القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 17
المرءُ يمنى بالرجا والياسِ
المرءُ يمنى بالرجا والياسِ / ويضيعُ بينهما ضعيفُ الباسِ
فإذا عزمتَ فلا تكُن متردداً / فسدَ الهوى بتَردُدِ الأنْفاسِ
وإذا استعنتَ فبالتجاربِ إنها / للنفسِ كالأضراسِ للأضراسِ
وعلامَ ترجو الناسَ في الأمرِ الذي / يعنيكَ أنتَ وأنتَ بعضُ الناسِ
النفسُ قوسٌ والعزيمة سهمها / فارمِ الرجا من هذهِ الأقواسِ
وأضىءْ حياتكَ بالمعارفِ إنما / هي في ظلامِ العمرِ كالنبراسِ
واجعل أساسَ النفسِ حبَّ اللهِ إذ / لا خيرَ في بيتٍ بغيرِ أساسِ
هاتِ اسقنيها والدجى ساحبُ
هاتِ اسقنيها والدجى ساحبُ / ذيلَ الصبا كالملكِ الأشوسِ
واقبس لنا من نارها جذوةً / تثورُ بالنخوةِ في الأرؤسِ
قد شبها الليلُ لمن بهتدي / فصبها الفجرُ لمن يحتسي
كالخدِ والدمعِ ولكنها / ليست من الوردِ ولا النرجسِ
وعاطني والروضُ من حسنهِ / يرقصُ في الأطلسِ والسندسِ
ارى في ذلكَ الثغرِ
ارى في ذلكَ الثغرِ / طِلاً وشفاهكِ الكاسُ
فإنْ جدْتِ شفيتُ وإن / بخلتِ أمضَّني الياسُ
وأحلى الحبِّ ما كانَ / ولم يعلم بهِ الناسُ
خداكِ يا ذاتَ العيو
خداكِ يا ذاتَ العيو / نِ الغائراتِ النُّعَّسِ
كالوردِ إلا أنهُ / يحميهِ لحظُ النرجسِ
أما وقدُّكِ وهو من / تلكَ الغصونِ الميسِ
وشفاهكِ الحمراءُ والخم / رُ الذي لم احتسِ
إني إذا رقصَ القوا / مُ ومالَ تحتَ السندسِ
ونظرتُ ثغركِ ضاحكاً / وبقيتِ لي لم تعبسي
وسقيتني راحَ الهوى / من غيرِ تلكَ الأكؤسِ
لأرى الكواكبَ خادما / تي كالجواري الكنَّسِ
وأظنني بينَ الملو / كِ مليكَ كلِّ الأنفسِ
وأرى بحبكِ كلَّ آن / سٍ حاضراً في مجلسي
رأتهُ عيني فوقَ كرسيهِ
رأتهُ عيني فوقَ كرسيهِ / كالشمسِ أو أبهى من الشمسِ
مثلَ سليمانَ على عرشهِ / يحكمُ بينَ الجنِّ والأنسِ
فقالَ لي العاذلُ آمنتُ ما / أجحدُ فيهِ آيةَ الكرسي
ألا أيها القلبُ لا تيأسِ
ألا أيها القلبُ لا تيأسِ / وأيتها النفسُ لا تيأسي
أَئِنْ نفرُّوا الظبيَ لم تأنسا / لوحشةِ ليلي فلم آنسِ
وضاقتْ بي الأرضُ حتى كأني / من الضيقِ أمسيتُ في محبسٍ
دعاهُ يُحَجَّبْه داجي الهموم / فما تطلعِ الشمسُ في الحِندِسِ
وإلا تُعينا على سلوةٍ / فصبراً على الأعينِ النُعسِ
عهدتكما طائري بانةٍ / وعودكما خَضِرٌ مكتسي
فأيبسهُ حرُّ هذا الهوى / وماء الصبا فيهِ لم ييبسِ
وسامكما الشوقُ هذا الهوان / وساءكما في الهوى ما يُسي
وإني ليحزنني بعدَ ذاكَ / أن يذهبَ الحبُّ بالأنفسِ
فيا أنسَ اللهُ أهل الهوى / ومن يخلقونَ بلا مؤنسِ
ترى الصبَّ تحسبهُ ميتاً / ضجيعاً على القبرِ لم يُرمسِ
وحسبُ بني الشوقِ أن يعرفوا / بذلَ رؤسهمُ النُّكسِ
لقد ضلَّ بينَ الهوى والعيونِ / رأيُ الفتى الحازم الأكيسِ
كما ضيعَ العقلُ أهلَ العقولِ / بينَ المدامةِ والأكؤسِ
فيا كوكبَ الصبحِ إما بزغتْ / تألق تاجاً على الأرؤسِ
ويا طلعةَ البدرِ إما سفرتِ / كما تسفرُ الخودُ في المجلسِ
ويا غادةَ الروضِ إما جررتِ / ذيولَ الحرائرِ والسندسِ
ويا أُذُنَ الريحِ إما وعيتِ / سلامَ ذوي الكلفِ البؤَّسِ
ويا شفةَ الوردِ إما لثمتِ / عيوناً تفتحُ في النرجسِ
ويا لمةَ الآسِ فينانة / كُلَمَّةِ ذي الصَّيِّدِ الاشوسِ
ويا قضبَ البانِ مياسةٌ / ترنحُ كالأهيفِ المحتسي
خذي للمحجبِ عني السلامَ / وقولي نسيتَ فتىً ما نسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي
زعموني نسيتُ والهجرُ ينسي / وتلاهيتُ بعدَ أيامِ أنسي
سائلوا النومَ هل رأتهُ عيوني / واسألوا عن هواي مالكَ نفسي
فوربِّ السماءِ والأرضِ إني / لأرى في مصارعِ الحبيبِ رمسي
كيفَ أسلو وقد حسوتُ كؤوسي / من خدودٍ ومن مراشِفَ لُعْسِ
كلما دارتِ الشفاهُ بكأسٍ / دارَ خداهُ لي بكأسٍ وكأسِ
وأرى وجههُ وقد بدت الشم / سُ فأغدو ما بين شمسٍ وشمسِ
ومتى كنتُ ناقضَ العهدِ حتى / أتناسى عهودهُ بالتأسي
إنما الحبُّ في الكرامِ حبيسٌ / أنزلوهم من صدرِهم خيرَ حبسِ
هل ترى حبَّ عبلةَ ماتَ إلا / يومَ ماتَ الكريمُ فارسَ عبسِ
وإذا كانَ بينَ قومٍ ودادٌ / لم يخنهْ في القومِ غيرُ الأخَسِّ
اكفني ذلكَ الصدودَ فإني / لا أىرى الصدَّ غيرَ طالعَ نحسِ
واروِ من مهجتي عليكَ غليلاً / سعرتهُ في أضلعي نارُ يأسي
إنني ذاكر ودادكَ ما عش / تُ وإن كانتِ الحوادثُ تنسي
ولقد شفتي العواذلُ حتى / خلتُ عمري مابينَ يومي وامسي
يا شموساً طلعتْ في الغلسِ
يا شموساً طلعتْ في الغلسِ / ما عليكنَّ من المختلسِ
درنَ في أفلاككنَّ دورةً / تكشفُ الريبَ عن الملتبسِ
وترفَّقْنَ بصبٍّ مُدْنفٍ / يتلظى قلبهُ كالقبسِ
ظنَّهُ عاذلُهُ ذا جُنَّةٍ / أدكرتْ من أمرِ قيسٍ ما نسي
وإذا ظنُّوا الغرامَ هوساً / فأنا ربُّ الهوى والهوسِ
قد شجتني أنةُ العودِ فلمْ / يبقَ مني غيرُ رجعُ النفسِ
أترى أيديهم تلمسهُ / أم ترى يعشقُ ذاتَ الملسِ
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي
يشكو إلى ثغرهِ من حرِّ أنفاسي / وما بنفسي إلا لوعةُ الياسِ
وينظرُ القلبَ مجروحاً بناظرهِ / ولا يرقُ لقلبي قلبهُ القاسي
جُرحُ الحسامِ لهُ آسٍ يطببهُ / ولستُ ألقى لجرحِ اللّحظِ من آسِ
فإن يكُ الحبُّ أن أحيا بلا أملٍ / فقد قطعتُ من الآمالِ أمراسي
وإن يكن مثلي العشاقُ قد هجروا / فأينَ ميلُ قلوبُ الناسِ للناسِ
وأينَ ذو كبدٍ يرثي لذي كبدٍ / كأنما أنضجوها فوقَ أقباسِ
إني لأنظرُ أجناساً منوعةً / وكم يضيعُ جنسٌ بينَ أجناسِ
وقد أراني في قومٍ أولي كسلٍ / كأنما انتفضوا من تحتِ أرماسِ
فبعضهمْ بينَ اخفافِ الهوانِ هوى / وبعضهمْ ضلَّ بينَ الكاسِ والطاسِ
لو كانَ منهمْ كليبٌ يومَ نكبتهِ / لعافَ طعنَ كليبٍ رمحُ جساسِ
ما الحبُّ إلا أنسُ كلِّ امرئٍ
ما الحبُّ إلا أنسُ كلِّ امرئٍ / لو كانَ يدري الناسُ ما الأنسُ
ولو درى كلُّ الورى فضلهُ / لهامَ فيِهِ الجنُّ والأنسُ
إن ضحكَ القومُ على بعضهمْ
إن ضحكَ القومُ على بعضهمْ / فسوفَ يبكونَ على رمسِهِ
من كانَ من اخوانِهِ ضاحكاً / فانما يضحكُ من نفسهِ
كلٌ يقولُ شقينا
كلٌ يقولُ شقينا / وكلناٌّ فاتَ أمسُهْ
هذا يحيلُ على ذا / وآفةُ الكلِّ جنسُهْ
وبعضنا يتسامى / فليسَ يُسمَعُ حسّهْ
يرثي لمن ليسَ منهُ / وموتُ أهليهِ عرسهْ
من كانَ ضرسُ سواهُ / فليسَ يعنيهِ ضرسُهْ
واللهِ لو عقلَ الشرقُ / لاختفتْ عنهِ شمسُهْ
عدتْ على أقوامنا النحوسُ
عدتْ على أقوامنا النحوسُ /
وضلَّلتهم هذهِ الكؤوسُ /
فانقلبتْ في الأرجلِ الرؤوسُ /
وخُرِّبَ العقلُ بها والكيسُ /
فجلهم بينَ الورى بئيسُ /
النصحُ يا قومي هو النفيسُ /
والغيُّ تعمى عندهُ النفوسُ /
فبصِّروها فالهدى مطموسُ /
وقد ضربنا مثلاً فقيسوا /
إنَّ الأنامَ وحوشٌ
إنَّ الأنامَ وحوشٌ / وإنما الإسمُ ناسُ
تخاتلٌ وزحامٌ / وقسوةٌ ومراسُ
فاخشَ الضعيفَ وإن لا / نَ كم من الضعفِ باسُ
والماءُ ألينُ شيءٍ / لكنهُ لا يداسُ
ما بالُ هذا الجسم يا فتنتي
ما بالُ هذا الجسم يا فتنتي / مَنْ سرقَ الديباجُ من حبسِ
وبعضهُ في كفنٍ واسعٍ / وبعضهُ في ضيقِهِ الرمسِ
لكلِّ شيءٍ حسنٍ زينةٌ / وزينةُ الخمرةِ في الكاسِ
والبدرُ في ديباجةٍ يجتلى / وأنتِ في عشرٍ وفي خمسِ
شريعةٌ تنسخُ من يومها / كلَّ الذي قد شرعتْ أمسِ
ولو تزيدُ الحسنَ أثوابُهُ / لبانَ نقصَ الحسنِ في الشمسِ
أهانتِ الغاداتُ أهلَ الهوى / وهنَّ قد هُنَّ على نفسي
فأعينُ القومِ وأذيالها / مصلحةٌ للرشِ والكنسِ
بي حبيبٌ مسَّ عقلي
بي حبيبٌ مسَّ عقلي / فأصابَ العقلَ مسُّ
أترى يرجعُ قلبي / ومتى يرجعُ أمسُ
ليتَ لي نفسينِ إن أَه / لكُ نفساً تبقى نفسُ
ما أوجبَ الإعراضَ بعدَ الذي
ما أوجبَ الإعراضَ بعدَ الذي / قد كانَ من وصلٍ وإيناسِ
اراكِ في الهجرِ كأني أرى / بأعينٍ ما كنَّ في راسي
فهل لقلبي فيكِ من حيلةٍ / وهل على قلبكِ من باسِ
عن تشبهُ الوردَ فإني من ال / هوى عرتني هزَّةُ الآسِ
ينبئني لحظكِ أنَّ الذي / سبّب هذا قلبكِ القاسي
فأنتِ تخفي السرَّ لكنما / تظهرهُ عيناكِ للناسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025