القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : العباس بن الأحنف الكل
المجموع : 22
اليَومَ طابَ الهَوى يا مَعشَرَ الناسِ
اليَومَ طابَ الهَوى يا مَعشَرَ الناسِ / وَأُلبِسَت فَوزُ حُبّي كُلَّ إِلباسِ
ما أَنسَ لا أَنسَ يُمناها مُعَطَّفَةً / عَلى فُؤادي وَيُسراها عَلى راسي
قالَت وَإِنسانُ ماءِ العَينِ في لُجَجٍ / يَكادُ يَنطِقُ عَن كَربٍ وَوَسواسِ
يَطفو وَيَرسو غَريقاً ما تُكَفكِفُهُ / كَفٌّ فَيا لَكَ مِن طافٍ وَمِن راسِ
عَبّاسُ لَيتَكَ سِربالي عَلى جَسَدي / أَو لَيتَني كُنتُ سِربالاً لِعَبّاسِ
أَو لَيتَهُ كانَ لي راحاً وَكُنتُ لَهُ / مِن ماءِ مُزنٍ فَكُنّا الدَهرَ في كاسِ
أَو لَيتَنا طائِرا إِلفٍ بِمَهمَهَةٍ / نَخلو جَميعاً وَلا نَأوي إِلى الناسِ
مَن هابَ فيكَ عَدُوّاً أَو أَخا ثِقَةٍ / فَاِمسَح يَدَيكَ وَكُن مِنهُ عَلى الياسِ
وَلائِمينَ عَلى حُبّيكِ قَد عَلِموا / أَن لَيسَ بِالحُبِّ مِن عارٍ وَلا باسِ
يا رُبَّ جارِيَةٍ أَسبَلَتُ عَبرَتَها / مِن رِقَّةٍ وَلِغَيري قَلبُها قاسِ
كَم مِن كَواعِبَ ما أَبصَرنَ خَطَّ يَدي / إِلّا تَشَهَّينَ أَن يَأَكُلَنَ قُرطاسي
لَو كُنتُ بَعضَ نَباتِ الأَرضِ مِن طَرَبي / لِلَّهوِ ما كُنتُ إِلّا طاقَةَ الآسِ
ما لِلكُلومِ التَّي بِالقَلبِ مِن آسِ
ما لِلكُلومِ التَّي بِالقَلبِ مِن آسِ / فَاِصبِر عَلى الياسِ يا مُستَقبِلَ الياسِ
ما أَسمَجَ الناسَ في عَيني وَأَقبَحَهُم / إِذا نَظَرتُ فَلَم أُبصِركِ في الناسِ
حَتّى مَتى كَبِدي حَرّى مُعَطَّشَةٌ / وَلا يَلينُ لِشَيءٍ قَلبُكِ القاسي
يا قادِحَ الزَندِ قَد أَعيا قَوادِحَهُ / اِقبِس إِذا شِئتَ مِن قَلبي بِمِقياسِ
لَو كُنتُ أَدعو كَما أَدعوكُمُ وَعِلاً / لَجاءَني مِن أَعالي شاهِقٍ راسِ
يا فَوزُ يا مُنيَةَ عَبّاسِ
يا فَوزُ يا مُنيَةَ عَبّاسِ / قَلبي يُفَدّي قَلبَكِ القاسي
أَسأتُ إِذ أَحسَنتُ ظَنّي بِكُم / وَالحَزمُ سوءُ الظَنِّ بِالناسِ
يُقلِقُني الشَوقُ فَآتيكُمُ / وَالقَلبُ مَملوءٌ مِنَ الياسِ
أَعطَيتُ قَلبي فيكُمُ سُؤلَهُ / فَعادَ إِعطائي عَلى راسي
يا فَوزُ ما ضَرَّ مَن أَمسى وَأَنتِ لَهُ
يا فَوزُ ما ضَرَّ مَن أَمسى وَأَنتِ لَهُ / أَن لا يَفوزَ بِدُنيا آلِ عَبّاسِ
لَو يَقسِمُ اللَهُ جُزءاً مِن مَحاسِنِها / في الناسِ طُرّاً لَتَمَّ الحُسنُ في الناسِ
أَبصَرتُ شَيباً بِمَولاها فَوا عَجَبا / لَمِن يَراها وَيَبدو الشَيبُ في الراسِ
يا مَن رَأَت عَيناهُ فيما خَلا
يا مَن رَأَت عَيناهُ فيما خَلا / أَحَلى وَلا أَحسَنَ مِن أَمسِ
غَضَضتُ طَرفي دونَها إِذ بَدَت / وَالعَينُ لا تَقوى عَلى الشَمسِ
يا حُسنُ لَو تَمَّ لَنا يَومُنا / لَكانَ أُنساً أَيَّما أُنسِ
يا طولَ هَمّي بِما لا يَعلَمُ الناسُ
يا طولَ هَمّي بِما لا يَعلَمُ الناسُ / رَجاءُ وُدِّكِ يَنعاهُ لِيَ الياسُ
كَم ذي هَوىً لَيسَ إِلّا اللَهُ يَعلَمُهُ / قَد ماتَ شَوقاً وَلَم يَعلَم بِهِ الناسُ
جَرَّبتُ مِن هَذهِ الدُنيا شَدائِدَها
جَرَّبتُ مِن هَذهِ الدُنيا شَدائِدَها / ما مَرَّ مِثلُ الهَوى شَيءٌ عَلى راسي
عَذابُ هاروتَ في الدُنيا وَصاحِبِهِ / أَلَذُّ مِن حُبِّ بَعضِ الناسِ لِلناسِ
لِلحُبِّ كَأسٌ مِنَ الرَوعاتِ مُترَعَةٌ / فَكُلُّ مَن كانَ ذا طَرفٍ بِها حاسِ
مَن بايَعَ الحُبَّ لَم تَربَح تِجارَتُهُ / إِذا رَماهُ الَّذي يَهواهُ بِالياسِ
مَن لامَكُم فَهوَ لَكُم ظالِمٌ
مَن لامَكُم فَهوَ لَكُم ظالِمٌ / ما أَنتُمُ إِلّا مِنَ الناسِ
وَاللَهِ ما أَصبَحتُ أَرجوكُمُ / إِلّا رَجاءً مُشبِهَ الياسِ
مُستَسلِماً لِلحُبِّ أَرضى بِما / قَد كَتَبَ اللَهُ عَلى راسي
ما أَنا بالناقِضِ عَهدي وَلا / يُشبِهُ قَلبي قَلبَكِ القاسي
إِنَّ الَّتي هامَت بِها النَفسُ
إِنَّ الَّتي هامَت بِها النَفسُ / عاوَدَها مِن سُقمِها نُكسُ
كانَت إِذا ما جاءَها المُبتَلى / أَبرَأَهُ مِن كَفِّها اللَمسُ
وا بِأَبي الوَجهَ المَليحَ الَّذي / قَد عَشِقَتهُ الجِنُّ وَالإِنسُ
إِن تَكُنِ الحُمّى أَضَرَّت بِهِ / فَرُبَّما تَنكَسِفُ الشَمسُ
يَشُمُّ نَدامايَ الرَياحينَ بَينَهُم
يَشُمُّ نَدامايَ الرَياحينَ بَينَهُم / وَذِكرُكِ رَيحاني إِذا دارَتِ الكاسُ
وَلو كانَ يَلقى الناسُ مِن لاعِجِ الهَوى / عَشيرَ الَّذي أَلقى إِذاً هَلَكَ الناسُ
تَعَبٌ يَطولُ لِذي الرَجاءِ مَعَ الهَوى
تَعَبٌ يَطولُ لِذي الرَجاءِ مَعَ الهَوى / خَيرٌ لَهُ مِن راحَةٍ في الياسِ
لَولا مَحَبَّتُكُم لَما عاتَبتُكُم / وَلَكُنتُمُ عِندي كَبَعضِ الناسِ
أَصبَحتُ أَذكُرُ بِالرَيحانِ رائِحَةً
أَصبَحتُ أَذكُرُ بِالرَيحانِ رائِحَةً / مِنها فَلِلنَفسِ بِالرَيحانِ إيناسُ
وَأَمنَحُ الياسَمينَ البُغضَ مِن حَذَري / عَلَيكِ إِذ قيلَ لي شَطرُ اِسمِهِ الياسُ
وَما جِئتُ جَهلاً إِنَّني بِكِ عالِمٌ
وَما جِئتُ جَهلاً إِنَّني بِكِ عالِمٌ / وَلَكِن لِأُبلي فيكِ عُذراً إِلى نَفسي
رَأَيتُكِ لا تَجزينَ وُدّي بِمِثلِهِ / بِشانيكِ ما أَصبَحتُ فيهِ وَما أُمسي
عَصَّبَت رَأسَها فَلَيتَ صُداعاً
عَصَّبَت رَأسَها فَلَيتَ صُداعاً / قَد شَكَتهُ إِليَّ كانَ بِراسي
ثُمَّ لا تَشتَكي وَكانَ لَها الأَج / رُ وَكُنتُ السِقامَ عَنها أُقاسي
ذاكَ حَتّى يَقولَ لي مَن رَآني / هَكَذا يَفعَلُ المُحِبُّ المُواسي
كَتَبَ الحُبُّ في جَبيني كِتاباً
كَتَبَ الحُبُّ في جَبيني كِتاباً / بَيِّناً كَالكِتابِ في القُرطاسِ
أَنتَ في الحُبِّ رَأسُ كُلِّ مُحِبٍّ / لا شَفاكَ الإِلَهُ مِمّا تُقاسي
إِن تَكوني مَلِلتِ يا فَوزُ وَصلي
إِن تَكوني مَلِلتِ يا فَوزُ وَصلي / وَتَناسَيتِني وَعَهدَكِ أَمسِ
فَعَلَيكِ السَلامُ خارَ لَكِ اللَ / هُ لَعَمري لَأَكفِيَنَّكِ نَفسي
سَوفَ يا فَوزُ تَندَمينَ إِذا جَرَّب / تِ غَيري وَالدَهرُ يُبكي وَيُنسي
إِذا سَرَّها أَمرٌ وَفيهِ مَسَاءَتي
إِذا سَرَّها أَمرٌ وَفيهِ مَسَاءَتي / قَضَيتُ لَها فيما تُحِبُّ عَلى نَفسي
وَما مَرَّ يَومٌ أَرتَجي فيهِ راحَةً / فَأَخبُرَهُ إِلّا بَكَيتُ عَلى أَمسِ
هَجَرَ المَجالِسَ مُذ هَجَرتِ لِعِلمِهِ
هَجَرَ المَجالِسَ مُذ هَجَرتِ لِعِلمِهِ / أَن لا يَطيبَ لَهُ بِغَيرِكِ مَجلِسُ
إِنَّ السُرورَ تَصَرَّمَت أَيّامُهُ / مِنّي وَفارَقَني الحَبيبُ المُؤنِسُ
حالانِ ما أَنفَكُّ مِن إِحداهُما / مُستَعبِراً أَو باكِياً أَتَنَفَّسُ
فَلِمِثلِهِ بَكَتِ العُيونُ دِماءَها / وَلِمثلِهِ حَزِنَت عَلَيهِ الأَنفُسُ
إِذا ما شِئتَ أَن تَصنَ
إِذا ما شِئتَ أَن تَصنَ / عَ شَيئاً يُعجِبُ الناسا
وَتَدري كَيفَ مَعشوقٌ / تَحَسّى في الهَوى كاسا
فَصَوِّر هاهُنا فَوزاً / وَصَوِّر ثَمَّ عَبّاسا
وَقِس بَينَهُما شِبراً / فَإِن زِدتَ فَلا باسا
فَإِن لَم يَدنوا حَتّى / تَرى رَأسَيهِما راسا
فَكَذِّبها بِما قاسَت / وَكَذِّبهُ بِما قاسى
أَيا سَيِّدَةَ الناسِ
أَيا سَيِّدَةَ الناسِ / لَقَد قَطَّعتِ أَنفاسي
وَيا ديباجَةَ الحُسنِ / وَيا رامُشنَةَ الآسِ
يَلوموني عَلى الحُبَّ / وَما بِالحُبِّ مِن باسِ
أَلا قَد قَدَمَت فَوزٌ / فَقَرَّت عَينُ عَبّاسِ
لِمَن بَشّرَني البَشرَى / عَلى العَينينِ وَالراسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025