يابا شُجاعٍ رَعاكَ اللَهُ مِن مَلِكٍ
يابا شُجاعٍ رَعاكَ اللَهُ مِن مَلِكٍ / لَولاكَ ما كانَ هَذا الناسُ بِالناسِ
وَجادَ كُلَّ بِلادٍ أَنتَ ساكِنُها / تَهتانُ كُلِّ مُلثِّ الوَدقِ رَجّاسِ
أَحيَيتُ حِلمَ ابنِ قَيسٍ في سِيادَتِهِ / لَكِن قَرَنتَ بِهِ إِقدامَ جَسّاسِ
وَعَدلَ كِسرى وَإِفضالَ اِبنِ حارِثَةٍ / أَوسٍ وَعِلمَ الفَتى الحَبر اِبنِ عَبّاسِ
أَشكو إِلَيكَ جَوىً مِن بَعدِ قُربِ نَوىً / وَوَحشَةً عَرَضَت مِن بَعدِ إِيناسِ
أَعاذَكَ اللَهُ مِن وَجدي وَمِن قَلِقي / وَمِن غَرامي وَمِن هَمّي وَوِسواسي
أَلِيَّةً ما يَخافُ الحنثَ مُقسِمُها / بِالصَفوَةِ المُجتَبى مِن ضِئضِئِ الياسِ
ما حالَ وُدُّكَ مِن قَلبي وَلا صَعَدَت / شَوقاً إِلى مَلِكٍ إِلّاكَ أَنفاسي
وَإِنَّني بِأَيادٍ مِنكَ سالِفَةٍ / مُثنٍ فَلا المُتناسيها وَلا الناسي
وَلامَني فيكَ أَقوامٌ فَقُلتُ لَهُم / عَنّي إِلَيكُم فَما في الحَقِّ مِن باسِ
لَئِن كَسوتُكُمُ ظُلماً مَحاسِنَهُ / إِنّي لِبالدُّسمِ مِن أَثوابِكُم كاسِ
ثُمَّ اِندَفَعتُ خِلالَ القَومِ أُسمِعُهُم / بَيتَ الحُطَيئَةِ إِذ أَشفى عَلى ياسِ
لَقَد مرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم / يَوماً يَجِيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي
خَلّوا الثَناءَ لِمَن لَيسَت مَذاهِبه / تِلثامَ كاسٍ وَلا تجماعَ أَكياسِ
إِن كُنتُ كَلَّفتُكُم إِدراكَ غايَتِهِ / إِنّي لأَعنَتُ حُكماً مِن أَخي شاسِ
فَاِرضُوا عَدُوَّكُم ما اِستَطَعتُمُ وَخُذُوا / في قَلفِ لَوحٍ وَفي تَعبيرِ فِنطاسِ
يَفديكَ يا شَمسَ دينِ اللَهِ كُلُّ عَمٍ / عَنِ المَكارِمِ لِلسَوآتِ لَبّاسِ
أَما تَرى القَمَرَ المَنحوسَ طَلعَتُهُ / وَما أَتى غَيرَ ما ساهٍ وَلا ناسِ
لَقَد تَعَمَّدَ أَمراً لا تَهِمُّ بِهِ / آسادُ ترجٍ وَلا ذُؤبانُ أَوطاسِ
فَأمُر بِهِ ذَنَبَ التَنِّينِ يَخسِفُهُ / حَتّى يَصيرَ كَقُرصِ الآرزِ الخاسي
ما راقَبَ اللَهَ في حُجّاجِ كَعبَتِهِ / بَل قامَ يَضرِبُ أَخماساً لِأَسداسِ
وَلا اِتَّقى بَأسَ قُرمٍ لا عِرانَ بِهِ / إِذ لَم يَزَل لِفُحولِ الشُولِ عَرّاسِ
قَد فاتَ في مُكرِهِ الأَسوا وَحيلَتِهِ / وَظُلمِهِ كُلَّ نَخّاسٍ وَمَكّاسِ
أَحيَى أَباهُ لَعَمرِي وَالبُيوتَ عَلى / قَواعِدٍ بُنِيَت قِدماً وَأَسّاسِ
لامَ الدُيَيثِيَّ قَومٌ في خَساسَتِهِ / هاتُوا الدُيَيثي عَلى العَينَينِ وَالرَاسِ
فَيا أَمينَ أَمينِ اللَهِ أَبقِ بِهِ / جرحاً مَدى الدَهرِ لا يَلقى لهُ آسِ
وَعِش عَزيزاً حَميدَ الجارِ ما وَخَدَت / عِيسٌ بِمَجهولَةِ الأَرجاءِ مِيعاسِ