المجموع : 24
أَهلاً بِشُهبٍ في سَماءِ المَجلِسِ
أَهلاً بِشُهبٍ في سَماءِ المَجلِسِ / هَتَكَت أَشِعَّتُها حِجابَ الحِندَسِ
زُهرٌ إِذا أَرخى الظَلامُ سُتورَهُ / فَعَلَت بِها كَصَحيفَةِ المُتَلَمِّسِ
هيفُ القُدودِ تُريكَ بَهجَةَ مَنظَرٍ / أَبهى لَديكَ مِنَ الجَواري الكُنَّسِ
كَالقُضبِ إِلّا أَنَّها لا تَنثَني / مِنها القُدودُ وَزَهرُها لَم يُلمَسِ
أَذكَت لِحاظَ عُيونِها فَكَأَنَّها / زَهرٌ تَفَتَّحَ في حَديقَةِ نَرجِسِ
نابَت عَنِ الشَمسِ المُنيرَةِ عِندَما / حُبِسَت وَساطِعُ نورِها لَم يُحبَسِ
وَإِذا تَحَدَّرَتِ النُجومُ رَأيتَها / تَرعى النُجومَ بِمُقلَةٍ لَم تَنعَسِ
وَضَحَت أَسِرَّتُها وَقَد عَبِسَ الدُجى / وَتَنَفَّسَت وَالصُبحُ لَم يَتَنَفَّسِ
إِن خاطَبَتها الريحُ رَدَّ لِسانُها / هَمساً كَلَجلَجَةِ اللِسانِ الأَخرَسِ
وَإِذا تَوَعَّدَها النَسيمُ تَرى لَها / خَفقاً كَقَلبِ الخائِفِ المُتَوَسوِسِ
في طَرفِها عُمقٌ إِذا حَقَّقتَهُ / لَم يَبدُ مِنها الإِسمُ إِن لَم يُعكَسِ
عَجَباً لَها تُبدي لَقَطَّ لِسانَها / بِشراً وَتَحيا عِندَ قَطعِ الأَرؤُسِ
رَضِيَت بِبَذلِ النَفسِ حينَ تَبَوَّأَت / مِن حَضرَةِ السُلطانِ أَشرَفَ مَجلِسِ
الصالِحِ المَلِكِ الَّذي إِنعامُهُ / قَيدُ الغَنِيِّ وَطَوقُ جيدِ المُفلِسِ
شَمسٌ حَكى الشَمسَ المُنيرَةَ بِاِسمِهِ / وَضِياءِ مَجلِسِهِ وَبُعدِ المَلمَسِ
هُوَ صاحِبُ البَلَدِ الَّذي لِسَماحِهِ / بِالرِفقِ يَبلُغُ لا بِشَقِّ الأَنفُسِ
لا زالَ في أَوجِ السَعادَةِ لابِساً / مِن حُلَّةِ النُعماءِ أَشرَفَ مَلبَسِ
نارُ الشُموعِ تَوَقَّدَت
نارُ الشُموعِ تَوَقَّدَت / في اللَيلِ أَم نورُ الشَموسِ
شُهُبٌ تُبَشِّرُ بِالسُعو / دِ وَلَيسَ تَقضي بِالنُحوسِ
شِبهُ الذَوابِلِ قُوِّمَت / لِلطَعنِ في صَدرِ الخَميسِ
شوسُ النَواظِرِ وَهيَ في / غَيرِ الدُجُنَّةِ غَيرُ شوسِ
إِن طالَ فَضلُ لِسانِها / فَجَزاؤُها قَطعُ الرُؤوسِ
وَإِذا تَجَلَّت لِلنَوا / ظِرِ رَجَّحَت رَأيَ المَجوسِ
في حَضرَةِ المَلِكِ الَّذي / جَعَلَ الصَنائِعَ كَالغُروسِ
الصالِحِ السُلطانِ وَه / هابِ النَفائِسِ لِلنُفوسِ
فَضَلَ المُلوكَ بِأَصلِهِ / فَضلَ الرَئيسِ عَلى الرُؤوسِ
وَغَدا ثَناهُ غُرَّةً / في جَبهَةِ الدَهرِ العَبوسِ
بِروحي جوذَرٌ في القَلبِ كانِس
بِروحي جوذَرٌ في القَلبِ كانِس / تَراهُ نافِراً في زِيِّ آنِس
وَأَحوى أَحوَرِ / الأَحداقِ أَلمى
تَكادُ خُدودُهُ / بِالوَهمِ تَدمى
كَأَنَّ الحُسنَ / لَمّا مِنهُ تَمّا
وَآثَرَ أَنَّ ذاكَ / الرَوضَ يُحمى
غَدا لِلوَردِ في خَدَّيهِ غارِس / وَظَلَّ لَهُ بِسَيفِ اللَحظِ حارِس
جَلا في كَفِّهِ / كَأسَ الحُمَيّا
فَقابَلَ نورُها / بَدرَ المُحَيّا
وَطافَ بِكَأسِهِ / فينا وَحَيّا
فَغادَرَ مَيِّتَ / العُشّاقِ حَيّا
بِوَجهٍ إِن تَبَدّى في الحَنادِس / غَدا لِلنَيِّراتِ الخَمسِ سادِس
جَلا كَأسي فَقُلتُ / إِلَيكَ عَنّي
فَقَد ضَيَّعتُ / عُمري بِالتَمَنّي
فَقالَ مَعَ الخَلاعَةِ / إِي وَإِنّي
فَقُلتُ فُطُف إِذاً / وَاِمزُج وَغَنِّ
بِشِعري فَهوَ حَضراتُ المَجالِس / وَفاكِهَةُ المُفاكِهِ وَالمُجالِس
أَما قالَ الَّذي / في الحُسنِ زَيَّد
وَمَن وَجَدَ النَدى / قَيداً تَقَيَّد
فَها أَنا في حِمى / المَلِكِ المُؤَيَّد
مَنيعِ العِزِّ ذي / مَجدٍ مُشَيَّد
عِمادِ الدينِ مُغني كُلِّ بائِس / وَمَن تَغدو الأُسودُ لَهُ فَرائِس
أَيا مَلِكاً حَماني / مِن زَماني
وَأَعطاني أَماني / وَالأَماني
خَفَضتَ بِرَفعِ / شَأني كُلَّ شاني
وَشَيَّدتَ المَعالي / وَالمَعاني
وَلَولا أَنتَ يا مُردي الفَوارِس / لَأَضحى العِلمُ بَينَ الناسِ دارِس
تَجَرّا مَن لِجودِكَ / رامَ حَدّا
وَمَن بِالغَيثِ / قاسَكَ قَد تَعَدّى
وَكَيفَ تُقاسُ / بِالأَنواءِ حَدّا
وَكَفُّكَ لِلوَرى / أَدنى وَأَندى
لِأَنَّ الغَيثَ يُسأَلُ وَهوَ حابِس / وَلَيسَ يَجودُ إِلّا وَهوَ عابِس
جَعَلتَ البيضَ / دامِيَةَ المَآقي
وَسُمرَ الخَطِّ تَرقى / في التَراقي
مَساعٍ لِلعُلى / أَضحَت مَراقي
وَتِلكَ الصالِحاتُ / هِيَ البَواقي
فَتُرجِلُ فارِسَ الحَربِ المُمارِس / وَتَجعَلُ راجِلَ الإِملاقِ فارِس
حَمِدتُ إِلَيكَ / تَرحالي وَحالي
وَزادَ لَدَيكَ إِقبالي / وَبالي
وَقَد ضاعَفتَ آمالي / وَمالي
فَلَستُ أُطيلُ / عَن آلي سُؤالي
أَفَضتَ عَلَيَّ لِلنُعمى مَلابِس / فَصارَ لَدَيَّ رَطباً كُلُّ يابِس
أَأَزعُمُ أَنَّني / بِالمَدحِ جازي
وَهَل تُجزى / الحَقيقَةُ بِالمَجازِ
وَلَكِن في اِرتِجالي / وَاِرتِجازي
إِذا قَصَّرتُ فَاللَهُ / المُجازي
فَلَو نَظَّمتُ مِن مَدحي نَفائِس / فَإِنّي مِن قَضاءِ الحَقِّ آئِس
وَصاحِبٍ لي مُصافي
وَصاحِبٍ لي مُصافي / مِن غيرِ أَبناءِ جِنسي
غَرَستُ في الصَدرِ مِنهُ / وُدّاً فَأَثمَرَ غَرسي
وَلَجتُ يَوماً فِناهُ / لِكَي أُجَدِّدَ أُنسي
فَلَم أَلِج غَيرَ داري / وَلَم أَزُر غَيرَ نَفسي
طَمَعي في لِقاكَ بَعدَ إِياسِ
طَمَعي في لِقاكَ بَعدَ إِياسِ / هُوَ أَغرى قَلبي بِقَصدِ أَياسِ
وَلَوَ اَنّي عَلِمتُ أَنَّكَ بِالزَو / راءِ وافَيتُها بِعَيني وَراسي
وَكَذا في دِمَشقَ لَولاكَ ما أَو / رَدتُ خَيلي بِها عَلى بانِياسِ
بَل تَوَهَّمتُ أَن تَعودَ إِلى الشا / مِ فَوافَيتُها عَلى سيواسِ
يا خَليلي مِن دونِ كُلِّ خَليلٍ / وَأَنيسي مِن دونِ أَهلَي وَناسي
لا تَكُن ناسِياً لِعَهدي فَإِنّي / لَستُ ما عِشتُ لِلعُهودِ بِناسي
قِس ضَميري عَلى ضَميرِكِ في الوُد / دِ فَإِنَّ الوِدادَ عَلمُ قِياسي
وَاِعتَمِد موقِناً عَلىصِدقِ وُدّي / لا عَلى ما يَضُمُّهُ قُرطاسي
لَو تَراني كَما عَهِدتَ مِنَ اللَذ / ذَةِ بَينَ القِسّيسِ وَالشَمّاسِ
أَشتَري التِبرَ بِاللُجَينِ وَلا أَف / رُقُ ما بَينَ عَسجَدٍ وَنَحاسِ
فَتَراني يَوماً بِخِمّارَةِ النَه / رِ وَطَوراً بِحانَةِ الدِرباسِ
فَأُناسٌ تَلومُ في نَقصِ كيسي / وَأُناسٌ تَلومُ في مَلءِ كاسي
ذاكَ خَيرٌ مِن خِدمَتي لِأُناسٍ / هُم إِذا ما اِختَبَرتُ غَيرُ أُناسِ
يَستَقِلّونَ ما بَذَلتُ مِنَ النُص / حِ وَيَستَكثِرونَ فَضلَ لِباسي
وَلَوَ اَنّي أَفوهُ فيهِم بِلَفظٍ / كادَ أَن يَنسِفَ الجِبالَ الرَواسي
فَسَأُفني ما قَد حَوَيتُ وَلا أَذ / خَرُ فَلساً لِساعَةِ الإِفلاسِ
وَإِذا ما غَرِقتُ في لُجَجِ الهَم / مِ فَفي مارِدينَ مَلقى المَراسي
بَلدَةٌ ما أَتَيتُها قَطُّ إِلّا / خِلتُها بَلدَتي وَمَسقَطِ راسي
بَذَلوا لي مَعَ السَماحَةِ وُدّاً / هُوَ مِنهُم يَزيدُ في إيناسي
فَنَهاري جَليسُ لَيثِ عَرينٍ / وَمَسائي ضَجيعُ ظَبيِ كِناسِ
فَأُناسٌ تَقولُ يا أَبا فِراسٍ / وَأُناسٌ تَقولُ يا أَبا نُواسِ
لَستُ أَشكو بِها مِنَ العَيشِ إِل / لا أَنَّني لا أَراكَ في الجُلّاسِ
سَيِّدي صاحِبي أَنيسي جَليسي / طَوقُ جيدي مُعاشِري تاجَ راسي
لا يُغَيُّركَ ما تَقولُ الأَعادي / فَبِناءُ الوِدادِ فَوقَ أَساسِ
أَو نَفاري عَليكَ مِن نَصَبِ الدَر / بِ بِحَسبِ الإِدلالِ وَالإيناسِ
أَو خِصامُ الشَهباءِ في يَومِ إِخرا / جِ غُلامي بِها إِلى النَخّاسِ
ذاكَ هَفوُ اللِسانِ مِن حِدَّةِ الغَي / ظِ لِأَنَّ الفُضولَ مِثلُ العُطاسِ
يا نَسيمَ الشَمالِ إِن جُزتَ بِالزَو / راءِ يَوماً مُعَطَّرَ الأَنفاسِ
زُر حَبيباً لَنا بِدَربِ حَبيبٍ / وَاِتلُ شَوقي وَما أَبيتُ أُقاسي
صاحِباً لَم يَزَل إِذا دَهَمَ الهَم / مُ يُساوي بِنَفسِهِ وَيُواسي
وَإِذا ما قَضَيتَ تَقبيلَ كَفَّي / هِ فَسَلَّم عَلى فَتى الدِرباسِ
ثُمَّ صِف لِلجَلالِ نَجلَ الحَريرِي / يُ اِشتِياقي وَالفَخرُ نَجلُ الياسِ
لَستُ يَوماً أَنسى مَوَدَّةَ مَولا
لَستُ يَوماً أَنسى مَوَدَّةَ مَولا / يَ وَإِن كانَ لِلمَوَدَّةِ أُنسي
كَيفَ أَنسى مَن كانَ راحَةَ قَلبي / وَصَفا عيشَتي وَجامِعَ أُنسي
كَتَبتُ فَما عَلِمتُ أَخَطُّ نَقشٍ
كَتَبتُ فَما عَلِمتُ أَخَطُّ نَقشٍ / يَلوحُ لِناظِري أَم حَظُّ نَفسي
فَتَمَّ بِهِ عَليَّ سُرورِ يَومي / وَكادَ بِأَن يُعيدَ سُرورَ أَمسي
وَقالوا قَد وَجَدتَ بِهِ سُروراً / فَقُلتُ مُصَرِّحاً مِن غَيرِ لَبسِ
غَرَستُ بِصَدرِ مُرسِلِهِ وِداداً / فَما أَنا قَد جَنَيتُ ثِمارَ غَرسي
أَوضَحَت نارُ خَدِّهِ لِلمَجوسِ
أَوضَحَت نارُ خَدِّهِ لِلمَجوسِ / حُجَّةً في السُجودِ وَالتَقديسِ
وَأَقامَت لِلعاشِقينَ دَليلاً / واضِحاً في جَوازِ نَهبِ النُفوسِ
رَشَأٌ مِن جَآذِرِ التُركِ لَكِن / حازَ إِرثَ الجَمالِ عَن بِلقيسِ
لا بِساً مِن بَهائِهِ ثَوبَ بَدرٍ / وَمِنَ الوَشي حُلَّةَ الطاوُوسِ
حَمَلَ الكَأسَ فَاِكتَسَت وَجنَتاهُ / شَفَقاً مِن شُعاعِها المَعكوسِ
فَشَهِدنا مِن خَدِّهِ وَسَناها / كَيفَ تُكسى البُدورُ نورَ الشُموسِ
وَجَلاها وَالصُبحُ قَد هَزَمَ اللَي / لَ وَهَمَّ الرِفاقُ بِالتَعريسِ
وَالثُرَيّا وَلَّت وَمالَت إِلى الغَر / بِ فَكانَت كَالطائِحِ المَنكوسِ
وَلَّدَ الشَرقُ شَكلَها وَهوَ لَحيا / نُ فَصارَت في الغَربِ كَالإِنكيسِ
فَاِبتَدَرنا الصَبوحَ وَاللَهوَ لَمّا / نَبَّهَ الصَحبَ دَقَّةُ الناقوسِ
وَجَلَونا عَلى الأَهِلَّةِ شَمسَ ال / راحِ بَينَ الشَمّاسِ وَالقِسّيسِ
قَهوَةً تَحسُدُ العَمائِمَ لا تَس / كُنُ لَمّا تُدارُ غَيرَ الرُؤوسِ
جَعَلَت بَينَ شارِبيها عَلى اللَه / وِ وَبَينَ الهُمومِ حَربَ البَسوسِ
مِن يَدَي شادِنٍ يَكادُ يُعيدُ ال / راحَ سَكرى بِخُلقِهِ المَأنوسِ
فَعَلَت مُقلَتاهُ في أَنفُسِ العُش / شاقِ فِعلَ السُلافَةِ الخَندَريسِ
قَدَحٌ دارَ في يَدي ذي احوِرارٍ / فَسَكِرنا بِالطَردِ وَالمَعكوسِ
أَهيَفُ القَدِّ مُخطَفُ الخَصرِ ساجي الط / طَرفِ أُنسُ النَديمِ روحُ الجَليسِ
لا تُلامُ العُشّاقُ في تَلَفِ الأَر / واحِ في عِشقِهِ وَبَذلِ النُفوسِ
نَظَروا ذَلِكَ الجَمالَ وَقَد لا / حَ نَفيساً فَخاطَروا بِالنَفيسِ
الحِبُّ سَخا وَطَرفُ أَعدائِيَ خَسا
الحِبُّ سَخا وَطَرفُ أَعدائِيَ خَسا / مِن حَيثُ سَرى وَالنَجمُ في الغَربِ رَسا
لِلوَصلِ سَعى وَطالَما قُلتُ عَسى / وَالريقُ سَقى مِن بَعدِ ما كانَ قَسا
يا سَمِيَّ الَّذي لَهُ دانَتِ الجِن
يا سَمِيَّ الَّذي لَهُ دانَتِ الجِن / نُ وَجاءَت بِعَرشِها بَلقيسُ
غَيرَ بِدعٍ إِذا أَطاعَت لَكَ الإِن / سُ وَهامَت إِلى لِقاكَ النُفوسُ
تَشارَكَ فيها الشَمُّ وَالذَوقُ وَاللَمسُ
تَشارَكَ فيها الشَمُّ وَالذَوقُ وَاللَمسُ / وَمَرَّ عَلى الأَسماعِ مِن صَبِّها جَرسُ
وَلاحَ لِلَحظِ الصَحبِ ساطِعُ نورِها / فَقَد أُشرِكَت فيها حَواسِهُمُ الخَمسُ
رَبيبَةُ دَيرٍ لَيسَ تُرفَعُ حُجبُها / إِذا سامَها الشَمّاسُ عَوَّذَها القَسُّ
دَعَوتُ لَها خِلّاً مِنَ الدَيرِ صالِحاً / رَقيقَ الحَواشي لا بَطيءٌ وَلا نِكسُ
فَجاءَ بِرَيحانَيَّةٍ كَهرَبِيَّةٍ / تُخالُ عَلى كَفِّ النَديمِ بِها وَرسُ
بِراحٍ إِذا حَقَّقتَ طَردَ حُروفِها / غَدا طَبعُها في الكَيفِ وَهوَ لَها عَكسُ
تَفوقُ جَميعَ المُسكِراتِ بِأَصلِها / فَقَد طابَ مِنها الفَصلُ وَالنَوعُ وَالجِنسُ
تَوَلِّدُ ما بَينَ القُلوبِ مَوَدَّةً / وَتُحدِثُ أُنساً لَيسَ في مَحضِهِ وَكسُ
إِذا قاتِلٌ حَيّا بِها اِبنَ قَتيلِهِ / تَوَلَّدَ مِنها بَينَ قَلبَيهِما الأُنسُ
إِذا ما دَرى إِبليسُ ما في طِباعِها / مِنَ السِرِّ قالَ الجِنُّ نَفديكَ يا إِنسُ
وَلَو عَلِمَت أَهلُ المَدارِسِ قَدرَها / جَلَت كَأسَها في مَوضِعِ يُذكَرُ الدَرسُ
وَلَو رَشَفَ الرِعديدُ فاضِلَ كَأسِها / عَلى ضُعفِهِ ظَنَّتهُ عَنتَرَها عَبسُ
وَلَمّا قَتَلناها بِسَيفِ مِزاجِها / فَبُرَّدَ مِنها الحَرُّ وَاِعتَدَلَ اليَبسُ
أَقامَت لَها الأَطيارُ في الدَوحِ مَأتَماً / بِهِ لِلنَدامى مِن سُرورِهِم عُرسُ
وَقامَت لَها الحَرباءُ مِن كُلِّ مَرقَبٍ / تُطالِعُها لا تَهزَئي إِنَّها الشَمسُ
وَباتَ يُعاطينا سُلافاً كَأَنَّها / هِيَ النارُ لَكِن يُستَطاعُ لَها لَمسُ
بِكَأسٍ لَها أَشخاصُ كِسرى وَقَيصَرٍ / وَقَد أَحدَقَت مِن حَولِها الرومُ وَالفُرسُ
فَلو لَبِثَت في كَأسِها عُمرَ ساعَةٍ / إِذا نَطَقَت مِن سِرِّها الصُوَرُ الخُرسُ
وَلَمّا اِستَحالَت نَشوَةُ الكَأسِ سَكرَةً / إِذا ماتَ مِنها العَقلُ تَنتَعِشُ النَفسُ
وَهَبتُ لَها كَهلاً مِنَ العَقلِ وافِراً / فَكانَ لَدَيها النِصفُ وَالثُلثُ وَالسُدسُ
يَقولونَ لي جَهلاً مَتى تَترُكُ الطَلا / فَقُلتُ إِذا ما عادَ مِن فَوتِهِ أَمسُ
وَكَيفَ اِطِّراحي لِلمُدامِ وَفَضلُها / جَلِيٌّ عَلى الأَبصارِ لَيسَ بِهِ لَبسُ
فَما سادِرٌ في السُكرِ إِلّا كَحاتِمٍ / وَما باقِلٌ إِلّا إِذا ذاقَها قَسُّ
يا صاحِبَ الفَضلِ العَمي
يا صاحِبَ الفَضلِ العَمي / مِ وَصاحِبَ الرَبعِ الأَنيسِ
وَمَنِ اِنجَلى بِضِياءِ بَه / جَتِهِ دُجى الخَطبِ العَبوسِ
اُنظُر إِلى زَهرِ الرِيا / ضِ عَلَيكَ يُجلى كَالعَروسِ
وَالدَوحُ قَد جَعَلَ الشَقي / قَ بَرانِساً فَوقَ الرُؤوسِ
فَاِطرُد لَنا وَهمَ الحَوا / دِثِ بِالكُمَيتِ الخَندَريسِ
في كُلَّ يَومٍ تَجتَلي / صَبّاً يُجَلّى في الكُؤوسِ
مِنَ الخَميسِ إِلى الخَمي / سِ إِلى الخَميسِ إِلى الخَميسِ
قُم بِنا في صَباحِ يَومِ الخَميسِ
قُم بِنا في صَباحِ يَومِ الخَميسِ / نَتَلَقّى الصِيامَ بِالتَنهيسِ
ثُمَّ قَدِّم لَنا التَأَهُّبَ لِلصَو / مِ وَداعَ السَلافَةِ الخَندَريسِ
لا تَقُل إِنَّها لَيالٍ شِرافٌ / لَستُ أَلقى سُعودَها بِنُحوسِ
إِنَّ يَوماً مُبارَكاً لِاِجتِلاءِ ال / راحِ خَيرٌ مِن هَولِ يَومٍ عَبوسِ
فَغَداً يَقرَأُ الصِيامُ بِفَحوا / هُ عَلى الناسِ آيَةَ الدَبّوسِ
وَتَرى بَينَنا وَبَينَ المَلاهي / وَكُؤوسِ المُدامِ حَربَ البَسوسِ
فَاِلقَ صَدرَ الخَميسِ مِنكَ بِصَدرٍ / لَم يَزَل في الهِياجِ صَدرَ الخَميسِ
فَلَدينا مُدامَةٌ وَنَدامى / كَبُدورٍ قَد أَحدَقَت بِشُموسِ
كُلُّ شَهمٍ أَجرا جَناناً مِنَ الصَق / رِ وَأَبهى حُسناً مِنَ الطاووسِ
مَجلِسٌ شارَفَ الكَمالَ وَلا يَك / مُلُ إِلّا بِوَجهِكَ المَحروسِ
إِنَّما الحَيزَبونُ وَالدَردَبيسُ
إِنَّما الحَيزَبونُ وَالدَردَبيسُ / وَالطَخا وَالنُقاخُ وَالعَطلَبيسُ
وَالسَبنَتى وَالحَقصُ وَالهِيَقُ / وَالهِجرِسُ وَالطِرقَسانُ وَالعَسطوسُ
لُغَةٌ تَنفُرُ المَسامِعُ مِنها / حينَ تُروى وَتَشمَئِزُّ النُفوسُ
وَقَبيحٌ أَن يُذكَرَ النافِرُ الوَح / شِيَ مِنها وَيُترَكَ المَأنوسُ
أَينَ قَولي هَذا كَثيبٌ قَديمٌ / وَمَقالي عَقَنقَلٌ قَدموسُ
لَم نَجِد شادِياً يُغَنّي قِفا نَب / كِ عَلى العودِ إِذ تُدارُ الكُؤوسُ
لا وَلا مَن شَدا أَقيموا بَني أُمَي / يَ إِذا ما أُديرَتِ الخَندَريسُ
أَتُراني إِن قُلتُ لِلحِبِّ يا عِل / قٌ دَرى أَنَّهُ العَزيزُ النَفيسُ
أَو إِذا قُلتُ لِلقِيامِ جُلوسٌ / عَلِمَ الناسُ ما يَكونُ الجُلوسُ
خَلِّ لِلأَصمَعيِّ جَوبَ الفَيافي / في نَشافٍ تَخِفُّ فيهِ الرُؤوسُ
وَسُؤالَ الأَعرابِ عَن ضَيعَةِ اللَف / ظِ إِذا أُشكِلَت عَليهِ الأُسوسُ
دَرَسَت تِلكُمُ اللُغاتُ وَأَمسى / مَذهَبُ الناسِ ما يَقولُ الرَئيسُ
إِنَّما هَذِهِ القُلوبُ حَديدٌ / وَلَذيذُ الأَلفاظِ مِغناطيسُ
مَملوكُكَ اليَومَ أَبو حُبِّهِ
مَملوكُكَ اليَومَ أَبو حُبِّهِ / مُجتَهِدٌ في خِسَّةِ النَفسِ
يُزاحِمُ الجَمالَ في قوتِهِ / وَيَخزِنُ الفَلسَ عَلا الفَلسِ
يَأكُلُ وَالغِلمانَ في يَومِهِ / فَضلَةَ ما قَد كانَ بِالأَمسِ
يَوَدُّ يُمسي عِرضُهُ مُطلَقاً / وَمالُهُ المَوفورُ في حَبسِ
لا يَعرِفُ الحَمّامَ لَكِنَّهُ / في البَيتِ يَحمي الماءَ في الشَمسِ
إِذا رَأى في قَدرِهِ لَحمَةً / تَلا عَليها آيَةَ الكُرسي
وَإِن رَأى في بَيتِهِ فارَةً / بادَرَها بِالسَيفِ وَالتُرسِ
يُجِلَّ أَن تُدرِكَ رُغفانَهُ / حَواسُ مَن يَأتيهِ بِالخَمسِ
بِالسَمعِ وَالأَبصارِ وَالشَمِّ قَد / تُدرَكُ دونَ الذَوقِ وَاللَمسِ
يُقفِلُ عِندَ الأَكلِ أَبوابَهُ / خَوفاً عَلى الزادِ مِنَ الكَبسِ
فَإِن أَتى ضَيفٌ عَلى غِرَّةٍ / قابَلَهُ بِالتَعسِ وَالنُكسِ
يَلقاهُ بِالتَرغيبِ في الاِحتِما / وَبَعدَهُ بِالخُبزِ وَالدُبسِ
فَإِنَّ تَعَدَّ أَكلُهُ لُقمَةً / رَأَيتَ في أَضلاعِهِ رَفسي
فَهَذِهِ الأَوصافُ مَكسوبَةٌ / أَدرَكَها في غُربَتي حِسّي
قَد عَلِمَ السُلطانُ مِن قَبلِها / أَنِّيَ مِن ذَلِكَ بِالعَكسِ
وَلَم أَزَل في رَحبِ أَكنافِهِ / أَقولُ بِاللَذّاتِ وَاللُبسِ
وَإِن تَراءَت في يَدي بَدرَةٌ / أَتلَفتُها في مَجلِسِ الأُنسِ
فَمُذ ثَناني الدَهرُ عَن رَبعِهِ / وَلَم يَكُن ذَلِكَ في حَدسي
وَجُزتُ في المَتجَرِ مَع مَعشَرٍ / هَمُّهُمُ في الضَبطِ وَالبَخسِ
طَوراً عَلى الرومِ أَرى بَينَهُم / وَتارَةً في بَلَدِ الفُرسِ
فَصِرتُ مِن أَبناءِ جِنسٍ لَهُم / وَاِستَرَقَت أَخلاقَهُم نَفسي
أُحِبُّ مِن في نَفسِهِ خِسَّةٌ / وَالجِنسُ مَيّالٌ إِلى الجِنسِ
وَلَم أَكُن مُستَحدِثاً نِعمَةً / أَفضى بِيَ السَعدُ إِلى نَحسِ
لَكِنَّ شَمسَ الدينِ مُذ مَلَّني / صَوَّحَ نَبتي وَذَوى غَرسي
كَذاكَ كُلُّ النَبتِ مِن شَأنِهِ / يُفسِدُهُ البُعدُ عَنِ الشَمسِ
في الكيسِ لي عِوَضٌ عَمّا حَوى الكاسُ
في الكيسِ لي عِوَضٌ عَمّا حَوى الكاسُ / وَفي القَراطيسِ عَمّا ضَمَّتِ الطاسُ
وَبِالجَديدِ غَرامي لا مُعَتَّقَةٍ / وَسواسُها في صُدورِ الناسِ خَنّاسُ
مُدامَةٌ مالَها في الرَأسِ وَسوَسَةٌ / تُطغي النُفوسَ وَلا في الصَدرِ وَسواسُ
وَلا تُكَلِّفُ نَفساً غَيرَ طاقَتِها / وَلا يَخافُ بِها ضُرٌّ وَإِفلاسُ
كَم بَينَ خَمرٍ يَخافُ الحَدَّ شارِبُها / وَخَمرَةٍ ما عَلى شُرّابِها باسُ
وَلا نَبيتُ إِذا شِئنا نُعاقِرُها / لَنا عَلى البابِ حُفّاظٌ وَحُرّاسُ
حَوضُ الدَواةِ لَها جانٍ وَمِزوَدُها / دَنٌّ وَكاساتُها ظِفرٌ وَقِرطاسُ
وَلي فَرَسٌ لَيسَت شَكوراً وَإِنَّما
وَلي فَرَسٌ لَيسَت شَكوراً وَإِنَّما / بِها نُضرَبُ الأَمثالُ في العَضِّ وَالرَفسِ
إِذا جَفَلَت بي في ضِياعِ دَبَرَّشٍ / فَلَيسَ لَها قَبضٌ سِوى في جَوى فَرسِ
تُعَربِدُ في وَقتِ الصَباحِ مِنَ الضِيا / وَتَجفُلُ في الآصالِ مِن شَفَقِ الشَمسِ
فَيا لَيتَها عِندَ العَليقِ جَفولَةٌ / كَما هِيَ مِنكارٌ مِنَ الحِسِّ وَالجِنسِ
فَلَو شَرِبَت بِالفَلسِ مِن كَفِّ حاتَمٍ / لَأَصبَحَ نَدماناً عَلى تَلَفِ الفَلسِ
وَلَو بَرَزَت في جَحفَلٍ تَحتَ عَنتَرٍ / لَجُدِّلَ وَاِنفَلَّت جُيوشُ بَني عَبسِ
كَيفَ تَرجو بِأَن تُساوي حُسيناً
كَيفَ تَرجو بِأَن تُساوي حُسيناً / لَستُما في الفَخارِ أَبناءَ جِنسِ
هَل تَساوى مَن جَدُّهُ عَبَدَ الشَم / سَ وَمَن كانَ جَدُّهُ عَبدَ شَمسِ
تَوَقَّ مِنَ الناسِ فُحشَ الكَلامِ
تَوَقَّ مِنَ الناسِ فُحشَ الكَلامِ / فَكُلٌّ يَنالُ جَنى غَرسِهِ
فَمَن جَرَّبَ الذَمَّ في عِرضِهِ / كَمَن جَرَّبَ السُمَّ في نَفسِهِ
إِن تَصحَبِ السُلطانَ كُن مُحتَرِسا
إِن تَصحَبِ السُلطانَ كُن مُحتَرِسا / مُتقِنَ آدابِ الصَباحِ وَالمَسا
وَكُن لِما يُؤثِرُهُ مُقتَبِسا / وَاِخضَع إِذا لانَ وَلِن إِذا قَسا
وَلا تَكُن طَلقاً إِذا ما عَبَسا / وَلا تَكُن مُستَوحِشاً إِن أَنِسا
وَلا تَزُر حَضرَتَهُ مُختَلِسا / ولا تُشَمِّتهُ إِذا عَطَسا
وَأَوضِح لَهُ الأَمرَ إِذا ما اِلتَبَسا / مِن غَيرِ جَعلِ رَأيِهِ مُنعَكِسا
وَلا تُشِع سِرّاً لَهُ مُحتَبَسا / وَلا تَبِت في عَيشِهِ مُنغَمِسا
وَلا تُشارِكهُ بِأَحوالِ النِسا / لَم تَدرِ ما في نَفسِهِ قَد هَجَسا
فَإِنَّهُ كَاللَيثِ يُخفي الشَرَسا / حَتّى إِذا ريعَ حِماهُ اِفتَرَسا