إنّ السرور تصرّمت أيامه
إنّ السرور تصرّمت أيامه / مِنّي وفارقني الحبيب المؤنسُ
حالان لا أنفك من إحداهما / مستعبراً أو باكياً أتنفّسُ
ولمثله بكت العيون صبابة / ولمثله حزنت عليه الأنفسُ
دَعُوا الإسلام وانتحلوا المجوسا / وألقوا الرَّيْط واشتملوا القلُوسا
بني العبد المقيم بنهر تَيِري / لقد أنهضت طيركم نحوسا
حرام أنْ يبيتَ بكم نَزِيلٌ / فلا يمسي لامكم عروسا
إذا ركد الظلام رأت عُسَيْلا / يحثّ على نداماه الكؤوسا
ويذكرهم أبو رهم بهجو / فيستدعي إلى الحرم النفوسا
ويخليهم هشام بالغواني / ويحمي الفضل بينهم الوطيسا
فتسمع في البيوت لهم هبيباً / كما أهملت في الزرب التيوسا
لقد كان الزناة بلا رئيس / فقد وجد الزناة بهم رئيسا
هم قَبَلوا الزِّناء وأنشؤوهُ / وهم وسموا بجبهته حبيسا
لئن لم تنف دعوتهم سدوس / لقد أخزى الآلة بهم سدوسا