المجموع : 28
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا / إِلّا وَقَد حَمَلوا فيها الطَواويسا
مِن كُلِّ فاتِكَةِ الأَلحاظِ مالِكَةٍ / تَخالُها فَوقَ عَرشِ الدُرِّ بِلقيسا
إِذا تَمَشَّت عَلى صَرحِ الزُجاجِ تَرى / شَمساً عَلى فَلَكٍ في حِجرِ إِدريسا
تُحيي إِذا قُتِلَت بِاللَحظِ مَنطِقَها / كَأَنَّها عِندَما تُحيي بِهِ عيسى
تَوراتُها لَوحُ ساقَيها سَناً وَأَنا / أَتلو وَأَدرُسُها كَأَنَّني موسى
أُسقُفَّةٌ مِن بَناتِ الرومِ عاطِلَةٌ / تَرى عَلَيها مِنَ الأَنوارِ ناموسا
وَحشِيَّةٌ ما بِها أُنسٌ قَد اِتَّخَذَت / في بَيتِ خَلوتِها لِلذِّكرِ ناووسا
قَد أَعجَزَت كُلَّ عَلّامٍ بِمِلَّتِنا / وَداوُدِيّاً وَحِبراً ثُمَّ قِسّيسا
إِن أَومَأَت تَطلُبُ الإِنجيلَ تَحسَبُها / أَقِسَّةً أَو بَطاريقاً شَماميسا
نادَيتُ إِذ رَحَّلَت لِلبَنينَ ناقَتَها / يا حادِيَ العيسِ لا تَحدو بِها العيسا
عَبَّيتُ أَجيادَ صَبري يَومَ بَينِهِمُ / عَلى الطَريقِ كَراديساً كَراديسا
سَأَلتُ إِذ بَلَغَت نَفسي تَراقِيَها / ذاكَ الجَمالَ وَذاكَ اللُطفَ تَنفيسا
فَأَسلَمَت وَوَقانا اللَهُ شِرَّتَها / وَزَحزَحَ المَلِكُ المَنصورُ إِبليسا
دَرَسَت رُبوعُهُمُ وَإِنَّ هَواهُمُ
دَرَسَت رُبوعُهُمُ وَإِنَّ هَواهُمُ / أَبَداً جَديدٌ بِالحَشا ما يَدرُسُ
هَذي طُلولُهُمُ وَهَذي الأَدمُعُ / وَلِذِكرِهِم أَبَداً تَذوبُ الأَنفُسُ
نادَيتُ خَلفَ رِكابِهِم مِن حُبِّهِم / يا مَن غِناهُ الحُسنُ ها أَنا مُفلِسُ
مَرَّغتُ خَدّي رِقَّةً وَصَبابَةً / فِبِحَقِّ حَقِّ هَواكُمُ لا تُؤيسوا
مَن ظَلَّ في عَبَراتِهِ غَرِقاً وَفي / نارِ الأَسى حَرِقاً وَلا يَتَنَفَّسُ
يا موقِدَ النارِ الرُوَيدا هذِهِ / نارُ الصَبابَةِ شَأنَكُم فَلتَقبِسوا
يا طَلَلاً عِندَ الأَثيلِ دارِسا
يا طَلَلاً عِندَ الأَثيلِ دارِسا / لاعَبتُ فيهِ خُرّداً أَوانِسا
بِالأَمسِ كانَ مُؤنِساً وَضاحِكاً / وَاليَومَ أَضحى موحِشاً وَعابِسا
نَأوا وَلَم أَشعُرهُمُ فَما دَرَوا / أَنَّ عَلَيهِم مِن ضَميري حارِسا
يَتبَعهُمُ حَيثُ نَأوا وَخَيَّموا / وَقَد يَكونُ لِلمَطايا سائِسا
حَتّى إِذا حَلَّوا بِقَفرٍ بَلقَعٍ / وَخَيَّموا وَاِفتَرَشوا الطَنافِسا
عادَ بِهِم رَوضاً أَغَنَّ يانِعاً / مِن بَعدِ ما قَد كانَ قَفراً يابِسا
ما نَزَلوا مِن مَنزِلٍ إِلّا حَوى / مِن الحِسانِ رَوضَةً طَواوِسا
وَلا نَأوا عَن مَنزِلٍ إِلّا حَوى / مِن عاشِقيهِم أَرضُهُ نَواوِسا
يا قمرَ الأسرارِ يا مُلبسي
يا قمرَ الأسرارِ يا مُلبسي / غِلالةً من أخضر السندسِ
أصبحتَ معشوقاً ترى يابساً / لولا لهيبُ النارِ لم تيبسِ
جلستَ فيه زمناً عاجلاً / لذاك تُدعى صاحبَ المجلس
رأستَ فيه بعلوم بدتْ / فيك ولولا ذاك لم ترأس
فأنت تسري في ثمان وفي / عشرين حماسا على الكنسِ
على جوادٍ سابحٍ صِيغَ من / نحاس قاسى صنعة المفلس
هنيئاً لأهل الشرق من حضرة القدسِ
هنيئاً لأهل الشرق من حضرة القدسِ / بشمسٍ جلت أنوارُها ظلمةَ الرَّمس
وجلّت عن التشبيه فهي فريدة / فليست بفصل في الحدودِ ولا جنس
ويدرك منها في الكمال وجودُنا / كما يدرك الخفّاشُ من باهر الشمس
فللَّه من نورٍ أتته رسالةٌ / تصانُ عن التخمين والظنِّ والحدس
أتانا بها والقلبُ ظمآن تائه / إلى المنظر الأعلى إلى حضرة القدس
فجاء ولم يحفل بيوت كثيرة / فخاطبها من حضرة النعل والكرسي
أنا البعلُ والعرس الكريم رسالتي / فبورك من بعلٍ وبورك من عِرس
غرستُ لكم غصن الأمانة يانعاً / وإني لجانٍ بعده ثمر الغرس
تولعت بالتبليغ لما تبينتُ / أمور ترقيني عن الانس والإنس
ورحتُ وقد أبدت بُروقي وميضَها / وجزتُ بحار الغيب في مركب الحس
ونمتُ وما نامت جفوني غدية / وتهتُ بلا تيهٍ عن الجن والإنسِ
فيا نفس بذا الحق لاح وجودُه / فإياكِ والإنكار يا نفس يا نفسي
فعني فتش في تلقان في أنا / أنا في أنا إني أنا في أنا نفسي
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ / بعُرف روض النُّهى من حضرة القدسِ
فشمّ بريقاً بأفقِ البَين لاح لنا / يدلّ أنَّ عيونَ الماءِ في البلس
ألم تروا لكليمِ اللهِ كيف بدا / له الخطابُ من الأشجار في القبس
كوكب قال بتنزيه نفسهِ
كوكب قال بتنزيه نفسهِ / فرماه العجبُ في سجنِ رمسِهِ
طلعتْ حكمة مولاه ليلاً / لمحياه فأودَتْ بنفسه
فشكا الكوكبُ وجداً وشوقاً / لسناها عند أبناء جنسه
قيل ما حكمة هذا محبّ / جاءكم يرغبُ وصلاً بخمسه
قبضتها وأتت في حلاها / نحو باريها وحطَّت بقدسه
ودعته فأتاها مجيباً / يا محباً يشتهيها لنفسه
اشكر الله على كل حال / ابنتي ليلك هذا بعرسه
أقول وروح القدسِ ينفث في النفسِ
أقول وروح القدسِ ينفث في النفسِ / بأنَّ وجودَ الحق في العدد الخمسِ
أيا كعبةَ الأشهادِ يا حرمَ الأنسِ / ويا زمزمَ الآمالِ زُمَّ على النَّفسِ
سرى البيت نحو البيتِ يبغي وصاله / وطهر بالتحقيق من دَنَس اللبسِ
فيا حسرتي يوماً ببطن محسر / وقد دلّني الوادي على سَقَر الرَّجْسِ
تجرّعتُ بالجرعاء كأس نامةٍ / على مشهدٍ قد كان مِنيَ بالأمس
وما خفت بالخَيفِ ارتحالي وإنما / أخاف على ذي النفس من ظلمة الرَّمسِ
لمزدَلفِ الحجاجِ أعلمت ناقتي / لأنعمَ بالزُّلفى وألحقَ بالجنسِ
جمعتُ بجمعٍ بين عيني وشاهدي / بوترين لم أشهد به رتبةَ النفس
خلعتُ الأماني بعدما كنتُ في منى / وطوّفتها فانظره بالطرد والعكسِ
ففي الجمرات الغرّ في رَونَق الضحى / حصبتُ عدوّ الجهلِ فارتدّ في نكس
ركنتُ إلى الركن اليماني لأن في اس / تلام اليماني اليمن في جنةِ القدس
صفيتُ على حكم الصفا عن حقيقتي / فما أنا من عُربٍ فصاحٍ ولا فُرس
أقمت أناجي بالمقامِ مهيمناً / تعالى عن التحديد بالفصل والجنسِ
فشاهدته في بيعة الحجر الذي / تسوَّد من نكثِ العهود لذي اللمس
وبالحجر حجرت الوجودَ وكونه / عليَّ فلا يغدو الزمانُ ولا يمسي
وفي رمضان قال لي تعرف الذي / تشاهده بين المهابةِ والأنس
فلما قضيتُ الحج أعلنتُ مُنشداً / بسيري بين الجهر للذات والهمس
سفينة إحساسي ركبت فلم تزل / تسيرها أرواحُ أفكاره الخرس
فلما عدت بحر الوجودِ وعانيت / بسيف النهي من جلعن رتبة الأنس
دعاني به عبدي فلبيت طائعاً / تأمل فهذا القطف فوق جني الغرس
فعانيت موجوداً بلا عينِ مبصر / وسرَّح عيني فانطلقتُ من الحبس
فكنت كموسى حين قال لربّه / أريد أرى ذاتاً تعالتْ عن الحسِّ
فدكَّ الجبالَ الراسياتِ جلاله / وأصعقَ موسى فاختفى العرشُ في الكرسي
وكنتُ كخفَّاشٍ أراد تمتعاً / بشمسِ الضحى فنهدّ من لمحةِ الشمس
فلا ذاتُه أبقى ولا أدركَ المنى / وغودر في الأمواتِ جسماً بلا نفس
ولكنني أدعي على القرب والنوى / بلا كيف بالبعل الكريم وبالعرس
فمِن حسِّي إلى عقلي
فمِن حسِّي إلى عقلي / ومن عقلي إلى حِسِّي
بعلمين غريبينِ / بلا شكٍّ ولا لبسِ
ومن حَدسي إلى علمي / ومن علمي إلى حَدسي
فنورُ العلمِ ممدود / ونورُ الحدسِ ما يمسي
ومن نفسي إلى روحي / ومن روحي إلى نفسي
بتحليلٍ وتركيب / كمثلِ الميتِ في الرَّمسِ
ومن قدسي إلى رِجسي / ومن رِجسي إلى قُدسي
فقُدسي كان في وقتي / ورِجسي كان في أمسي
ومن إنسي إلى جِنِّي / ومن جني إلى إنسي
فجني يبتغي غمي / وإنسي يبتغي أُنسي
ومن حُبِّي إلى سَعتي / ومن سعَتي إلى حُبِّي
لنكرٍ قام في نفسي / على عقلي وبالعكس
ومن أيسي إلى ليسي / ومن ليسي إلى أيسي
بسعدٍ فيه تأليفٌ / كما في شنّه يحسي
ومن حِلسي إلى صدري / ومن صدري إلى حِلسي
فلولا باقلٌ ما لا / ح نورُ الفضلِ في قسِّّ
ومن شمسي إلى بدري / ومن بدري إلى شمسي
لاظهار الخفايا في / بطونِ نواشىء دِبسِ
ومن فُرسِ إلى عُربٍ / ومن عُربٍ إلى فُرسِ
لشرحِ قوامِ أسرارٍ / ورَمزِ حقائقَ نُكسِ
ومن أسِّي إلى فَرعي / ومِن فَرعي إلى أُسِّي
لعيشٍ دُسَّ في موتٍ / بحسٍّ أو بلا حسِّ
فلا تهتم يا نفسي / لقولِ الحاسدِ النِّكس
وقولِ الجاهلِ المغرو / ر يا ريحانة النفس
فكم من جاهلٍ قد قا / ل في أرواحنا الخرس
لدى تنزيلِ تنزيلي / بروحِ النفث والحسِّ
كاس فيه شيطانٌ / يخبطه من المسِّ
فإن الناس ما زالوا / من التحقيق في لبسِ
فسرُّ اللهِ موجودٌ / مبين الجهرِ والهمسِ
أيّ أمر من الأمور يكون
أيّ أمر من الأمور يكون / فرضٌ عينٍ وتشتهيه النفوسُ
كلّ أمر تمجه غير أمر / ادخلي جنته العلى يا عروسُ
خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله
خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله / سواي من الرحمن ذي العرشِ والكرسي
وأشهدتُ من علمِ الغيوبِ عجائباً / تصانُ عن التذكارِ في عالم الحسِّ
فيا عجباً إني أروحُ وأغتدي / غريباً وحيداً في الوجود بلا جنسِ
لقد أنكر الأقوامُ قولي وشنَّعوا / عليَّ بعلمٍ لا ألومُ به نفسي
فلا هم مع الأحياء في نور ما أرى / ولا هم مع الأموات في ظلمة الرمسِ
فسبحان من أحيى الفؤاد بنورِه / وأفقدهم نور الهدايةِ بالطَّمسِ
علومٌ لنا في عالم الكونِ قد سَرَت / من المغربِ الأقصى إلى مطلع الشمس
تحلَّى بها من كان عقلاً مجرَّداً / عن الفكرِ والتخمين والوهم والحدس
وأصبحتْ في بيضاءَ مثلي نقيةً / إماماً وإن الناسَ منها لفي لَبسِ
نكحتُ نفسي بنفسي
نكحتُ نفسي بنفسي / وكنتُ بعلي وعرسي
لبسُ التقى للنفس خيرُ لباس
لبسُ التقى للنفس خيرُ لباس / يزهو به المسعودُ بين الناسِ
إنّ الشريفَ هو التقيّ المرتضى / لا الهاشميّ ولا بنو العباسِ
إلا إذا اتَّقوا الإله فإنهم / أهلُ المكارمِ والندى والباس
إني لبستُ بحمصِ أندلسٍ وبال / حرَمِ الشريفَ ومكة وبفاس
من سادةٍ مثلِ الشموسِ أئمة / الله أكرمهم بخير لباسِ
بهدى هداتهم اهتديتُ لأنهم / في الليلة الظلماء كالنبراسِ
شؤون ربي من تغيير أنفاسي
شؤون ربي من تغيير أنفاسي / كالجودِ منه لما عندي من إفلاسِ
فراغه لي مني بالزمان مما / في الكون إلا جود الجنِّ والناس
لما ينافي وجود النشىء من ثقلٍ / فلو يخف لكنا التاجَ في الراس
لكننا منه كالنعلين في قدمٍ / من التقلب أو كالشامخ الراسي
في نشأة العجل برهانٌ لذي نظرٍ / في السامريِّ وما في الأمر من باس
كم رأينا برامةَ
كم رأينا برامةَ / من طلولٍ ودارسِ
ما رأينا من غادةٍ / في الجواري الأوانس
مثلَ لبنى إذا أقبلت / نحونا من غدامس
خِلتُها حين أقبلت / قطعةً من جنادس
صورةً ما أرى لها / صورةً في الكنائس
إنما حرَّك الهوى / اهتزاز النواقس
قلتُ مَن أنت إنني / خالطتني وساوسي
قالت أعلم بأنني / من حِسان الفرادس
لستُ إنساً لكنني / مظهر للنوامس
وأنيسي الذي أرا / ه أنيسي مجالسي
ظاهرا فوق تحته / في صدور المجالس
أنا من كلِّ زينة / رقمت في الملابس
ما يرى حسن زينتي / منكم غير لابس
أنا من حبها كما / قيل في حرب داحس
قلتُ مني على فتى / طامعٍ فيك آيس
قالت أعلم بأنه / في الهوى غيرُ سائس
ودليلي إظهارُه / ما به من وساوس
الحمد لله ربِّ العالمين على
الحمد لله ربِّ العالمين على / ما كان منه من الأحوال في الناسِ
مما يسرّهم مما يسؤهم / وكلُّ ذلك محمولٌ على الراس
له الثناء له التمجيد أجمعه / من قبل والدنا المنعوتِ بالناسي
عبدته وطلبتُ العون منه كما / قد قال شرعاً على تحرير أنفاسي
وأنْ يهيىء لي من أمرنا رشَداً / وأنْ يليّن مني قلبيَ القاسي
حتى أكون على النهج القويم به / خلقاً كريماً بإسعادٍ وإيناس
الله نورٌ تعالى أنْ يماثله / نورٌ وقد لاح لي في نارِ نِبراسِ
لو قال خلق به من دون خالقه / لكفروه وما في القول من باس
لأنه مثل لو قلته قيل هل / لداء هذا الذي قد قال من آسي
وما جهلتُ سوى أوقاتها ولذا / نهيت عنها ووَسواسي وخَناسي
فلو تجارت لها سبقاً خيول نهى / فازت بها في سباق الكشف أفراسي
من يتخذ غيرَ الإله جلياً
من يتخذ غيرَ الإله جلياً / أضحى عليه مُقدَّماً ورئيسا
وبحكمةٍ يجري فإنْ بلغَ المدى / أمسى لرَّبات الحجال حبيسا
فإذا انجلى ذاك الجليسُ لقلبه / ظهرَ الخسيسُ مع الجلاء نفيسا
ودرى بأنَّ الحقَّ فيه فلم يكن / لسوى الإله مع الشهودِ جليسا
لما علمتُ بع علمتُ حقيقتي / فأبحت قلبي من أراد جلوسا
نمشّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا
نمشّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا / لأنَّ لها جوداً على نشأةِ النفسِ
لما جاء في الأنباء عن خيرِ مُرسَلٍ / بأصدقِ قيل جاء من حضرةِ القدُسِ
وضعفه النقادُ من أجلِ واحدٍ / رواه عن الأثبات عن عالم الإنس
وكم صحَّ من أمثاله فهو واحد / من النوع إن شئتم وإلا من الجنس
وما فيه إن أنصفتَ في القول مُثَبتٌ / له عندنا ويل تحققُ من لبس
وكيف يكون اللبس والأمر ظاهرٌ / يلوح لذي عينين من حَضرةِ الأنس
لقد كان خيرُ الناسِ يفعل مثلَ ما / بأعرافها والبيعُ بالثمنِ البخسِ
لقد صُغتُ معناه بأدنى عبارةٍ / وألطفِها للعقلِ بالفكرِ والحسِّ
من حجر الأمر على الناس
من حجر الأمر على الناس / ما حجر الأمر على الناسي
ما شافعي من رفع حجري إذا / فكرت فيه غير إفلاسي
انظر إلى المضطرّ في حاله / ليس عليه فيه من باس
ذوقٌ عزيز لم ينله سوى / من جعل النعل على الراس
ما أنا اليومَ لنفسي
ما أنا اليومَ لنفسي / قد مضى عقلي وحسي
فأنا رومٌ لأني / شاهد أصلِّي وأسي
فليقم من شاء منكم / أو يَرُحْ رَائحَ أمسِ
ومتى رأيتُ شخصاً / وهو من شكلي وجنسي
نفرتْ منه طِباعي / ومضى عنيَ أُنسي
أبغضُ الخلقِ إلينا / من تسمى لي بإنسي
فاعذروني يا عدايا / أنا في أضيق حبس
لستُ من خلقٍ جديدٍ / حادثٍ صاحبِ لبس