المجموع : 15
أَتَتْ بِلاَ وَعْدٍ وَيَا حُسْنَها
أَتَتْ بِلاَ وَعْدٍ وَيَا حُسْنَها / هَرِيسَةً طابَتْ لِهَرّاسِ
يَنْدُرُ أَنْ تُطْهى فَإِيامُهَا / مِنْ بَهْجَةٍ أَيامُ أَعْرَاسِ
لَوْ قَدْ رَأَيْتَ الشحْمَ وَاللحْمَ فِي / أَيَّةِ حالٍ بَيْنَ أَضْرَاسِي
سَمِعْتَ مِنْ أُنْشُودَةِ الحَمْدِ مَا / تنْشِدُهُ أَنْيَابُ فَراسِ
أَرِينَا بِأُلْعُوبَةٍ فِي يَدَيْكِ
أَرِينَا بِأُلْعُوبَةٍ فِي يَدَيْكِ / عَجَائِبَ لِعْبِ الهَوَى بِالرُّؤُوسِ
تُدَارُ فَتُمْطِرُنَا أَنْجُماً / وَتبْهَرُنَا بِصِغَارِ الشُّمُوسِ
وَمَا هِيَ إِلاَ دُمُوعُ المُنَى / وَمَا هِيَ إِلاَ شُعَاعُ النُّفُوسِ
بَدَا نُورُ صُبْحٍ بِالْهُدَى مُتَنَفَّسِ
بَدَا نُورُ صُبْحٍ بِالْهُدَى مُتَنَفَّسِ / فَيَا حُسْنَهُ فِي أَعْيُنِ المُتَفَرِّسِ
وَيَا فَرَحاً بَعْدَ الْغِيَابِ بِعَائِدٍ / دَنَا فَغَدَا مِنا بِمَرْأىً وَمَلْمَسِ
أَلاَ أَيُّهَا السَّاقِي وَصَهْبَاؤُهُ الْعُلَى / أَدِرْهَا فَمِنَّا كُلُّ ظمْآنَ مُحْتَسِ
أَحَقّاً أَتَانا الدهْرُ بِالْبِشْرِ بَعْدَ مَا / رَمَانَا بِهِ مِنْ مُتْعِسٍ إِثْرَ مُتْعِسِ
وَهَلْ رَجَعَتْ شَمْسُ الحَضَارَةِ بَعْدَمَا / طوَتْهَا دُهُورٌ فِي غَيَاهِبِ حِنْدِسِ
رَعَى اللهُ مِنْ بِيضِ الغَوَانِي عَشِيرَةً / تمَرَّسْنَ بِالأَعْمَالِ خَيْرَ تَمَرُّسِ
رَأَى فِي تَمَادِيهِنَّ قَوْمٌ تَهَوُّساً / وَبِالْعَقْلِ طُرّاً بَعْضُ هَذَا التهَوُّسِ
أَجَلْ وَبِكلِّ المُكْثِرَاتِ مِنَ الحِلَى / دُمَى لاَبِسَاتِ المَجْدِ أَحْسَنَ مَلْبسِ
إِذَا وَسْوَسَتْ فِي صَدْرِ حَسْنَاءَ هِمةٌ / فَأَحْلَى سَمَاعٍ صَوْتُ حَلْيٍ مُوَسْوَسِ
أُرَاهُنَّ جَيْشاً لِلسلاَمِ سِلاَحُهُ / مِنَ النَّورِ فِي ظِلِّ اللِّوَاءِ المُقَدَّسِ
غَزَونْ وَهلْ فِي النَّصْرِ شَكٌ إِذَا غَزَتْ / فَوَاتِكَ بِالأَسيَافِ وَالسَّمْرِ وَالْقَسِي
نَقَايَا المَسَاعِي كُلُّهُنِّ حَصِيفَةٌ / لَهَا هَامَةٌ مَرْفُوعَةٌ لَمْ تُنَكَّسِ
وَتخْطِرُ لا تعْدُو الهُدَى خَطَرَاتُهَا / بِأَزْهَرَ مِنْ غُصْنٍ نَضِيرٍ وَأَمْيَسِ
وَتَسكتُ إِلاَّ مَا تَقُولُ فِعَالُهَا / فَإِنْ نَبَسَتْ أَرْوَتْ بِأَعْذَبِ مَنْبِسِ
أَلاَ إِنَّ عُمْرَانَ البِلاَدِ بِما ابْتَغَتْ / فَعَالِنْ بِهِ فِي كُلِّ نادٍ وَمَجْلِسِ
وَإِنَّ أَحَادِيثَ الصِّنَاعَةِ إِنْ يَجِدْ / بِهَا وَحْشةً قَوْمٌ لأَبْهَجُ مُؤْنِسِ
أَخاكَ فَناصِر مَا اسْتطَعْت بِقُوَّةٍ / وَثَوْبَكَ مِنْ مَنْسُوجِ أَهْلِك فالْبَسِ
وَنَافِسْ بِمَا هُمْ مُتْقِنُوهُ لِيُصْبِحُوَا / وهُمْ كُلَّ يَوْمٍ مُعْقِبُوهُ بِأَنْفسِ
دُعِيتَ فَإِنْ لَبَّيْتَ فَالْعِزَّ تكْتَسِي / بِحَقٍّ وَإِنْ خَالَفْتَ فَالْهُونَ تَكْتَسِي
وَإِنْ قِيلَ حُسْنٌ فِي جَلِيبٍ مُنَوَّعٍ / فَقُلْ كُلُّ حُسْنٍ فِي الأَصِيلِ المُجَنَّسِ
وَلاَ تسْتَمعْ فِيما يَعودُ عَلَى الحِمَى / بِضُرٍّ دَعَاوَى أَخْرَقٍ مُتَنَطِّسِ
فَمَا تُبْتَلَى الأَقْوَامُ مِنْ سُفَهَائِهَا / بِأَنْكَدَ مِنْ هَذِي الدَّعَاوَى وَأَنْجَسِ
وَهَلْ مِنْ فَلاحٍ لِلْبِلاَدِ وَأَهْلِهَا / إِذا الشَّأْنُ فِيهَا ساسَهُ أَلْفُ ريِّسِ
مَتَى تَرَ شَعْباً خَرْجُهُ فَوْقَ دَخْلِهِ / فذَلِكَ شَعْبٌ بَاتَ فِي حُكْمِ مُفْلِسِ
وَكَيْفَ يُصَانُ المَالُ وَالبَذْلُ ذاهِبٌ / بِهِ فِي مَهَاوِي جَهْلِهِ وَالتَّغطْرُسِ
لِنحذَرْ مِنَ اليَأْسِ الَّذِي دُونهُ الرَّدَى / وَمِنْ كُلِّ مَأْفُونٍ مِنَ الرَّأْيِ مُؤنِسِ
أَبَى اللهُ أَنْ يُلْفَى بِدَارٍ تَغَيُّرٌ / إِذَا لَمْ يُغَيِّرْ قَوْمُهَا مَا بِأَنْفُسِ
فيَا أَلْمَعِيَّاتٍ تَلمَّسْنَ لِلْحِمَى / مُنىً طَالَمَا عَزَّتْ عَلَى المُتلَمِّسِ
فَأَسَّسْنَ فَخْراً لِلبِلاَدِ مُجَدَّداً / وَهَلْ يَثْبُتُ البُنْيَانُ غَيْرَ مُؤسَّسِ
وَيَمَّمْنَ قصْداً وَاحداً فَمَنَحْنَهُ / مَهَابَةَ مِحْرَابٍ وَحُرْمَةَ مَقْدِسِ
إِلَيكُنَّ حَمْداً سَوْفَ يَزْكُو عَلَى المَدَى / لَهُ فِي مَسَاعِيكُنَّ أَطْيَبُ مَغْرِسِ
وَمَا الحَمْدُ إِلاَّ وَاحِدٌ فِي اتِّجَاهِهِ / سَوَاءٌ إِلَى المَرْؤُوسِ وَالمُتَرَئِّسِ
بَكَتْك عُيُونُ المَحْمَدَاتِ وَإِنَّها
بَكَتْك عُيُونُ المَحْمَدَاتِ وَإِنَّها / لَتعْرِفُ مَنْ تبْكِي إِذَا جَهِلَ الناسُ
أَبَعْدَكَ فِي شُمِّ الرِّجَالِ سَمَاحَةٌ / وَفِي السَّرَوَاتِ الصيدِ لطْفٌ وَإِيناسُ
وَفَاءٌ تقاضانِي رِثَاءَك إِنمَا / وَهْيَ دُونَهُ قلْبِي وَقَدْ صُدِعَ الرَّأسُ
إِذا اشْتدَّ كَرْبٌ بِالْحَزِينِ فنَثْرُهُ / دُمُوعٌ وَتَقْطِيعُ الأعَارِيضِ أَنْفَاسُ
عَليْكَ سَلاَمُ اللهِ إِنَّكَ مُنْطوٍ / وَفَضْلُكَ مِمَّا ليْسَ تَطْوِيهِ أَرْمَاسُ
دُخَانُهَا يُؤنِسُنِي رَاقِصاً
دُخَانُهَا يُؤنِسُنِي رَاقِصاً / مُبْتسِماً وَالجَوِّ بَاكٍ عَبُوسْ
آناً أَرَاهُ كالوِشَاحِ انْطَوَى / ثُمَّ أَرَاهُ شِبْهَ تَاجِ العَرُوس
يَحْمِلُ مَا تَعْجِزُ عَنْ حَمْلِهِ / شُمُّ الرَّوَاسِي مِنْ هُمُومِ النفُوسْ
زهَا سَامٍ بِمَوْلودٍ غلاَمٍ
زهَا سَامٍ بِمَوْلودٍ غلاَمٍ / فَصُنْ مَولودَهُ اللَّهُمَّ وَاحْرُسْ
دَعَاهُ بِاسْمِ قِدِّيسٍ شَفِيعٍ / إِذَا مَا العُمْرُ شَقَّ بِهِ التَّمرُّس
فَيَا رَبَّاهُ لَبِّ مُؤَرِّخيهِ / وَبَارِكْ صَخْرَةَ الإيمانِ بُطْرسْ
دَعَوْتُكَ أَسْتَشْفِي إِلَيْكَ فَوَافنِي
دَعَوْتُكَ أَسْتَشْفِي إِلَيْكَ فَوَافنِي / عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْكَ أَنَّكَ لِي آسِي
فَإِنْ تَرَنِي وَالحُزْنُ مِلْءُ جَوانِحِي / أُدَارِيهِ فَلْيَغْرُرْك بِشْرِى وَإِينَاسِي
وَكَمْ فِي فُؤَادِي مِنْ جِراحٍ ثَخِينَةٍ / يُحَجِّبُهَا بُرْدَايَ عَنْ أَعْيُنِ النَّاسِ
إِلى عَيْنِ شَمْسٍ قدْ لَجَأْتُ وَحَاجَتِي / طَلاَقَةُ جَوٍّ لَمْ يُدَنَّسْ بِأَرْجَاسِ
أُسَرِّي هُمُومِي بِانْفِرَادِي آمِناً / مَكَايِدَ وَاشٍ أَوْ نمَائِمَ دَسَّاسِ
يَخَالُونَ أَنِّي فِي مَتاعٍ حِيَالَهَا / وَأَيُّ مَتَاعٍ فِي جِوَارٍ لِدِيمَاسِ
أَرَى رَوْضَةً لكِنْهَا رَوْضَةُ الرَّدَى / وَأُصْغِي وَمَا فِي مَسْمَعِي غيْرُ وَسْوَاسِ
وَأَنْظُرُ مَنْ حَوْلِي مُشَاةً وَرُكَّباً / عَلَى مُزْجَيَاتٍ مِنْ دُخَانٍ وَأَفْرَاسِ
كَأَنِّيَ فِي رُؤيْا يَزُفُّ الأَسَى بِهَا / طَوَائِفَ جِنّ فِي مَوَاكِبِ أَعْرَاسِ
وَمَا عَيْنُ شَمْسٍ غَيْرُ مَا ارْتَجَلَ النُّهَى / بِقَفْرِ جَدِيبٍ مِنْ مَبَانٍ وَأَغْرَاسِ
بَنَوْهَا فَأَعْلوْهَا وَمَا هُوَ غَيْرَ أَنْ / جَرَتْ أَحْرُفٌ مَرْسُومةٌ فَوْقَ قِرْطاسِ
بَدَتْ إِرَمْ ذَاتُ الْعِمَادِ كأَنَّهَا / مِنَ الْقاعِ شَدَّتْهَا النُّجُومُ بِأَمْرَاسِ
كَفَتْهَا لَيَالٍ نزْرَةٌ فَتَجَدَّدَتْ / ثوَابِتَ أَرْكَانٍ رَوَاسِخَ آسَاسِ
وَغَالَطَ فِيهَا الْبَعثُ مَا خَالط الْحِلَى / بِهَا مِنْ ضرُوبٍ مُحْدَثَاتٍ وَأَجْنَاسِ
هُنَاكَ أُبِيحُ الشَّجْوَ نَفْساً مَنِيعَةً / عَلَى الضَّيْمِ مَهْمَا يَفْلُلِ الضَّيْمُ مِنْ بَاسي
يَمُرُّ بِيَ الإخْوَانُ فِي خَطَرَاتِهِمْ / أُولَئِكَ عُوَّادِي وَلَيْسُوا بِجُلاَّسِي
أَهَشُّ إِلَيْهِمْ مَا أَهَشُّ تَلَطُّفاً / إِذَا لَمْ أُطِقْ صَبْراً فَأَطْلَقْتُ أَنْفَاسِي
ذَرُونِيَ وَانْجُوا مِنْ شَظايَا تُصِيبُكُمْ / إِذَا لَمْ أُطِقْ صَبْراً فَأَطْلَقْتُ أَنْفَاسِي
فَإِنِّي عَلَى مَا نَالَنِي مِنْ مَسَاءَةٍ / لأَرْحَمُ صَحْبِي أَنْ يُلِمَّ بِهِمْ بَاسِي
ذَرُونِيَ لاَ يَمْلِكْ وَجِيفِي قُلُوبَكُمْ / إِذَا مَرَّ ذَاكَ الطَّيْفُ وَادَّكَرَ النَّاسِي
فَتَاللهِ لَوْلاَ ذَلِكَ الطَّيِفُ وَالهَوَى / لَهُ مُسْعِدٌ لَمْ يَمْلِكِ الدَّهْرُ إِتْعَاسِي
ذَرُونِي أُحْسُ الخَمْرَ غَيْرَ مُنَفَّرٍ / عَنِ الْوِرْدِ مِنْهَا نِفْرَةَ الطَّائِرِ الحَاسِي
فرُبَّتَ كَاسٍ عَنْ شِفَاهِي رَدَدتُهَا / وَقَدْ قَتلَ الدَّمْعُ السَّلاَفَةَ فِي الْكاسِ
ذَرُونِي أُنكَّسْ هَامَتِي غَيْرَ مُتَّقٍ / مَلاَمَة رُوَّادٍ وَشُبْهَةَ جُوَّاسِ
فبِي حُرَّةٌ بِكْرٌ ضُلُوعِي سِيَاجُهَا / أَرَاشَ عَلَيْهَا سَهْمَهُ مُعْتَدٍ قَاسِ
أُعِيدُ إِلَيْها كُلَّ حِينٍ نَوَاظِرِي / وَأُخْفِضُ مِنْ عَطْفٍ عَلَى جُرْحِهَا رَاسِي
يَكَادُ يَبُث المَجْدُ مَا لاَ أَبُثهُ / مِنَ السَّقْمِ العَوَّادِ وَالسَّأَمِ الرَّاسِي
أَنَا الأَلَمْ السَّاجِي لِبُعْدِ مَزافِرِي / أَنا الأَمَلُ الدَّاجِيَ وَلَمْ يَخْبُ نِبْرَاسِي
أَنَا الأَسَدُ الْبَاكِي أَنَا جَبَلُ الأَسَى / أَنا الرَّمْسُ يَمْشِي دَامِياً فَوْقَ أَرْمَاسِ
فَيَا مُنْتَهَى حُبِّي إِلى مُنْتَهَى المُنَى / وَنعْمَةَ فِكْرِي فَوْقَ شِقْوَةِ إِحْسَاسِي
دَعَوْتُك أَسْتَشْفِي إِلَيْكَ فَوَافِنِي / عَلَى غَيْرِ عِلْمٍ مِنْكَ أَنَّكَ لِي آسِي
سِيرُوا عَلَى بَرَكَاتِ اللهِ وَاغْتَنِمُوا
سِيرُوا عَلَى بَرَكَاتِ اللهِ وَاغْتَنِمُوا / أَجْرَ الْجِهَادِ وَأَجْرَ البِرِّ بِالنَّاسِ
لِيَشْفِ مِبْضَعُكُمْ وَالرِّفْقُ يُعْمِلُهُ / صَدْعَ الرَّصَاصِ وَجُرْحَ الصَّارِمِ القَاسِي
لَهْفِي عَلَى شُوسِ أَبْطَالٍ تَلُوكُهُمُ / غُولُ الرَّدَى بَيْنَ أَنْيَابٍ وَأَضْرَاسِ
كَانُوا وَقَدْ رَكِبُوا لِلْحَرْبِ أَبْهَجَ مَا / تَرَى العُيُونُ غِياضاً فَوْقَ أَفْرَاسِ
وَاليَوْمَ قَدْ عَثَرُوا تنْدَى نَضَارَتُهُمْ / نَدَى الْجَفَافِ وَتَخْبُو شعْلَةُ البَاسِ
كُونوا لَهمْ إِنْ شكوْا إِخْوَانَ تَأْسِيَةٍ / وَإِنْ همُ اسْتَوْحَشُوا إِخْوَانَ إِيَنَاسِ
رُدوا عَلَى الْوَطَنِ البَاكِي أَعِزَّتَهُ / وَدَافِعُوا المَوْتُ عَنْهُم دَفْعَ أَكْيَاسِ
فَإِنَّ أَسقَامَهُمْ فِي كُلِّ جَارِحَةٍ / مِنَّا وَآلاَمَهُمْ فِي كُلِّ إِحْسَاسِ
لِلهِ مَسْعَاتُكُمْ وَالحَقُّ يَشْكُرُهَا / وَالخَلْقُ يَذكُرُهَا ترْدِيدَ أَنْفَاسِ
مَبرَّةٌ طَهُرَتْ أَرْوَاحُكُمْ وَسمتْ / بِهَا مَرَاتِب فَوْقَ الضَّيْمِ وَاليَاسِ
خُوضُوا المَصَاعبَ لا يُلْمِمْ بِأَنْفِسكُمْ / مَا قَدْ تُلاَقونَ مِنْ ضرٍ وَمِنْ بَاسِ
هَذا الْهِلاَلُ لَكُمْ رَأْدَ النَّهَارِ هُدى / وفِي اعْتِكَارِ الدَّيَاجِي خَيْرُ نِبْرَاسِ
وَإِنَّ فِي ظِلِّهِ النَّادِي بِرَحْمَتِهِ / لبَلْسَماً لِجَراحِ القلْبِ وَالرَّاسِ
أَي عِصْبَةَ الْخَيْرِ دَارُوا أَبْرِيَاءَ هَوَوْا / صَرْعَى مَطامِعِ قُوَّادٍ وَسُوَّاسِ
لوْ صوَّرَ فِي جِسْم مرِئٍ مَلكاً / لَصَوَّرَ المَلَكَ الإِنْسِيَّ فِي آسِ
الضَّاحِكُ اللاَّعِبُ بِالأَمْسِ
الضَّاحِكُ اللاَّعِبُ بِالأَمْسِ / بَاتَ صرِيعاً فَاقِدَ الأُنْسِ
أَوْحَشَنا تمْثِيلُهُ جَامِعاً / ما شاقَ مِنْ رَمْزٍ وَمِنْ نَبْسِ
وَذَلِكَ الإِلْقَاءُ مُسْتظْرِفاً / مِنْ فمِهِ فِي الْجَهْرِ وَالْهَمْسِ
وَذِلكَ التَّعْقِيبُ فِي فنِّهِ / بَيْنَ صَفاءِ العَقْلِ وَالمَسِّ
عَفا مِنَ الدنْيَا عَلَى أَنَّهُ / عُوفِيَ مِنْ صَادِعَةِ الرَّأسِ
كمْ رَاقِصٍ فِي عُرْسِهَا رُبَّمَا / كَان هُوَ الأَتْعَسَ فِي العُرْسَ
أَمْسَى وَمَا قوْلِي كَذَا فِي امْرِيءٍ / لاَ مُصِبحٍ بَعْدُ وَلاَ مُمْسِي
فِي مَوْطِنٍ حُرٍ نفَى عَدلُهُ / مَا كُان مِنْ سعْدٍ وَمِنْ نَحْسِ
مَاذَا تُرَاهُ ناقِلاً فِي دُجَى / مثْواهُ لِلجِنِّ وَلِلأَنْسِ
أَم أَخْرَسَتْهُ سِنَةٌ ذاقَهَا / بيْنَ نَدَامَى هُمًّدٍ خُرسِ
لَهَفِي عَلَيهِ وَعَلَى ذَاهِبٍ / فِي إِثْرِهِ يَعْثُرُ بِاليَأْسِ
حَيٌّ وَما فِي الفَضْلِ مِنْ جسْمِهِ / حَيٌّ سِوَى فضْلٍ مِنَ الحِسِّ
يلْقِي علَيْكُمْ مِنْ بَقايَا القوَى / آخرَ مَا يُلْقَى مِنَ الدَّرْسِ
فِي الخافِتِ الرَّاجِفِ مِنْ صَوْتِهِ / رَجْعّ بَعِيدٌ مِنْ صَدَى نَفْسِ
إِحسَانكمْ يُمْسِكُ حَوْبَاءَهُ / عَلَى شَفا هَارٍ مِنَ البُؤْسِ
نَبَتْ بِهِ الْخَيْبةُ عَنْ مُلْكِهِ / فِي الرومِ وَالأَعْرَابِ وَالفرْسِ
وإِنمَا العَاثِرُ عَنْ وَهْمِهِ / كَالْحَاكِمِ الْهَاوِي عَنِ الكٌرْسِي
يَا سَادَةً وَاسَوْا بِآلاَئِهِمْ / ذُرِّيَّةً فِي مُنْتَهى التَّعْسِ
فِي أَيِّ قُطْرٍ عَاشَ أَمْثالُكُمْ / فَلَيْسَ فِي البَأْسَاءِ مِنْ بِأْسِ
لاَ يُقْتَلُ الظَّمْآن فِي حَيِّكم / مَا دَامَ فضْلُ المَاءِ فِي الكأْسِ
عِشْرُونَ عاماً مضَتْ سِرَاعَا
عِشْرُونَ عاماً مضَتْ سِرَاعَا / مَضَتْ سِرَاعاً كَيَوْمِ أَمْسِ
وَسَبْحَةٌ لِلزَّمَانِ كرَّت / مَا بَيْنَ عُرْسٍ وَبَيْنَ عُرْسِ
أَديلُ كَانَتْ فخْرَ العَذَارَى / جمَالُ وجْهٍ وطُهْرَ نفْسِ
وَابْنَتُها اليَوْمَ مَثَّلَتْهَا / فِي كُلِّ مَعْنى تمْثِيلَ حسِّ
يا ليْلةً لِلْصَفاءِ زُفَّتْ / إِيفيتُ فِيها إِلى أَلِكْسِي
كمْ ليْلَةٍ بِالزُّهُورِ أَغْنَتْ / عَنْ ضَوْءِ بَدْرٍ ونُورِ شَمْسِ
فِي الرَّوْضَةِ الحُلْوَةِ المَجَانِي / قدْ غَرَسَ الحُبُّ خيْرَ غَرْسِ
فَرْعَيْنِ تنْمِيهَا أُصُولٌ / أَرْسَتْ مِن المَجْدِ حَيْثُ يُرسِي
مَا أَحْسَنَ الجَمْعَ بَينَ صِنْوٍ / وَصَنَّوِهِ مِنْ كريمِ جِنْسِ
فِي دَارِ فَرْنَانِ مَهْرَجَانُ / جَاوَزَ فِي الحَقِّ كُلَّ حدْسِ
فَأَيُّ ظرْفٍ وَأَيُّ لُطْفٍ / وَأَيُّ بِشْرٍ وَأَيُّ أُنْسِ
يَا وَلديَّ أُغْنَمَا حَيَاةً / لاَ يُعْتَرَى سَعْدُها بِنَجِسِ
تُقْضَى الأَمَانِيُّ وَالْهَوَى في / ذَرَاكُمَا مُصْبِحُ ومُمْسِي
هَذَا دُعَاءٌ مِنْ فَيْضِ قَلْبِي / أَدْعُوهُ حِينَ احْتِسَاءِ كأْسِي
وَإِنْ أَكنْ فِي الَّذِينَ أَهْدُوا / لَمْ أُهْدِ إِلاَّ خَطِّي وَطِرْسِي
فرُبَّ دُرٍّ مِنَ الغوَالِي / جَلَوْتُهَا فِي حَبِيرِ نَقْسِ
إِذَا حِلاَكُمْ كَانَتْ حِلاهَا / فَليْسَ مِقْدَارُهَا بِبَخْسِ
لمْ أَتَّخِذْهَا مِنْ فَضْلِ حُبِّي / بَلْ صُغْتُها مِنْ لُبَابِ رَأْسِي
وَلَيْسَ فِيهَا افْتِرَاضُ رَدٍّ / لِيَوْمِ نعْمَى أَوْ يَوْمِ يُؤْسِ
قَدَّمْتَهَا رَاجياً قُبُولاً / وَلَسْتُ أَبْغِي أَقَلَّ مِرْسِي
لوْ قِيلَ كَيْفَ تَتَم غانِيَةٌ
لوْ قِيلَ كَيْفَ تَتَم غانِيَةٌ / أَشَرْتُ إِلى أَلِيسْ
هَل فِي الْغَوَانِي مِثْلُ هَذَا / الحُسْنِ والطَّبْعِ الأَنِيسْ
يَا بِنْتَ يُوسفَ جَلَّ مَنْ / أَعْطاكِ مَا يَسْبِي النُّفَوسْ
عَنْ نَبْعَتيْكِ صَدَرْتِ بِال / أَخْلاَقِ وَالأَدَبِ النَّفِيسْ
أَعَفِيفُ يَا زَيْنَ الشَّبَابِ / وَبهْجَةَ الزَّمَنِ العَبُوسْ
افْرَحْ وَطِبْ وَاهْنَأْ / فكَأْسكَ فِي الهَوَى أَصْفَى الكُؤُوسْ
دُمْ يَا عَروسُ كَمَا تُحِبُ / وَأَنْتِ دُومِي يَا عَرُوسْ
هِيَ بِيعَةٌ شِيدَتْ عَلَى أُسُسِ الْهُدَى
هِيَ بِيعَةٌ شِيدَتْ عَلَى أُسُسِ الْهُدَى / مِنْ فَضْلِ خَيْرِ مُشَيِّدٍ وَمُؤَسِّسِ
كِيرَلُّسَ رَاعِي الرُّعَاةِ الْمُجْتَبَى / مُهْدِي نفَائِسَهُ وهَادِي الأَنْفُسِ
كَثُرَتْ مَآثِرُهُ وَهَذِي بَعْضُهَا / مِمَّا تَحَلَّى بِالطِّرَازِ الأَنْفَسِ
عُنْوَانُهَا المُزْدَانُ بِاسْمِ سَمِيِّهِ / فِيهِ القُبُولُ لَدَى المَقَامِ الأَقْدَسِ
فَلْيَجْعَلِ الْبَرَكَاتِ فِي تَارِيخِها / رَبِّي بِظُلِّ شَفِيعِهَا كِيرَلُّسِ
هَنِيئاً أَيَّهَا المَلِكُ المُفَدَّى
هَنِيئاً أَيَّهَا المَلِكُ المُفَدَّى / لِمِصْرَ وَأَهْلِهَا عِيدُ الجُلُوسِ
رَعَاكَ اللّهُ مِنْ فَارُوقَ يُمْنٍ / أَدَالَ بِهَا السُّعُودَ مِنَ النُّحُوسِ
وَأَشْكَى شَعْبَهَا وَحَبَا وَوَاسَى / فَرَدَّ بَشَاشةَ الشَّعْبِ العَبُوسِ
وأَوْرَدَهَا مَوَارِدَ مِنْ صَفَاءٍ / مُحَلاَّةً مُحَلَّلَةَ الكُؤُوسِ
وَسَلَّ سُيُوفَهَا تَحْمِي عُلاَهَا / وَوَقَّى بِالدرُوعِ وَبِالتُرُوسِ
وَوَقَّى عَهدَ شورَاهَا فَعَزَّتْ / بِحِكْمَةِ سَائِسٍ وَرِضَى مَسُوسِ
لكَ الأَمْرُ المُطَاعُ عَلَى عُيُونٍ / مَلأْتَ حِدَاقَهَا وعَلَى الرؤُوسِ
فَمَا تاجٌ كَتَاجِكَ فِي هَوَاهَا / وَلاَ عَرْشٌ كَعَرْشِكَ فِي النُّفُوسِ
تمَلَّ الْعُمْرَ تُوسِعُهُ فَخَاراً / وَتلْبِسُ مَجْدَهُ أَزْهَى لَبُوسِ
هيْهَات أَنْ أَسْلوَ أَوْ أَنْسَى
هيْهَات أَنْ أَسْلوَ أَوْ أَنْسَى / مَنْ كَان طِيبَ العيْسِ وَالأُنْسَا
ذَاكَ الَّذِي أَسْكنْتُهُ مُهْجَتِي / وَكَانَ بَدْرَ العَيْنِ وَالشمْسَا
أَهْوَى الَّذِي يَهْوَى وَأَقْلَى الَّذِي / يَقْلَى وَأُرْسِى حَيْثُمَا أَرْسَى
عَامَانِ مَرَّا بِي وَتَاللّهِ مَا / عِشْتهُمَا مَعْنىً ولاَ حِسا
نفْسَانِ لَكِنَّهُمَا كَانَتَا / فِي كُلِّ مَا يُرْضِي العُلَى نفْسا
لَمْ تَدعَا زَيْناً وَلَمْ تُزْمِعَا / شَيْئاً وَلَمْ تَنْتَجِعَا رِجْسَا
اللّهَ فِي عَهدِكَ يَا خَيْرَ مَنْ / أَضْحَى عَلَى العَهْدِ كَمَا أَمْسَى
اللّهَ فِي بَأْسِكِ يا مَنْ بِمَا / أَمْضَاهُ عَدْلاً شَرَّفَ الْبَأْسَا
اللّهَ فِي حِلْمِكَ يَا مَنْ بِهِ / أَلاَنَ قَلْبَ الأَصْلَدِ الأَقْسَى
اللّهَ فِي جَوْدِكَ يَا مَنْ سَخَا / فَلَمْ يَذَرْ فِي جَوِّهِ بُؤْسَا
لَوْلاَ عُفَاةٌ جَهَرُوا بِالَّذِي / كَتَمْتَ لَمْ نَسْمَعْ لَهُ جَرَسَا
جَرَحْتَ قلْبِي آخِذاً شَطْرَهُ / فَالجُرْحُ فِي بَاقِيهِ لاَ يُؤْسَى
عَلَيْكَ يُبْكَى يَا أَمِيرَ النَّدَى / علَيْكَ يا زَيْنَ الحِمَى يُؤْسَى
كنْتَ لَهُ طالِعَ سَعْدٍ فَإِذْ / غِبْتَ غَدَا طَالِعُهُ نَحْسَا
لِيَهْنِيءِ الأَمْلاَكَ فِي خُلْدِهِمْ / مَنْ بِنَوَاهُ أَوْحَشَ الإِنْسَا
للبأس كانت دولةٌ فتصرمت
للبأس كانت دولةٌ فتصرمت / واليوم جدت دولةٌ للباس
بالرأي فل السيف واجتمع الهدى / والفضل والإحسان في القرطاس