِمَراشِفٍ لُعسِ
رَجَعتُ عَنهُ بِلا سَمعٍ وَلا بَصَرٍ
رَجَعتُ عَنهُ بِلا سَمعٍ وَلا بَصَرٍ / وَلا فُؤادٍ وَلا دَمعٍ وَلا نَفَسِ
وَلا حَبيبٍ وَلا أَهلٍ وَلا وَطَنٍ / وَلا اِصطِبارٍ وَلا نَومٍ وَلا أَنَسِ
كانَ اللِقا ساعَةً وَالبَينُ آخَرَها / أَقبِح بِهِ مِن طَلاقٍ لَيلَةَ العُرُسِ
لَم يَصبِرِ الدَهرُ مِقدارَ الخِطابِ لَهُ / لِمُحسِنٍ إِن أَسا لا كانَ كُلُّ مُسي
طالَ الزَمانُ وَما أَنسى عُهودَهُم / وَكُلُّ عَهدٍ إِذا طالَ الزَمانُ نُسي
تَحَيَّرَ الهَيئِيُّ لَمّا رَأى
تَحَيَّرَ الهَيئِيُّ لَمّا رَأى / كَواكِباً تَطلُعُ في الأَطلَسِ
يا صاحِبي هَل لَكَ مِن حيلَةٍ
يا صاحِبي هَل لَكَ مِن حيلَةٍ / وَسوِستُ فيها أَيَّ وِسواسِ
أَحَبَّني الناسُ وَأَبغَضتَني / حَقّا فَما أَنتَ مِنَ الناسِ
وَرَمَت يَدُ الأَيّامِ نَحوِيَ أَسهُماً
وَرَمَت يَدُ الأَيّامِ نَحوِيَ أَسهُماً / أَمسَيتُ مِنها إِن نَهَضتُ مُتَرَّسا
أَفَيَأمُلُ الغادي إِلَيكَ مُهَجِّراً / ما يُعجِزُ الساري إِلَيكَ مُغَلِّسا
إِذا ما نَظَرتُم وَالعُيونُ سَواجِرُ
إِذا ما نَظَرتُم وَالعُيونُ سَواجِرُ / فَلا تَعجَبوا أَن تَسحَروا أَعيُنَ الناسِ
وَحَسبي بِذِكرى قاتِلي أَن بِحُبِّهِ / تُقَصِّرُ عَنها لَو سَرَت سَورَةُ الكاسِ
دَعو لي وَحدي ذِكرَها لا مُشارَكٌ / خَلا الكَأسَ لا يَأبى الفَتى شِركَةَ الكاسِ
فَلا تَتبَعوا رَأى الأَماني في عَسى / فَإِن عَسى ما لَيَّنَت مِعطَفي عاسِ
أَتَحسَبُها ماءً جَرى في زُجاجَةٍ / وَما هِيَ إِلّا النارُ ذابَت بِأَنفاسي
مُحاباةُ دَهرِكَ لا
مُحاباةُ دَهرِكَ لا / عَلى أَنَّ جُرمَكَ لَم يُنسِهِ
يُضيعُ لِخَنصَرِهِ خاتَماً / وَيَحفَظُ تاجاً عَلى رَأسِهِ
وَغُصنُكَ بِغَرسِهِ في الثَرى / لِتَجتَني الأَجرَ مِن غَرسِهِ
وَما أَنا مِن أَن يَجمَعَ اللَهُ شَملَنا
وَما أَنا مِن أَن يَجمَعَ اللَهُ شَملَنا / بِأَحسَنِ ما كُنّا عَلَيهِ بِآيِسِ