المجموع : 5
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُؤسِ
صَديقٌ لَيسَ يَنفَعُ يَومَ بُؤسِ / قَريبٌ مِن عَدوٍّ في القِياسِ
وَما يَبقى الصَديقُ بِكلِّ عَصرٍ / وَلا الإِخوانُ إِلّا لِلتَآسي
عَمَرتُ الدَهرَ مُلتَمِساً بِجُهدي / أَخا ثِقَةٍ فَأَلهاني اِلتِماسي
تَنَكَّرَتِ البِلادُ وَمَن عَلَيها / كَأَنَّ أُناسَها لَيسوا بِناسي
قَلبي بِرَحمَتِكَ اللَهُمَّ ذو أُنُسِ
قَلبي بِرَحمَتِكَ اللَهُمَّ ذو أُنُسِ / في السِرِّ وَالجَهرِ وَالإِصباحِ وَالغَلَسِ
ماتَقَلَّبتُ مِن نَومي وَفي سِنَتي / إِلّا وَذِكرُكَ بَينَ النَفسِ وَالنَفَسِ
لَقَد مَنَنتَ عَلى قَلبي بِمَعرِفَةٍ / بِأَنَّكَ اللَهُ ذو الآلاءِ وَالقُدسِ
وَقَد أَتَيتُ ذُنوباً أَنتَ تَعلَمُها / وَلَم تَكُن فاضِحي فيها بِفِعلِ مَسي
فَاِمنُن عَلَيَّ بِذِكرِ الصالِحينَ وَلا / تَجعَل عَلَيَّ إِذاً في الدينِ مِن لَبَسِ
وَكُن مَعي طولَ دُنيايَ وَآخِرَتي / وَيَومَ حَشري بِما أَنزَلتَ في عَبَسِ
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ / يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ
اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ / إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ
كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها / وَثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَالنَجَسِ
تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسلُك طَريقَتَها / إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ
رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى / ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَمِن فَرَسِ
يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ / وَضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ
لِقَلعُ ضِرسٍ وَضَربُ حَبسِ
لِقَلعُ ضِرسٍ وَضَربُ حَبسِ / وَنَزعُ نَفسٍ وَرَدُّ أَمسِ
وَقَرُّ بَردٍ وَقَودُ فَردِ / وَدَبغُ جِلدٍ بِغَيرِ شَمسِ
وَأَكلُ ضَبٍّ وَصَيدُ دُبٍّ / وَصَرفُ حَبٍّ بِأَرضِ خَرسِ
وَنَفخُ نارٍ وَحَملُ عارٍ / وَبَيعُ دارٍ بِرُبعِ فِلسِ
وَبَيعُ خُفٍّ وَعَدمُ إِلفٍ / وَضَربُ إِلفٍ بِحَبلِ قَلسِ
أَهوَنُ مِن وَقفَةِ الحُرِّ / يَرجو نَوالاً بِبابِ نَحسِ
العِلمُ مَغرَسُ كُلِّ فَخرٍ فَاِفتَخِر
العِلمُ مَغرَسُ كُلِّ فَخرٍ فَاِفتَخِر / وَاِحذَر يَفوتُكَ فَخرُ ذاكَ المَغرَسِ
وَاِعلَم بِأَنَّ العِلمَ لَيسَ يَنالُهُ / مَن هَمُّهُ في مَطعَمٍ أَو مَلبَسِ
لا أَخو العِلمِ الَذي يُعنى بِهِ / في حالَتَيهِ عارِيا أَو مُكتَسي
فَاِجعَل لِنَفسِكَ مِنهُ حَظّاً وافِراً / وَاِهجُر لَهُ طيبَ الرُقادِ وَعَبسِ
فَلَعَلَّ يَوماً حَضَرتَ بِمَجلِسٍ / كُنتَ الرَئيسَ وَفَخرَ ذاكَ المَجلِسِ