المجموع : 7
ومقلةِ شادنٍ أودتْ بنفسي
ومقلةِ شادنٍ أودتْ بنفسي / كأن السُّقمَ لي ولها لباسُ
يسلُّ اللحظُ منها مَشْرَفِيَّاً / لقتلي ثمّ يُغْمِدُه النُّعاسُ
مطلولُ أُملودِ الصِّبا ميّاسُهُ
مطلولُ أُملودِ الصِّبا ميّاسُهُ / خَلعَ الشبابُ عليه فهو لباسُه
قمرٌ وأكنافُ الحشا آفاقُهُ / ظبيٌ وأحناءُ الضلوعِ كِناسُه
لم ندرِ إذ جاءتْ بنكهته الصَّبا / أتضوَّعَ الكافورُ أم أنفاسه
ولقد عَيينا إذ توالى سُكرُنا / أَلحاظُه مالتْ بنا أم كاسه
للحسنِ مرقوماً على وجناته / سطرٌ وصفحةُ خدِّه قرطاسه
إن خالفتْ تلك المحاسنُ فعله / فالسيفُ يُطبَعُ منْ سِواه رئاسه
يا رشأً مسكنهُ فاس
يا رشأً مسكنهُ فاس / أَلشمسُ مهما لُحتَ نبراسُ
صدغاكَ في خدَّيكَ ما لاح أَمْ / أُنبِتَ فيه الوردُ والآس
وعطفكَ اللَّدْنُ انثنى نشوةً / أم غُصُنٌ للأيكِ مَيّاس
حسبيَ أجفانُك خمراً وخدَّ / اك ومن ريَّاكَ أنفاس
لا تسقني الخمرَ إذاً بعدها / قد فعلتْ ما تفعلُ الكاس
ومهفهفٍ أحوى اللَّمى ذي مقلةٍ / تُردي ظُباها بالكميِّ الفارسِ
فَعلتْ شمائلُهُ العذابُ بمهجتي / فعلَ النسائمِ بالقضيبِ المائس
كالغُصنِ هُزَّ على كثيبٍ أَهْيَلٍ / كالصبحِ أُطْلِعَ تحت ليلٍ دامس
أأبا الوليدِ لقد أَدَرْتَ لواحظا / رَسَخَتْ سهامُ قسيِّها في البائس
ربَّ ليلٍ أُتحِفْتُ فيه بأنسٍ
ربَّ ليلٍ أُتحِفْتُ فيه بأنسٍ / من سميرٍ زَفَّ الحديث عروسا
فاجتنينا مما يُحَدِّث زَهراً / واغتبقنا منْ خُلقِهِ خندريسا
وانثنى الليلُ يَفْضُلُ الصبح حسناً / والدراري يفضُلْنَ فيه الشموسا
ولئن كانَ لم يَحُلْ عن دجاه / فلقد عاد فحْمُهُ آبَنُوسا
وغزالٍ ذي اعتدالٍ شَفَّهُ
وغزالٍ ذي اعتدالٍ شَفَّهُ / بعد ما شَفَّ هواهُ الأنفسا
جارتِ الحمّى على وجنتِهِ / فاستحالَ الوردُ منهُ نَرْجِسا
ومجدِّين في السُّرى قد تعاطَوْا
ومجدِّين في السُّرى قد تعاطَوْا / غَفَوَاتِ الهوى بغيرِ كؤوس
جنحوا وانحنوا على العيسِ حتى / خلتْهم يعتبون أيدي العيس
نبذوا الغمضَ وهو حلوٌ إلى أن / وجدوه سُلافهً في الرؤوس
وروضةٍ عاطرٍ بنفسجُها
وروضةٍ عاطرٍ بنفسجُها / عطَّرها وشيُها وسندسُها
لما غَذَتْها السحابُ دِرَّتها / من فوقِ حوذانها ونرجسها
خاف عليها الغمامُ حادثةً / فسلَّ سيفَ البروق يحرسها