المجموع : 4
أَلَم تَسأَل اليَومَ الرُسومُ الدَوارِسُ
أَلَم تَسأَل اليَومَ الرُسومُ الدَوارِسُ / بِحُزوى وَهَل تَدري القِفارُ البَسابِسُ
مَتى العَهدُ مِمَّن حَلَّها أَم كَم اِنقَضى / مِنَ الدَهرِ مُذ جَرَّت عَلَيها الرَوامِسُ
دِيارٌ لِمَيٍّ ظَلَّ مِن دونِ صُحبَتي / لِنَفسي بِما هاجَت عَلَيها وَساوِسُ
فَكَيفَ بِمَيٍّ لا تُؤاسيكَ دارُها / وَلا أَنتَ طاوي الكَشحِ عَنها فَيائِسُ
أَتى مَعشَرُ الأَكرادِ بَيني وَبينَها / وَحَولانِ مَرّا وَالجِبالُ الطَوامِسُ
وَلَم تَنسَني مَيّاً نَوى ذاتُ غَربَةٍ / شَطونٌ وَلا المُستَطرِفاتُ الأَوانِسُ
إِذا قُلتُ أَسلو عَنكِ يا مَيُّ لَم أَزَل / مُحِلّاً لِدارٍ مِن ديارِكِ ناكِسُ
نَظَرتُ بِجَرعاءَ السَبيبَةِ نَظرَةً / ضَحى وَسَوادُ العَينِ في الماءِ غامِسُ
إِلى ظُعُنٍ يَقرِضنَ أَجوازَ مُشرِفٍ / شِمالاً وَعَن أَيمانِهِنَّ الفَوارِسُ
أَلِفنَ اللِوى حَتّى إِذا البَروَقُ اِرتَمى / بِهِ بارِحُ راحُ مِن الصَيفِ شامِسُ
وَأَبصَرنُ أَنَّ النَقعَ صارَت نِطافُهُ / فِراشاً وَأَنَّ البَقلَ ذاوٍ وَيابِسُ
تَحَمَّلنَ مِن قاعِ القَرينَةِ بَعدَما / تَصَيَّفنَ حَتّى ما عَنِ العِدِّ حابِسُ
إِلى مَنهَلٍ لَم تَنتَجِعهُ بِعَكَّةٍ / جَنوبٌ وَلَم يَغرِس بِهِ النَخلَ غارِسُ
فَلَما عَرَفنا آيَةَ البَينِ قَلَّصَت / وَسوجُ المَهارى وَاِشمَعلَّ المَوالِسُ
وَقُلتُ لِأَصحابي هُمُ الحَيُّ فاِرفَعوا / تُدارِك بِنا الوَصلَ النَواجي العَرامِسُ
فَلَما لَحِقنا بِالحُدوجِ وَقَد عَلَت / حَماطاً وَحِرباءَ الفَلا مُتَشاوِسُ
وَفي الحَيِّ مِمّا تَتقي ذاتُ عَينِهِ / فَريقانِ مُرتابٌ غَيورٌ وَنافِسُ
وَمُستَبشِرٌ تَبدو بَشاشَةُ وَجهِهِ / إِلَينا وَمَعروفُ الكَآبَةِ عابِسُ
تَبَسَّمنَ عَن غِرٍّ كَأَنَّ رُضابَها / نَدى الرَملِ مَجَّتهُ العِهادُ القَوالِسُ
عَلى أُقحُوانٍ في حَنادِجِ حُرَّةٍ / يُناصي حَشاها عانِكٌ مُتَكاوِسُ
وَخالَسَ أَبوابَ الخُدورِ بِعَينِهِ / عَلى شِدَّةِ الخَوفِ المُحِبُّ المُخالِسُ
وَأَلمَحنَ لَمحاً مِن خُدودٍ أَسيلَةٍ / رِواءٍ خَلا ما أَن تَشِفَّ المَعاطِسُ
كَما أَتلَعَت مِن تَحتِ أَرطى صَريمَةٍ / إِلى نَبأَةِ الصَوتِ الظِباءُ الكَوانِسُ
نَأَت دارُ مَيٍّ أَن تُزارَ وَزورُها / إِلى صُحبَتي بِاللَيلِ هادٍ مُواعِسُ
إِذا نَحنُ عَرَّسنا بِأَرضٍ سَرى بِها / هَوى لَبَّسَتهُ بِالفُؤادِ اللَوابِسُ
إِلى فِتيَةٍ شُعثٍ رَمى بِهِمُ الكَرى / مُتونَ الحَصى لَيسَت عَلَيها مَحابِسُ
أَناخوا فَأَغفوا عِندَ أَيدي قَلائِصِ / خِماصٍ عَلَيها أَرحُلٌ وَطَنافِسُ
وَمُنخَرِقِ السِربالِ أَشعَثَ يَرتَمي / بِهِ الرَحلُ فَوقَ العيسِ وَاللَيلِ دامِسُ
إِذا نَحَزَ الإِدلاجُ ثَغرَةَ نَحرِهِ / بِهِ أَنَّ مُستَرخي العِمامَةِ ناعِسُ
أَقَمتُ لَهُ أَعناقَ هيمٍ كَأَنَّها / قَطاً نَشَّ عَنها ذو جَلاميدَ خامِسُ
وَرَملٍ كَأَوراكِ العَذارى قَطَعتُهُ / إِذا جَلَّلَتهُ المُظلِماتُ الحَنادِسُ
رُكامٍ تَرى أَثباجَهُ حينَ تَلتَقي / لَهُ حُبُكٌ لا تَختَطيهِ الضَغابِسُ
وَماءٍ هَتَكتُ الدِمنَ عنَهُ وَلَم تَرِد / رَوايا الفِراخِ وَالذئابِ اللَغاوِسُ
خَفِيٍّ الجِبا لا يَهتَدي في فَلاتِهِ / مِنَ القَومِ إِلّا الهِبرِزِيُّ المُغامِسُ
أَقولُ لِعَجلى بَينَ يَمٍّ وَداحِسٍ / أَجِدّي فَقَد أَقوَت عَلَيكِ الأَمالِسُ
وَلا تَحسَبي شَجّي بِكِ البيدَ كُلَّما / تَلَألَأَ بِالغَورِ النُجومُ الطَوامِسُ
وَتَهجيرَ قَذّافٍ بِأَجرامِ نَفسِهِ / عَلى الهَولِ لاحَتهُ الهُمومُ الهُواجِسُ
مَراعاتُكِ الآجالَ ما بَينَ شارِعٍ / إِلى حَيثُ حادَت عَن عَناقِ الأَواعِسُ
وَعيطاً كَأَسرابِ الخُروجِ تَشَوَّفَت / مَعاصيرُها وَالعاتِقاتُ العَوانِسُ
يُراعينَ مِثلَ الدِعصِ يَبرُقُ مَتنُهُ / بَياضاً وَأَعلى سائِرِ اللَونِ وارِسُ
سَبِحلاً أَبا شَرخَينِ أَحيا بَناتِهِ / مَقاليتُها فَهيَ اللُبابُ الحَبائِسُ
كِلا كَفأَتَيها تُنفِضانِ وَلَم يَجِد / لَها ثيلَ سَقبٍ في النِتاجَينِ لامِسُ
إِذا طَرَفَت في مَربَعٍ بَكَراتُها / أَو اِستَأخَرَت عَنها الثِقالُ القَناعِسُ
دَعاهُنَّ فَاِستَسمَعنَ مِن أَينَ رِزُّهُ / بِهَدرٍ كَما اِرتَجَّ الغَمامُ الرَواجِسُ
فَيُقبِلنَ إِرباباً وَيَعرِضنَ رَهبَةً / صُدودَ العَذارى واجَهَتها المَجالِسُ
خَناطيلُ يَستَقرينَ كُلَّ قَرارَةٍ / مَرَبٍّ نَفَت عَنها الغُثاءَ الرَوائِسُ
تَعالى بِها الحَوذانُ حَتّى كَأَنَّها / بِهِ أَشعلَت فيها الذُبالَ القَوابِسُ
إِذا نَحنُ قايَسنا أَناساً إِلى العُلى / وَإِن كَرَّموا لَم يَستَطِعنا المُقايِسُ
نَغارُ إِذا ما الرَوعُ أَبدى عَلى البُرى / وَنَقري سَديفَ الشَحمِ وَالماءُ جامِسُ
وَإِنّا لَخشُنٌ في اللِقاءِ أَعِزَّةٌ / وَفي الحَيِّ وَضّاحونَ بيضٌ قَلامِسُ
وَقَومٍ كِرامٍ أَنكَحَتنا بَناتِهِم / ظُباتُ السُيوفِ وَالرِماحِ المَداعِسُ
أَمِن مَيَّةَ الطَلَلُ الدارِسُ
أَمِن مَيَّةَ الطَلَلُ الدارِسُ / أَلَظَّ بِهِ العاصِفُ الرامِسُ
رَمَتني مَيٌّ بِالهَوى رَميَ مُمضِعٍ
رَمَتني مَيٌّ بِالهَوى رَميَ مُمضِعٍ / مِنَ الوَحشِ لَوطٍ لَم تُعِقهُ الأَوالِسُ
بِعَينَينِ نَجلاوَينِ لَم يَجرِ فيهِما / ضَمانٌ وَجيدٌ حُلِّيَ الدُرَ شامِسُ
وَإِنّي لِعاليها وَإِنّي لَخائِفٌ
وَإِنّي لِعاليها وَإِنّي لَخائِفٌ / لِما قال يَومَ الثَعلَبِيَّةِ حَلبَسُ