أَجِدَّكَ شاقَتكَ الرُسومُ الدَوارِسُ
أَجِدَّكَ شاقَتكَ الرُسومُ الدَوارِسُ / بِجَنبَي قَساً قَد غَيَّرَتها الرَوامِسُ
فَلَم يَبقَ مِنها غَيرُ نُؤيٍ نَباهُ / مِن السَيلِ العَذارى العَوانِسُ
وَمَوقِدُ نيرانٍ كَأَنَّ رُسومَها / بِحَولَينِ بِالقاعِ الجَديدِ الطَيالِسُ
لَيالِيَ إِذ سَلمى بِها لَكَ جارَةٌ / وَإِذ لَم يُخَبِّر بِالفِراقِ العَواطِسُ
لَيالِيَ سَلمى دُرَّةٌ عِندَ غائِصٍ / تُضيءُ لَكَ الظَلماءَ وَاللَيلُ دامِسُ
تَناوَلَها في لُجَّةِ البَحرِ بَعدَما / رَأى المَوتَ ثُمَّ اِحتالَ حوتٌ مُغامِسُ
فَجاءَ بِها يُعطي المُنى مِن وَرائِها / وَيَأبى فَيُغليها عَلى مِن يُماكِسُ
إِذا صَدَّ عَنها تاجِرٌ جاءَ تاجِرٌ / مِنَ العُجمِ مَخشِيٌّ عَليهِ النَقارِسُ
يَسومونَهُ خُلدَ الحَياةِ وَدونَها / بُروجُ الرُخامِ وَالأُسودُ الحَوارِسُ
وَما رَوضَةٌ مِن بَطنِ فَلجٍ تَعاوَنَت / لَها بِالرَبيعِ المُدجِناتُ الرَواجِسُ
حَمَتها رِماحُ الحَربِ وَاِعتَمَّ نُبتُها / وَأَعشَبَ ميثُ الجانِبَينِ الرَوائِسُ
بِأَحسَنَ مِن سَلمى غَداةَ اِنبَرى لَنا / بِذاتِ الأَزاءِ المُرشِقاتُ الأَوانِسُ
نَواعِمُ لا يَسأَلنَ حَيّاً بِبَثِّهِ / عَلَيهِنَّ حَليٌ كامِلٌ وَمَلابِسُ
لَنا إِبِلٌ لَم نَكتَسِبها بِغَدرَةٍ / وَلَم يُغنِ مَولاها السُنونُ الأَحامِسُ
نُحَلِّيها عَن جارِنا وَشَريبِنا / وَإِن صَبَّحَتنا وَهيَ عوجٌ خَوامِسُ
وَيَحبِسُها في كُلِّ يَومٍ كَريهَةٍ / وَلِلحَقِّ في مالِ الكَريمِ مَحابِسُ
وَحَتّى تُريحَ الذَمَّ وَالذَمُّ يُتَّقى / وَيَروى بِذاتِ الجَمَّةِ المُتَغامِسُ
فَتُصبِحَ يَومَ الوِردِ غُلباً كَأَنَّها / هَضابُ شَرَورى مُسنَفاتٌ قَناعِسُ
تُساقِطُ شَفّانَ الصَبا عَن مُتونِها / لِأَكتافِها مِنَ الخَميلِ بَرانِسُ
تَلَبَّطَ ما بَينَ الثَماني وَقَلهَبٍ / بِحَيثُ تَلاقى خَمصُهُ المُتَكاوِسُ
يَصُكُّ العِدى عَنها فُتُوٌّ مَساعِرٌ / وَتَركَبُ عَوفٌ دونَها وَمُقاعِسُ
بِكُلِّ طُوالِ الساعِدَينِ شَمَردَلٍ / فَلا جِسمُهُ وَاِشتَدَّ مِنهُ الأَباخِسُ
بِأَيديهِمُ في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ / عَلى الأَعوَجِيّاتِ الرِماحُ المَداعِسُ