المجموع : 19
قل لنزارٍ أنت أُسُّ العلا
قل لنزارٍ أنت أُسُّ العلا / وفرعها الثابت في الأُسّ
يا بهجة الأيام فينا ويا / زين سرير الملكِ والكرسي
تاه بك المجد على أهلهِ / كما يتيه الصبح بالشمسِ
بالرشدِ إن سِرت فِسْر ظافِراً / بين العلا والفتحِ والقدسِ
وإن تخلَّفت تخلَّفت في / نجحٍ سليمَ الملك والنفسِ
أنت المُوقَّى في غَدٍ مثلَ ما / وقِّيت في اليومِ وفي أَمسِ
واللهُ قد أعطاك سعدا رمى / عن مِلكك الأعداء بالنحسِ
لو بلغت بغدادُ أقصى المُنَى / نادتك دون الجِنّ والإنسِ
ولا تكن من قتلِ أملاكها / يا حُجَّة الرحمان في لَبْسِ
آلُ رسولِ اللهِ جِنسٌ عَلاَ / وأنت أعلى ذلك الجِنسِ
فاسلم على رَغْم أنوفِ العِدا / لِصفْع حُسَّادِك بالقَلسِ
وابقَ على الأَيام فالدين والد / نيا بأقبالك في أُنسِ
يا غُصُنا في المجدِ سامِي الذُّرَا / محمدِيَّ النبتِ والغَرس
من لم يسلِّم لك فضل العُلاَ / ففضله في غاية البخسِ
أما ترى الأَيام والناس مذ / عمَّهمُ عدلُك في عُرْسِ
ناعورة أنَّة أَنِينَ الهوى
ناعورة أنَّة أَنِينَ الهوى / لمَّا شكت حَرَّ وساويسها
أنينها صَرَّةُ تدويرها / ودمعها ماء قواديسِها
كأنما الكيزان في بِئرِها / هامُ ملوكٍ في نواوِيسِها
تَقذِف بالماء إلى روضةٍ / كأنها ريش طواويسِها
كأنما السَرْوُ بها نِسْوة / قامت إلى قرعِ نواقيسِها
ويُحسب الخَشخاشُ مِن حولها / يدا أشارت بدبابِيسها
وانفتح النرجِس عن أعين / مصفرَّةِ الأحداقِ من بُوسها
وأُقحوانٍ كثغور المَهَى / مفترَّةٍ من بعد تعبِيسها
وسَوْسَنٍ كالقَرْصِ لمَّا بدت / آثاره في لِينِ ملموسها
نَبَّههُ القَطْر بأندائِه / إذ نثرتْهُ السُّحْبُ من كِيسها
تلعب بالأبصار أنوارُها / لِعْب الأمانِي بِمفاليسها
فرُحْ على رَيْحانها واسترِح / للرّاحِ في دَوْحة مأنوسها
وهاتِها يخفى على الحِسّ ما / جاءت به رِقّةُ محسوسها
كأنما الساقي إذا حثَّها / يقدح لمعَ البرق في كُوسها
عاطيتها لَمْياءَ مجدولةً / يضيق عنها وُسْع ملبوسِها
كأنما نجني جَنَى الشَهْدِ من / بين ثناياها وتلعيسها
كم خِفت من لحظ عيون المَهَا / وكم أخَفْت الأسْد في خِيسها
لاح نذِير الشّيبِ فانزع به / عن الغواني ونواميسها
واسمُ إلى الصفوةِ من هاشم / أهلِ معالِيها وتقديسها
إن قريشاً بِعلا هاشِمٍ / تفخر في عَقْوةِ عِرِّيسِها
إن يك من ياقوتها هاشم / فَعبد شمسٍ من ضغابِيسها
دع عبدَ شمس وأباطيلَها / فقد بدا الله بتنكِيسها
قبيلة ما طهَّر الله مَنْ / شايعها مِن إِثم تنجيسها
طافت بحربٍ وهو فِرعَوْنها / طَوْفَ النصارى حول قسّيسِها
دم النبِيّ المصطفى ظاهِر / يلوح في بنيان تأسِيسها
سَقَت بنِيه بالردى واغتدت / نِساؤه سَبْيا على عِيسِها
قبيلة أفضلها شرُّها / لا شرفت عن حال مرءوسها
فإنها أولى بإتعاسها / ولعنها من لعنِ إِبْليسها
طاب شرب الخندرِيس
طاب شرب الخندرِيس / ومعاطاةُ الكؤوسِ
وغِناء يخلق الل / ذّاتِ في سِرّ النفوس
من وجوهٍ زاهراتٍ / لم تكدَّرْ بعُبُوسِ
في ذَرَا مَلْكٍ عُلاه / فضلتْ نورَ الشُمُوس
يا ذا الذي بكلامه
يا ذا الذي بكلامه / أَمسى يقبِّل نفسَه
إني أغار عليك من / ك فبسّ لفظك بَسَّه
واعدِل بلحظِك عنك لا / يشكو أدِيمُك مسَّه
فالليل خالَك بدرَه / الصبح ظنَّك شَمْسَه
واليومُ أصبح حاسداً / غدَه عليك وأَمسَه
بأبِي الزائر سِرّاً
بأبِي الزائر سِرّاً / خافِياَ عن كل حِسّ
رشأٌ يجزع من لح / ظِي وتقبِيلي ولمسِي
زارني ليلاً ليخفِي / شخصه عن كل إِنس
فدَرى الواشِي وهل يُخ / فى الدُجَى مطلعَ شمسِ
مالنا واشٍ سِوى حس / نِك يا حِبِّي وأُنْسي
حّبذا طِيبُ وقتِنا المأنوس
حّبذا طِيبُ وقتِنا المأنوس / بين شَدْوِ الغِنا وحثّ الكؤوسِ
من مُدامٍ بها يعِيش التصابي / وتُداوَى معلِّلات النفوسِ
غرُبت في الشفاهِ ماءً ولكِن / طلعت في الخدود مثلَ الشموسِ
وكأن النجوم في غَسَقِ اللي / لِ جُمَان يلوح في آبِنوسِ
أرى الليل في دَيرِ القُصَير كأنما
أرى الليل في دَيرِ القُصَير كأنما / تطالِعنا من ساحتَيه شموس
يلذّ التصابي في ذَرَاه كأنما / تُجَدَّد للزوّارِ فيه نفوس
فمن كان محبوساً على حبّ لذَةٍ / فإني على ديرِ القصير حبِيس
أذكرني النرِجِسُ أجفانَ مَنْ
أذكرني النرِجِسُ أجفانَ مَنْ / غادرني في صُفرةِ النرجِسِ
فلم أزل ألثم مبيضَّه / شوقاً على طِيبِ جَنَى الأكؤسِ
حتى أشاب الصبحُ فرعَ الدجى / ولم أنم عنه ولم ينعسِ
يا من حكى النرجِس لي نَشْره / ماذا تقلَّدت من الأنفسِ
هبك لبِست الصبح وجها فمِن / أين لبِست الشَعْر كالحِندِسِ
والله لا زال عليك الهوى / وَقْفاً وإن كنت الظلومَ المُسِي
خُلقِتُ مِن الهواءِ فذاك جِسمِي
خُلقِتُ مِن الهواءِ فذاك جِسمِي / وأعلامِي خلِقن من الشموس
فرحت كأنني نيل الأمانِي / ولابِسَتِي جميعُ مُنَى النفوس
ناولتها مثل خَدَّيها مشعشَعةً
ناولتها مثل خَدَّيها مشعشَعةً / صِرْفاً كأنّ سناها ضوء مقباس
فقبّلْتها وقالت وهي ضاحكة / وكيف تَسْقِي خدود الناس للناس
أليس خدّاي ذابا إِذ لثمتهما / فاستنبطا قهوة حمراء في الكاس
إذا تناولتُ خدِّي كنت نائلة / نفسِي وهذا لعمرِي غير منقاس
قلت اشربِي إِنها دمعي وحمرتها / دِمي وطابخها في الكأس أنفاسي
قالت إذا كنت من حُبّي بكيتَ دما / فسقِّنِيها على العينين والراس
يا ليلة بات فيها البدر معتنِقي / وباتت الشمس فيها بعض جُلاّسي
وبتُّ مستغنِيا بالثغرِ عن قَدَحِي / وبالخدودِ عن التفّاح والآس
رقَّ عن الحس وهْو محسوس
رقَّ عن الحس وهْو محسوس / وباين اللمس وهْوَ ملموس
وغاب عن كل مقلة فَرَقا / وحبّه في القلوب محبوس
مباين للعيونِ منظرُه / وشخصه في النفوسِ مغموس
يشرِق مِن نورِهِ النهارُ كما / تطلع من شَعْرِه الحنادِيس
مبتسِم عن مقبَّلٍ يَقَقٍ / كأنما الدر فيه مغروس
ما حظّ عشَّاقِهِ لديهِ سِوى / أن تعترِيهِم به وساوِيس
لولاه لم يَعْصِ ربَّه أحد / ولا أضلّ العِبادَ إِبليس
عمرتُ المغاني واجتنبت النواويسا
عمرتُ المغاني واجتنبت النواويسا / وساعدت في الدير القصيرِيّ إبليسا
وهل يهجر اللذاتِ إلا مسوِّفٌ / ويتركها إلا امرؤ بات منحوسا
رُبَّ عظَّمتهن النصارى ولم أزل / أعرّس باللذات فيهنّ تعرِيسا
أصولُ بقرعِ البمّ والزيرِ بعده / إذا قرعوا عند الصلاة النواقيسا
وإن عظَّمت فيه النصارى صليبَهم / وحرّكتِ الناقوس أو عبدت عيسى
فزِعت إلى دين النبِيّ محمدٍ / وقدّست فيه رب أحمد تقديسا
وفاتقةٍ ظلمةَ الحِندِسِ
وفاتقةٍ ظلمةَ الحِندِسِ / إذا نعس الناس لم تنعَسِ
متوّجة فوق يأفوخها / بتاجٍ من اللهبِ المشمِسِ
إذا أوقِدت نثرت أدمعا / عليهِ من الذهبِ الأملس
وإن نام جُلاَّسُها لم تنم / وإن جلس العَبْدُ لم تجلِس
ولم أر أكرم من طبعِها / تجود على الشَرْب بالأنفُس
وصفراء تُكثر إيناسها
وصفراء تُكثر إيناسها / تعيش إذا قطعوا راسها
تغازلها الريح في مَرّها / ولكن تقطِّع أنفاسها
ولم أر مَنْ قتلت نفسها / سِواها لترضيَ جُلاَّسها
نحن في روضة يقصِّر عنها
نحن في روضة يقصِّر عنها / كلُّ وصفٍ وتشتهيها النفوسُ
بين وردٍ وسوسَنٍ وبَهَارٍ / سعودٍ قد جانبتها النحوس
وترى النرجِس الذكيّ إذا ما / حرّكته الرياح وهو يمِيسُ
كعَذَارَى تخالهنّ سُكَارى / يتعانقن والوجوه شموس
قُضُب من زُمُرّدٍ حامِلاتٌ / فضة فوقها اللُجَين كؤوس
ولنا قهوة كلونِ خدودٍ / ناعماتٍ قد شفّهنّ البوس
رِيحها ريح عنبرِ الشحر لما / أَحكمتها وعتَّقتها المجوسُ
يا ليلة عانقنِي بدرُها
يا ليلة عانقنِي بدرُها / فامتزجت نَفْسانِ في نَفْسِ
كأنما عانقتُ شمس الضحى / أو قمراً في صورة الإِنس
قد دعانا إلى الصِبَا الناقوسُ
قد دعانا إلى الصِبَا الناقوسُ / حين حنَّتْ إلى الصَبُوحِ النفُوسُ
ونسِم الهواءِ قد رَقَّ حتى / كاد يخفَى نهوضه المحسوس
وكأنّ الصباح والليل لمّا / أَسفر الفجرُ أسْعُدٌ ونحوس
حبّذا الراح كلَّما شيَّع الرا / حَ بألفاظِهِ الغزالُ الأنيس
فاستَحثّ الكؤوسَ وهي صباح / وسقانا المدام وهي شموس
عَيْنَ شمس لا عاينتِك الشموس
عَيْنَ شمس لا عاينتِك الشموس / منزِل مقفر ورَبْع دَرِيس
يرجِع الطَرْفُ خاسِئاً وحسِيرا / وتقاسِي الكروبَ فيه النفوسُ
عسكرت فِيهِ للأفاعِي جيوش / وثوى للذئابِ فيه خَميسُ
فهو عار إلا مِن الشؤمِ والشر / ر فلا حلَّ أرضَه التقدِيس
آهِ مِن منزِلٍ طوى إِيناسَهْ
آهِ مِن منزِلٍ طوى إِيناسَهْ / وأطالت أيَّامُه إِنحاسَهْ
كالح الأرضِ خافِتِ الريح جَهْم الن / نبتِ لم تُنْطِقِ النوى إخراسه
كيف أَستعمِل الطلاقة ما بي / ن ربوعٍ أسماؤها العبَّاسه