المجموع : 31
ظَلَلتُ بِحُزنٍ إِن بَدا البَرقُ غُدوَةً
ظَلَلتُ بِحُزنٍ إِن بَدا البَرقُ غُدوَةً / كَما رَفَعَ النارَ البَصيرَةَ قابِسُ
إِذا اِستَعجَلَتهُ الريحُ حَلَّت نِطاقَهُ / وَهاجَت لَهُ في المُعصِراتِ وَساوِسُ
وَلاحَ كَما نَشَرتَ بِالكَفِّ طُرَّةً / مِنَ البَردُ أَو قاءَت جُروحٌ قَوالِسُ
وَشَقَّقَ أَعرافَ السَحابِ اِلتِماعَةٌ / كَما اِنصَدَعَت بِالمَشرِفِيِّ القَوانِسُ
فَما زالَ حَتّى النَبتُ يَرفَعُ نَفسَهُ / بِهامِ الرُبى وَالعِرقُ في الأَرضِ ناخِسُ
مَضَى عَجَبي مِن كُلِّ شَيءٍ رَأَيتُهُ / وَبانَت لِعَينَيَّ الأُمورُ اللَوابِسُ
وَإِنّي رَأَيتُ الدَهرَ في كُلِّ ساعَةٍ / يَسيرُ بِنَفسِ المَرءِ وَالمَرءُ جالِسُ
وَتَعتادُهُ الآمالُ حَتّى تَحُطَّهُ / إِلى تُربَةٍ فيها لَهُنَّ فَرائِسُ
وَأَصدَعُ شَكّي بِاليَقينِ وَإِنَّني / لِنَفسي عَلى بَعضِ المَساءَةِ حابِسُ
زَفَفنا إِلى الشامِ رَجراجَةً
زَفَفنا إِلى الشامِ رَجراجَةً / تَسُلُّ عَلى مَن عَصى سَيفَ باسِ
وَجالَت صَواهِلُنا المُقرَباتُ / بِأَفعالِ جِنٍّ وَأَشباحِ ناسِ
وَظَلَّت صَوارِمُ أَيمانِنا / تُحَسّيهِمُ المَوتَ في غَيرِ كاسِ
تَموتُ النُفوسُ بِآجالِها / وَيَقطَعنَ ما بَينَ جِسمٍ وَراسِ
لَعَلَّكَ يا مَكتومُ أَن تَعرِفَ الناسا
لَعَلَّكَ يا مَكتومُ أَن تَعرِفَ الناسا / فَتَهلِكَ مِن بَعدي هُموماً وَوَسواسا
وَيَومَ خَلَطتَ الهَجرَ لي مِنكَ بِالرِضى / فَأَبكَيتَني دَمعاً وَأَسقَيتَني كاسا
هَل حَدَّثَتكَ النَفسُ فيما قَد تَرى
هَل حَدَّثَتكَ النَفسُ فيما قَد تَرى / فَلَرُبَّما صَدَقَت أَماني الأَنفُسِ
يَسقيكَ فَضلَةَ كَأسِهِ مِن كَفِّهِ / وَإِذا رَأى الرَقباءَ لَم يَتَوَجَّسِ
وَسنانُ مِن خَدعِ النِعاسِ جُفونَهُ / يَحكي بِمُقلَتِهِ ذُبولِ النَرجِسِ
أَرى أَعيُنَ الأَعداءِ قَد فَطَنَت بِنا
أَرى أَعيُنَ الأَعداءِ قَد فَطَنَت بِنا / رَأَوا حُسنَ سوءِ الظَنِّ مَن كانَ ذا أُنسِ
وَإِن تَمنَعوا مِن صورَةِ الجِسمِ صورَةً / فَفي النَفسِ تُلقى صورَةُ النَفسِ لِلنَفسِ
يا طولَ شَوقي إِلى تَسليمِ مُقلَتِهِ
يا طولَ شَوقي إِلى تَسليمِ مُقلَتِهِ / إِذا تَناوَلَ كَأساً بَينَ جُلّاسِ
فَإِن رَأى الخَوفَ أَو هَمَّ الرَقيبُ بِهِ / يُعرَفنَ أَلحاظُهُ في لَحظَةِ الكاسِ
أَوّاهُ يا سَيِّدي فَخُذ بِيَدي
أَوّاهُ يا سَيِّدي فَخُذ بِيَدي / وَلا تَدَعني وَلا تَقُل تَعَسا
وَاِعطِف فَإِن عُدتُ فَاِعفُ ثانِيَةً / فَقَد يُداوي الطَبيبُ مَن نُكِسا
دَع نَديماً قَد تَنائى وَحُبِس
دَع نَديماً قَد تَنائى وَحُبِس / وَاِسقِني وَاِشرَب عُقاراً كَالقَبَس
هامَ قَلبي بِفَتاةٍ غادَةٍ / حَولَها الأَسيافُ في أَيدي الحَرَس
لا تَنامُ اللَيلَ مِن حُبّي وَإِن / غَرَّدَ القُمريُّ زارَت في الغَلَس
وَتُسَمّيني إِذا ما عَثَرَت / وَإِذا ما فَطَنوا قالَت تَعَس
أَقولُ وَقَد ضاقَت بِأَحزانِها نَفسي
أَقولُ وَقَد ضاقَت بِأَحزانِها نَفسي / أَلا رُبَّ تَطليقٍ قَريبٍ مِنَ العُرسِ
لَئِن صِرتِ لِلبَقالِ يا شُرُّ زَوجَةً / فَلا عَجَبٌ قَد يَربُضُ الكَلبُ في الشَمسِ
يا دارُ أَينَ ظِباؤُكِ اللُعسُ
يا دارُ أَينَ ظِباؤُكِ اللُعسُ / قَد كانَ لي في إِنسِها أُنسُ
أَينَ البُدورُ عَلى غُصونِ نَقا / مِن تَحتِهِنَّ خَلاخِلٌ خُرسُ
وَمُراسِلٌ فيهِم يُجيبُ وَقَد / حَنَّت إِلى ميعادِهِ النَفسُ
وَكَأَنَّما يَسخو بِضَمَّتِهِ / غُصنٌ تَوَقَّدُ فَوقَهُ الشَمسُ
قَد سَرَّني بِالفوطَتَينِ دَمٌ / بِاللَهِ أَحلِفُ أَنَّهُ رِجسُ
يا عامِرَ الخَلَواتِ كَيفَ تَرى / لَو يَستَطيعُ يَمُجُّكَ الرِمسُ
لِلَّهِ دَرُّ فَتى يُعَمِّرُهُ / لا مَسَّهُ شَلَلٌ وَلا نَفسُ
ما إِن بِمَصرَ لِأَهلِها نَشَبٌ / إِلّا وَفيهِ عَلَيهُمُ لَبسُ
في كُلِّ يَومٍ ذَرُّ شارِقَةٍ / في غَرسِ بَعضِهِمُ لَهُ غَرسُ
فَشِعارُهُم بِاللَيلِ بَينَهُمُ / دَبٌّ دَبيبَ النَملِ إِذ يَعسو
ما إِن يُفارِقُ عودَهُ أَبَداً / فَرَحاً كَأَعوَرَ ضَمَّهُ حَبسُ
يا أَهلَ مَصرَ قُرونَكُم سَقَطَت / مِن بَعدِهِ فَرُؤوسُكُم مُلسُ
لا عُذرَ لِلعاذِلِ في الكاسِ
لا عُذرَ لِلعاذِلِ في الكاسِ / فَما أَرى في الكاسِ مِن باسِ
وَيلي مِنَ الناسِ وَمِن لَومِهِم / ما لَقِيَ الناسُ مِنَ الناسِ
مُهَفهَفِ الخَصرِ هَضيمِ الحَشا / مُشَوَّقٍ بِالوَعدِ مَكّاسِ
وَقامَ في العاتِقِ مَنديلُهُ / يُديرُ كَأساً بَينَ جُلّاسِ
وَيَدخُلُ الآذانَ مِن أَمسِهِ / مِن تَحتِ إِكليلٍ مِنَ الآسِ
وَشَمَّرَ الذَيلَ إِلى خَصرِهِ / وَحَثَّنا بِالرَطلِ وَالكاسِ
وَطالَما عَذَّبَني هَجرُهُ / وَوَكَّلَ القَلبَ بِوِسواسِ
لَمّا أَتَتني رُسُلُه بِالرِضا / أُنسيتُ ما مَرَّ عَلى راسي
وَلَم أَزَل وَاللَيلُ سُترٌ لَنا / مِن دونِ رُقابٍ وَحُرّاسِ
أَشكو إِلى غَمزَةِ عَينَيهِ ما / قاسَيتُهُ مِن قَلبِهِ القاسي
في لَيلَةٍ ما مِثلَها لَيلَةٌ / لَستُ لَها ما عِشتُ بِالناسي
إِشرَب بِكَأسٍ مِن كَفِّ طاوُوسِ
إِشرَب بِكَأسٍ مِن كَفِّ طاوُوسِ / مُدَلَّلٍ في النَعيمِ مَغموسِ
طالَ وُقوفي عَلَيهِ مُنتَظِراً / لِمَوعِدٍ في المِطالِ مَحبوسِ
ما في يَدي مِنهُ غَيرُ عَضُّ يَدي / وَرُبَّ بَختٍ في الحُبِّ مَنحوسِ
لَم تَخلُ في خَصرِهِ مَناطِقُهُ / مِن جَذبِ سَيفٍ وَحَملِ دَبوسِ
ظَبيٌ يَرى طَرفَهُ فَيَرجُمُهُ / وَهوَ سِوى ذاكَ لَيثُ عِرّيسِ
لا يَطمَعُ الصَبُّ فيهِ في دَرَكٍ / وَلَو حَباهُ بِعَرشِ بَلقيسِ
يا رَبِّ عَجِّل مِمّا تَرى فَرَجي / وَاِقضِ لِكَربي مِنهُ بِتَنفيسِ
وَكَم وَحَتّى أَهيمُ مِن وَلَهٍ / كَذي جُنونِ الخَبالِ مَمسوسِ
يا حُسنَ أَحمَدَ غادِياً أَمسِ
يا حُسنَ أَحمَدَ غادِياً أَمسِ / بِمُدامَةٍ صَفراءَ كَالوَرسِ
وَالصُبحُ حَيٌّ في مَشارِقِهِ / وَاللَيلُ يَلفِظُ آخِرَ النَفَسِ
فَكَأَنَّ كَفَّيهِ تُقَسِّمُ في / أَقداحِنا قِطَعاً مِنَ الشَمسِ
لا تَبكِ لِلظاعِنينَ وَالعيسِ
لا تَبكِ لِلظاعِنينَ وَالعيسِ / وَمَنزِلٍ ظَلَّ غَيرَ مَأنوسِ
وَاِشرَب عُقاراً قَد عُتِّقَت حِقَباً / مِن عَهدِ عادٍ بِالوَعدِ مَحروسِ
تَخرُجُ مِن دَنِّها وَقَد حَدِبَت / مِثلَ هِلالٍ بَدا بِتَقويسِ
زُفَّت إِلَينا مِن بَيتِ دَسكَرَةٍ / وَشَيَّعَتها جُنودُ إِبليسِ
فَلَم يَزَل يَنزُفُ المُدامَةَ مِن / مُنتَبِذٍ بِالبِزالِ مَنخوسِ
كَالنَجمِ قَد لَجَّ في الغُروبِ وَقَد / أَنذَرَ بِالصُبحِ قَرعُ ناقوسِ
وَضَجَّ في الدَيرِ كُلُّ مُبتَهِجٍ / مُشَفَّعٍ لَيلَهُ بِتَقديسِ
يَقولُ يا مَن يَبغي الكُنوزَ إِلى / رَزينِ تِبرٍ في الدَنِّ مَرموسِ
تُصبِح غَنِيّاً مِنَ السُرورِ وَمِن / عَقلِكَ تُمسي مِنَ المَفاليسِ
مَن رامَ في تَركِيَ المُدامَ كَمَن / يَكتُبُ بِالماءِ في القَراطيسِ
أَلا أَيُّها الخَمارُ هاتِ بِما تَرى
أَلا أَيُّها الخَمارُ هاتِ بِما تَرى / مُسامَحَةً لا بارَكَ اللَهُ في المَكسِ
إِذا ما خُمارُ السُكرِ يُذكِرُني غَداً / فَلا حَبَذا يَومي وَلَهفي عَلى أَمسي
راضَ نَفسي حَتّى تَرَضَّيتُ إِبلي
راضَ نَفسي حَتّى تَرَضَّيتُ إِبلي / سُ قَديماً قَد طاوَعَتهُ النُفوسُ
كَم أَرَدتُ التَقى فَما تَرَكَتني / خَندَريسٌ يُديرُها طاوُوسُ
أَسكَنوها في الدُنِّ مِن عَهدِ نوحٍ / كَظَلامٍ فيهِ نَهارٌ حَبيسُ
يَخرِجُ العِلجُ خَيرَها وَتُعاني / في ظِلالٍ كَما تُصانُ العَروسُ
وَهيَ عِندي لا ذا وَلا ذا وَهَذا / هِيَ سَعدٌ قَد فارَقَتهُ النُحوسُ
أَيُّ حُسنٍ تُخفي الدُنانُ مِنَ الرا / حِ وَحُسنٍ تَبديهِ مِنها الكُؤوسُ
يا نَديمَيَّ إِسقِياني فَقَد لا / حَ صَباحٌ وَأَذَّنَ الناقوسُ
مِن كُمَيتٍ كَأَنَّها أَرضُ تِبرٍ / في نَواحيهِ لُؤلُؤٌ مَغروسُ
ضَحِكَت شُرُّ إِذ رَأَتني قَد شِب / تُ وَقالَت قَد فُضَّضَ الآبَنوسُ
قُلتُ إِنَّ الشَبابَ فِيَّ لَباقٍ / بَعدُ قالَت هَذا شَبابٌ لَبيسُ
قَد تَمَتَّعتُ ما كَفاني إِذ رَب / عي مِنَ اللَهوِ وَالصِبا مَأنوسُ
وَفُؤادي مِثلُ القَناةِ مِنَ الخَط / طِ وَخَدّي مِن لِحيَتي مَكنوسُ
وَعاقِدِ زُنّارٍ عَلى غُصُنِ الآسِ
وَعاقِدِ زُنّارٍ عَلى غُصُنِ الآسِ / رَقيقِ المَعاني مُخطَفِ الكَشحِ مَيّاسِ
سَقاني عُقاراً صَبَّ فيهِ مِزاجَها / فَأَضحَكَ عَن ثَغرِ الحَبابِ فَمَ الكاسِ
غَدوتُ عَلى حالٍ وَرُحتُ إِلى الكاسِ
غَدوتُ عَلى حالٍ وَرُحتُ إِلى الكاسِ / وَلَم أَرَ فيما تَشتَهي النَفسُ مِن باسِ
وَمُشتَبِهٍ بِالبَدرِ في أَعيُنِ الوَرى / مِنَ الناسِ إِلّا أَنَّهُ أَملَحُ الناسِ
سَقانِيَ خَمراً مِن يَدَيهِ وَريقِهِ / فَأَسكَرَني سُكرَينِ مِن دونِ جُلّاسي
إِذا جادَ لي عِندَ الخَلاصِ بِقُبلَةٍ / وَجَدتُ بِها بَرداً عَلى حَرِّ أَنفاسي
فَكَم مِن نَديمٍ لي نَديمٍ إِلى الكَرى / وَكَم مِن نَديمٍ قَد سَبَقتُ إِلى الكاسِ
وَقَهوَةٍ صَفراءَ مِثلَ الوَرسِ
وَقَهوَةٍ صَفراءَ مِثلَ الوَرسِ / قَد حُبِسَت في الدُنِّ أَيَّ حَبسِ
أُصبِحُ أُسقى كَأسَها وَأُمسي / في قَمَرٍ كَأَنَّهُ اِبنُ شَمسِ
يَومِيَ مِنها أَبَداً كَأَمسي /
اِشرَب فَقَد دارَتِ الكُؤوسُ
اِشرَب فَقَد دارَتِ الكُؤوسُ / وَفارَقَت يَومَكَ النُحوسُ
في كُلِّ يَومٍ جَديدُ رَوضٍ / عَلَيهِ دَمعُ النَدى حَبيسُ
وَمَأتَمٌ في السَماءِ يَبكي / وَالأَرضُ مِن تَحتِهِ عَروسُ