القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 23
قف جانب الدير سل عنها القساسيسا
قف جانب الدير سل عنها القساسيسا / مدامة قدستها القوم تقديسا
بكراً إذا ما انجلت في الكأس تحسبها / من فوق عرش من الياقوت بلقيسا
رقت فراقت وطابت فهي مطربة / كأنها بيننا دقت نواقيسا
مالت بها القوم صرعى عندما برزت / بها البطارق تسقيها الشماميسا
كأنها وهي في الكاسات دائرة / صافي الزلال حوى فيه طواويسا
صِرفٌ صفت وَصَفَتْ دارَ النعيم لنا / وآدماً والذي يحكي وإبليسا
عجنا على ديرها والليل معتكر / حتى زجرنا لدى حاناتها العيسا
مستخبرين سألنا عن مكامنها / توما ويوشا ويوحنا وجرجيسا
نأتي الكنائس والرهبان قد عكفوا / لدى الصوامع يدعون النواميسا
طفنا بها واستلمنا دنها شغفاً / فلم نخف عندها عيبا وتدنيسا
حيث القساقس قاموا في برانسهم / يومون بالرأس نحو الشرق عن عيسى
والكل في بحر نور اليثربي حكى / موجاً أرته رياح القرب تأنيسا
كلمتني من كل عقل وحسِّ
كلمتني من كل عقل وحسِّ / ودعتني من كل نوع وجنسِ
هي عندي مكشوفة كشف عين / وهي عندي محجوبة حجب لبس
وجهها مشرق بغير غروب / وأنا اليوم في الغروب وأمس
أيها المَيْتُ من ضلالة جهل / أنت بالجسم ضمن قبر ورمس
فإلى كم ترى نجوم البرايا / هات قل لي متى ترى ضوء شمسي
ومتى تنجلي كؤوسك صرفاً / من يد البدر في أصابع خمس
هذه النفس كالسفينة تجري / لو تأملت منك في بحر طمس
فاقتلع لوحها بعزمك واغرق / يغسل الماء منك آثار رجس
وجه حق تعنو الوجوه إليه / إن تبدّى لم تستمع غير همس
كن لمن يدعي الصلاح محبّاً
كن لمن يدعي الصلاح محبّاً / واحترم منه خرقة الأكياسِ
واترك الشك والتردد فيه / وابن أمراً على أتم أساس
وتمسك بما ادعاه ودع عن / ك احتمالاً يلقيك في الأرجاس
وتيقن أن الصلاح بحار / زاخرات والله ما شاء كاسي
وقل الصدق منه يرجع والكذ / ب إلى نفسه بغير التباس
لا إلى من يحب وصف صلاح / لاح للعقل منه أو للحواس
واخز شيطانك اللعين عدو ال / لَه فيه وفيك بالوسواس
وتحقق بأنه لا يُضِيعُ ال / لَه هذا على امرئٍ فيه راسي
وتأمل في كلب أصحاب كهف / وهو كلب باق من الأنجاس
كيف بالإعتقاد نال المزايا / دون كل الكلاب والإتياس
تبع القومَ جاهلاً بالذي هم / فيه حباً ولم يخف من باس
فرأى الله منه ذلك خيراً / فحباه من نورهم باقتباس
قرن الله ذكره معهم في / محكم الذكر لا بحكم قياس
وهو أيضا يوم القيامة في الجن / نة معهم معطر الأنفاس
فاخدم الصالحين واثبت على ما / أنت فيه من حبهم باحتراس
واغرس الخير في المساكين تحصد / يوم حشر الورى ثمار الغراس
واترك المنكرين تعساً لهم من / عصبة للفساد بين الناس
قلوب متى منه خلت فنفوسُ
قلوب متى منه خلت فنفوسُ / لأحرف وسواس اللعين طروسُ
وإن مُلئت منه ومن نور ذكره / فتلك بدورٌ أشرقت وشموس
رأيناه محبوباً مليحاً مهفهفاً / لأنواع خُطّاب الجمال عروس
وإن ظهرت نار الحيا فوق خده / له سجدت من عاشقيه مجوس
وجبريل إن ينفخ بروح مسيحه / تبدت رهابين به وقسوس
وهمنا به حسناً كما البدر طلعة / وفي يده مما يدير كؤوس
له مقلة ترمي علينا إذا رنت / سهاماً وما للعاشقين تروس
وقمنا به يوماً ونمنا به دجىً / وشامٌ حوت منه الرجالَ وطوس
وبعنا به وهو الدراهم وهو ما / نبيع وما نشريه وهو فلوس
وماءً شربناه ولحماً وخبزةً / أكلناه واندارت بذاك ضروس
ويا طالما ثوباً لبسناه زينة / وداراً سكناه وفيه ندوس
وعفناه دوداً في شراب ومأكل / ونفليه قمل في الثياب وسوس
وتبغضه أعداؤنا وتحبه / أخلاؤنا إذ ضاحك وعبوس
وتحذره أمراً مهولاً ونرتجي / له أملاً تسمو إليه رؤوس
وذلك من حيث الصفات التي له / فكلٌّ ظلالاتٌ به وعكوس
ومن حيث شأن الذات فهو منزه / وفيه انمحاء للسوى وطموس
فإما تحقق وافهم الأمر أو فدع / وقل لفروع الحادثات شروس
هو العاشق المسكين يفرح إن دنا / وإن مسه بالضر فهو بؤوس
له ناقة الأشواق يركبها كما / أثارت قديماً للحروب بسوس
فخذ بكلامي وانتسب لطريقتي / ولاتك ممن طيشته دروس
لقد سعدت قوم بحبلي تمسكت / تروض به أحوالها وتسوس
وقوم رمتهم بالدمار ظنونهم / بنا فعيون لي تلاحظ شوس
يرون ولا يدرون ما ذلك الذي / خلال ديار الكائنات يجوس
وهل يدرك الأعمى بغير خياله / وما الجهل إلا شدة وبؤوس
فلا تعتبرهم إنهم في سلاسل / من الوهم أسرى والعقول حبوس
وحافظ على الإيمان بالغيب واحتفظ / فإنا قيام حوله وجلوس
وليس لنا عن مذهب الحب مذهب / وإن بعثرت يوم النشور رموس
روح تغذت بتقوى الله طيبة
روح تغذت بتقوى الله طيبة / قوية ولها الرحمن حرّاسُ
وجثة نبتت مما يحل لها / من المآكل ما في ضعفها باس
كالغصن ماس به طوراً نسيم صباً / وقام طوراً به والغصن مياس
اجعل طعامك من غير الحرام على / مقدار علمك واترك ما به الباس
وابشر فإنك إن تحيا مناك تنل / وإن تمت لك من مولاك إيناس
والحل ينبت في الأعضا موافقة / أما الحرام فعصيان وأرجاس
لحرب نفوسنا قد جاء فارسْ
لحرب نفوسنا قد جاء فارسْ / وقد فتنت به روم وفارسْ
تبرقع بالقلوب فلو أميطت / براقعه لكان الكون دارس
وأوصاف الجمال له استقرت / ووصف الغير قام عليه حارس
عظيم مهابة فنيَ المناجي / له شوقاً وقد ذاب الممارس
وفي روض القلوب له ثمار / بأشجار المحبة وهو غارس
تحجب فالعقول عليه ضلت / ولا يدريه إلا من يمارس
عزيز والمحب له ذليل / وإني وهو مفترس وفارس
ألا يا أيها المحبوب رفقا / بأقوام لعشقك هم مغارس
وإن قُرئت بهم فيهم عليهم / معاني الكشف عنك فهم مدارس
ظهرت لهم فغابوا فيك حتى / من الأغيار حولت المتارس
وقد ركضوا بميدان التجلي / وكل رامح فيه وتارس
هم العلماء إن ذكرت علوم / وفي يوم الحروب هم الفوارس
وكيف توجهوا شهدوك جهراً / ووجهك للذي شادوه هارس
إن كنت لم ترض عن النفسِ
إن كنت لم ترض عن النفسِ / فأنت من نوعي ومن جنسي
فإن نفسي لا ترى نفسها / إلا على خبث وفي رجس
صفاتها مذمومة كلها / وهي من الطاعات بالعكس
من أجل هذا هي في الجهل لم / تبرح وفي غي وفي لبس
لكن لها روح مطهرة / تصبح في خير كما تمسي
من أمر ربي كلها طاعة / لأمره بالعقل والحس
شريفة تنبئ أوصافها / عن حسن أصل طيب الغرس
فالروح في الرفعة والنفس في / سفالة تبقى إلى الرمس
كاللب والقشر أو الشمس مع / شعاعها فانظر إلى الشمس
والعبد منسوب لذا أو لذا / في نشأة الإطلاق والحبس
فتارة تغلب ذات العلى / فينعم المغلوب بالإنس
ويظهر المخفي عنها بها / لها فيبدو العرش والكرسي
وتارة تغلب تلك التي / بجهلها في الوهم والهجس
فيصبح المغلوب في وحشة / من أمره وهو بها مكسي
طوراً وطوراً وهو دأب الذي / كماله الناشي على الأس
وراثة علمية حققت / عمن لحرف الكون كالطرس
يا شمعة هي في كل الفوانيسِ
يا شمعة هي في كل الفوانيسِ / يخالف العقل هذا في التقايسِ
وهو المحقق عند العارفين به / كشف بكشف وتلبيس بتلبيس
لم يبق مني به شيء سواه ولم / يظهر كما هو لي في وصف تقديس
فزلت عني وزال الكون أجمعه / عندي كما وحشتي زالت وتأنيسي
وكان هذا بسر لاح لي زمناً / هو الوجود وتفريعي وتأسيسي
من كل شيء تبدى لي فحققه / قلبي فزال بتحقيقي وتطميسي
فصرت لا هو عن ذوق ولست أنا / وطهر الغيب بالأغيار تدنيسي
وقد بدا سر ذاك السر يخبرني / عن آدم العلم بالأسما وإبليس
فيا حقيقة كوني أنت شمس ضحى / عليك غيمة تنويعي وتجنيسي
أو كالسواد الذي في العين يظهر من / قرص الأشعة في تحديق تحييس
كالعنكبوت بنت نفس لها خيماً / حتى بها وهنت من طول تعنيس
كيس تقدر من شتى الشئون له / والسر أجمعه في ذلك الكيس
طرقت دير الهوىدارت دوائره / على الرهابين فيه والقساقيس
نفوس أغيار عين في برانسها / مزخرفات كأذناب الطواويس
حتى نظرت بعين العين فانكشفت / موتَى الشماميس منها في النواميس
وأكبر الحق في واهي أباطله / وقد تعالى على كل الوساويس
وكل ما كان عند العقل أدرسه / درسته وتلاشى أمر تدريسي
وأصبح الواحد المعروف مشتهراً / عندي ولا عند لي من فرط تفليسي
ولم يكن غيره الثاني له ونفى / تثليث ظني وتربيعي وتخميسي
بالله قف أيها الساري بنا وبه / يبدي مراتب إدلاج وتعريس
واعطف على العيس لا تجذب أعنتها / إلا إليك وجد واعطف على العيس
تبارك الله لي وجه الحبيب بدا / وقد تبسم لي من بعد تعبيس
عرشي أتى من سباغيٍّ لقدس هدى / ومع سليمانه إسلام بلقيس
وعاد ما كان مني بالغداة مضى / وأذّن الظهر بي في وقت تغليس
وللبداية قد عادت نهايتنا / وأخلصت عندنا كل الجواسيس
والكل أصبح نوراً بعد ظلمته / وقد تطهّر منه كل تنجيس
وقد رأى الكل في تغيير فطرتهم / مذاهباً أدركوها بالمقاييس
وعين ما أنا مفطور عليه وهم / مثلي هو الحق عندي دون تنفيس
فاكشف ولا تخترع ما أنت فيه تفز / بدين طه وداود وجرجيس
وقل وما أنا ممن بالتكلف قد / أتى إليكم خلافا للمناحيس
إني أنا المكتوب في الطرسِ
إني أنا المكتوب في الطرسِ / لا يهرب الكلب من العرسِ
موائد الإنسان ممدودة / والفضل ملء العرب والفرس
والكل إنعام عليهم بهم / من كل نوع كان أو جنس
إن حل قيد الكون عن كائن / فذاك ثلج ذاب في الشمس
والنفس إن ألقت مقاليدها / لربها تخرج من الحبس
جوهرة غرفاء في بحرها / يقول عنها غيرها نفسي
وكلم منها عليها بها / ستائر في العقل والحس
لها ذوات وصفات على / تعدادهم في حالة اللبس
وصاحب الكشف رأى واحداً / ما في غد أو كان بالأمس
لا غير ذاك الواحد المختفي / يعوم في بحر من الطمس
إن الفقير هو الغني بربه
إن الفقير هو الغني بربه / وكذا الغني هو الفقير البائس
وانظر إلى وصف الغني وكونه / وصف الفقير فما المحقق آيس
فإذا عرفت لمن يؤثر منك في / كل الشئون فإنك المترائس
وبدت هنا حلل المراتب كلها / وتبخترت فيها لديك عرائس
وانظر إلى المسكين في يد قاطع / تنزاح عنك من الظنون دسائس
سمع السمع وهو في الإلتباسِ
سمع السمع وهو في الإلتباسِ / وتناسى سماعه في الناسِ
سوف قد سوفت إليها قلوباً / قلبتها زخارف الوسواس
ولسين السماء ماء مضاف / لحياة النفوس بالأنفاس
هي حرف لها انحراف المعاني / وحشة أدمجت مع الإيناس
سطعت في الورى نجوم هداها / فتراءت لراسخ القلب راسي
وهي ملء العيون حيث تبدت / تتجلى وملء باقي الحواس
وبها هذه وتلك استقامت / فهي فيها تضيء كالنبراس
عالم النطق عالم الأنفاسِ
عالم النطق عالم الأنفاسِ / خمر معنى واللفظ مثل الكأسِ
سنة الله في الذين مضوا إن / عرفوه به لطمس الحواس
هذه هذه الحقيقة لا ما / تجتنيه العقول بالإفتراس
سبقتنا أئمة الحق قوم / رسخوا فيه كالجبال الرواسي
فشربنا من سؤرهم وارتوينا / وشممنا منهم شذا الأنفاس
سادة الدين بالشريعة قاموا / لا بفهمٍ فيها ولا بقياس
بل بمولاهمُ المهيمن فيهم / عبدوه كشفاً بغير التباس
إذ هو الحي والعوالم موتى / يدّعون الحياة بالوسواس
وهو محض الوجود والكل فان / فيه طراً من فرعه للأساس
وإذا كنت أنت والكل لا شي / ء فقل لي من أنت يا ابن الناس
أنت تقديره وتصويره في / علمه سابقاً وما هو ناسي
ثم لما تكلم الحق عن عل / م تبينت بالكلام المواسي
وهو حق والعلم حق وفيه / كل هذا الترتيب في الأجناس
وكذاك الكلام حق وعنه / أنت باد ونوره لك كاسي
فإذا قال كن تكن بوجود / هو قول الحق الشديد الباس
ما تغيرت أنت عن عدم في / علمه بل ما زلت في الإنطماس
لا ولا الحق قد تغير عما / هو فيه بما لديك يواسي
عدم ظاهر بنور وجود / ووجود بغيره في التباس
غلام نفسكْ بنفسكْ فاقتله يا شمسْ
غلام نفسكْ بنفسكْ فاقتله يا شمسْ / واطمس وجودكْ بأنوار التجلي طمسْ
وإن خرقت سفينةْ بحرْ أمرهْ همسْ / أقم جدار الشريعه والصلاة الخمسْ
اغسلوا بي نجاسة الوسواس
اغسلوا بي نجاسة الوسواس / عن قلوب لكم بها الجهل راسي
يا صحابي فإنني ماء قدس / نازل من حظائر الأقداس
وانشقوا عرف روضتي فعساكم / أن تشموا منها شذا أنفاسي
واسبحوا في مياه بحر علومي / واكشفوا بي ستائر الإلتباس
وادخلوا حانتي معي واشربوا من / خمرتي واسكروا بفضلة كاسي
وانزعوا حلة التكبّر عنكم / وابدلوا ذا الإيحاش بالإيناس
إن لله في الغيوب قلوباً / أثمرت حبه بطيب غراس
دخلت دير عشقه فاستقلت / لا إلى راهب ولا شماس
حفظتها من المهيمن عين / ثم أغنت عن سائر الحراس
ولتلك القلوب أجسام نور / أشرقت بن ظلمة الأجناس
تحت أثوابها ضراغم غاب / ألفت في الهوى ظباء كناس
يا نداماي لا عليكم إذا ما / جذبتكم حرارتي من باس
أنا شعشاع نوركم فاعشقوني / لا تحولوا عن شرب كاسي وطاسي
انفضوا عن وجوهكم نقع كون / وامسحوا في العيون كحل النعاس
لا تقولوا بفرد عرش وكرسي / كم عروش لربنا وكراسي
واسألوا القلب عن معارف روح / واسألوا الجسم عن علوم الحواس
رب ناس رأيتهم ورأوني / وإذا فتشوا فليسوا بناس
كل وقت قلوبهم في انقلاب / أسرتهم خواطر الوسواس
يزنون الرجال بالوزن جهلاً / ويقيسون في الورى بالقياس
قطعوا عمرهم بقال وقيل / وهو أقوى علامة الإفلاس
هم كُسالى وإن دعتهم دواعي / حظ نفس كانوا من الأكياس
أطلق الكاس بعد طول احتباسِ
أطلق الكاس بعد طول احتباسِ / واسقنيها ما بين ورد وآسِ
خمرة كاسها ألستُ قديماً / وحديثا عقلي وكل حواسي
شرب الكوب فهو سكران منها / وتراه معربداً بالناس
يا نداماي ما على شاربيها / حيث باحوا بسرها من باس
ملأتهم فالآن تقطر منهم / بقياس لهم وغير قياس
لم تدع فضلة بهم لسواها / طهرتهم من سائر الأنجاس
فليهيموا بل فَلْتَهِمْ هي عنهم / واحرسوها يا جملة الحراس
إنهم فعلها وهم أهل شطح / وهوى لا شك ولا وسواس
سبقت قبلنا أناس إليها / غرستهم فيها أتم غراس
فتحوا باب ديرها فشممنا / نفحة المسك من فم الشماس
وسكرنا براهب الدير لما / هب منها معطر الأنفاس
وتثنت سقاتها كغصون / بعيون سبت ظباء الكناس
كل غصن من المليح أناء / هي فيه بالوهم والإلتباس
فإذا قال أو رنا أو تثنّى / منه ذابت عروشها والكراسي
جل وجه يلوح من كل شيء / فيزيل المشكاة بالنبراس
عميت كل مقلة لا تراه / ظاهراً فهي مقلة الخناس
نابت عنه كل ما كان منه / مثل نبت المعنى من الإحساس
أيها اللائم الذي لام جهلاً
أيها اللائم الذي لام جهلاً / في هوى ذلك الغلام النفيسِ
مالنا والجهول يبحث عنا / بكلام واه وعقل خسيس
إن في الحسن والذكورة سراً / ليس يدريه غير ذي التقديس
عش سليماً أومت بدائك فينا / والْقَنا بابتسامٍ اَو تعبيس
أحسن الظن أو به كن مسيئاً / نحن في رفعة عن التدنيس
إن تساوى في الخلق بين مليح / وقبيح أخطأت في التقييس
قد أتاك اسجدوا لآدم فافهم / ما أتاك اسجدوا إلى إبليس
يا ذوينا وأمنا وأبينا
يا ذوينا وأمنا وأبينا / نسب الحب بيننا هو راسي
يا ذوي الإعتقاد فينا ويا من / أسسونا على أتم أساس
أحصنوا بالتقى فروج قلوب / طاهرات ممن سواكم بِفاس
من زناة لهم ذكور كلام / نطف الغي منه والوسواس
جامعوه يلقون فيه شكوكاً / تنتج الريب في أمور الناس
أنا كتاب الله في الناسِ
أنا كتاب الله في الناسِ / اذكر المستيقظ الناسي
واشرح القول الذي قيل لي / في سر سري بين جلاسي
مجبولة نفسي على سرها / لغيب الغيب في الناس
شربت كأسا ثم ناولته / مَن عن يميني فضلة الكاس
فإن حساها فبصدقٍ له / وإن تقايَى فبوسواس
هنالك الشيطان يلوي بهم / عن خمرتي والكاس والطاس
قوموا اسكروا يا قوم في حانتي / فالليل فيه ضوء نبراس
ووجه ساقينا لنا مشرق / يختال في أثواب إلباس
ونحن لا شرق ولا مغرب / لنا ولا عارٍ ولا كاسِ
نحن بلا نحن فكونوا كما / كنا ولا تخشوا من الباس
وهو هو الموجود لا غيره / والأمر ماح كل قرطاس
اسقني من مدامة القدوسِ
اسقني من مدامة القدوسِ / فهي ملء الدنان ملء الكؤوسِ
وأدرها عليَّ بين الندامى / من قيام بسكرها وجلوس
صرف راح بشربها كم أُميتتْ / من نفوس وأحييت من نفوس
بكر دنٍّ عتيقة قد أعادت / بالتدابير عهد جالينوس
قام يسعى بها المليح علينا / ذو محيَّا يفوق ضوء الشموس
فخرجنا بنشأة السكر منها / عن جميع المعقول والمحسوس
وشهدنا هنالك السر يبدو / بالتجلي من غيبه المحروس
وبه لا بنا معانيه قامت / بالإشارات في حروف الطروس
ثم لا مسجد ولا بيت نار / هو للمسلمين أو للمجوس
شمعة النور لم تزل في اشتعال / وعليها الجميع كالفانوس
وهو ستر الأشياء بالنص فانٍ / في عيون المحقق المطموس
والسوى في القيود من كل شيء / ليس ينفك أسرها والحبوس
إن بشرٍّ قد مُسَّ كان يؤوساً / وبخير إن مُسَّ غير يؤوس
قم لصافي الكؤوس وانشق شذاها / يا نديمي واستجل وجه العروس
هذه حضرة المنى والتهاني / فاغنم السعد مُذهباً للنحوس
واستمع آلة الدفوف أشارت / ببديع الترنُّم المأنوس
وتنصت لصوت نايٍ رخيم / إنما ذاك رقية المأيوس
واعشق الجنْكَ والرباب سماعاً / وتعلم كيف انحناء الرؤوس
إنما العيش بالمعازف عيش / في نظير المذوق والملموس
جنة عجللت لقوم كرام / ما بهم من خب ولا من شموس
يتثنون في رياض علوم / مزهرات بحضرة القدوس
وعليهم سرادق الغيب مدت / دائماً للحفاظ من كل بوس
فهم القوم لا سواهم وهيها / ت يقاس الرئيس بالمرؤوس
إشرب من العينْ لا تشرب من الكاس
إشرب من العينْ لا تشرب من الكاس / حتى تحقق وجود الطاعم الكاسي
يا من فُتِنْ في الهوى بالسالف الآسِ / اطلب لدائكْ دوا شافي من الآسي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025