المجموع : 17
المرءُ يمنى بالرجا والياسِ
المرءُ يمنى بالرجا والياسِ / ويضيعُ بينهما ضعيفُ الباسِ
فإذا عزمتَ فلا تكُن متردداً / فسدَ الهوى بتَردُدِ الأنْفاسِ
وإذا استعنتَ فبالتجاربِ إنها / للنفسِ كالأضراسِ للأضراسِ
وعلامَ ترجو الناسَ في الأمرِ الذي / يعنيكَ أنتَ وأنتَ بعضُ الناسِ
النفسُ قوسٌ والعزيمة سهمها / فارمِ الرجا من هذهِ الأقواسِ
وأضىءْ حياتكَ بالمعارفِ إنما / هي في ظلامِ العمرِ كالنبراسِ
واجعل أساسَ النفسِ حبَّ اللهِ إذ / لا خيرَ في بيتٍ بغيرِ أساسِ
هاتِ اسقنيها والدجى ساحبُ
هاتِ اسقنيها والدجى ساحبُ / ذيلَ الصبا كالملكِ الأشوسِ
واقبس لنا من نارها جذوةً / تثورُ بالنخوةِ في الأرؤسِ
قد شبها الليلُ لمن بهتدي / فصبها الفجرُ لمن يحتسي
كالخدِ والدمعِ ولكنها / ليست من الوردِ ولا النرجسِ
وعاطني والروضُ من حسنهِ / يرقصُ في الأطلسِ والسندسِ
ارى في ذلكَ الثغرِ
ارى في ذلكَ الثغرِ / طِلاً وشفاهكِ الكاسُ
فإنْ جدْتِ شفيتُ وإن / بخلتِ أمضَّني الياسُ
وأحلى الحبِّ ما كانَ / ولم يعلم بهِ الناسُ
خداكِ يا ذاتَ العيو
خداكِ يا ذاتَ العيو / نِ الغائراتِ النُّعَّسِ
كالوردِ إلا أنهُ / يحميهِ لحظُ النرجسِ
أما وقدُّكِ وهو من / تلكَ الغصونِ الميسِ
وشفاهكِ الحمراءُ والخم / رُ الذي لم احتسِ
إني إذا رقصَ القوا / مُ ومالَ تحتَ السندسِ
ونظرتُ ثغركِ ضاحكاً / وبقيتِ لي لم تعبسي
وسقيتني راحَ الهوى / من غيرِ تلكَ الأكؤسِ
لأرى الكواكبَ خادما / تي كالجواري الكنَّسِ
وأظنني بينَ الملو / كِ مليكَ كلِّ الأنفسِ
وأرى بحبكِ كلَّ آن / سٍ حاضراً في مجلسي
رأتهُ عيني فوقَ كرسيهِ
رأتهُ عيني فوقَ كرسيهِ / كالشمسِ أو أبهى من الشمسِ
مثلَ سليمانَ على عرشهِ / يحكمُ بينَ الجنِّ والأنسِ
فقالَ لي العاذلُ آمنتُ ما / أجحدُ فيهِ آيةَ الكرسي
ألا أيها القلبُ لا تيأسِ
ألا أيها القلبُ لا تيأسِ / وأيتها النفسُ لا تيأسي
أَئِنْ نفرُّوا الظبيَ لم تأنسا / لوحشةِ ليلي فلم آنسِ
وضاقتْ بي الأرضُ حتى كأني / من الضيقِ أمسيتُ في محبسٍ
دعاهُ يُحَجَّبْه داجي الهموم / فما تطلعِ الشمسُ في الحِندِسِ
وإلا تُعينا على سلوةٍ / فصبراً على الأعينِ النُعسِ
عهدتكما طائري بانةٍ / وعودكما خَضِرٌ مكتسي
فأيبسهُ حرُّ هذا الهوى / وماء الصبا فيهِ لم ييبسِ
وسامكما الشوقُ هذا الهوان / وساءكما في الهوى ما يُسي
وإني ليحزنني بعدَ ذاكَ / أن يذهبَ الحبُّ بالأنفسِ
فيا أنسَ اللهُ أهل الهوى / ومن يخلقونَ بلا مؤنسِ
ترى الصبَّ تحسبهُ ميتاً / ضجيعاً على القبرِ لم يُرمسِ
وحسبُ بني الشوقِ أن يعرفوا / بذلَ رؤسهمُ النُّكسِ
لقد ضلَّ بينَ الهوى والعيونِ / رأيُ الفتى الحازم الأكيسِ
كما ضيعَ العقلُ أهلَ العقولِ / بينَ المدامةِ والأكؤسِ
فيا كوكبَ الصبحِ إما بزغتْ / تألق تاجاً على الأرؤسِ
ويا طلعةَ البدرِ إما سفرتِ / كما تسفرُ الخودُ في المجلسِ
ويا غادةَ الروضِ إما جررتِ / ذيولَ الحرائرِ والسندسِ
ويا أُذُنَ الريحِ إما وعيتِ / سلامَ ذوي الكلفِ البؤَّسِ
ويا شفةَ الوردِ إما لثمتِ / عيوناً تفتحُ في النرجسِ
ويا لمةَ الآسِ فينانة / كُلَمَّةِ ذي الصَّيِّدِ الاشوسِ
ويا قضبَ البانِ مياسةٌ / ترنحُ كالأهيفِ المحتسي
خذي للمحجبِ عني السلامَ / وقولي نسيتَ فتىً ما نسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي / وتلاهيتُ بعدَ أيامِ أنسي
سائلوا النومَ هل رأتهُ عيوني / واسألوا عن هواي مالكَ نفسي
فوربِّ السماءِ والأرضِ إني / لأرى في مصارعِ الحبيبِ رمسي
كيفَ أسلو وقد حسوتُ كؤوسي / من خدودٍ ومن مراشِفَ لُعْسِ
كلما دارتِ الشفاهُ بكأسٍ / دارَ خداهُ لي بكأسٍ وكأسِ
وأرى وجههُ وقد بدت الشم / سُ فأغدو ما بين شمسٍ وشمسِ
ومتى كنتُ ناقضَ العهدِ حتى / أتناسى عهودهُ بالتأسي
إنما الحبُّ في الكرامِ حبيسٌ / أنزلوهم من صدرِهم خيرَ حبسِ
هل ترى حبَّ عبلةَ ماتَ إلا / يومَ ماتَ الكريمُ فارسَ عبسِ
وإذا كانَ بينَ قومٍ ودادٌ / لم يخنهْ في القومِ غيرُ الأخَسِّ
اكفني ذلكَ الصدودَ فإني / لا أىرى الصدَّ غيرَ طالعَ نحسِ
واروِ من مهجتي عليكَ غليلاً / سعرتهُ في أضلعي نارُ يأسي
إنني ذاكر ودادكَ ما عش / تُ وإن كانتِ الحوادثُ تنسي
ولقد شفتي العواذلُ حتى / خلتُ عمري مابينَ يومي وامسي
يا شموساً طلعتْ في الغلسِ
يا شموساً طلعتْ في الغلسِ / ما عليكنَّ من المختلسِ
درنَ في أفلاككنَّ دورةً / تكشفُ الريبَ عن الملتبسِ
وترفَّقْنَ بصبٍّ مُدْنفٍ / يتلظى قلبهُ كالقبسِ
ظنَّهُ عاذلُهُ ذا جُنَّةٍ / أدكرتْ من أمرِ قيسٍ ما نسي
وإذا ظنُّوا الغرامَ هوساً / فأنا ربُّ الهوى والهوسِ
قد شجتني أنةُ العودِ فلمْ / يبقَ مني غيرُ رجعُ النفسِ
أترى أيديهم تلمسهُ / أم ترى يعشقُ ذاتَ الملسِ
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي / وما بنفسي إلا لوعةُ الياسِ
وينظرُ القلبَ مجروحاً بناظرهِ / ولا يرقُ لقلبي قلبهُ القاسي
جُرحُ الحسامِ لهُ آسٍ يطببهُ / ولستُ ألقى لجرحِ اللّحظِ من آسِ
فإن يكُ الحبُّ أن أحيا بلا أملٍ / فقد قطعتُ من الآمالِ أمراسي
وإن يكن مثلي العشاقُ قد هجروا / فأينَ ميلُ قلوبُ الناسِ للناسِ
وأينَ ذو كبدٍ يرثي لذي كبدٍ / كأنما أنضجوها فوقَ أقباسِ
إني لأنظرُ أجناساً منوعةً / وكم يضيعُ جنسٌ بينَ أجناسِ
وقد أراني في قومٍ أولي كسلٍ / كأنما انتفضوا من تحتِ أرماسِ
فبعضهمْ بينَ اخفافِ الهوانِ هوى / وبعضهمْ ضلَّ بينَ الكاسِ والطاسِ
لو كانَ منهمْ كليبٌ يومَ نكبتهِ / لعافَ طعنَ كليبٍ رمحُ جساسِ
ما الحبُّ إلا أنسُ كلِّ امرئٍ
ما الحبُّ إلا أنسُ كلِّ امرئٍ / لو كانَ يدري الناسُ ما الأنسُ
ولو درى كلُّ الورى فضلهُ / لهامَ فيِهِ الجنُّ والأنسُ
إن ضحكَ القومُ على بعضهمْ
إن ضحكَ القومُ على بعضهمْ / فسوفَ يبكونَ على رمسِهِ
من كانَ من اخوانِهِ ضاحكاً / فانما يضحكُ من نفسهِ
كلٌ يقولُ شقينا
كلٌ يقولُ شقينا / وكلناٌّ فاتَ أمسُهْ
هذا يحيلُ على ذا / وآفةُ الكلِّ جنسُهْ
وبعضنا يتسامى / فليسَ يُسمَعُ حسّهْ
يرثي لمن ليسَ منهُ / وموتُ أهليهِ عرسهْ
من كانَ ضرسُ سواهُ / فليسَ يعنيهِ ضرسُهْ
واللهِ لو عقلَ الشرقُ / لاختفتْ عنهِ شمسُهْ
عدتْ على أقوامنا النحوسُ
عدتْ على أقوامنا النحوسُ /
وضلَّلتهم هذهِ الكؤوسُ /
فانقلبتْ في الأرجلِ الرؤوسُ /
وخُرِّبَ العقلُ بها والكيسُ /
فجلهم بينَ الورى بئيسُ /
النصحُ يا قومي هو النفيسُ /
والغيُّ تعمى عندهُ النفوسُ /
فبصِّروها فالهدى مطموسُ /
وقد ضربنا مثلاً فقيسوا /
إنَّ الأنامَ وحوشٌ
إنَّ الأنامَ وحوشٌ / وإنما الإسمُ ناسُ
تخاتلٌ وزحامٌ / وقسوةٌ ومراسُ
فاخشَ الضعيفَ وإن لا / نَ كم من الضعفِ باسُ
والماءُ ألينُ شيءٍ / لكنهُ لا يداسُ
ما بالُ هذا الجسم يا فتنتي
ما بالُ هذا الجسم يا فتنتي / مَنْ سرقَ الديباجُ من حبسِ
وبعضهُ في كفنٍ واسعٍ / وبعضهُ في ضيقِهِ الرمسِ
لكلِّ شيءٍ حسنٍ زينةٌ / وزينةُ الخمرةِ في الكاسِ
والبدرُ في ديباجةٍ يجتلى / وأنتِ في عشرٍ وفي خمسِ
شريعةٌ تنسخُ من يومها / كلَّ الذي قد شرعتْ أمسِ
ولو تزيدُ الحسنَ أثوابُهُ / لبانَ نقصَ الحسنِ في الشمسِ
أهانتِ الغاداتُ أهلَ الهوى / وهنَّ قد هُنَّ على نفسي
فأعينُ القومِ وأذيالها / مصلحةٌ للرشِ والكنسِ
بي حبيبٌ مسَّ عقلي
بي حبيبٌ مسَّ عقلي / فأصابَ العقلَ مسُّ
أترى يرجعُ قلبي / ومتى يرجعُ أمسُ
ليتَ لي نفسينِ إن أَه / لكُ نفساً تبقى نفسُ
ما أوجبَ الإعراضَ بعدَ الذي
ما أوجبَ الإعراضَ بعدَ الذي / قد كانَ من وصلٍ وإيناسِ
اراكِ في الهجرِ كأني أرى / بأعينٍ ما كنَّ في راسي
فهل لقلبي فيكِ من حيلةٍ / وهل على قلبكِ من باسِ
عن تشبهُ الوردَ فإني من ال / هوى عرتني هزَّةُ الآسِ
ينبئني لحظكِ أنَّ الذي / سبّب هذا قلبكِ القاسي
فأنتِ تخفي السرَّ لكنما / تظهرهُ عيناكِ للناسِ