المجموع : 22
اليَومَ طابَ الهَوى يا مَعشَرَ الناسِ
اليَومَ طابَ الهَوى يا مَعشَرَ الناسِ / وَأُلبِسَت فَوزُ حُبّي كُلَّ إِلباسِ
ما أَنسَ لا أَنسَ يُمناها مُعَطَّفَةً / عَلى فُؤادي وَيُسراها عَلى راسي
قالَت وَإِنسانُ ماءِ العَينِ في لُجَجٍ / يَكادُ يَنطِقُ عَن كَربٍ وَوَسواسِ
يَطفو وَيَرسو غَريقاً ما تُكَفكِفُهُ / كَفٌّ فَيا لَكَ مِن طافٍ وَمِن راسِ
عَبّاسُ لَيتَكَ سِربالي عَلى جَسَدي / أَو لَيتَني كُنتُ سِربالاً لِعَبّاسِ
أَو لَيتَهُ كانَ لي راحاً وَكُنتُ لَهُ / مِن ماءِ مُزنٍ فَكُنّا الدَهرَ في كاسِ
أَو لَيتَنا طائِرا إِلفٍ بِمَهمَهَةٍ / نَخلو جَميعاً وَلا نَأوي إِلى الناسِ
مَن هابَ فيكَ عَدُوّاً أَو أَخا ثِقَةٍ / فَاِمسَح يَدَيكَ وَكُن مِنهُ عَلى الياسِ
وَلائِمينَ عَلى حُبّيكِ قَد عَلِموا / أَن لَيسَ بِالحُبِّ مِن عارٍ وَلا باسِ
يا رُبَّ جارِيَةٍ أَسبَلَتُ عَبرَتَها / مِن رِقَّةٍ وَلِغَيري قَلبُها قاسِ
كَم مِن كَواعِبَ ما أَبصَرنَ خَطَّ يَدي / إِلّا تَشَهَّينَ أَن يَأَكُلَنَ قُرطاسي
لَو كُنتُ بَعضَ نَباتِ الأَرضِ مِن طَرَبي / لِلَّهوِ ما كُنتُ إِلّا طاقَةَ الآسِ
ما لِلكُلومِ التَّي بِالقَلبِ مِن آسِ
ما لِلكُلومِ التَّي بِالقَلبِ مِن آسِ / فَاِصبِر عَلى الياسِ يا مُستَقبِلَ الياسِ
ما أَسمَجَ الناسَ في عَيني وَأَقبَحَهُم / إِذا نَظَرتُ فَلَم أُبصِركِ في الناسِ
حَتّى مَتى كَبِدي حَرّى مُعَطَّشَةٌ / وَلا يَلينُ لِشَيءٍ قَلبُكِ القاسي
يا قادِحَ الزَندِ قَد أَعيا قَوادِحَهُ / اِقبِس إِذا شِئتَ مِن قَلبي بِمِقياسِ
لَو كُنتُ أَدعو كَما أَدعوكُمُ وَعِلاً / لَجاءَني مِن أَعالي شاهِقٍ راسِ
يا فَوزُ يا مُنيَةَ عَبّاسِ
يا فَوزُ يا مُنيَةَ عَبّاسِ / قَلبي يُفَدّي قَلبَكِ القاسي
أَسأتُ إِذ أَحسَنتُ ظَنّي بِكُم / وَالحَزمُ سوءُ الظَنِّ بِالناسِ
يُقلِقُني الشَوقُ فَآتيكُمُ / وَالقَلبُ مَملوءٌ مِنَ الياسِ
أَعطَيتُ قَلبي فيكُمُ سُؤلَهُ / فَعادَ إِعطائي عَلى راسي
يا فَوزُ ما ضَرَّ مَن أَمسى وَأَنتِ لَهُ
يا فَوزُ ما ضَرَّ مَن أَمسى وَأَنتِ لَهُ / أَن لا يَفوزَ بِدُنيا آلِ عَبّاسِ
لَو يَقسِمُ اللَهُ جُزءاً مِن مَحاسِنِها / في الناسِ طُرّاً لَتَمَّ الحُسنُ في الناسِ
أَبصَرتُ شَيباً بِمَولاها فَوا عَجَبا / لَمِن يَراها وَيَبدو الشَيبُ في الراسِ
يا مَن رَأَت عَيناهُ فيما خَلا
يا مَن رَأَت عَيناهُ فيما خَلا / أَحَلى وَلا أَحسَنَ مِن أَمسِ
غَضَضتُ طَرفي دونَها إِذ بَدَت / وَالعَينُ لا تَقوى عَلى الشَمسِ
يا حُسنُ لَو تَمَّ لَنا يَومُنا / لَكانَ أُنساً أَيَّما أُنسِ
يا طولَ هَمّي بِما لا يَعلَمُ الناسُ
يا طولَ هَمّي بِما لا يَعلَمُ الناسُ / رَجاءُ وُدِّكِ يَنعاهُ لِيَ الياسُ
كَم ذي هَوىً لَيسَ إِلّا اللَهُ يَعلَمُهُ / قَد ماتَ شَوقاً وَلَم يَعلَم بِهِ الناسُ
جَرَّبتُ مِن هَذهِ الدُنيا شَدائِدَها
جَرَّبتُ مِن هَذهِ الدُنيا شَدائِدَها / ما مَرَّ مِثلُ الهَوى شَيءٌ عَلى راسي
عَذابُ هاروتَ في الدُنيا وَصاحِبِهِ / أَلَذُّ مِن حُبِّ بَعضِ الناسِ لِلناسِ
لِلحُبِّ كَأسٌ مِنَ الرَوعاتِ مُترَعَةٌ / فَكُلُّ مَن كانَ ذا طَرفٍ بِها حاسِ
مَن بايَعَ الحُبَّ لَم تَربَح تِجارَتُهُ / إِذا رَماهُ الَّذي يَهواهُ بِالياسِ
مَن لامَكُم فَهوَ لَكُم ظالِمٌ
مَن لامَكُم فَهوَ لَكُم ظالِمٌ / ما أَنتُمُ إِلّا مِنَ الناسِ
وَاللَهِ ما أَصبَحتُ أَرجوكُمُ / إِلّا رَجاءً مُشبِهَ الياسِ
مُستَسلِماً لِلحُبِّ أَرضى بِما / قَد كَتَبَ اللَهُ عَلى راسي
ما أَنا بالناقِضِ عَهدي وَلا / يُشبِهُ قَلبي قَلبَكِ القاسي
إِنَّ الَّتي هامَت بِها النَفسُ
إِنَّ الَّتي هامَت بِها النَفسُ / عاوَدَها مِن سُقمِها نُكسُ
كانَت إِذا ما جاءَها المُبتَلى / أَبرَأَهُ مِن كَفِّها اللَمسُ
وا بِأَبي الوَجهَ المَليحَ الَّذي / قَد عَشِقَتهُ الجِنُّ وَالإِنسُ
إِن تَكُنِ الحُمّى أَضَرَّت بِهِ / فَرُبَّما تَنكَسِفُ الشَمسُ
يَشُمُّ نَدامايَ الرَياحينَ بَينَهُم
يَشُمُّ نَدامايَ الرَياحينَ بَينَهُم / وَذِكرُكِ رَيحاني إِذا دارَتِ الكاسُ
وَلو كانَ يَلقى الناسُ مِن لاعِجِ الهَوى / عَشيرَ الَّذي أَلقى إِذاً هَلَكَ الناسُ
تَعَبٌ يَطولُ لِذي الرَجاءِ مَعَ الهَوى
تَعَبٌ يَطولُ لِذي الرَجاءِ مَعَ الهَوى / خَيرٌ لَهُ مِن راحَةٍ في الياسِ
لَولا مَحَبَّتُكُم لَما عاتَبتُكُم / وَلَكُنتُمُ عِندي كَبَعضِ الناسِ
أَصبَحتُ أَذكُرُ بِالرَيحانِ رائِحَةً
أَصبَحتُ أَذكُرُ بِالرَيحانِ رائِحَةً / مِنها فَلِلنَفسِ بِالرَيحانِ إيناسُ
وَأَمنَحُ الياسَمينَ البُغضَ مِن حَذَري / عَلَيكِ إِذ قيلَ لي شَطرُ اِسمِهِ الياسُ
وَما جِئتُ جَهلاً إِنَّني بِكِ عالِمٌ
وَما جِئتُ جَهلاً إِنَّني بِكِ عالِمٌ / وَلَكِن لِأُبلي فيكِ عُذراً إِلى نَفسي
رَأَيتُكِ لا تَجزينَ وُدّي بِمِثلِهِ / بِشانيكِ ما أَصبَحتُ فيهِ وَما أُمسي
عَصَّبَت رَأسَها فَلَيتَ صُداعاً
عَصَّبَت رَأسَها فَلَيتَ صُداعاً / قَد شَكَتهُ إِليَّ كانَ بِراسي
ثُمَّ لا تَشتَكي وَكانَ لَها الأَج / رُ وَكُنتُ السِقامَ عَنها أُقاسي
ذاكَ حَتّى يَقولَ لي مَن رَآني / هَكَذا يَفعَلُ المُحِبُّ المُواسي
كَتَبَ الحُبُّ في جَبيني كِتاباً
كَتَبَ الحُبُّ في جَبيني كِتاباً / بَيِّناً كَالكِتابِ في القُرطاسِ
أَنتَ في الحُبِّ رَأسُ كُلِّ مُحِبٍّ / لا شَفاكَ الإِلَهُ مِمّا تُقاسي
إِن تَكوني مَلِلتِ يا فَوزُ وَصلي
إِن تَكوني مَلِلتِ يا فَوزُ وَصلي / وَتَناسَيتِني وَعَهدَكِ أَمسِ
فَعَلَيكِ السَلامُ خارَ لَكِ اللَ / هُ لَعَمري لَأَكفِيَنَّكِ نَفسي
سَوفَ يا فَوزُ تَندَمينَ إِذا جَرَّب / تِ غَيري وَالدَهرُ يُبكي وَيُنسي
إِذا سَرَّها أَمرٌ وَفيهِ مَسَاءَتي
إِذا سَرَّها أَمرٌ وَفيهِ مَسَاءَتي / قَضَيتُ لَها فيما تُحِبُّ عَلى نَفسي
وَما مَرَّ يَومٌ أَرتَجي فيهِ راحَةً / فَأَخبُرَهُ إِلّا بَكَيتُ عَلى أَمسِ
هَجَرَ المَجالِسَ مُذ هَجَرتِ لِعِلمِهِ
هَجَرَ المَجالِسَ مُذ هَجَرتِ لِعِلمِهِ / أَن لا يَطيبَ لَهُ بِغَيرِكِ مَجلِسُ
إِنَّ السُرورَ تَصَرَّمَت أَيّامُهُ / مِنّي وَفارَقَني الحَبيبُ المُؤنِسُ
حالانِ ما أَنفَكُّ مِن إِحداهُما / مُستَعبِراً أَو باكِياً أَتَنَفَّسُ
فَلِمِثلِهِ بَكَتِ العُيونُ دِماءَها / وَلِمثلِهِ حَزِنَت عَلَيهِ الأَنفُسُ
إِذا ما شِئتَ أَن تَصنَ
إِذا ما شِئتَ أَن تَصنَ / عَ شَيئاً يُعجِبُ الناسا
وَتَدري كَيفَ مَعشوقٌ / تَحَسّى في الهَوى كاسا
فَصَوِّر هاهُنا فَوزاً / وَصَوِّر ثَمَّ عَبّاسا
وَقِس بَينَهُما شِبراً / فَإِن زِدتَ فَلا باسا
فَإِن لَم يَدنوا حَتّى / تَرى رَأسَيهِما راسا
فَكَذِّبها بِما قاسَت / وَكَذِّبهُ بِما قاسى
أَيا سَيِّدَةَ الناسِ
أَيا سَيِّدَةَ الناسِ / لَقَد قَطَّعتِ أَنفاسي
وَيا ديباجَةَ الحُسنِ / وَيا رامُشنَةَ الآسِ
يَلوموني عَلى الحُبَّ / وَما بِالحُبِّ مِن باسِ
أَلا قَد قَدَمَت فَوزٌ / فَقَرَّت عَينُ عَبّاسِ
لِمَن بَشّرَني البَشرَى / عَلى العَينينِ وَالراسِ