القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد مُحرَّم الكل
المجموع : 4
أَمشي عَلى خَوفٍ وَطولِ تَلَفُّتٍ
أَمشي عَلى خَوفٍ وَطولِ تَلَفُّتٍ / فَإِذا جَلَستُ خَشيتُ شَرَّ المَجلِسِ
وَإِذا ثُويتُ بِمَنزِلي أَلفَيتَني / مَيتَ المَفاصِلِ مُحرَجُ المُتَنَفَّسِ
يا هَمَّ قَلبي مِن حَياةٍ مُرَّةٍ / جَمَعَ الزَمانُ بِها صُنوفَ الأَبؤُسِ
أُزجي طِوالَ هُمومِها بِبَقِيَّةٍ / لِلصَبرِ أَحسَبُها نُفاضَةَ مُفلِسِ
وَلَقَد عَلِمتُ وَإِن تَكاءَدَني الأَسى / أنَّ الكَريمَ عَلى الحَوادِثِ يَأتَسي
أَبا شادي وَكُنتَ لَنا حَليفاً
أَبا شادي وَكُنتَ لَنا حَليفاً / نُجَرِّدُ لِلجِهادِ شَديدَ بِأسِكْ
أَتَهدِمُ طولَ يَومِكَ ما بَنَتهُ / يَداكَ مِنَ المَعاقِلِ طولَ أَمسِكْ
أَما تَرعى ذِمامَ الحَربِ يَوماً / فَتَبعَثُها لِقَومِكَ أَو لِنَفسِكْ
أَتَرضى أَن تَطيرَ إِذا التَحَمنا / مَلايينُ الرُؤوسِ لِأَجلِ رَأسِكْ
مَكانَكَ إِنَّنا لَأُولو رَجاءٍ / نَصولُ بِهِ وَأَنتَ صَريعُ يَأسِكْ
ممالِكَ الشّرقِ ما في الحقِّ من باسِ
ممالِكَ الشّرقِ ما في الحقِّ من باسِ / أشفى الجريحُ وضلّت حكمة الآسي
دَعِي القضاءَ وما تَبغِي زَلازِلُه / بالشّامخِ الضّخم أو بالشّاهقِ الرّاسي
واستقبلي ضَرباتِ الدّهرِ خاشعةً / ذَهَبْنَ بالقلبِ أم أَوْدَيْنَ بالرّاسِ
نداعِسُ الحادثاتِ السُّود ثائرةً / والموتُ يَصرعُ منّا كلَّ دَعّاسِ
هَوَى الأمينُ على أشلاءِ رفقتِه / في جوفِ أشدقَ للأبطالِ فَرّاسِ
طوى الدُّهورَ ووارَى في جوانِحه / مِلءَ الممالكِ من جنٍّ ومن ناسِ
يرمي الشُّعوبَ إذا استعصَتْ بطاغيةٍ / جَمِّ الصّواعقِ جبّارِ القُوَى قاسِ
باد الأُلى عَمروا الأيّامَ زاهيةً / فما ترى العينُ منهم غيرَ أرماسِ
الدَهرُ نَشوانُ ما ينفكُّ يَقْرَعُنا / بالحادثِ النُّكرِ قَرْعَ الكاس ِبالكاسِ
كبّرتُ للفارس المِقدامِ مُنْعَفِراً / بين الضَّجِيعَينِ مِن صِدقٍ ومن باسِ
أَوْلىَ الرجالِ بِسربالِ الحياةِ فَتىً / ضَافي السرَّابيلِ مِن نَسْج الوَغَى كاسِي
لكنَّهُ الموتُ لا يُرْمَى بأسلحةٍ / ولا تُرَدُّ عَواديهِ بِحُرَّاسِ
رَمَى الأمينَ بِنابٍ غاصَ نَافِذُه / في أُمَّةٍ رَهْنَ أنيابٍ وأَضْراسِ
يُلقِي الشّباكَ عليها كلُّ مُقْتنِصٍ / وَيُدمِنُ الفَتكَ فيها كلُّ نَهّاسِ
ما إن تَزالُ رُعاةُ السُّوءِ تجعلُها / مَرْعَى عَواسِلَ عَجْلىَ الشَّدِّ أطلاسِ
مَوقوفةَ السَّعي ما يَمشي الزّمانُ بها / كأنّ آمالَها شُدَّتْ بِأَمْراسِ
تُناشِدُ العهدَ أَقواماً فَراعِنةً / سَاسوا الشُّعوبَ فكانوا شرَّ سُوّاسِ
يَنقضُّ جَلّادُهم في كلِّ مَملكةٍ / يَرْمِي العبيدَ ويحمي كل نخّاسِ
بُوركت مِن مُؤمنٍ ما كَانَ أطهرَهُ / على تَصاريفِ دُنيا ذاتِ أرْجاسِ
مُسْتَيْقنِ النّفسِ لا يَغْشَى سرِيرتَهُ / ما في السّرائرِ مِن ظنٍّ وَوَسواس
يَشْقَى بهِ في رِداءِ الحقِّ كُلُّ فتىً / نَزّاعِ أَرْديِةٍ في القومِ لبّاسِ
جمِّ النّوازعِ لا تُحْصَى مذاهِبُه / ولا تُحدُّ مَناحيهِ بِمقياسِ
جِنسٌ من الشّرِّ ما يَنفكُّ واحِدُه / يَنشقُّ عن صُوَرٍ شتَّى وأجناسِ
الشَّرقُ يَرجفُ والإسلامُ في فَزَعٍ / عاني الممالِكِ يخشى كُلَّ دَسّاسِ
عَاليِ الضَّجيجِ لِيومٍ من مآتمهِ / كَيومِ حَمزةَ أو يوم ابْنِ عبّاسِ
صَيحاتُ تُونسَ مَا انْفكّتْ تجاوبُها / أنّاتُ بكين أو رَنّاتُ مِدارسِ
وَعْندَ مكَّةَ إذ أَوْدَى وَجارَتِها / ما عند بغدادَ مِن هَمٍّ وَإبْلاسِ
تَمضي الخطوبُ فَتُنْسَى بَعدَ شِدَّتِها / وما لِخطبِ بني الفاروقِ مِن ناسِ
راحوا به صَيِّباً مِن حِكمةٍ وَهُدىً / في صَيِّبٍ من دُموعِ الرُّسْلِ رَجَّاسِ
نُورٌ مِن الملأ الأعلى مَطالِعُه / يَنسابُ سَاطِعُه في كلِّ نبراسِ
الفارسُ العدلُ لم يَجهلْ على بَطَلٍ / ولم يُذِقْهُ الرَّدَى إلا بِقِسْطَاسِ
والكاتبُ الحُرُّ لم يَهْتِكْ حِمَى قَلَمٍ / بالتُّرَّهاتِ ولم يَعْبَثْ بِقِرْطَاسِ
مِن معشرٍ غَيرِ أنكاسٍ ولا وُهُنٍ / مُسْتَمْسِكينَ بِحبلِ اللهِ أكياسِ
لا تَسْتَبِيحُ الدَّنايا خِيسَ مَكْرُمَةٍ / إلا احْتَمَتْ مِن سَجاياهم بأخياسِ
هُمُ الكنانةُ تَرمي كلَّ مُرتَبِئٍ / ضَاحِي السّهامِ وتنفِي كلَّ عَسّاسِ
لسنا مَطايا الأَذى إن حَاجةٌ عَرَضتْ / للِغاصِبينَ وما كُنّا بِأحْلاسِ
لا يَصلحُ الأَمرُ إلا في مَدارجهِ / ولا تَطولُ الذُّرَى إلا بآساسِ
لا جَفَّ مَثواكَ مِن ناءٍ تحيَّتُه / ما في الفراديسِ مِن وَرْدٍ ومن آسِ
أكبرتُ رُزءكَ حتّى ما تُجاوِرُني / خضراءُ إلا ذَوَتْ مِن حرِّ أنفاسي
وكيف تملكُ نَفْسِي فيكَ تأسيةً / والحزنُ يملِكُ وِجداني وإحساسي
ليِ مِن مُصابِكَ إن نَفْسُ امْرئٍ سكَنتْ / نَفسُ الجَريح وقلبُ الجازعِ الآسي
أبكي الكِنانةَ حَيرى لم تُصِبْ سَعَةً / مِن الرّجاءِ ولم تَنْزَعْ إلى الياسِ
ما للمآتمِ والأعراسِ مِن خَطرٍ / مآتمي هي في الدُّنيا وأعراسي
أملٌ يَزُفُّ مع السَنين عروسا
أملٌ يَزُفُّ مع السَنين عروسا / فيشوقهنَّ أهلَّةً وشُموسا
مُوفٍ على أُمم الحياةِ يُريكَها / دُنيا تَطَلَّعُ أعيُناً ورُؤوسا
يتبسّمُ الإِسلامُ في نظراتِه / بَيْنَا يراه النّاظرون عَبوسا
أوما رأيتَ مُحمدّاً في نُورهِ / وشَهِدتَ رِفقتَهُ الكِرامَ الشُّوسا
انظُرْ إلى الرَّهَجِ المُثارِ وحَيِّهِ / قلماً أحرَّ من السُّيوفِ وَطيسا
وَاسْألْ عن الفتح المبينِ أما شَفَى / مُهَجاً يَهِيجُ غليلُها ونُفوسا
لا تَعجلَنَّ فللبقيَّةِ حِينُها / واصبِرْ فما خُلِقَ الأَبِيُّ يَؤوسا
المُسلِمونَ على جَهالةِ بعضِهم / عَرفوا الحياةَ نَعيمَها والبُوسا
أخذوا عن الزّمن المُشاغِبِ عِلمَها / وتجرّعوهُ من الخطوبِ دُروسا
أفيبلغون مدى العواصفِ نُوّماً / أم يُدركون سَنَى البُروقِ جُلوسا
ليس الذي لَبِسَ السِّلاحَ كعاجزٍ / جعل التهيُّبَ والنُّكول لَبوسا
يا فتحُ والدنيا مجالُ مُغامِرٍ / يُزجِي خميساً للوَغَى فخميسا
قُلْ للأُلى جَهِلوا الجِهادَ وحُكمَهُ / لا تأخذوه مُحرَّفاً معكوسا
خُوضوا الغِمارَ فلن تنالوا مأرباً / حتى تَرَوْهَا تستطيرُ ضروسا
ألّا يكن إلا المنايا فاطلبوا / بين الأسنّةِ والسّيوفِ رُموسا
لو ضنَّ مُعتَنِقُ الحتوفِ بِنفسِه / ما نال من دنيا الرجالِ نَفِيسا
لا تلتَمِسْ عَدَماً فلستَ بواجدٍ / من ليس يُوجَدُ في دَمٍ مَغموسا
وَدَعِ الخسيسَ من المطالبِ والمُنَى / إن كُنتَ تَأْنفُ أن تكون خسيسا
الكونُ مُنطَلَقٌ لِعزمِكَ واسعٌ / فأرْبَأْ بنفسِكَ أن تكون حبيسا
أرأيْتَ مَن جَعَلَ الرِّياسَةَ همَّهُ / وسألتَ قومَكَ كيف صار رئيسا
الدّينُ والدُّنيا وَراءَ ضجيجِه / يستشرفان أيسمعان حَسيسا
يَعْيَا بذكرِهما ويُعرِضُ عنهما / إلا وساوسَ تخدعُ المسلوسا
ساسَ الجماهيرَ الخِفافَ ولم يكن / لولا رَفيفُ حُلومِها لِيَسوسا
خذلته تجربةُ الأُمور ولم يزل / يَستنصِرُ التّمويهَ والتدليسا
قَتَلَ النُّفوسَ وراحَ يَزْعُمُ أنّه / عيسى بن مريمَ أو خليفةُ عِيسَى
خيرُ الحواريّينَ في إنجيله / مَن يُزلِفُ التّعظيمَ والتّقديسا
دِينُ من البُهتانِ ليس يُحِلُّهِ / دينُ المسيحِ ولا شريعةُ موسى
يا فتحُ داوِ الدَّاءِ بالطبّ الذي / أعيا الرّئيسَ وفات جالينوسا
لا تَبتئِسْ بالجُرحِ أفرط شرُّه / وطغَى أَذاهُ فكلّ جُرْحٍ يُوسى
أَقِمِ المنارَ لِمُدلجِينَ تنكّبوا / سُبُلَ الرّشادِ وجَدِّدِ النّاموسا
آثارُ قومِكَ للحياةِ مَعالمٌ / غُرٌّ تُضِيئ المجهلَ الأُدموسا
انْظُرْ أيستهدي الغَوِيُّ مُبينَها / أم يستبينُ الدَّارسَ المطموسا
صَدَأُ النّواظرِ والقلوبِ أشدُّ من / صَدَإِ الحديدِ مَضرَّةً إن قِيسا
أنت المؤمَّلُ للجلاءِ فهاتِه / قَبَساً يُدارُ على يديكَ طُروسا
طُفْ بالبيانِ الطّلقِِ عذباً سائغاً / إنّا شَرِبْنا الدّينَ فيه كُؤوسا
واطْوِ السّنِينَ بهمَّةٍ قُرَشيَّةٍ / تقتادُ منها رَيِّضاً وشَموسا
اللهُ ثَبّتَ جانِبَيْكَ بمؤمنٍ / شدَّ البناءَ وأحكمَ التاسيسا
وَلَدَتْهُ مأسدةُ النُّبوَّةِ قَسْوَراً / لم يتّخِذْ غيرَ المصاحفِ خِيسا
جَرّبتُ منه الفاضلَ النَّزِهَ الهَوى / وعرفتُ فيه الباسل الدِعِّيسا
اللهُ ألهمني الهُدَى وأعدَّ لي / منه نَجِيّاً صالحاً وأنيسا
يا حارسَ الإِسلامِ حسُبك أن تُرى / من كيد كلّ مُناجزٍ محروسا
اطْرُدْ دُعاةَ السُّوءِ عنه ولا تَدَعْ / في المؤمنين الصّادقين دسيسا
واعْمَلْ لِربِّكَ لا يَرُعْكَ مُضلَّلٌ / يجفو الإلهَ ويصطفي إبليسا
سُبحانَ ربِّكَ لن يُغادِرَ عدلُهُ / بين البريّةِ عاملاً مبخوسا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025