المجموع : 5
يا أَيُّها الرَّجُلُ الَّذي تَهوي بِهِ
يا أَيُّها الرَّجُلُ الَّذي تَهوي بِهِ / وَجناءُ مُجمَرَةُ المَناسِمِ عِرمِسُ
إِمّا أَتَيتَ عَلى النَّبِيِّ فَقُل لَهُ / حَقّاً عَلَيكَ إِذا اِطمَأَنَّ المَجلِسُ
يا خَيرَ مَن رَكِبَ المَطِيَّ وَمَن مَشى / فَوقَ التُرابِ إِذا تُعَدُّ الأَنفُسُ
بَل أَسلَمَ الطاغوتُ وَاِتُّبِعَ الهُدى / وَبِكَ اِنجَلى عَنّا الظَلامُ الحِندِسُ
إِنّا وَفَينا بِالَّذي عاهَدتَنا / وَالخَيلُ تُقدَعُ بِالكُماةِ وَتُضرَسُ
إِذ سالَ مِن أَفناءِ بُهثَةَ كُلِّها / جَمعٌ تَظَلُّ بِهِ المَخارِمِ تَرجُسُ
حَتّى صَبَحنا أَهلَ مَكَّةَ فَيلَقاً / شَهباءَ يَقدُمُها الهُمامُ الأَشوَسُ
مِن كُلِّ أَغلَبَ مِن سُلَيمٍ فَوقَهُ / بَيضاءُ مُحكَمَةُ الدِخالِ وَقَونَسُ
يُروي القَناةَ إِذا تَجاسَرَ في الوَغى / وَتَخالُهُ أَسَداً إِذا ما يَعبِسُ
يَغشى الكَتيبَةَ مُعلِماً وَبِكَفِّهِ / عَضبٌ يَقُدُّ بِهِ وَلَدنٌ مِدعَسُ
وَعَلى حُنَينٍ قَد وَفى مِن جَمعِنا / أَلفٌ أُمِدَّ بِهِ الرَسولُ عَرَندَسُ
كانوا أَمامَ المُؤمِنينَ دَريئَةً / وَالشَمسُ يَومَئِذٍ عَلَيهِم أَشمُسُ
نَمضي وَيَحرُسُنا الإِلَهُ بِحِفظِهِ / وَاللَهُ لَيسَ بِضائِعٍ مَن يَحرُسُ
وَلَقَد حُبِسنا بِالمَناقِبِ مَحبِساً / رَضِيَ الإِلَهُ بِهِ فَنِعمَ المَحبِسُ
وَغَداةَ أَوطاسٍ شَدَدنا شَدَّةً / كَفَتِ العَدُوَّ وَقيلَ مِنها يا اِحبِسوا
تَدعو هَوازِنُ بِالإِخاوَةِ بَينَنا / ثَديٌ تَمُدُّ بِهِ هوازِنُ أَيبَسُ
حَتّى تَرَكنا جَمعَهُم وَكَأَنَّهُ / عَيرٌ تَعاقَبَهُ السِباعُ مُفَرَّسُ
لِأَسماءَ رَسمٌ أَصبَحَ اليَومَ دارِساً
لِأَسماءَ رَسمٌ أَصبَحَ اليَومَ دارِساً / وَأَقفَرَ مِنها رَحرَحانَ فَراكِسا
فَجَنبَي عَسيبٍ لا أَرى غَيرَ ماثِلٍ / خَلاءً مِنَ الآثارِ إِلاّ الرَوامِسا
لَيالِيَ سَلمى لا أَرى مِثلَ دَلِّها / دَلالاً وَأُنساً يُهبِطُ العُصمَ آنِسا
وَأَحسَنَ عَهداً لِلمُلِمِّ بِبَيتِها / وَلا مَجلِساً فيهِ لِمَن كانَ جالِسا
تَضَوَّعَ مِنها المِسكُ حَتّى كَأَنَّما / تَرَجَّلُ بِالرَيحانِ رَطباً وَيابِسا
فَدَعها وَلَكِن قَد أَتاها مَقادُنا / لِأَعدائِنا نُزجي الثِقالَ الكَوادِسا
نَشُدُّ بِتِعطافِ المُلاءِ رُؤوسَنا / عَلى قُلُصٍ نَعلو بِهِنَّ الأَمالِسا
بِجَمعٍ يُريدُ اِبنَي صُحارٍ كِلَيهِما / وَآلَ رُبَيدٍ مُخطِئاً وَمُلامِسا
عَلى قُلُصٍ نَعلو بِها كُلَّ سَبسَبٍ / تَخالُ بِهِ الحِرباءَ أَشمَطَ جالِسا
سَمَونا لَهُم سَبعاً وَعِشرينَ لَيلَةً / نَجوبُ مِنَ الأَعراضِ قَفراً بَسابِسا
فَبِتنا قُعوداً في الحَديدِ وَأَصبَحوا / عَلى الرُكُباتِ يَجرُدونَ الأَيابِسا
فَلَم أَرَ مِثلَ الحَيِّ حَيّاً مُصَبَّحاً / وَلا مِثلَنا لَمّا اِلتَقَينا فوارِسا
أَكَرَّ وَأَحمى لِلحَقيقَةِ مِنهُمُ / وَأَضرَبَ مِنّا بِالسُيوفِ القَوانِسا
وَأَحصَنَنا مِنهُم فَما يَبلُغونَنا / فَوارِسُ مِنّا يَحبِسونَ المَحابِسا
إِذا ما شَدَدنا شَدّةً نَصَبوا لَها / صُدورَ المَذاكي وَالرِماحَ المَداعِسا
إِذا الخَيلُ جالَت عَن صَريعٍ نُكِرُّها / عَلَيهِم فَما يَرجِعنَ إِلّا عَوابِسا
نُطاعِنُ عَن أَحسابِنا بِرِماحِنا / وَنَضرِبُهُم ضَربَ المُذيدِ الخَوامِسا
وَكُنتُ أَمامَ القَومِ أَوَّلَ ضارِبٍ / وَطاعَنتُ إِذ كانَ الطِعانُ تَخالُسا
فَكانَ شُهودي مَعبَدٌ وَمُخارِقٌ / وَبِشرٌ وَما اِستَشهَدتُ إِلّا الأَكايِسا
مَعي اِبنا صُرَيمٍ دارِعانِ كِلاهُما / وَعُروَةُ لَولاهُم لَقيتُ الدَهارِسا
وَمارَسَ زَيدٌ ثُمَّ أَقصَرَ مُهرُهُ / وَحُقَّ لَهُ في مِثلِها أَن يُمارِسا
وَقُرَّةُ يَحَميهِم إِذا ما تَبَدَّدوا / وَيَطعَنُهُم شَزراً فَأَبرَحتَ فارِسا
وَلَو ماتَ مِنهُم مَن جَرَحنا لَأَصبَحَت / ضِباعٌ بِأَكنافِ الأَراكِ عَرائِسا
وَلَكِنَّهُم في الفارِسِيِّ فَلا يُرى / مِنَ القَومِ إِلّا في المُضاعَفِ لابِسا
فَإِن يَقتُلوا مِنّا كَريماً فَإِنَّنا / أَبَأنا بِهِ قَتلاً يُذِلُّ المَعاطِسا
قَتَلنا بِهِ في مُلتَقى الخَيلِ خَمسَةً / وَقاتِلَهُ زِدنا مَعَ اللَيلِ سادِسا
وَكُنّا إِذا ما الحَربُ شَبَّت نَشُبُّها / وَنَضرِبُ فيها الأَبلَخَ المُتَقاعِسا
فَأُبنا وَأَبقى في رِماحِنا / مَطارِدَ خَطِّىٍّ وَحُمراً مَداعِسا
وَجُرداً كَأَنَّ الأُسدَ فَوقَ مُتونِها / مِنَ القَومِ مَرؤوساً وَآخَرَ رائِسا
إِن كانَ جارُكَ لَم تَنفَعكَ ذِمَّتُهُ
إِن كانَ جارُكَ لَم تَنفَعكَ ذِمَّتُهُ / وَقَد شَرِبتَ بِكَأسِ الذُلِّ أَنفاسا
فَأتِ البُيوتَ وَكُن مِن أَهلِها صَدَداً / لا تَلقَ نادِيَهُم فُحشاً وَلا باسا
وَثَمَّ كُن بِفَناءِ البَيتِ مُعتَصِماً / تَلقَ اِبنَ حَربٍ وَتَلقَ المَرءَ عَبّاسا
قَرمَي قُرَيشٍ وَحَلّا في ذُؤابَتِها / بِالمَجدُ يورَثُ أَخماساً وَأَسداسا
ساقي الحَجيجِ وَهَذا ياسِرٌ فَلَجٌ / وَالمَجدُ يورَثُ أَخماسا وَأَسداسا
أَبلِغ قُحافَةَ عَنّا في دِيارِهِمُ
أَبلِغ قُحافَةَ عَنّا في دِيارِهِمُ / وَالحَربُ تَكشِرُ عَن نابٍ وَأَضراسِ
أَنّا قَتَلنا بِتَرجٍ مِن سَراتِهِمُ / سَبعينَ مُقتَبِلاً صَرعى بِعَبّاسِ
وَمُعتَرِكٍ شَطَّ الحُبَيّا تَرى بِهِ
وَمُعتَرِكٍ شَطَّ الحُبَيّا تَرى بِهِ / مِنَ القَومِ مَحدوساً وَآخَرَ حادِسا