المجموع : 12
طافَ يَسعى بِها عَلى الجُلّاسِ
طافَ يَسعى بِها عَلى الجُلّاسِ / كَقَضيبِ الأَراكَةِ المَيّاسِ
بَدرُ تَمٍّ غازَلتُ مِن لَحظِهِ لَي / لَةَ نادَمتُهُ غَزالَ كِناسِ
ذَلَّلَتهُ لي المُدامُ فَأَضحى / لَيِّنَ العِطفِ بَعدَ طولِ شِماسِ
باتَ يَجلو عَليَّ رَوضَةَ حُسنٍ / بِتُّ فيها ما بَينَ وَردٍ وَآسِ
أَمزُجُ الكاسَ مِن جَناهُ وَكَم لَي / لَةِ صَدٍّ مَزَجتُ بِالدَمعِ كاسي
لا يَبِت ذَلِكَ الحَبيبُ بِما بِت / تُ أُعاني في حُبِّهِ وَأُقاسي
قَلَقي مِن وِشاحِهِ وَبِقَلبي / ما بَخَلخالِهِ مِنَ الوَسواسِ
أَيُّ بُرحٍ لَو كانَ لي مُسعِدٌ في / هِ وَجُرحٍ لَو كانَ لي مِنهُ آسِ
مَن تَناسى عَهدَ الشَبابِ فَإِنَّي / لِحَميدٍ مِن عَهدِهِ غَيرُ ناسِ
أَخلَقَ الدَهرُ جِدَّتي وَغَدَت مَن / كوبَةً نَعدَ مِرَّةٍ أَمراسي
يا نَهارَ المَشيبِ مَن لي وَهَيها / تَ بِلَيلِ الشَبيبَةِ الديماسِ
حالَ بَيني وَبَينَ لَهوي وَأَطرا / بي دَهرٌ أَحالَ صِبغَةَ راسي
وَرَأى الغانِياتُ شَيبي فَأَعرَض / نَ وَقُلتُ الشَبابُ خَيرُ لِباسِ
كَيفَ لا يَفضُلُ السَوادُ وَقَد أَض / حى شِعاراً عَلى بَني العَبّاسِ
إِمَناءُ اللَهِ الكِرامُ وَأَهلُ ال / جودِ وَالحِلمِ وَالتُقى وَالباسِ
عُلَماءُ الدينِ الحَنيفِ وَأَعلا / مُ الهُدى وَالضَراغِمِ الأَشراسِ
أَيَّدَ اللَهُ دينَهُ بِجِبالٍ / مِنهُمُ شُمَّخِ الهِضابِ رَواسي
وَاِصطَفاهُم مِن كُلِّ أَغلَبَ مَش / بوحِ الذِراعَينِ لِلعِدى فَرّاسِ
فَهُمُ الآمِرونَ بِالعَدلِ وَالإِح / سانِ وَالحاكِمونَ بِالقُسطاسِ
وَلَقَد زينَتِ الخِلافَةُ مِنهُم / بِإِمامِ الهُدى أَبي العَباسِ
مَلِكٌ جَلَّ قُدسُهُ عَن مِثالٍ / وَتَعالَت آلاؤُهُ عَن قِياسِ
هاشِميٌّ لَهُ زَئيرُ سُطىً يُن / سي الأُسودَ الزَئيرَ في الأَخياسِ
وَسَماحٌ يُغني البِلادَ إِذا الأَن / واءُ ضَنَّت بِصَوبِهِ الرَجّاسِ
جَمَعَ الأَمنُ في إِيالَتِهِ ما / بَينَ ذِئبِ الغَضا وَظَبي الكِناسِ
وَعَنا خاضِعاً لِعِزَّتِهِ كُلُّ / أَبِيِّ القِيادِ صَعبِ المِراسِ
بَثَّ في الأَرضِ رَأفَةً بَدَّلَت وَح / شَةَ ساري الظَلامِ بِالإيناسِ
غادَرَت جَفوَةَ اللَيالي حُنُوّاً / وَأَلانَت قَلبَ الزَمانِ القاسي
بِيَدِ الناصِرِ الإِمامِ اِستَجابَت / بَعدَ مَطلٍ مِنها وَطولِ مِكاسِ
رُدَّ تَدبيرُها إِلَيهِ فَأَضحى مُلكُها / وَهوَ ثابِتٌ في الأَساسِ
يا لَها بَيعَةً أَجَدَّت مِنَ الإِس / لامِ بالي رُسومِهِ الأَدراسِ
وَإِلى اللَهِ أَمرُها فَلَهُ المِن / نَةُ فيها عَلَيهِ لا لِلناسِ
جَمَعَتنا عَلى خَليفَةِ حَقٍّ / نَبَويِّ الأَعراقِ وَالأَغراسِ
في مَقامٍ ذَلَّت لِهَيبَتِهِ الأَع / ناقِ ذِلَّ المُقادِ لِلهِرماسِ
زالَ فيها الحِجابُ عَن مَلِكٍ عا / رٍ مِنَ العارِ لِلتُقى لَبّاسِ
وَرَأَينا بُردَ النَبِيِّ عَلى مَن / كِبِ طودٍ مِنَ الأَئِمَّةِ راسي
تالِياً هَديَهُ المَواقِفُ مِن نو / رِ جَلالٍ يُضيءُ كَالنِبراسِ
فَلَهُ في الرِقابِ عَهدُ وَلاءٍ / مُحكَمِ العَقدِ مُحصَدِ الأَمراسِ
يا مُبيدَ العِدى وَيا قاتِلَ المَح / لِ نَداهُ وَطارِدَ الإِفلاسِ
حُجَّةَ اللَهِ أَنتَ وَالسَبَبُ المَم / دودِ ما بَينَهُ وَبَينَ الناسِ
أَنتَ أَحيَيتَ رِمَّةَ العَدلِ وَالجو / دِ وَأَنشَرتَها مِنَ الأَرماسِ
جُدتَ قَبلَ السُؤالِ عَفواً وَكائِن / مِن يَدٍ لا تَدُرُّ بِالإِبساسِ
وَأَرَحتَ الزَوراءَ مِن جورِ مُزوَر / رٍ عَنِ الخَيرِ فاجِرٍ مَكّاسِ
آنِفاً لِلإِسلامِ مِنهُ وَمِن أَشيا / عِهِ عُصبَةِ الخَنا الأَرجاسِ
رَدَّ في نَحرِهِ اِنتِقامُكَ ما فَو / وَقَهُ مِن سِهامِهِ الأَنكاسِ
دُنِّسَت بُرهَةً بِأَفعالِهِ الدُن / يا فَطَهَّرتَها مِنَ الأَدناسِ
بِكَ عاذَت مِن شَرِّ شَيطانِهِ الوَس / واسِ فيها وَمُكرِهِ الخَنّاسِ
وَاِشتَكَت داءَها العُضالَ فَأَلفَت / كَ لِأَدوائِها الطَبيبَ الآسي
فَاِبقَ لِلدينِ ناصِراً وَاِرمِ بِالإِر / غامِ جَدَّ الإِعداءِ وَالإِتعاسِ
وَاِستَمِعها عَذراءَ شَرطَ التَهاني / وَاِقتِراحِ النَدمانِ وَالجُلّاسِ
حَمَلَت مِن أَريجِ مَدحِكَ نَشراً / هِيَ مِنهُ مِسكِيَّةُ الأَنفاسِ
مِدَحاً فيكَ لي سَتَبقى عَلى الدَه / رِ بَقاءَ التَنزيلِ في الأَطراسِ
ما اِمتَطى راحَةً يَراعٌ وما خَط / طَت يَمينٌ رَقشاً عَلى قِرطاسِ
سَقى صَوبُ الحَيا دِمَناً
سَقى صَوبُ الحَيا دِمَناً / بِجَرعاءِ اللِوى دُرَسا
وَزادَ مَحَلَّكِ المَأنو / سَ يا دارَ الهَوى أَنَسا
لَئِن دَرَسَت رُبوعُكِ فَال / هَوى العُذرِيُّ ما دَرَسا
بِنَفسي جيرَةٌ لَم يُب / قِ فيَّ فِراقُهُم نَفَسا
نَشَدتُ اللَهَ حادِيَهُم / فَما أَلوى وَلا حَبَسا
وَسارَ بِهِنَّ في الأَظعا / نِ حُوّاً كَالدُمى لُعُسا
تِخالُ هَوادِجاً رُفِعَت / عَلى ظَبياتِهِم كُنُسا
وَفي الغادينَ مائِسَةٌ / تُعيرُ البانَةَ المَيَسا
تُريكَ الظَبيَةَ الأَدما / لا حَمشاً وَلا خَنَسا
سِهامُ جُفونِها دونَ ال / مَراشِفِ تَمنَعُ اللَعَسا
عَسى الأَيّامُ تَسمَحُ لي / بِرَدِّ الظاعِنينَ عَسى
وَلَيلاتٍ سَرَقنا العَي / شِ مِن أَوقاتِها خُلَسا
فَيا لِلَّهِ ما أَشأَر / نَ عِندي مِن جَوىً وَأَسا
وَدَيرٍ قَد حَلَلتُ بِهِ / وَرَبُّ الدَيرِ قَد نَعَسا
فَقامَ إِلَيَّ مِن سِنَةِ ال / كَرى عَجلانَ مُقتَبِسا
كَأَنَّ بِهِ وَقَد عَقَلَ / الشَرابُ لِسانَهُ خَرَسا
وَجاءَ بِها كَأَنَّ الشَم / سَ في كاساتِها غَلَسا
فَلا ما كَستُهُ وَزناً / وَلا هُوَ كائِلاً بَخسا
عُقاراً مِثلَ ما شَعشَع / تَ في جُنحِ الدُجى قَبَسا
لَها أَرَجٌ كَما اِستَقبَل / تَ مِن رَوضِ الحِمى نَفَسا
كَأَنَّ ذَكِيَّ نَفحَتِها / خَلائِقُ سَيِّدِ الرُؤَسا
جَلالِ الدينِ وَالموفي / لِآمِلِهِ بِما اِلتَمَسا
إِذا غَرَسَت يَداهُ نَداً / سَقى بِالبِشرِ ما غَرَسا
وَلَو لَمَسَت يَداهُ صَفاً / لَأَعشَبَ مِنهُ ما لَمَسا
تَكَفَّلَ حينَ يَبسِمُ بِال / غِنى وَالمَوتِ إِن عَبَسا
وَأُقسِمُ أَنَّهُ ما خا / بَ راجيهِ وَما أَيَسا
وَلا عَشَرَ المُؤَمِّلُ جو / دَ كَفَّيهِ وَلا تَعِسا
أَعادَ زَمانُهُ المَعرو / فَ غَضّاً بَعدَما يَبِسا
وَأَحيا مِن رُسومِ مَعا / لِمَ الإيمانِ ما طَمَسا
وَقورٌ يَومَ جِلسَتِهِ / إِذا هَفَتِ الحُلومُ رَسا
وَتَلقاهُ غَداةَ الرَو / عِ في الهَبَواتِ مُنغَمِسا
فَليثُ شَرىً إِذا أَسرى / وَطَودُ خِمىً إِذا جَلَسا
إِذا جادَت أَنامِلُهُ / حَسِبتَ الغَيثَ مُنبَجِسا
فَإِن مَحَضَ الرِجالُ الرَأ / يَ أَعياهُم وَقَد خَرِسا
يُبَخِّلُ جودُهُ صَوبَ ال / حَيا الساري إِذا رَجَسا
وَيُنسي المَكرَ خيفَتُهُ / ذِئابَ الرَدهَةِ الطُلُسا
وَيَحسُنُ في قَضِيَّتِهِ / إِذا صَرَفَ الزَمانُ أَسا
ضَحوكاً في النَدِيِّ وَفي ال / وَغى مُتَنَمِّراً شَرِسا
بَلا مِنهُ الخَليفَةُ في ال / أُمورِ مُدَرَّباً مِرَسا
فَما اِختَلَطَ الصَوابُ عَلى / بَديهَتِهِ وَلا اِلتَبَسا
جَوادٌ ما جَرى رِزقي / عَلى كَفَّيهِ ما اِحتَبَسا
وَلَمّا أَن حَلَلتُ بِهِ / وَيَومي دامِسٌ شَمِسا
وَذَلَّلتُ الزَمانَ بِهِ / فَأَصحَبَ بَعدَ أَن شَمَسا
فَطالَ مَدى البَقاءِ لَهُ / تَمَتَّعَ فيهِ ما لَبِسا
تَرِقُّ غُصونُ دَولَتِهِ / إِذا عودُ الزَمانِ عَسا
يَرى في كُلِّ يَومٍ لِل / هَناءِ بِرَبعِهِ عُرُسا
يُغاديهِ السُرورُ كَما / يُراوِحُهُ صَباحَ مَسا
عَلَيكَ اِبنَ البُخارِيِّ ال / جَوادَ الماجِدَ النَدِسا
جَلَوتُ البِكرَ طالَ ثَوا / ؤُها في خِدرِها عَنَسا
حَصانُ الحَبيبِ ما جُلِيَت / عَلى الخُطّابِ وَالجُلَسا
حَصانُ الحَبيبِ ما جُلِيَت / بِها شُبثاً وَلا نَجَسا
مِنَ الكِلَمِ الَّتي ما عَي / بَ قائِلُها وَلا وُكِسا
قَوافٍ ما لَبِسنَ بِمَد / حِ غَيرِكَ مَلبَساً دَنِسا
وَلا زاحَمنَ دونَ الرِف / دِ حَجّاباً وَلا حَرَسا
نَظَمنَ لَكَ المَديحَ حِلىً / وَحِكنَ لَكَ الثَناءَ كِسا
لَئِن سَئِمَ العُوّادُ طولَ شِكايَتي
لَئِن سَئِمَ العُوّادُ طولَ شِكايَتي / وَمَلَّ حَديثي زائِري وَمُجالِسي
وَعادَ طَبيبي مِن شِفائي آيسا / فَما أَنا مِن روحِ الإِلَهِ بِآيِسِ
وَباخِلٍ بِتُّ في أَرجاءِ مَنزِلِهِ
وَباخِلٍ بِتُّ في أَرجاءِ مَنزِلِهِ / كَأَنَّني بِتُّ في بَعضِ النَواويسِ
أَضافَني وَهوَ أَوفى مَن عَلِمتُ بِهِ / غِنىً وَفي عَيشِهِ عَيشُ المَفاليسِ
بِلَحمِ ماعِزَةٍ كَالشِنِّ بالِيَةٍ / قَريبَةِ العَهدِ بِاللَأواءِ وَالبوسِ
كَأَنَّ أَعظُمَها مِن يُبسِها خَشَبٌ / قَد أودِعَت مِن هُزالِ الجِلدِ في كيسِ
وَخُشكَنانَجَةٍ سَوداءَ فارِغَةٍ / كَأَنَّها قِطعَةٌ مِن قَرنِ جاموسِ
قَديمَةٍ مِن بَقايا ظَهرِ والِدَةٍ / قَد عُمِّرَت في ذَراهُ عُمرَ إِبليسِ
فَبَتُّ أَسوا مَبيتٍ في عِراصِ مَغا / نيهِ وَعَرَّستُ فيهِ شَرَّ تَعريسِ
أَلا مُبلِغٌ عَنّي المَهينَ اِبنَ عُروَةٍ
أَلا مُبلِغٌ عَنّي المَهينَ اِبنَ عُروَةٍ / مَقالَةَ خِلٍّ ذي وِدادٍ وَذي إِنسِ
أَنِفتَ وَقَد صارَت مَعِ اِبنِكِ إِبنَةٌ / فَمِلتَ عَليهِ بِالعُقوبَةِ وَالحَبسِ
مَتى صِرتَ تَأبى لا أَباكَ دَنِيَّةً / وَأَنتَ لَئيمُ الأَصلِ وَالفَرعِ وَالنَفسِ
وَكَيفَ كَرِهتَ اليَومَ مِنهُ سَجِيَّةً / وَقَد كُنتَ تَرضاها لِنَفسِكَ بِالأَمسِ
يا مَعشَرَ الشُعَراءِ قا
يا مَعشَرَ الشُعَراءِ قا / رَنَ نَجمَ سَعدِكُمُ النُحوسُ
لا تَقصُدوا بَلَداً حَرا / ماً أَن يُرى فيها نَفيسُ
كَالدِبنِ لَيسَ بِهِ إِذا / فَتَّشتَهُ إِلّا التُيوسُ
كانَت صِلاتِهِمُ إِذا / وَصَلوا الدَراهِمُ وَالفُلوسُ
فَاليَومَ عِندَهُمُ القُيو / دُ لِمُجتَديهِم وَالحُبوسُ
مَولايَ يا مَن غَرَسَت كَفُّهُ
مَولايَ يا مَن غَرَسَت كَفُّهُ / عِندي الأَيادي فَزَكا ما غَرَس
وَمَن غَدا ضامِنَ رِزقي فَمُذ / جَرى عَلى راحَتِهِ ما اِحتَبَس
دُعاءَ عَبدٍ كاتِبٍ شاعِرٍ / مَدحُكَ يَجري فيهِ مَجرى النَفَس
إِنَّني بِأَحوالٍ كُمَيتي وَما / يَلزَمُنُي مِنهُ شَديدُ الهَوَسِ
قَد أَحصَبَ العامُ وَعَمَّ الوَرى / أَنداؤُهُ وَهوَ يَرودُ اليَبَس
وَقَد تَقاضاني بِتَخضيرِهِ / وَالخَرَفُ المَنقورُ فيهِ دَخِس
فَجُد لَهُ وَاِعمَل عَلى أَنَّهُ / قَد زادَ لِلخادِمِ خُسراً فَرَس
وَلا تُنافِسهُ فَما لي إِذاً / وَلا لَهُ المِسكينَ أَيضاً نَفَس
سِتارَةٌ تُرخى عَلى مَجلِسٍ
سِتارَةٌ تُرخى عَلى مَجلِسٍ / تَمَّت بِهِ اللَذَّةُ وَالأُنسُ
تَكونُ لِلشَمسِ حِجاباً وَلِل / غَيثِ وَفيهِ الغَيثُ وَالشَمسُ
تُلبِسُها بَهجَةَ أَنوارِهِ / أَروَعُ ما في فَضلِهِ لَبسُ
المَجدُ جِسمٌ وَهوَ روحٌ لَهُ / وَصورَةٌ وَهوَ لَها نَفسُ
لَئِن سَئِمَ العُذّالُ طولَ شِكايَتي
لَئِن سَئِمَ العُذّالُ طولَ شِكايَتي / وَمَلَّ حَديثي زائِري وَمُجالِسي
وَعادَ طَبيبي مِن سَقامِيَ آيساً / فَما أَنا مِن روحِ الحَياةِ بِآيِسِ
مالَكَ يا خِدنَ السَماحِ وَالباس
مالَكَ يا خِدنَ السَماحِ وَالباس / وَأَنتَ مِن سَراةِ آلَ عَبّاس
رَأسُ العُلى وَأَنتَ قِمَّةُ الراس / أَسلَمتَني في حاجَتي إِلى الياس
رَدَدتَني رَدَّ الجُفاةِ الأَجباس / مُستَوحِشاً مِن بَعدِ طولِ الإيناس
وَالناسُ يَقضونَ حَوائِجَ الناسِ / لا تَبنِ لي عُذراً ضَعيفَ الأَساس
فَلَستَ ذا عُدمٍ بِها وَإِفلاس / وَإِنَّما رَدُّكَ رَدُّ الهَرّاس
بِالقَصرِ مِن بَغداذَ لا بِطياسِ
بِالقَصرِ مِن بَغداذَ لا بِطياسِ / أَهيَفُ مِثلُ الغُصُنِ المَيّاسِ
كَالشَمسِ مَطبوعٌ عَلى الشِماس / يُخجِلُهُ ما بي مِنَ الوَسواسِ
لَيسَ لِجُرحي في هَواهُ آسِ / عَداهُ بَلبالي وَما أُقاسي
يُسكِرُني بِلَحظِهِ وَالكاسِ / سَقاكِ مِن مَعالِمٍ أَدراسِ
وَرَبعِ لَهوٍ بِاللَوى طَمّاسٍ / كُلُّ مُلِثِّ الوَسقِ ذي اِرتِجاسِ
وَلا عَدا يا ظَبيَةَ الكِناسِ / عَهدَ هَوىً لَستُ لَها بِناسِ
أَيّامَ عودُ الدَهرِ غَيرُ عاسِ / ما وَخَطَت يَدُ المَشيبِ راسي
وَالدَهرُ لَم يَنكُث قُوى أَمراسي / وَقَهوَةٍ مِن خَمرِ بِنتِ راسِ
حَمراءَ تَجلو ظُلَمَ الأَغباسِ / رَبيبَةِ القِسّيسِ وَالشَمّاسِ
عانِسَةٍ تُجلى عَلى الشِماسِ / تَروي أَحاديثَ أَبي نُوّاسِ
تُدارُ في باطِيَةٍ وَطاسِ / مَع رِفقَةٍ أَكارِمٍ أَكياسِ
في رَوضَةٍ مِسكِيَّةِ الأَنفاسِ / كَأَنَّها وَجَلَّ عَن قِياسِ
أَخلاقُ شَمسِ الدينِ رَبِّ الباسِ / إِبنِ أَبي المَضاءِ خَيرِ الناسِ
مُحيي النَدى وَقاتِلِ الإِفلاسِ / مُخجِلِ صَوبِ العارِضِ الرَجّاسِ
مُنَزَّهِ العِرضِ عَنِ الأَدناسِ / زاكي الفُروعِ طاهِرِ الأَغراسِ
سَهلِ النَدى صَعبٍ عَلى المِراسِ / فَعمِ الحِياضِ فارِغِ الأَكياسِ
نَشوَتُهُ لِلحَمدِ لا لِلكاسِ / تَخافُهُ الآسادُ في الأَخياسِ
إِن خَفَّتِ الأَحلامُ فَهوَ الراسي / أَو مَرِضَ الزَمانُ فَهوَ الآسي
أَشوَسُ مِن عِصابَةٍ أَشواسِ / غَيرِ رَعاديدٍ وَلا أَنكاسِ
ساسوا فَكانوا أَحسَنَ السُوّاسِ / وُجوهُهُم في اللَيلَةِ الديماسِ
مُضيئَةٌ كَالقَمَرِ النِبراسِ / كُلُّ هِزَبرٍ لِلعِدى فَرّاسِ
جَدلُ حُروبٍ بِالقَنا دَعّاسِ / فَذاكَ نِكسٌ دَنِسُ اللِباسِ
مَعَوَّدٌ ضَراعَةَ المَكّاسِ / كَفّاهُ لا تَدِرُّ بِالإِبساسِ
عارٍ وَأَنتَ بِالثَناءِ كاسِ / تَلينُ لِلمَعروفِ وَهوَ قاسِ
راجيهِ لَم يَظفَر بِغَيرِ الياسِ / قَرَبتَني وَزِدتَ في إيناسي
وَصُنتَني عَن مَعشَرٍ أَجباسِ / مافيهِمِ سَمحٌ وَلا مُؤاسِ
وَالمَوتُ خَيرٌ مِن سُؤالِ الناسِ / بَقيتَ لي وَلِلنَدى وَالباسِ
ما رَسَتِ الشَوامِخُ الرَواسي / عالي البِناءِ ثابِتَ الأَساسِ
يا مَن جَعَلناهُ لِحاجَتِنا
يا مَن جَعَلناهُ لِحاجَتِنا / أَهلاً فَأَسلَمَنا إِلا الياسِ
لا تَخشَ غائِلَةَ الهِجاءِ بِأَخ / صامي فَلَيسَ عَليكَ مِن باسِ
إِن تَسعَ فيها كانَ سَعيُكَ مَق / بولاًعَلى العَينينِ وَالراسِ
أَو لَم تُوَفَّق لِلقَضاءِ لَها / كُنتَ اِمرَءاً مِن جُملَةِ الناسِ