القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ المُعْتَزّ الكل
المجموع : 31
ظَلَلتُ بِحُزنٍ إِن بَدا البَرقُ غُدوَةً
ظَلَلتُ بِحُزنٍ إِن بَدا البَرقُ غُدوَةً / كَما رَفَعَ النارَ البَصيرَةَ قابِسُ
إِذا اِستَعجَلَتهُ الريحُ حَلَّت نِطاقَهُ / وَهاجَت لَهُ في المُعصِراتِ وَساوِسُ
وَلاحَ كَما نَشَرتَ بِالكَفِّ طُرَّةً / مِنَ البَردُ أَو قاءَت جُروحٌ قَوالِسُ
وَشَقَّقَ أَعرافَ السَحابِ اِلتِماعَةٌ / كَما اِنصَدَعَت بِالمَشرِفِيِّ القَوانِسُ
فَما زالَ حَتّى النَبتُ يَرفَعُ نَفسَهُ / بِهامِ الرُبى وَالعِرقُ في الأَرضِ ناخِسُ
مَضَى عَجَبي مِن كُلِّ شَيءٍ رَأَيتُهُ / وَبانَت لِعَينَيَّ الأُمورُ اللَوابِسُ
وَإِنّي رَأَيتُ الدَهرَ في كُلِّ ساعَةٍ / يَسيرُ بِنَفسِ المَرءِ وَالمَرءُ جالِسُ
وَتَعتادُهُ الآمالُ حَتّى تَحُطَّهُ / إِلى تُربَةٍ فيها لَهُنَّ فَرائِسُ
وَأَصدَعُ شَكّي بِاليَقينِ وَإِنَّني / لِنَفسي عَلى بَعضِ المَساءَةِ حابِسُ
زَفَفنا إِلى الشامِ رَجراجَةً
زَفَفنا إِلى الشامِ رَجراجَةً / تَسُلُّ عَلى مَن عَصى سَيفَ باسِ
وَجالَت صَواهِلُنا المُقرَباتُ / بِأَفعالِ جِنٍّ وَأَشباحِ ناسِ
وَظَلَّت صَوارِمُ أَيمانِنا / تُحَسّيهِمُ المَوتَ في غَيرِ كاسِ
تَموتُ النُفوسُ بِآجالِها / وَيَقطَعنَ ما بَينَ جِسمٍ وَراسِ
لَعَلَّكَ يا مَكتومُ أَن تَعرِفَ الناسا
لَعَلَّكَ يا مَكتومُ أَن تَعرِفَ الناسا / فَتَهلِكَ مِن بَعدي هُموماً وَوَسواسا
وَيَومَ خَلَطتَ الهَجرَ لي مِنكَ بِالرِضى / فَأَبكَيتَني دَمعاً وَأَسقَيتَني كاسا
هَل حَدَّثَتكَ النَفسُ فيما قَد تَرى
هَل حَدَّثَتكَ النَفسُ فيما قَد تَرى / فَلَرُبَّما صَدَقَت أَماني الأَنفُسِ
يَسقيكَ فَضلَةَ كَأسِهِ مِن كَفِّهِ / وَإِذا رَأى الرَقباءَ لَم يَتَوَجَّسِ
وَسنانُ مِن خَدعِ النِعاسِ جُفونَهُ / يَحكي بِمُقلَتِهِ ذُبولِ النَرجِسِ
أَرى أَعيُنَ الأَعداءِ قَد فَطَنَت بِنا
أَرى أَعيُنَ الأَعداءِ قَد فَطَنَت بِنا / رَأَوا حُسنَ سوءِ الظَنِّ مَن كانَ ذا أُنسِ
وَإِن تَمنَعوا مِن صورَةِ الجِسمِ صورَةً / فَفي النَفسِ تُلقى صورَةُ النَفسِ لِلنَفسِ
يا طولَ شَوقي إِلى تَسليمِ مُقلَتِهِ
يا طولَ شَوقي إِلى تَسليمِ مُقلَتِهِ / إِذا تَناوَلَ كَأساً بَينَ جُلّاسِ
فَإِن رَأى الخَوفَ أَو هَمَّ الرَقيبُ بِهِ / يُعرَفنَ أَلحاظُهُ في لَحظَةِ الكاسِ
أَوّاهُ يا سَيِّدي فَخُذ بِيَدي
أَوّاهُ يا سَيِّدي فَخُذ بِيَدي / وَلا تَدَعني وَلا تَقُل تَعَسا
وَاِعطِف فَإِن عُدتُ فَاِعفُ ثانِيَةً / فَقَد يُداوي الطَبيبُ مَن نُكِسا
دَع نَديماً قَد تَنائى وَحُبِس
دَع نَديماً قَد تَنائى وَحُبِس / وَاِسقِني وَاِشرَب عُقاراً كَالقَبَس
هامَ قَلبي بِفَتاةٍ غادَةٍ / حَولَها الأَسيافُ في أَيدي الحَرَس
لا تَنامُ اللَيلَ مِن حُبّي وَإِن / غَرَّدَ القُمريُّ زارَت في الغَلَس
وَتُسَمّيني إِذا ما عَثَرَت / وَإِذا ما فَطَنوا قالَت تَعَس
أَقولُ وَقَد ضاقَت بِأَحزانِها نَفسي
أَقولُ وَقَد ضاقَت بِأَحزانِها نَفسي / أَلا رُبَّ تَطليقٍ قَريبٍ مِنَ العُرسِ
لَئِن صِرتِ لِلبَقالِ يا شُرُّ زَوجَةً / فَلا عَجَبٌ قَد يَربُضُ الكَلبُ في الشَمسِ
يا دارُ أَينَ ظِباؤُكِ اللُعسُ
يا دارُ أَينَ ظِباؤُكِ اللُعسُ / قَد كانَ لي في إِنسِها أُنسُ
أَينَ البُدورُ عَلى غُصونِ نَقا / مِن تَحتِهِنَّ خَلاخِلٌ خُرسُ
وَمُراسِلٌ فيهِم يُجيبُ وَقَد / حَنَّت إِلى ميعادِهِ النَفسُ
وَكَأَنَّما يَسخو بِضَمَّتِهِ / غُصنٌ تَوَقَّدُ فَوقَهُ الشَمسُ
قَد سَرَّني بِالفوطَتَينِ دَمٌ / بِاللَهِ أَحلِفُ أَنَّهُ رِجسُ
يا عامِرَ الخَلَواتِ كَيفَ تَرى / لَو يَستَطيعُ يَمُجُّكَ الرِمسُ
لِلَّهِ دَرُّ فَتى يُعَمِّرُهُ / لا مَسَّهُ شَلَلٌ وَلا نَفسُ
ما إِن بِمَصرَ لِأَهلِها نَشَبٌ / إِلّا وَفيهِ عَلَيهُمُ لَبسُ
في كُلِّ يَومٍ ذَرُّ شارِقَةٍ / في غَرسِ بَعضِهِمُ لَهُ غَرسُ
فَشِعارُهُم بِاللَيلِ بَينَهُمُ / دَبٌّ دَبيبَ النَملِ إِذ يَعسو
ما إِن يُفارِقُ عودَهُ أَبَداً / فَرَحاً كَأَعوَرَ ضَمَّهُ حَبسُ
يا أَهلَ مَصرَ قُرونَكُم سَقَطَت / مِن بَعدِهِ فَرُؤوسُكُم مُلسُ
لا عُذرَ لِلعاذِلِ في الكاسِ
لا عُذرَ لِلعاذِلِ في الكاسِ / فَما أَرى في الكاسِ مِن باسِ
وَيلي مِنَ الناسِ وَمِن لَومِهِم / ما لَقِيَ الناسُ مِنَ الناسِ
مُهَفهَفِ الخَصرِ هَضيمِ الحَشا / مُشَوَّقٍ بِالوَعدِ مَكّاسِ
وَقامَ في العاتِقِ مَنديلُهُ / يُديرُ كَأساً بَينَ جُلّاسِ
وَيَدخُلُ الآذانَ مِن أَمسِهِ / مِن تَحتِ إِكليلٍ مِنَ الآسِ
وَشَمَّرَ الذَيلَ إِلى خَصرِهِ / وَحَثَّنا بِالرَطلِ وَالكاسِ
وَطالَما عَذَّبَني هَجرُهُ / وَوَكَّلَ القَلبَ بِوِسواسِ
لَمّا أَتَتني رُسُلُه بِالرِضا / أُنسيتُ ما مَرَّ عَلى راسي
وَلَم أَزَل وَاللَيلُ سُترٌ لَنا / مِن دونِ رُقابٍ وَحُرّاسِ
أَشكو إِلى غَمزَةِ عَينَيهِ ما / قاسَيتُهُ مِن قَلبِهِ القاسي
في لَيلَةٍ ما مِثلَها لَيلَةٌ / لَستُ لَها ما عِشتُ بِالناسي
إِشرَب بِكَأسٍ مِن كَفِّ طاوُوسِ
إِشرَب بِكَأسٍ مِن كَفِّ طاوُوسِ / مُدَلَّلٍ في النَعيمِ مَغموسِ
طالَ وُقوفي عَلَيهِ مُنتَظِراً / لِمَوعِدٍ في المِطالِ مَحبوسِ
ما في يَدي مِنهُ غَيرُ عَضُّ يَدي / وَرُبَّ بَختٍ في الحُبِّ مَنحوسِ
لَم تَخلُ في خَصرِهِ مَناطِقُهُ / مِن جَذبِ سَيفٍ وَحَملِ دَبوسِ
ظَبيٌ يَرى طَرفَهُ فَيَرجُمُهُ / وَهوَ سِوى ذاكَ لَيثُ عِرّيسِ
لا يَطمَعُ الصَبُّ فيهِ في دَرَكٍ / وَلَو حَباهُ بِعَرشِ بَلقيسِ
يا رَبِّ عَجِّل مِمّا تَرى فَرَجي / وَاِقضِ لِكَربي مِنهُ بِتَنفيسِ
وَكَم وَحَتّى أَهيمُ مِن وَلَهٍ / كَذي جُنونِ الخَبالِ مَمسوسِ
يا حُسنَ أَحمَدَ غادِياً أَمسِ
يا حُسنَ أَحمَدَ غادِياً أَمسِ / بِمُدامَةٍ صَفراءَ كَالوَرسِ
وَالصُبحُ حَيٌّ في مَشارِقِهِ / وَاللَيلُ يَلفِظُ آخِرَ النَفَسِ
فَكَأَنَّ كَفَّيهِ تُقَسِّمُ في / أَقداحِنا قِطَعاً مِنَ الشَمسِ
لا تَبكِ لِلظاعِنينَ وَالعيسِ
لا تَبكِ لِلظاعِنينَ وَالعيسِ / وَمَنزِلٍ ظَلَّ غَيرَ مَأنوسِ
وَاِشرَب عُقاراً قَد عُتِّقَت حِقَباً / مِن عَهدِ عادٍ بِالوَعدِ مَحروسِ
تَخرُجُ مِن دَنِّها وَقَد حَدِبَت / مِثلَ هِلالٍ بَدا بِتَقويسِ
زُفَّت إِلَينا مِن بَيتِ دَسكَرَةٍ / وَشَيَّعَتها جُنودُ إِبليسِ
فَلَم يَزَل يَنزُفُ المُدامَةَ مِن / مُنتَبِذٍ بِالبِزالِ مَنخوسِ
كَالنَجمِ قَد لَجَّ في الغُروبِ وَقَد / أَنذَرَ بِالصُبحِ قَرعُ ناقوسِ
وَضَجَّ في الدَيرِ كُلُّ مُبتَهِجٍ / مُشَفَّعٍ لَيلَهُ بِتَقديسِ
يَقولُ يا مَن يَبغي الكُنوزَ إِلى / رَزينِ تِبرٍ في الدَنِّ مَرموسِ
تُصبِح غَنِيّاً مِنَ السُرورِ وَمِن / عَقلِكَ تُمسي مِنَ المَفاليسِ
مَن رامَ في تَركِيَ المُدامَ كَمَن / يَكتُبُ بِالماءِ في القَراطيسِ
أَلا أَيُّها الخَمارُ هاتِ بِما تَرى
أَلا أَيُّها الخَمارُ هاتِ بِما تَرى / مُسامَحَةً لا بارَكَ اللَهُ في المَكسِ
إِذا ما خُمارُ السُكرِ يُذكِرُني غَداً / فَلا حَبَذا يَومي وَلَهفي عَلى أَمسي
راضَ نَفسي حَتّى تَرَضَّيتُ إِبلي
راضَ نَفسي حَتّى تَرَضَّيتُ إِبلي / سُ قَديماً قَد طاوَعَتهُ النُفوسُ
كَم أَرَدتُ التَقى فَما تَرَكَتني / خَندَريسٌ يُديرُها طاوُوسُ
أَسكَنوها في الدُنِّ مِن عَهدِ نوحٍ / كَظَلامٍ فيهِ نَهارٌ حَبيسُ
يَخرِجُ العِلجُ خَيرَها وَتُعاني / في ظِلالٍ كَما تُصانُ العَروسُ
وَهيَ عِندي لا ذا وَلا ذا وَهَذا / هِيَ سَعدٌ قَد فارَقَتهُ النُحوسُ
أَيُّ حُسنٍ تُخفي الدُنانُ مِنَ الرا / حِ وَحُسنٍ تَبديهِ مِنها الكُؤوسُ
يا نَديمَيَّ إِسقِياني فَقَد لا / حَ صَباحٌ وَأَذَّنَ الناقوسُ
مِن كُمَيتٍ كَأَنَّها أَرضُ تِبرٍ / في نَواحيهِ لُؤلُؤٌ مَغروسُ
ضَحِكَت شُرُّ إِذ رَأَتني قَد شِب / تُ وَقالَت قَد فُضَّضَ الآبَنوسُ
قُلتُ إِنَّ الشَبابَ فِيَّ لَباقٍ / بَعدُ قالَت هَذا شَبابٌ لَبيسُ
قَد تَمَتَّعتُ ما كَفاني إِذ رَب / عي مِنَ اللَهوِ وَالصِبا مَأنوسُ
وَفُؤادي مِثلُ القَناةِ مِنَ الخَط / طِ وَخَدّي مِن لِحيَتي مَكنوسُ
وَعاقِدِ زُنّارٍ عَلى غُصُنِ الآسِ
وَعاقِدِ زُنّارٍ عَلى غُصُنِ الآسِ / رَقيقِ المَعاني مُخطَفِ الكَشحِ مَيّاسِ
سَقاني عُقاراً صَبَّ فيهِ مِزاجَها / فَأَضحَكَ عَن ثَغرِ الحَبابِ فَمَ الكاسِ
غَدوتُ عَلى حالٍ وَرُحتُ إِلى الكاسِ
غَدوتُ عَلى حالٍ وَرُحتُ إِلى الكاسِ / وَلَم أَرَ فيما تَشتَهي النَفسُ مِن باسِ
وَمُشتَبِهٍ بِالبَدرِ في أَعيُنِ الوَرى / مِنَ الناسِ إِلّا أَنَّهُ أَملَحُ الناسِ
سَقانِيَ خَمراً مِن يَدَيهِ وَريقِهِ / فَأَسكَرَني سُكرَينِ مِن دونِ جُلّاسي
إِذا جادَ لي عِندَ الخَلاصِ بِقُبلَةٍ / وَجَدتُ بِها بَرداً عَلى حَرِّ أَنفاسي
فَكَم مِن نَديمٍ لي نَديمٍ إِلى الكَرى / وَكَم مِن نَديمٍ قَد سَبَقتُ إِلى الكاسِ
وَقَهوَةٍ صَفراءَ مِثلَ الوَرسِ
وَقَهوَةٍ صَفراءَ مِثلَ الوَرسِ / قَد حُبِسَت في الدُنِّ أَيَّ حَبسِ
أُصبِحُ أُسقى كَأسَها وَأُمسي / في قَمَرٍ كَأَنَّهُ اِبنُ شَمسِ
يَومِيَ مِنها أَبَداً كَأَمسي /
اِشرَب فَقَد دارَتِ الكُؤوسُ
اِشرَب فَقَد دارَتِ الكُؤوسُ / وَفارَقَت يَومَكَ النُحوسُ
في كُلِّ يَومٍ جَديدُ رَوضٍ / عَلَيهِ دَمعُ النَدى حَبيسُ
وَمَأتَمٌ في السَماءِ يَبكي / وَالأَرضُ مِن تَحتِهِ عَروسُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025