القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 13
جاء الربيعُ أخو حياةِ الأَنْفُس
جاء الربيعُ أخو حياةِ الأَنْفُس / ومُجمِّلُ الدنيا بأَفْخَرِ مَلْبَسِ
فاغْنَمْ بنا مُلَح الزمانِ مُبادِرا / وتَملَّ منها حَظَّ من لم يُبْخَس
واستقبِلِ الأَرج المُعطَّر كلما / مَرَّت عليه الريحُ كالمُتنفِّس
فكأنما زهرُ النباتِ قَلائدٌ / نُثرِت على صَفحات بُسْط السُّندس
والوردُ يَخْجل حينَ قبَّل خَدَّه / ثغرُ الأَقاحي من عيون النرجس
فكأنه غيرانُ أدهشه الهوى / وأمالَ منه الفكرُ جِيدَ منكِّس
وكأنما الأغصان تَطْرب كلما / ألقتْ إليها الريحُ سرَّ مُوسوِس
وكأن هَتْف الوُرْقِ في أَغصانِها / لفظٌ يُفيدك من فصيحٍ أَخْرس
والماءُ قد عَبثتْ به أيدي الصَّبا / فَحكي غُضونا في جبينِ مُعبِّس
وكأنما حُبُك الرياحِ على النَّقا / أَثر الحَزازِ على سَنامِ الأَعْيُس
والطيرُ تَسْرَح في الرياض غَوادِيا / للرزقِ بين مُبكِّرٍ ومُغلِّس
والوحشُ بين سَوانحٍ وبَوارحٍ / ورَواتعٍ بين الرياض وكنَّس
تَرِد الغديرَ ورودَ من لا يشتفِى / وتنال من طَرفيْه ما لم تَغْرِس
والشمسُ تُجْلَى في مَطالع شَرْقها / في حُلَّتين مُعَصْفَرٍ ومُوَرَّس
أَفْرط نسياني إلى غايةٍ
أَفْرط نسياني إلى غايةٍ / لم تُبْق في النسيانِ لي جِنْسا
فصرتُ مهما عَرَضتْ حاجةٌ / أُعْنَى بها أَودعتُها طِرْسا
حتى إذا عاودتُ طالعتُها / ذَكَّرتِ العينُ بها النفسا
وأعجبُ ألأشياءَ أنْ غادرتْ / نوائب الأزمانِ لي حسا
فصرتُ أنسى الطِّرْسَ في راحتي / وصرتُ أنسى أنني أَنْسى
وصبيحةٍ باكرتُها في فتيةٍ
وصبيحةٍ باكرتُها في فتيةٍ / أَضحتْ لكلِّ نَفيسةٍ كالأنفس
والليلُ قد وَلَّى بعَبْسِة راحلٍ / والصبحُ قد وافَى بِبشْرِ مُعَرِّس
والصبحُ قد أخفَى النجومَ كأنه / سَيْلٌ يفيض على حديقةِ نرجس
يُنازِعُني شوقٌ إلى الثغرِ هاجسُ
يُنازِعُني شوقٌ إلى الثغرِ هاجسُ / أَثارتْه أنفاسُ النسيمِ النَّفائسُ
تَحمَّلْنَ من روضِ الكنيسةِ بهجةً / بليلةِ أَنْداءٍ نَمَتْها المجالس
وصافحْنَ أَجْناسا من النَّوْر سُحْرةً / رياض بني في تُرْبِها القصرَ فارس
ووافتْ طهورَ الظاهرية والرُّبا / عليهنَّ من رَقْم السحابِ طَنافس
وثامِرُ أَثْمارِ الكُرومِ مُنثّر / عليها كما بَثَّت فَريدا أَوَانِس
وشقت رياحين السّواقى بُرودها / براب لها لما سَرى وهْو قارِس
وسِرْن إلى الحيلى فغادرْنَ غُدْرَها / دُروعا حَكتْ ما اعْتَدَّ للحربِ فارِس
ودَرَّجْن بالقَصْرين رملا كأنه / غُصونُ جباهِ الروم وهْي عوابِس
ومَرَّت على ماءِ الخليج بسُحْرةٍ / وللطير فيها بالغصون وَساوِس
وفي الطيرِ والدولابِ شادٍ وزامرُ / لَدى شجرٍ تُجْلَى بهن العرائس
كأن الرُّبا في الزهرِ والماء حولَها / قَلانسُ وَشْىٍ حولَهن طَيالِس
كأن بياضَ الماءِ في كل جدولٍ / نُصولُ سيوفِ أَخلصَتْها المدَاوِس
كأن نبات النرجسِ الغضِّ إذ بدا / شَراريبُ خضرٌ فوقَهن كَبائسُ
وقد قابلتْ وردا جَنِيا كأنه / مَطَارفُ خَزٍّ فيه قانٍ ووارِس
وقد أظرَ الخِيرِىُّ صلبان عسجدٍ / على أربع حززن والقمعُ خامس
ديارٌ لبستُ اللهو فيها مع الصِّبا / فنِعْمَ الحُلَى فيها ونعم الملابس
لياليَ أُعطي الحبَّ فَضْلةَ مِقْوَدي / ذَلولا وعند العَتْب واللوم شامِس
أَصيدُ المَها فيهنّ ثم يَصِدْنَني / فكلٌّ لقلبي بالشباب فَرائس
تساوتْ بنا حالُ الصَّبابةِ والصِّبا / فكلٌّ لكلٍّ مُشبهٌ ومُجانس
وَأَوْفَى سلاحٍ سالمتْنيِ لأجله / شبابٌ ومُسْوَدُّ الضفيرةِ ناقِس
فأرشُفُ درّا لم يُثَقِّبه ناظمٌ / ونَوْرَ أقاح ما نَمَتْه المَغارس
وأقطف وردَ الخدِّ والوردُ زاهرٌ / وأَلزَم غصنَ البانِ والغصنُ مائس
وأَكْرع في سَلْوى حديثٍ كأنه / سُلافٌ تَبدَّتْ من فم الدن عانس
زمانٌ كطيفٍ زار وازْوَرَّوَشْكَ ما / تَصافَح جَفْنَا مُغْرَمٍ وهْو ناعس
وتُطْمِعُني نفسي إليها بعودةٍ / على أنه نوعٌ من الظن حادس
وكم رُمت عَوْدا مرةً بعد مرةٍ / إليها فيَثْنِى من عنانىّ حابس
أُعلِّل قلبي بالأماني طَماعة / على أنني عند الحقيقة آيس
إذا نام طَرْفُ الخَلْقِ أَرَّقنى أسى / تُضَرِّمه تحت الضلوع الحَنادس
لقد كنتُ بالإسكندرية في غِنىً / من القربِ لكني مع البعدِ بائس
عليها سلامي ما حَييتُ وإن أَمُتْ / تَولتْه للرَّاوِينَ شِعْرِي مدارس
أيامُ مُلْكِك أَعيادٌ وأَعراسُ
أيامُ مُلْكِك أَعيادٌ وأَعراسُ / فيها المَسرّاتُ أنواعٌ وأَجْناسُ
للهِ هِمّتُك العَلْياء كم جَمَعت / من خَلةٍ عاش منها الفضلُ والباس
تمكَّنَ النُّجْحُ من آمالِ سائلها / كما تأكدَ من حُسّادها الباس
ما يَرفع اللهُ في اَعْلى العُلى شَرَفا / إلا وَقْدْرُك فيه القلب والراس
آياتُ شكرِك في الأفواهِ جائلةٌ / كأنها لنفوسِ الخَلْقِ أنفاس
مَحاسنٌ كلما مَرّتْ على بصرى / ومِسْمَعي فَعلتْ ما تفعل الكاس
تُلْهِي المُحدِّثَ عن أَوْلَى الحديثِ به / كأنها لعقولِ الناس أَمْراس
ضاقتْ بها الكُتْب فالأيامُ ناسِخةٌ / والبحرُ نِقْس ووجه الأرض قرطاس
هذا على أن كُتْب الفضلِ قاطبةً / في بعضِ سِيرتِك العَلْياء كُرّاس
أجملتُ في كل فضلٍ ذِكْرَ سادتِه / فمدحُ غيرِك فيما بعدُ وَسْواس
وجُدْتَ بَدْءاً وعَوْدا غيرَ مُتَّئدٍ / كأنّ مالَك للقُصّاد أَحْباس
جودَ يَبيعُك ساداتِ الملوك بما / تُوليهمُ فهْو جَلاَّب ونَخّاس
وسار عدلُك في الدنيا فلو لَحِقتْ / أيامَه وائِلٌ ما عاش جَسّاس
عدلٌ به بان وجهُ الحَقِّ فهْو له / في كل فنٍّ مَدَى الأيامِ قسطاس
وهيبة تَتَنزَّى من مخافتِها / أُسْدٌ في قلوب الأُسد أَخْياس
يا روضَ فضلٍ جُيوشيٍّ له ثَمَرٌ / بالمرتضَى مُجْتَناهُ الجودُ والباس
روضٌ له أَرَجٌ يَسْرى الثناء به / فيَخْجل الوردُ والنَّسْرين والآس
أنوارُ شمسِ المَعالي فيه ظاهرةٌ / في الضوء شمسٌ وفي الإظلامِ مقْباس
غصنٌ سَما فرعُك العالي المُنيفُ به / في الروع صُلبٌ وعند الجود مَيّاس
فراسة لك فيه غيرُ خائبةٍ / وخاطرٌ في فنون الفضل هَجّاس
أَدنيتَه منك تقريباً فكان له / به جمالٌ وإجلال وإيناس
أَلبستَه حُلةً صِينتْ مَحاسُنها / له وحَسْبُك ملبوسٌ ولَبّاس
قَرَنْتَ في فَلك التوفيق بَدْرَك ذا / بالشمس حيث نجومُ الأُفْق جُلاّس
وعَرَّس الفخرُ في العُرْس الذي عَظُمت / أوصافُه وجَرتْ لي فيه أَفْراس
من كل قافيةٍ ذلتْ صعوبتُها / لخاطرِي وهْي بالألبابِ مِشْماس
ضَمّنتُها مدحَ شاهِنْشاهَ فهْو بها / دُرٌّ حَوتْه من الدِّيباج أكياس
لم يبق في الأرض قُطْرٌ لا يُعطِّره / كأنما لمَطايا الريحِ أَحْلاس
يا أفضلَ الناس قولا فاقَه عملٌ / وكلُّ قولٍ له الأفعال آساس
بقيتُما كبقاءِ الدهرِ في دعةٍ / ومن يُعاديكما للضُّرِّ بُرْجاس
حتى تسوسَ بَنُوه كل مملكةٍ / وأنت سائُسهم في كلِّ ما ساسوا
ورؤوسٍ جاءتْ بكلِّ رئيسٍ
ورؤوسٍ جاءتْ بكلِّ رئيسٍ / قد تَناهتْ في كلِّ معنىً نَفيسِ
كلُّ رأسٍ في طَيْلَسانٍ رُقاق / دقّ عما يُحاك في تِنِّيس
في رياضٍ كأنما نَشر الرو / مُ عليها مُصبَّغاتِ عروس
صَدَرت عن لَظىً وقابلتِ الجل / د فأبدتْ تبسما في عبوس
جَلَّ مَقدارُها فأصلحُ ما كا / نت هَدايا كِسْرَى إلى بِلْقيس
أُصيكَ بالبُعْدِ عن الناسِ
أُصيكَ بالبُعْدِ عن الناسِ / فالعِزُّ في الوحدة والياسِ
ووحدة الصَّمصامِ في غِمْدِه / خَصَّتْه بالعزة في الناس
له عِذارٌ أَثْرُهُ ظاهرٌ
له عِذارٌ أَثْرُهُ ظاهرٌ / للعين معدومٌ على اللَّمْسِ
كأن أُولاهُ على خَدِّهِ / ظلُّ قضيبٍ ظَلَّ في الشمس
أو ألفٌ حَرَّرها كاتبٌ / وهْيَ تُرى من ظاهرِ الطِّرْس
أو كطرازٍ في شِعارٍ وقد / شَفَّ عليه ظاهرُ اللُّبْس
وليس ما قلتُ ولكنّه / آثارُ لَمْسي فيه أو جَسِّى
يا من نَصيِبي منه قر
يا من نَصيِبي منه قر / بٌ مثلُ سرعةِ عِيسِهِ
أَسقمْتَني فخَفيتُ عن / نظرِ البصيرِ ولَمْسه
ورجعتُ جزأً دَقَّ عن / وهم الذَّكي وحَدْسِه
ولَطُفتُ حتى أنني / عَرَضٌ يقوم بنفسه
قُمْ نَصْطِبح عند نَقْرات النَّواقيسِ
قُمْ نَصْطِبح عند نَقْرات النَّواقيسِ / واشربْ على حسنِ ألحانِ الشَّمامِيس
فدير شَهْران مشهور الجمال على / ما فيه من عُظْمِ تقديسٍ وتنكيس
قد قلتُ لما تَبدَّت لي هَيا كلُه / كالروض من كل شَمّاس وقِسّيس
أغاب رضوانُ أم كَلَّت عزيمتُه / عن غلق أبواب جَنات الفَراديس
فاخلعْ عِذارَك معْ من لا عِذارَ له / ما دام حظُّك فيه غيرَ منحوس
رقَّتْ حواشيّ هذا اليوم وابتسمتْ / لأهله بِيعةٌ من كل قِسيس
على الغصون قيامٌ من حمائمه / وما اقترحتَ عليها غيرُ محبوس
وللنَّواعيرِ نَعْراتٌ عَلَتْ فحَكتْ / على الجداولِ أحداقَ القَواديس
والطلُّ يَنْفَحُ مسكا من أزاهره / والأرضُ تفتح أذنابَ الطواويس
فلو تَصاممت عن داعي السرور به / أجاب دونَك سكان النواويس
وليلةٍ مثل عين الظْبيِ سرتُ بها / في راحةٍ مثلِ ظهر الطِّرس مطموس
حتى اهتديتُ إلى دير القَصير فما / قَصَرتُ دمعي بشيء غير تَعْريس
وقلت للقس جُدْ لي من مُعتَّقةٍ / بها اهتديتُ عليها في الحَناديس
ولا تَجُدْ بمدامٍ غيرِ قانيةٍ / في جنة الخلد كانت شرب إبليس
فنَفَّس الدنّ عن صهباءَ صافيةٍ / عن القناديل أَعنتْ والفوانيس
حتى أتى بعد يأسٍ وهْي في يده / كأنه أسد في جوف عرّيس
وإنْ أتْتك عروس الدنِّ مُسِفرةً / فانثرْ على الكأس فيها فَضْلةَ الكيس
انظرْ إلى مُستنزَه الأَنفُسِ
انظرْ إلى مُستنزَه الأَنفُسِ / والبركةِ الغَنّاء في المَجْلِس
كأنها والنبتُ من حولها / في مَغْرِس ناهِيكَ من مَغْرِس
جامٌ من البلّور قد حَفَّه / غشاؤه الأخضر من سُنْدس
زَيَّنها التوفيقُ للآمر ال / منصور بالأَنْفَس فالأَنْفَس
حتى غَدْت كالشمس عند الضحى / والبدرِ حسنا في دُجَى الحِنْدِس
حَوى الملكَ مَلْكٌ أغاث النفوسا
حَوى الملكَ مَلْكٌ أغاث النفوسا / فأيُّ نفيسٍ تَولَّى نَفيسا
فإنْ تكُ أفعالُ آبائه / بُدورا فقد بثَّ فينا شموسا
هداياه أهدتْ لأرواحنا / بإحسانه أَنْعُما بعد بُوسا
فأحيا نفوسا وأذهب بوسا / وأخلى حُبوسا وأجلى مُكوسا
وشاع الأمانُ فكادت تعيش / به الرِّممُ الساكنات الرُّموسا
فيا رحمةٌ أُسْكِنتْ في البلاد / فعادتْ رياضا وكانت يَبيسا
ملكتَ القلوب فأما عِداك / فسعدُك يُلقِي عليهم نُحوسا
فإنْ أَضْمروا غدرَ فرعونَ فيك / فسيفُك مثل العصا عند موسى
وحَقِّك يا ثانيَ الأَفْضَلَيْنِ / يمينا تُرَى بَرَّةً لا غَموسا
لقد سُسْتما الملك في العالمين / وأعجزتما مَلِكا أن يسوسا
أَعِدَّ جيوشك للمشرقَيْنِ / وللمغربينِ لكيما تجوسا
فإنك إسكندر المُحْدَثين / فهل خَضِرٌ تصطفيه جليسا
كم قد رأيتُ بهذا القصر من مَلِكٍ
كم قد رأيتُ بهذا القصر من مَلِكٍ / دارتْ عليه صروفُ الدهر فاخْتُلِسا
كأنه والذي قد كان يجمعه / طيفٌ تَصوَّر للرائي إذا نَعَسا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025