القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ دانِيال المَوْصِلي الكل
المجموع : 20
عِزٌّ لِمُتّخذ الجهاد لُبوساً
عِزٌّ لِمُتّخذ الجهاد لُبوساً / لِيذودَ بالبأس الشّديد البوسا
مَلَكَ البسيطَةَ باسِطُ العدل الذي / أضحى به ثَغْرُ الهدى محروسا
عزم صَلاحيِّ إذا ابتَدَرَ الوغى / أبدى بدوراً للورى وَشُموساً
زرعَ النِّبالَ وَلَمْ يصلْ بحسامهِ
زرعَ النِّبالَ وَلَمْ يصلْ بحسامهِ / إلاّ لِيحصدَ بالكفاح رؤوسا
حُصن بدا للنّسر وَكراً بل غدا / أسد السّماء يرومُ فيه خيسا
أوفى على الجبل المُطلِّ كأنّه / نجم يُضيئُ لمدلجٍ تغلِسا
أكلت مِنَ الدَّهر القرون تقادُماً / فكأنّما الشرفاتُ كنَّ ضُروسا
وكأنّما الحرسيُّ باتَ مُضاجعاً / للنجم أو للبدر باتَ أَنيسا
فَغَدَتْ بعين المنجنيق مصابةً / صرعى يصافح فرعُها التأسيسا
وتعلّقت تلك السلاسلُ صخرَها / جذباً فَظُنَّ الصّخرُ مغناطيسا
ما ظَنّها ليفونُ تُصْحَب بعدَما / كانت على كلِّ الملوك شموسا
متغيِّراً بالتاج يلمسُ رأسَهُ / طوراً وآونَةً يُرى مَنكوسا
قوم على حول البصيرة واحداً / نظروا الثّلاثَ وَوَلّدوا القِسيّسا
كذبوا على عيسى فَشاهتْ أوجه / منهم وجالَ على لحاهُم موسى
حلقوا ذقونَهم ولو طالت بهمِ / لرأَيتَهم عندَ النِّطاح تُيوسا
وتبدّلت تلكَ المدائحُ بعدَما / ذبحوا بها التَهليلَ والتّقديسا
إنْ كان قد خَرَبَتْ وليسَ بمنكَرٍ / تصحيفُها جَرَبَتْ سَتُعدي سيسا
في جمعة الشَهر الأَصَمِّ وانَه / رَجَبُ الذي قد طَهّرَ التنجيسا
هل شاهدوا من قبل ذلكَ جمعةً / طلعت عليهم بالقتال خَميسا
طلبوا النجاة ولا نجاةَ وغادروا / كنزَ الغنى إذ يمّموا تفليسا
عَهْدُ الجزيرةِ لَستُ العمرَ بالناسي
عَهْدُ الجزيرةِ لَستُ العمرَ بالناسي / مَعاهد اللهوِ في إبّان إيناسي
إذا ذكرتُ لَيالي السّفْح في جَبَلِ ال / جونديِّ جُدْتُ بدَمعٍ أيِّ رجّاسِ
ألهو بكل فَتاة كالمهاة لَها / رشيقُ قَدًّ كَغُصن البانِ مياسِ
وَلي بِدَيرِ كمولِ كُلُّ مُكتَملٍ / كالشّمس لكنّه يُدعى بشمّاسِ
إذا طَرَقناهُ حيّانا بذات شَذى / تَمُدُّ أنفاسَها طيباً بأنفاسِ
يسعى وهاديه منها في الظلام سَناً / يغنيهِ عَنْ حمل مشكاة وَنبراسِ
لم يَهدِنا نَحْوَهُ بالنّارِ في غَسَق / ولا النِّباحُ سوى الفانوسِ والكاسِ
تترى عَطاياهُ مَجّاناً بلا زنَة
تترى عَطاياهُ مَجّاناً بلا زنَة / وَينتحي الحق مَقروناً بقرطاسِ
لي جَبّة فَنيَتْ ممّا أنَشيِّها
لي جَبّة فَنيَتْ ممّا أنَشيِّها / وما أُخَيِّطُها ألا بأشراسِ
وَرَثَّ شاشيَ حتى ظنَّ مُبصرهُ / أنَّ العناكبَ قد سَدّت على راسي
وما نَظَرتُ إلى المرآةِ من سَقم / إلاّ وشاهَدْتُ فيها وجهَ نَسْناس
لكنَّ عِندي بحمد اللهِ جاريةً / لم يحكِ منقارَها شيءٌ سوى الفاسِ
لها البهارُ خدودٌ والشّقائقَ ال / حاظٌ وَمَبْسمُها في خُضْرَة الآسِ
تظلُّ تزأرُ كالرئبال باسطةً / ذراعَها وهو يَحْكي ضلْعَ رئباسِ
ولي عيالٌ بهمْ قد عيلَ مُصْطبري / وَصرتُ للْهَمَ فيهم مثلَ بُرْجاس
يَسعَونَ حَولي كالجُرذان من شغب / مقرضينَ بأنياب وأضراسِ
إذا اصطلوا بلظى قدر حَسبْتَهُم / لسوء حالهمِ صبيانَ عدّاسِ
وليلةُ الحّمصِ المصلوقِ عنَدهُمُ / معدودةٌ تلكَ من ليلاتِ أعراسِ
أيا وَزيراً أعيذُ مَنْصبَهُ
أيا وَزيراً أعيذُ مَنْصبَهُ / من كُلِّ عَين بايةِ الحرس
وَمَنْ إذا ما لازمانُ حارَبني / أصبحَ درعي الحصينَ أو تُرُسي
والماجدُ الفخرُ ذو الفخار فإنّهُ / حُلي بالفخر مجدُه وَكُسي
ويا كريماً لو لامَسَتْ يُدهُ / صخراً لألفاهُ أيّ مُنْبَجسِ
والحسنُ المُحسنُ الذي كان / ولولاهُ إلى الزَّمانِ أي مُسي
أصغ لشَأني فإنَهُ عَجَبٌ / وإن يَكُنْ ما أقولُ من هوسي
دَعْ ما حَكوهُ عَن وقعهِ الجمل ال / أمس وَخُذْ شرحَ وَقَعَةِ الفرسِ
برذونُ سوء مولايَ يَعْرفُه / أعرجُ أعمى أصمٌّ ذو خرسِ
رَخْوُ النّسا والشوابه صدفٌ / أخو مَطا للعقورِ مُنْقَوس
قد كاعَ فيهِ البيطارُ من صَكلٍ / ونَملةٍ قد سَعَتْ على دَحَسِ
ووقرةٍ في يَديه من مَشَش / أو لمنٍّ في رجْلَيه أو قَعَس
وَمنْ خنَانٍ قد فاحَ أو جَرَد / أو جَرَب كالرسوم مُنْدَرس
أرْجَل لكن يشينُه معر / أشغى كثيرُ الزَّوال ذو خَنَس
مُكَلّلُ الجيد والمسامع والذ / يل مجمرُ القراد كالعدس
يرفُسُ من كَثَرة الذباب إلى / أن ظَنّه مَعَشرَ مِنَ الشمسُ
وَرُبَما أوحَلَتْهُ بولَتهُ / فإنْ يبُلْ في التّراب يَنْغمِس
وإن يُسَيّسُهُ الغلامُ يحتك / بالحيطان حتى كنْ لم يَسسِ
وَهَو متى ما أغفلتَهُ كَسَرَ السر / جَ لفَرْط التّمريغ في الخَلَس
يعجزُ عَنْ حَمْل تبنه فإذا لا / رأى شنيفاً حَسَاهُ في نَفَس
تُؤلمُهُ من حَفاهُ وطأتُهُ / على نَدَى في الطريق أو يَبَس
إذا رآهُ كلب عَوى قَرَماً / وَثْباً عَلَيْه في زي مفترَس
تحسَبُه جيفةً وَحَسْبي من / ركوبه أَننّي على نجس
يجفلُ حتى منَ الشَعير فما / يذوقُ قضماً إلاَّ مَعَ الغَلَس
قالوا أَرحْهُ فالركضُ يُنحسُهُ / قُلت محال إنحاس مُنْتَحس
هذا ولم أَنسَ طَبْلَخَانَتَهُ / تحتي بريحٍ ولا قُسا العُرس
تتلو قولَهُ والنّازعات إذا / سارَ مَعَ العاديات ذا عَبَس
حاز جميعَ الأمراض قاطبةً / ولم تفتْهُ منْها سوى الضّرَس
فانعم بتعييره عليَّ فلي / وعد وَمَوليَ ما أظن نسي
فإنني ذلك المَليُّ بشُكري / كَ ولكنني أخو فَلَس
يا سائلي عنْ حرفَتي في الورى
يا سائلي عنْ حرفَتي في الورى / وَثَروتي فيهم وإفلاسي
ما حالُ مَنْ درهَم إنفاقه / يأخذهُ من أعُين النّاس
نَديمِيَ عَدِّ بالمِصباحِ عَنِّي
نَديمِيَ عَدِّ بالمِصباحِ عَنِّي / ولا تَحْفَلْ بهِ في ليلِ أُنسِ
فَلَستُ أَخافُ أنْ يدجو ظلامٌ / عَلَيّ وَقَهوَتي في الليلِ شمسي
دَعوتني للعرسِ يا سَيِّدي
دَعوتني للعرسِ يا سَيِّدي / فَكدْتُ أنْ أحضَرَ من أمسِ
وَهَا أنا الليلةَ في دارِكم / فالكلْبُ ما يهربُ من عرْسِ
قل للّذي منهُ صِرْت أدعى
قل للّذي منهُ صِرْت أدعى / لِلْفَضْلِ من جملةِ الأُناسِ
عُذراً وقد كانَ بي جديراً / أنّي بتأخيرِها أُناسي
لأنّني لَسْتُ مستطيعاً / أُوازنُ التّبرَ بالنُّحاسِ
لكنّني واثقٌ بأنّي / ودَّعتُها طاهرَ النحاسي
طودٌ منَ العلمِ مُشمَخرٌّ / والفرحُ ثبتُ الأصول راسي
أخمَصهُ ما يزالُ فوق ال / فخار مثولهُ عندَ رأسي
وما العَزازيُّ غيرُ ليث / إنْ ريمَ يوماً صَعْب المراس
بلْ هو بحرُ العلومِ لكن / تَقْصُرُ عنْ دَرْكِهِ المَراسي
كمْ زرتُه لابتغاءٍ جودٍ / فكانَ لي مُطْعماً وكاسي
وكَمْ حَباني بِرَوضِ فضلٍ / وكم سَقاني بفضل كاسِ
وكم أراني حِماهُ لَيثاً / قد جمعَ الخَيْس بالكناسِ
مردِّداً رِفدَهُ مِراراً / حتى لَقَد خِلتُه كناسي
وَواصِلٌ الرَّجاءِ حَبلي / لِما أُرَجِّيهِ بعدَ ياسي
أكرَمُ مِن حاتمٍ وأَوفى / في صحّةِ الذهنِ من اياس
ذكاءُ مَن دونهِ ذُكاءٌ / ظُبْاهُ أمضى مِن المواسي
ونائلٌ لم أجدْ سِواهُ / في عسْريَ المُسعْدَ المواسي
ربيعُ فَضلٍ أبيتُ مِنهُ / ما بينَ وَردٍ وبينَ آس
لا زالَ لي من سَقامِ حالي / خيرَ مواسٍ وخيرَ آسي
عَوناً على الدَهرِ حينَ أشكو / منْ صَرْفهِ كُلّما أقاسي
وعُدَّةٌ والزمانُ إلبٌ / مُلَيِّناً مِنْهُ كلَّ قاسي
إذا نابَ في التّقبيل عن شَفَتي طِرسي
إذا نابَ في التّقبيل عن شَفَتي طِرسي / وَعَنْ بَصَري في رؤيتي لَكُمُ نَفْسي
وواصَلَني مِنكُمْ خَيالٌ مُخَصّصٌ / بِروحيَ في حلمٍ فَما لي وَلِلْحسْ
وَمَنْ لي بمرآكَ الجميلِ الذي بهِ / لِعَيْني غنِىً عنْ طَلْعَةِ البدرِ والشَمس
على أنّني مستأنِسٌ بعدَ وَحْشتي / بأنسِ وَليِّ الدَّولةِ الأَزخرِ القَسِّ
وأنَّ أبنَهُ الشَيخَ الخطيرَ لَمُسعِفي / بِما شِئتُ منْ رفدٍ جزيلٍ ومن أنُس
وأُقسِمُ ما للإبن والأبِ عندَهُمْ / حياةٌ بلا روحٍ تَجيئ مِنَ القُمسِ
قيلَ فْلانٌ قد جفى إلفّهُ
قيلَ فْلانٌ قد جفى إلفّهُ / واسَتبْدلَ الوحشةَ مِن أُنسهِ
فَقلتُ للاحيْ عليهِ الغنى / يَعرِفُه الباحثُ عن جنْسهِ
لا تَبرحوا إثري على فاقةٍ / فالبخلُ مَوقوفٌ على نَفْسهِ
ولا تُرجي الودَّ ممّن ترى / أَنك مُحتاجٌ إلى فَلسهِ
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا
وَلَدي بأجُرَتكُمْ غداَ مُسْترهَنا / يبغي التّسَحُّبَ وهَو مِثليَ مُفْلسُ
إنْ تُطلِقوهُ فأنتُمُ أهلُ النّدى / أو تَحِسبوهُ فالخرا لا يُحْبَسُ
ابنُ بياضٍ أتى يعانقُني
ابنُ بياضٍ أتى يعانقُني / مُباهتاً بالمُحالِ والفَيْس
فَقُلتُ لا تَعجبوا للحيته / بل اعجبوا للعِناقِ من تَيسِ
قُل للبهاءِ يُطِلْ مِطالي جاهداً
قُل للبهاءِ يُطِلْ مِطالي جاهداً / وَيَصُدُّني مَهما أستطاعَ وَيَنْحس
فلأحبسنه متى ظَفرُت بحَبْسه / جَهدي وإنْ كانَ الخرا لا يُحبَسُ
وقالوا سَعى يا شمسُ فيك أخرى هوى
وقالوا سَعى يا شمسُ فيك أخرى هوى / وَسَفّهَ منك القَولَ والنّقَلَ بالأَمسِ
فَقُلتُ دعوهُ سوفَ ترمدُ عَيْنُهُ / وكم رَمَدَتْ عينٌ منَ السّعْي في الشّمسِ
كتبتُ بها في يومِ سلحٍِ ومعْدتي
كتبتُ بها في يومِ سلحٍِ ومعْدتي / تمارسُ من أهوالهِ ما تمارس
مسا حبُ من جَرِّ الذيول على / وأضغاثُ إسهالٍ جنيٌ ويابسُ
دواءٌ يري الصدرَ الوجيهَ منازلاً / وفيها بهِ بعدَ مجالسُ
بلاتزامي لِصاحبي طولَ دهري
بلاتزامي لِصاحبي طولَ دهري / وَبِلَثمي أَناملَ الأكياسِ
صِرتُ من صَوْلةِ الملوك أَمانا / وأَميناً لَهمْ على الأكياسِ
جمالُ وَجهي يَسبي
جمالُ وَجهي يَسبي / بحُسْنِهِ كلَّ جِنسِ
بِحُسن خَلقي وَخُلقي / وَلطف ودّي وأُنسي
قد صرتُ أدعى حَبيباً / لِكُلِّ جِنِّي وإنسي
ماتَ يا قومُ فجأةً إبليسُ
ماتَ يا قومُ فجأةً إبليسُ / وَخَلا منهُ رَبعُه المأنوسُ
وَنَعاني حَدسي بهِ إذْ تُوُفّي / وَلَعَمري مماتُهُ مَحدوسُ
هَوَ لَوْ لَمْ يَكُنْ كما قلتُ مَيْتاً / لم يُغَيّرْ لُحكمِه ناموسُ
أينَ عيناهُ تنظُرُ الخمرَ إذ عُطّلَ / منهُ الرَّاووقُ والمجريسُ
والبواطي بها تَكَسّرْنَ والخمّا / رُ مِن بَعْدِ كَسْرِها محبوسُ
وذَوو القَصفِ ذاهلونَ وقد كا / دَتْ على سَلها تسيلُ النّفوسُ
كم خَليعٍ يقولُ ذا اليومُ يومٌ / مِثَلَما قيلَ قمطريرٌ عبوسُ
وفتى قائلٍ لقد هانَ عندي / بعدَ هذا في شُربِها التَجريسْ
أينّ عيناهُ ينظُرُ المزرَ إذا أو / حشَ منهُ المأجورُ والقادوسُ
وَعجينُ البقولِ قد بَدَّدوهُ / وَهوَ بالتُّربِ خَلْطُهُ مَبسوس
واللفاتي مكسّرات كما قَدْ / كُسّرَتْ في رَحَى البدورِ الكؤوسُ
وَتَرى زَنَكلونَ يزعَقُ زينو / نُ وناتو يَصيحُ يا جاموسُ
نَهَبوا الكَلَّ والطّراطيرَ والطا / رَ وضاعَتْ خَريطتي والفلوسُ
أينَ سَنكولي وطاجنة والسفا / رضي الله عنه وأينَ المزراقث والدَّبّوسُ
أينَ نَمشي يا بنتَ عَمٍّ وزينو / نُ أخي من قَضيّتي محبوسُ
أينَ عَيناهُ والحشائشُ يُحْرَق / نَ بنارٍ تُراعُ منها المجوسُ
قَلَعوهخا منَ البساتينِ إذ ذا / كَ صغاراً خُضْراً وَهُنَّ غروسُ
والحرافيشُ حولهَا يَتَباكو / نَ دموعاً يُطفَى بهنَّ الوطيسُ
ذا يُنادي رفيقَهُ يا عنيكير / وهذا يصيحُ ما محلوس
أسمُرا لَرْكزَكَّ بينَ الأكواشِيْ / بسعي وهو كَرْ لَكَلْ خَشنى يموسُ
لَيْسَ تُصمي كَشَّ المَزِيةِ إلاَّ / مِنْ مَها الرَّصفِ أو فَتىً سالوسُ
ارحلوا هذهِ بِلادُ عَفاف / وَسعُودُ الخلاَعِ فيها نُحوسُ
أينَ عَيناه تَنْظُرُ والحا / نةَ قَدْ هَدَّمَتْ ذَراها الفؤوس
وَقَضيبٌ وَزَينَبٌ وَكهارٌ / باكياتٌ وَنُزْهَةٌ وَعَروسُ
ذي تُنادي حريفَها لِوَداع / لا عناقٌ لا ضَمُّ لا تَبويسُ
انقضى كل ذاكَ والعهدُ في حل / قيَ لم يَبْقِ بعدَها لي أنيسُ
أينَ زامَرْ دازَ عقّي لي بَرَامَزْ / دَ والأحمَدونَ يا طاووسُ
فَيُنادي شُهْ عَلَينا / نجمُ سِتي قد عَكَسَتْهُ النحوسُ
عَكَسَ اللهُ نجمَ ستي ففي سا / بعِ ضربِ رَملها أَنكيس
أينَ نَمشي حُزناً خُراخِتْ زَمانِ / لا فيهِ ولا خَنْدَريس
مَنْ لنا بعدَ ذلكَ الشيخِ خِدْنٌ / وسميرٌ ومؤنسٌ وَجَليس
مَنْ تُرى بعدَ موتهِ يُضحكُ المع / شوقَ لي إنْ بدا بهِ تعبيسُ
فأبكيهِ أرمدَ العينِ حتى / لِشقائي يَعيشُ جالينوس
وسأعوي لهُ حَياتي وأغوي / مَنْ لَهُ الكيشُ بعدَهُ والكيسُ
وَلَقَدْ قلت يومَ أنكرَ من أن / كر قَولي لمّا تَوى إبليسُ
هُوَ لولا عدلُ الوزيرِ لما ما / تَ ولا ضَمَّ جِسمَهُ ناووسُ
كيفَ يحيي في عصرِ من ليس يخَفى / عنهُ مَينٌ كلا ولا تلبيسُ
طَهرَ اللهُ بالمطهرِ تاجِ الدينِ / دينَ الورى فلا تدنيسُ
وعلا جَسدهُ بجَدٍّ لهُ العلياءَ / زُفّتْ كما تُزَف العروس
عتْرَةٌ منهُم العطاءُ طليقٌ / وَعَليهم كل الفخارِ حَبيسُ
فَهُمُ إنْ دَجى الظلامُ بدورٌ / وَهُمُ إنْ بدا النهارُ شموسُ
تاجُهُمْ تاجُهم ولستُ أباهي / كلهم في ذرى المعالي رُؤوسُ
يا جواداً إذا سرى بجواد / ذي شياةٍ كأنّهُ الطاووس
قالتِ الناسُ قَبلها ما بلغنا / أنّ بحراً يحوزهُ قَربوسُ
ويقول الحسّادُ ما قبل هذا / لا ولا بعدَهُ يُعَدُّ رئيسُ
نجمُ هذا آيُ النجومِ وَلِمْ لا / أخبرَ الناسَ عنْهُ بطليموسُ
الهلالُ الجبينُ والديمةُ الوط / فاءُ كفّاهُ والرياضُ الطروسُ
يا عيونَ الحسّادِ عنه تَوَلّيْ / وأخسأى إنَّ عزَّهُ مَحروس
دُمتَ يا أيّها الوزيرُ المرجَى / وإذا دُمْتَ زالَ عنا البوس
سالماً من يُحب سَعْدَك مسعو / دٌ ومن لا يُحبُّهُ مَنحوسُ
وحمى الله منزلاً أنتَ فيهِ / فلقد طابَ عندهُ التعريسُ
وَلَقّد قسْتهُ بَجنةِ عَدْنٍ / وحماهُ بغَيْرهِ لا أقيس
ليس عندي المعشوقَ بل كل غُصنٍ / فيهِ عندي المعشوقُ حينَ تميس
آنَسَ الله رَبْعَهُ بكَ دهراً / فهوَ رَبعٌ مباركٌ وأنيسُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025