المجموع : 9
بشقيقِ وَجنَتيكَ الجنَّي وآسها
بشقيقِ وَجنَتيكَ الجنَّي وآسها / عالج لواعجَ عاشقيكَ وآسها
واسمح بإرسالِ الرُّقادِ لمقلةٍ / أهدت إلى جفنيكَ كلَّ نُعاسِها
يا فاضحَ الغُصن الرَّطيبِ بقامةٍ / تهفُو ذَوائبُها على ميَّاسِها
ومسدِّداً من مقلتيهِ أسهماً / في مُهدتي وَصلَت إلى بُرجاسِها
أنسيتَ بالخضراءِ أيَّاماً زضهت / بكمالِ بهجتها على أجناسِها
ورياضِ أربعها وحُمرةِ وردها / وغياضِ أنهُرها وخُضرةِ آسِها
لله عَصرُ شبيبةٍ قضيَّتُه / في مرجها وبجانبي مقياسها
وبأيمنِ العلمين دارٌ بدِّلت / عرصاتُها الإيحاشَ من إيناسِها
عرَّضتُ فيها بالرَّكابِ مُسلِّما / عن بَدرِ مشرقها وريم كناسِها
وأَطلتُ في اطلالِها مَكثي فَما / عَطفت عليَّ الشُّعثُ في أدراسِها
وأبيكَ ما بَخلت بِردِّ جَوابها / لو أنَّ داراً خبَّرت عَن نَاسِها
ألمَّ بي طيفهُ إلمامض مُختلسِ
ألمَّ بي طيفهُ إلمامض مُختلسِ / فأشرفت بسناهث ظلمةُ الغلسِ
وافي بمن لم أخَل أنِّي أَفوزُ بهِ / لِمَا على طرفِهِ دوني منَ الحرسِ
فَلا عدمتُ الكرَى من مُحسنٍ أخذَ ال / أَيمانَ بالأُنسِ لي مِمَّن إليَّ يُسي
جَلا على بُعدِه لي منهُ بدرَ دُجىً / على قضيبٍ بغير الدَلِّ لم يَمسِ
طَيفٌ غَنيتُ بهِ عن شَيمٍ بارقةٍ / وعن تلقِّي صَباً مسكيَّةَ النفسِ
أراحني من مواعيدٍ مُزَخرفةٍ / أجريتُ منهنَّ آمالي على يأَسِ
فبتُ في نعمةس للَّيل ٍ سابغةٍ / مُمتَّعاً باللَّمى والثَّغر واللَّعَسِ
أُرددُ الطَّرفَ في خَدِّ نضارتُهُ / وَقفٌ على مُستَقٍ منها ومُقتبِس
خّدٌّ متى قلتُ إنَّ الوردَ يُشبُههُ / قالَ الجَمالُ تأمَّل ذا وذا وقِسِ
شَققتُ أكمامَ صونٍ عن شَقائقهِ / بالرَّغم عن نَرجسٍ في الأعينِ النُّعسِ
فيا لَها زَورةً ما كانَ لي طمعٌ / فيها لعلمي بخُلقِ الزَّائرِ الشَّرسِ
باتَ الغرامُ بها في مأتَمِ وأنا / بِمنَّةٍ عَظُمت للطَيفِ في عُرسِ
أرأَيتَ غيركَ يا حياةَ الأنفُسِ
أرأَيتَ غيركَ يا حياةَ الأنفُسِ / من يحرسُ الوردَ الجنيَّ بنرجسِ
أم هل سمعتَ بشمسِ أُفقٍ أشرقت / من قبلِ وجهِك في ظلامِ الخنسِ
يا من يديرُ بمقلتيهِ ووجنتي / هِ وراحتيهِ لنا ثلاثةَ أكؤُسِ
ما حادَ عن نَهجِ الصَّوابِ مشبهٌ / منكَ الجبينَ بشمعةٍ في المجلسِ
أنسيتَ ليلتَنا وقد أخذَ الكرَى / بزِمامِ هاتيكَ الجُفونِ النُّعَّسِ
إذ قلتُ أينَ الرَّاحُ قلتَ مُغالطاً / يُغنَيكَ عنها رشفُ ثغري الألعسِ
فضممتُ منكَ إليَّ غُصناً لم يكُن / دونَ الغَلائلِ بالخَمائل مكتسي
يا حُسنَها مِن ليلةٍ ما شانَها / إلاَّ تبلُّجُ صُبحِها المتنفِّسِ
فوقتَ للرقباءِ فيها أسهُماً / من مقلتيكَ لها حواجبُك القِسي
ما كنتُ أَطمعُ قبلَها في مِثلِها / فأَعدتني من مثلِها لم أَياسِ
أدارت من لواحِظها كُؤوسا
أدارت من لواحِظها كُؤوسا / فأَنستنا السُّلافَ الخندَريسا
وأبدت خَدَّها القَاني فكُنَّا / هناكَ لنارِ وجنتها مَجُوساً
فلم نرَ قبلَها خوداً شَموعاً / تُديرُ بطَرفِها راحاً شَمُوساً
لِجفنيها اللَّذي فَترا سِهامٌ / لنا منها جراحٌ ليس تُوسى
أباحت في الهوى مِنَّا قلوباً / تُساورُ من محبَّتها رَسيسا
فلا واللهِ ما سَلبت عُقولاً / لنا لكنَّها سلبت نُفوسا
يظنُ الغُصنُ أنَّ لهُ قواماً / رَطيباً عِطفُه حتَّى تَميسا
كأنَّ الُمجتلي منها جَبيناً / لبدرِ التِّمِّ قد أمسَى جَليسا
عُج حينَ تسمعُ أَصواتَ النَّواقيسِ
عُج حينَ تسمعُ أَصواتَ النَّواقيسِ / من جانبِ الدَّيرِ تحتَ اللَّيلِ بالعِيسِ
واحطُط بساحةٍ يوحنَّا وصاحبهِ / تُوما ولُوقا وكُركا ثُمَّ كركيسِ
مُستَخبراً عن كُميتِ اللَّون صافيةٍ / قَد عتّقتَها أناسٌ في النواويسِ
مَرَّ الزمانُ عليها فهيَ تُخبِرُ عَن / ما كانَ مِن آدَمِ قِدماً وإبليسِِ
تَرى الرَّهابينَ صَرعى من مَهابتهِا / إِذا بدت بينَ شَمَّاس وقِسِّيسِ
تُتلَى الأناجيلُ تَعظيماً إِذا حَضرتَ / لها بأشرفِ تسبيحٍ وتَقديسِ
صَفَت ورَقَّت وراقت فهيَ ذاتُ نقاً / تجِلُّ في الوصفِ عن عَيبٍ وتَدنيسِ
لَها أحاديثُ تَرويها إذا مُزجَت / في كأسِها عن سُليمانٍ وبلقيسِ
لو ذاقَ منها غَزالُ السِّربِ مضمضمةً / لخافَ مُرَّسطاهُ ضيغمُ الخيسِ
يسعَى بها من نَصارى الدَّير بدرُ دُجىَ / يميسُ في فتيةٍ مثلِ الطَّواويسِ
فاصرف بِها صرفَ خطبِ الدَّهرِ مُغتنماً / ما دامتِ الشَّمسُ مع تلكَ الشَّمايسِ
واحذر مِلاكَ قلالِ الدَّيرِ مُجتلياً / كأسَ الُمدامةِ إلاَّ فارغَ الكيسِ
هَل في الصَّبا من عُرِيبِ الُمنحنى نَفسُ
هَل في الصَّبا من عُرِيبِ الُمنحنى نَفسُ / أَم خَامَرَ البانَ مِن أَعطافِهِم مَيَسُ
أَكوكَبٌ في دُجى اللَّيلِ البَهيمِ بدا / أم لاحَ للعينِ في نيرانِهِم قَبَسُ
يا بَرقُ هاكَ فُؤادي ثُمَّ لاقِ بهِ / أُهَيل نَجدٍ فهذا منِكَ أَلتمِسُ
واحذر عَلَيهِ عُيونَ العِينِ إِذ سَفَرت / عَنها البراقعُ أَو جادَت بِها الكُنُسُ
وَخلِّهِ بَينَ بانِ الجِزعِ في دَعَةٍ / حَيثُ الثُّغورُ الأَقاحِ الغُضُّ واللُّعُسُ
وَقُل لِسُكَّانِهِ هذا مَريضُكُمُ / من لاعِجِ الوَجدِ والأَشواقِ مُنتَكسُ
لَو مَرَّ ذكرُ سِواكُم في سَريرتِهِ / وَهَمَّ بالنُّطقِ يَوماً نَالَهُ خَرَسُ
وَزورَةٍ في فُؤادِ اللَّيلِ جادَ بِها / مُمَنَّعق بالحِمَى طابَت بِهِ الخُلَسُ
بِتنَا مِنَ اللَّيلِ في لُحفٍ مُحَبَّرةٍ / والرَّملُ فَرشٌ ومن شهبِ الدُّجَى حَرَسُ
وَصلٌ أَلذُّ مِنَ الماءِ الزُّلالِ لَدى ال / ظَّامي فلا رِيبَةٌ فيهِ وَلا دَنَسُ
أَشتاقُكُم كُلَّما ناحَت مُطَوَّقَةٌ
أَشتاقُكُم كُلَّما ناحَت مُطَوَّقَةٌ / وَمَيَّلَ البانَ للنَّكباءِ أَنفاسُ
وأَذكُرُ الشَّامَ من فَرطِ أَسِفاً / وَالقلبُ فيه مِنَ التَّفريقِ وَسواسُ
من أَينَ أَنا والنَّخلُ من بُلبيَسِ
من أَينَ أَنا والنَّخلُ من بُلبيَسِ / لَولا نَكَدُ الدَّهرِ القَليلِ الكَيسِ
عِندي لَكُمُ يا سادَتي شَرحُ هوىً / مَا يُنشَرُ عَن لُبنى ولاَ عَن قَيسِ
حتّامَ تُبذَلُ في هواكَ الأنفُسُ
حتّامَ تُبذَلُ في هواكَ الأنفُسُ / وتُصانُ عنها بالجمالِ وتُحرَسُ
وإِلامَ يُوحِشُكَ الغِنَى عن مُغرمٍ / أبداً بوحشةِ فقرهِ يستأنسُ
كُلِّي لأعينهِ ثُغورٌ لُعَّسٌ / ومعاطفٌ غيدٌ ودُعجٌ نُعَّسُ
حيثُ اتَّجهتُ رأَيتُ مُغرىً بي لهُ / دمعٌ يرضُّ بجانسي يتجَنَّسُ
وإذا رجَعتَ إِلى الصَّحيحِ فكلُّها / أغصانُ دوحٍ قد حواها مغرِسُ
معنىً بهِ لطُفَ الكَثيفُ فأصبحت / صُمُّ الجبالِ هيَ الغصونُ الميَّسُ
وخفيفةٌ طوتِ البعيدَ فرامَةُ / نجدٌ وليثُ الغابِ ظبيٌ أَلعسُ
ووراءَ ذاك ولا أُشيرُ لأنَّهُ / سِرٌّ لسانُ النُّطقِ عنهُ أخرسُ
أمرٌ لهُ وبه ومنهُ تعيّنت / أَعيانُنا ووجودُنا الُمتلَبِّسُ