القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الصوفيّ العُماني الكل
المجموع : 2
تَبدَّى ووجهُ الدهرِ بالخطب عابسُ
تَبدَّى ووجهُ الدهرِ بالخطب عابسُ / وطرفُ العُلَى عن نهضةِ المجد ناعسُ
ودُهمُ ليالٍ شاحبات كَأَنَّها / غَرابيبُ من سودِ الرَّزايا دَوامس
ودهرٌ مَطاهُ للأَراذِل مركبٌ / وصعبٌ جَموحٌ بالأَماجدِ شامِس
تُدافع منهوماً عَلَى كل ماجدٍ / وشأنُ الليالي للكرام أَحامِس
حَنانَيْك من دهرٍ تَقاعَس جَدُّه / رُوَيْدَك مفتاحُ الخمولِ التقاعُس
إِذَا أنت لَمْ تُسعد عَلَى المجد ساعةً / فإياك فِي يومِ المَعَالي تُعاكِس
فإن نَشَزَتْ يوماً سترجع عاجلاً / فإن عَلَى الأَكْفا تَقَرُّ العرائس
فغرسُ المعالي لا يطيب بسَبْخةٍ / وبالشَّرف الأعلى تَطيب المَغارس
لَعَمرُك إن المجدَ بالجِد يُقْتَنى / وَلَيْسَ يَنالُ المجدَ من لا يُمارِس
وَمَا كلُّ نَهّاسِ المَطاعم ضَيْغَماً / فتأكل مرذولَ الوُخومِ الخَنافس
فباتتْ كقرنِ الشمسِ عنها تَكشَّفَتْ / سحائبُ جونٌ ساجَلتْها الحَنادس
مُحَفَّرةً جاءته تُزْجى شئونَها / وهل يقتني العلياءَ إِلاَّ الأَكابس
تَبَخْترُ فِي ثوبِ الدلالِ منيعةً / وعينُ رقيبِ المجدِ فِيهَا تُخالس
حَرُونٌ فلولا الشدُّ راضَ نِفارها / لما بَرِحت للراكبين تُعاكسُ
عَلَى منهجٍ تمشي دلالاً وإِن وَنتْ / فإدلالها عن سرعةِ المشيِ حابس
لَهَا وَهَجٌ بالخافِقين شعاعُه / تَشعْشَعَ من نور الخلافة قابِس
تمادتْ لكي تدري البريةٌ أنها / نفيسةُ عِرضٍ لن تَنَلْها الخَسائس
عزيزةُ نفسٍ بالتمنُّعِ تَزْدَهي / وبالعِزة القَعْسا تَشَمُّ المَعاطس
فآبت تَهادَى بالجلال وتحتمي / بأروعَ مَنْ للملكِ والدينِ حارس
بمُنتجَع العليا وإن جدَّ شَأْوُها / كما انتجع الهِيمُ النميرَ القَناعِس
قريعُ ملوكِ الأرضِ قَدْ مَهَدَتْ لَهُ / بهمته فَوْقَ النجوم الطَّنافِس
حميتَ ذِمار الملكِ عن كل رائدٍ / ومن بُرد العَليا وكفُّك لامس
تَبسَّم ثغرُ الدهرِ عنك وأصبحتْ / مراتبُ أهلِ المجد فيك تَنافَسُ
تَهادتْ بك الأيامُ زَهْواً مثلما / تهادتْ بكفيك الرماح المَداعِس
وأقبل فيك الدهرُ يمرحُ مُعجَباً / كما فرحتْ يوم الزَّبون الغَطارس
وأضحى نبات الملكِ بالعز مُورِقاً / وغصنُ العُلى يهتز بالمجد مائس
لبستَ قَشيبَ المجدِ دِرْعاً مُسَهَّماً / ومثلُك من تزدان فِيهِ الملابس
فدونَك فارْبَعْ بالخلافةِ مُنْعَماً / أبا ماجدٍ والدهرُ عبدٌ وحارِس
أتاك وَقَدْ ملَّ التجنِّي وإِنما / تَهيج لدى ضِيق النفوسِ الوَساوس
وأصبح فِي كفيك بالرِّقِّ مُعْلِناً / وخَدُّ العلى مُرْخَى الشَّكيمةِ بائس
فأنت أمينُ اللهِ فاصْدَعْ بأمرِه / فإنك للدين المُروَّعِ آنِس
تحملتَ أعباءَ الخلافةِ فاقتصِدْ / عَلَى منهجٍ تَقْفو ثَراه العَنابِسُ
فإنك مذ رُشِّحت للملكِ لَمْ تزَل / تُعمِّر من عَلياه مَا هو دارِس
ولا زال ثغرُ الملكِ يدعوك باسِماً / وتَغْبِط فيك العُرْبَ رومٌ وفارِس
وإِن كادك الدهرُ الخئونُ بأمرِه / يُرَدُّ ورأسُ الكيدِ دونَك ناكِس
إِلَيْكَ أمينَ اللهِ جَدَّت رَكائِبي / فما لسواك اليومَ تُحْدى العَرامِس
وقفتُ عن الشكوى إِلَيْكَ مخافةً / لبذلِكَ نَفْساً إِذ تَعِزُّ النَّفائس
فإني أرى كفيك تُجرى مَواهباً / لأنك من جَمْعِ الدنانير آيس
تحيرتُ فِي مَدْحِيك حصراً فإنما / تفوتُ الورى فضلاً وإن قاس قائس
فإن خفاءَ الفضلِ يَظْهر بالثَّنا / وَلَمْ يَخْفَ ضوءُ الصبحِ والصبحُ عاطِس
تُراصِد أَوْهامي نَخائلَ فكرتي / فترجع عجزاً بالمديح الهَواجِس
فليس يُقاس البحرُ حوداً بكفِّه / فبالبحرِ بهد الجهدِ تبدو التَّرامس
ولا بالكرامِ العُرْب من كَانَ قبله / ولا السحب إِذ تَهْمِي الغمام الرَّواجس
ويومَ بذلتُ المالَ فِيهِ فلامني / عَلَى البذل موهومُ المَخيلة ناحس
فقلت وهل يُخشَى عليّ مَضاضةٌ / وكفى ببحر الجودِ تيمور غامِس
وأَنَّى أخاف الفقرَ أَوْ أُحرَم الغنى / وإني بظلِّ المَلْكِ تيمورَ جالس
بذلْنا إِلَى العَلْيا جُسوماً وأنفُساً
بذلْنا إِلَى العَلْيا جُسوماً وأنفُساً / فنقطعُ وعرَ الخَطْبِ مَا الليل عَسْعَسا
ونترك أحْلاسَ البيوتِ إِلَى النِّسا / خُلقْنا رِجالاً للتجلد والأَسى
وتلك الأَيامَى للبُكا والمآتمِ /

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025