القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 28
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا
ما رَحَّلوا حين بانوا البُزَّلَ العيسا / إِلّا وَقَد حَمَلوا فيها الطَواويسا
مِن كُلِّ فاتِكَةِ الأَلحاظِ مالِكَةٍ / تَخالُها فَوقَ عَرشِ الدُرِّ بِلقيسا
إِذا تَمَشَّت عَلى صَرحِ الزُجاجِ تَرى / شَمساً عَلى فَلَكٍ في حِجرِ إِدريسا
تُحيي إِذا قُتِلَت بِاللَحظِ مَنطِقَها / كَأَنَّها عِندَما تُحيي بِهِ عيسى
تَوراتُها لَوحُ ساقَيها سَناً وَأَنا / أَتلو وَأَدرُسُها كَأَنَّني موسى
أُسقُفَّةٌ مِن بَناتِ الرومِ عاطِلَةٌ / تَرى عَلَيها مِنَ الأَنوارِ ناموسا
وَحشِيَّةٌ ما بِها أُنسٌ قَد اِتَّخَذَت / في بَيتِ خَلوتِها لِلذِّكرِ ناووسا
قَد أَعجَزَت كُلَّ عَلّامٍ بِمِلَّتِنا / وَداوُدِيّاً وَحِبراً ثُمَّ قِسّيسا
إِن أَومَأَت تَطلُبُ الإِنجيلَ تَحسَبُها / أَقِسَّةً أَو بَطاريقاً شَماميسا
نادَيتُ إِذ رَحَّلَت لِلبَنينَ ناقَتَها / يا حادِيَ العيسِ لا تَحدو بِها العيسا
عَبَّيتُ أَجيادَ صَبري يَومَ بَينِهِمُ / عَلى الطَريقِ كَراديساً كَراديسا
سَأَلتُ إِذ بَلَغَت نَفسي تَراقِيَها / ذاكَ الجَمالَ وَذاكَ اللُطفَ تَنفيسا
فَأَسلَمَت وَوَقانا اللَهُ شِرَّتَها / وَزَحزَحَ المَلِكُ المَنصورُ إِبليسا
دَرَسَت رُبوعُهُمُ وَإِنَّ هَواهُمُ
دَرَسَت رُبوعُهُمُ وَإِنَّ هَواهُمُ / أَبَداً جَديدٌ بِالحَشا ما يَدرُسُ
هَذي طُلولُهُمُ وَهَذي الأَدمُعُ / وَلِذِكرِهِم أَبَداً تَذوبُ الأَنفُسُ
نادَيتُ خَلفَ رِكابِهِم مِن حُبِّهِم / يا مَن غِناهُ الحُسنُ ها أَنا مُفلِسُ
مَرَّغتُ خَدّي رِقَّةً وَصَبابَةً / فِبِحَقِّ حَقِّ هَواكُمُ لا تُؤيسوا
مَن ظَلَّ في عَبَراتِهِ غَرِقاً وَفي / نارِ الأَسى حَرِقاً وَلا يَتَنَفَّسُ
يا موقِدَ النارِ الرُوَيدا هذِهِ / نارُ الصَبابَةِ شَأنَكُم فَلتَقبِسوا
يا طَلَلاً عِندَ الأَثيلِ دارِسا
يا طَلَلاً عِندَ الأَثيلِ دارِسا / لاعَبتُ فيهِ خُرّداً أَوانِسا
بِالأَمسِ كانَ مُؤنِساً وَضاحِكاً / وَاليَومَ أَضحى موحِشاً وَعابِسا
نَأوا وَلَم أَشعُرهُمُ فَما دَرَوا / أَنَّ عَلَيهِم مِن ضَميري حارِسا
يَتبَعهُمُ حَيثُ نَأوا وَخَيَّموا / وَقَد يَكونُ لِلمَطايا سائِسا
حَتّى إِذا حَلَّوا بِقَفرٍ بَلقَعٍ / وَخَيَّموا وَاِفتَرَشوا الطَنافِسا
عادَ بِهِم رَوضاً أَغَنَّ يانِعاً / مِن بَعدِ ما قَد كانَ قَفراً يابِسا
ما نَزَلوا مِن مَنزِلٍ إِلّا حَوى / مِن الحِسانِ رَوضَةً طَواوِسا
وَلا نَأوا عَن مَنزِلٍ إِلّا حَوى / مِن عاشِقيهِم أَرضُهُ نَواوِسا
يا قمرَ الأسرارِ يا مُلبسي
يا قمرَ الأسرارِ يا مُلبسي / غِلالةً من أخضر السندسِ
أصبحتَ معشوقاً ترى يابساً / لولا لهيبُ النارِ لم تيبسِ
جلستَ فيه زمناً عاجلاً / لذاك تُدعى صاحبَ المجلس
رأستَ فيه بعلوم بدتْ / فيك ولولا ذاك لم ترأس
فأنت تسري في ثمان وفي / عشرين حماسا على الكنسِ
على جوادٍ سابحٍ صِيغَ من / نحاس قاسى صنعة المفلس
هنيئاً لأهل الشرق من حضرة القدسِ
هنيئاً لأهل الشرق من حضرة القدسِ / بشمسٍ جلت أنوارُها ظلمةَ الرَّمس
وجلّت عن التشبيه فهي فريدة / فليست بفصل في الحدودِ ولا جنس
ويدرك منها في الكمال وجودُنا / كما يدرك الخفّاشُ من باهر الشمس
فللَّه من نورٍ أتته رسالةٌ / تصانُ عن التخمين والظنِّ والحدس
أتانا بها والقلبُ ظمآن تائه / إلى المنظر الأعلى إلى حضرة القدس
فجاء ولم يحفل بيوت كثيرة / فخاطبها من حضرة النعل والكرسي
أنا البعلُ والعرس الكريم رسالتي / فبورك من بعلٍ وبورك من عِرس
غرستُ لكم غصن الأمانة يانعاً / وإني لجانٍ بعده ثمر الغرس
تولعت بالتبليغ لما تبينتُ / أمور ترقيني عن الانس والإنس
ورحتُ وقد أبدت بُروقي وميضَها / وجزتُ بحار الغيب في مركب الحس
ونمتُ وما نامت جفوني غدية / وتهتُ بلا تيهٍ عن الجن والإنسِ
فيا نفس بذا الحق لاح وجودُه / فإياكِ والإنكار يا نفس يا نفسي
فعني فتش في تلقان في أنا / أنا في أنا إني أنا في أنا نفسي
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ
هب النسيمٍ مع الإمساء والغلَسِ / بعُرف روض النُّهى من حضرة القدسِ
فشمّ بريقاً بأفقِ البَين لاح لنا / يدلّ أنَّ عيونَ الماءِ في البلس
ألم تروا لكليمِ اللهِ كيف بدا / له الخطابُ من الأشجار في القبس
كوكب قال بتنزيه نفسهِ
كوكب قال بتنزيه نفسهِ / فرماه العجبُ في سجنِ رمسِهِ
طلعتْ حكمة مولاه ليلاً / لمحياه فأودَتْ بنفسه
فشكا الكوكبُ وجداً وشوقاً / لسناها عند أبناء جنسه
قيل ما حكمة هذا محبّ / جاءكم يرغبُ وصلاً بخمسه
قبضتها وأتت في حلاها / نحو باريها وحطَّت بقدسه
ودعته فأتاها مجيباً / يا محباً يشتهيها لنفسه
اشكر الله على كل حال / ابنتي ليلك هذا بعرسه
أقول وروح القدسِ ينفث في النفسِ
أقول وروح القدسِ ينفث في النفسِ / بأنَّ وجودَ الحق في العدد الخمسِ
أيا كعبةَ الأشهادِ يا حرمَ الأنسِ / ويا زمزمَ الآمالِ زُمَّ على النَّفسِ
سرى البيت نحو البيتِ يبغي وصاله / وطهر بالتحقيق من دَنَس اللبسِ
فيا حسرتي يوماً ببطن محسر / وقد دلّني الوادي على سَقَر الرَّجْسِ
تجرّعتُ بالجرعاء كأس نامةٍ / على مشهدٍ قد كان مِنيَ بالأمس
وما خفت بالخَيفِ ارتحالي وإنما / أخاف على ذي النفس من ظلمة الرَّمسِ
لمزدَلفِ الحجاجِ أعلمت ناقتي / لأنعمَ بالزُّلفى وألحقَ بالجنسِ
جمعتُ بجمعٍ بين عيني وشاهدي / بوترين لم أشهد به رتبةَ النفس
خلعتُ الأماني بعدما كنتُ في منى / وطوّفتها فانظره بالطرد والعكسِ
ففي الجمرات الغرّ في رَونَق الضحى / حصبتُ عدوّ الجهلِ فارتدّ في نكس
ركنتُ إلى الركن اليماني لأن في اس / تلام اليماني اليمن في جنةِ القدس
صفيتُ على حكم الصفا عن حقيقتي / فما أنا من عُربٍ فصاحٍ ولا فُرس
أقمت أناجي بالمقامِ مهيمناً / تعالى عن التحديد بالفصل والجنسِ
فشاهدته في بيعة الحجر الذي / تسوَّد من نكثِ العهود لذي اللمس
وبالحجر حجرت الوجودَ وكونه / عليَّ فلا يغدو الزمانُ ولا يمسي
وفي رمضان قال لي تعرف الذي / تشاهده بين المهابةِ والأنس
فلما قضيتُ الحج أعلنتُ مُنشداً / بسيري بين الجهر للذات والهمس
سفينة إحساسي ركبت فلم تزل / تسيرها أرواحُ أفكاره الخرس
فلما عدت بحر الوجودِ وعانيت / بسيف النهي من جلعن رتبة الأنس
دعاني به عبدي فلبيت طائعاً / تأمل فهذا القطف فوق جني الغرس
فعانيت موجوداً بلا عينِ مبصر / وسرَّح عيني فانطلقتُ من الحبس
فكنت كموسى حين قال لربّه / أريد أرى ذاتاً تعالتْ عن الحسِّ
فدكَّ الجبالَ الراسياتِ جلاله / وأصعقَ موسى فاختفى العرشُ في الكرسي
وكنتُ كخفَّاشٍ أراد تمتعاً / بشمسِ الضحى فنهدّ من لمحةِ الشمس
فلا ذاتُه أبقى ولا أدركَ المنى / وغودر في الأمواتِ جسماً بلا نفس
ولكنني أدعي على القرب والنوى / بلا كيف بالبعل الكريم وبالعرس
فمِن حسِّي إلى عقلي
فمِن حسِّي إلى عقلي / ومن عقلي إلى حِسِّي
بعلمين غريبينِ / بلا شكٍّ ولا لبسِ
ومن حَدسي إلى علمي / ومن علمي إلى حَدسي
فنورُ العلمِ ممدود / ونورُ الحدسِ ما يمسي
ومن نفسي إلى روحي / ومن روحي إلى نفسي
بتحليلٍ وتركيب / كمثلِ الميتِ في الرَّمسِ
ومن قدسي إلى رِجسي / ومن رِجسي إلى قُدسي
فقُدسي كان في وقتي / ورِجسي كان في أمسي
ومن إنسي إلى جِنِّي / ومن جني إلى إنسي
فجني يبتغي غمي / وإنسي يبتغي أُنسي
ومن حُبِّي إلى سَعتي / ومن سعَتي إلى حُبِّي
لنكرٍ قام في نفسي / على عقلي وبالعكس
ومن أيسي إلى ليسي / ومن ليسي إلى أيسي
بسعدٍ فيه تأليفٌ / كما في شنّه يحسي
ومن حِلسي إلى صدري / ومن صدري إلى حِلسي
فلولا باقلٌ ما لا / ح نورُ الفضلِ في قسِّّ
ومن شمسي إلى بدري / ومن بدري إلى شمسي
لاظهار الخفايا في / بطونِ نواشىء دِبسِ
ومن فُرسِ إلى عُربٍ / ومن عُربٍ إلى فُرسِ
لشرحِ قوامِ أسرارٍ / ورَمزِ حقائقَ نُكسِ
ومن أسِّي إلى فَرعي / ومِن فَرعي إلى أُسِّي
لعيشٍ دُسَّ في موتٍ / بحسٍّ أو بلا حسِّ
فلا تهتم يا نفسي / لقولِ الحاسدِ النِّكس
وقولِ الجاهلِ المغرو / ر يا ريحانة النفس
فكم من جاهلٍ قد قا / ل في أرواحنا الخرس
لدى تنزيلِ تنزيلي / بروحِ النفث والحسِّ
كاس فيه شيطانٌ / يخبطه من المسِّ
فإن الناس ما زالوا / من التحقيق في لبسِ
فسرُّ اللهِ موجودٌ / مبين الجهرِ والهمسِ
أيّ أمر من الأمور يكون
أيّ أمر من الأمور يكون / فرضٌ عينٍ وتشتهيه النفوسُ
كلّ أمر تمجه غير أمر / ادخلي جنته العلى يا عروسُ
خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله
خُصصتُ بعلم لم يخصَّ بمثله / سواي من الرحمن ذي العرشِ والكرسي
وأشهدتُ من علمِ الغيوبِ عجائباً / تصانُ عن التذكارِ في عالم الحسِّ
فيا عجباً إني أروحُ وأغتدي / غريباً وحيداً في الوجود بلا جنسِ
لقد أنكر الأقوامُ قولي وشنَّعوا / عليَّ بعلمٍ لا ألومُ به نفسي
فلا هم مع الأحياء في نور ما أرى / ولا هم مع الأموات في ظلمة الرمسِ
فسبحان من أحيى الفؤاد بنورِه / وأفقدهم نور الهدايةِ بالطَّمسِ
علومٌ لنا في عالم الكونِ قد سَرَت / من المغربِ الأقصى إلى مطلع الشمس
تحلَّى بها من كان عقلاً مجرَّداً / عن الفكرِ والتخمين والوهم والحدس
وأصبحتْ في بيضاءَ مثلي نقيةً / إماماً وإن الناسَ منها لفي لَبسِ
نكحتُ نفسي بنفسي
نكحتُ نفسي بنفسي / وكنتُ بعلي وعرسي
لبسُ التقى للنفس خيرُ لباس
لبسُ التقى للنفس خيرُ لباس / يزهو به المسعودُ بين الناسِ
إنّ الشريفَ هو التقيّ المرتضى / لا الهاشميّ ولا بنو العباسِ
إلا إذا اتَّقوا الإله فإنهم / أهلُ المكارمِ والندى والباس
إني لبستُ بحمصِ أندلسٍ وبال / حرَمِ الشريفَ ومكة وبفاس
من سادةٍ مثلِ الشموسِ أئمة / الله أكرمهم بخير لباسِ
بهدى هداتهم اهتديتُ لأنهم / في الليلة الظلماء كالنبراسِ
شؤون ربي من تغيير أنفاسي
شؤون ربي من تغيير أنفاسي / كالجودِ منه لما عندي من إفلاسِ
فراغه لي مني بالزمان مما / في الكون إلا جود الجنِّ والناس
لما ينافي وجود النشىء من ثقلٍ / فلو يخف لكنا التاجَ في الراس
لكننا منه كالنعلين في قدمٍ / من التقلب أو كالشامخ الراسي
في نشأة العجل برهانٌ لذي نظرٍ / في السامريِّ وما في الأمر من باس
كم رأينا برامةَ
كم رأينا برامةَ / من طلولٍ ودارسِ
ما رأينا من غادةٍ / في الجواري الأوانس
مثلَ لبنى إذا أقبلت / نحونا من غدامس
خِلتُها حين أقبلت / قطعةً من جنادس
صورةً ما أرى لها / صورةً في الكنائس
إنما حرَّك الهوى / اهتزاز النواقس
قلتُ مَن أنت إنني / خالطتني وساوسي
قالت أعلم بأنني / من حِسان الفرادس
لستُ إنساً لكنني / مظهر للنوامس
وأنيسي الذي أرا / ه أنيسي مجالسي
ظاهرا فوق تحته / في صدور المجالس
أنا من كلِّ زينة / رقمت في الملابس
ما يرى حسن زينتي / منكم غير لابس
أنا من حبها كما / قيل في حرب داحس
قلتُ مني على فتى / طامعٍ فيك آيس
قالت أعلم بأنه / في الهوى غيرُ سائس
ودليلي إظهارُه / ما به من وساوس
الحمد لله ربِّ العالمين على
الحمد لله ربِّ العالمين على / ما كان منه من الأحوال في الناسِ
مما يسرّهم مما يسؤهم / وكلُّ ذلك محمولٌ على الراس
له الثناء له التمجيد أجمعه / من قبل والدنا المنعوتِ بالناسي
عبدته وطلبتُ العون منه كما / قد قال شرعاً على تحرير أنفاسي
وأنْ يهيىء لي من أمرنا رشَداً / وأنْ يليّن مني قلبيَ القاسي
حتى أكون على النهج القويم به / خلقاً كريماً بإسعادٍ وإيناس
الله نورٌ تعالى أنْ يماثله / نورٌ وقد لاح لي في نارِ نِبراسِ
لو قال خلق به من دون خالقه / لكفروه وما في القول من باس
لأنه مثل لو قلته قيل هل / لداء هذا الذي قد قال من آسي
وما جهلتُ سوى أوقاتها ولذا / نهيت عنها ووَسواسي وخَناسي
فلو تجارت لها سبقاً خيول نهى / فازت بها في سباق الكشف أفراسي
من يتخذ غيرَ الإله جلياً
من يتخذ غيرَ الإله جلياً / أضحى عليه مُقدَّماً ورئيسا
وبحكمةٍ يجري فإنْ بلغَ المدى / أمسى لرَّبات الحجال حبيسا
فإذا انجلى ذاك الجليسُ لقلبه / ظهرَ الخسيسُ مع الجلاء نفيسا
ودرى بأنَّ الحقَّ فيه فلم يكن / لسوى الإله مع الشهودِ جليسا
لما علمتُ بع علمتُ حقيقتي / فأبحت قلبي من أراد جلوسا
نمشّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا
نمشّ بأعرافِ الجيادِ أكفنا / لأنَّ لها جوداً على نشأةِ النفسِ
لما جاء في الأنباء عن خيرِ مُرسَلٍ / بأصدقِ قيل جاء من حضرةِ القدُسِ
وضعفه النقادُ من أجلِ واحدٍ / رواه عن الأثبات عن عالم الإنس
وكم صحَّ من أمثاله فهو واحد / من النوع إن شئتم وإلا من الجنس
وما فيه إن أنصفتَ في القول مُثَبتٌ / له عندنا ويل تحققُ من لبس
وكيف يكون اللبس والأمر ظاهرٌ / يلوح لذي عينين من حَضرةِ الأنس
لقد كان خيرُ الناسِ يفعل مثلَ ما / بأعرافها والبيعُ بالثمنِ البخسِ
لقد صُغتُ معناه بأدنى عبارةٍ / وألطفِها للعقلِ بالفكرِ والحسِّ
من حجر الأمر على الناس
من حجر الأمر على الناس / ما حجر الأمر على الناسي
ما شافعي من رفع حجري إذا / فكرت فيه غير إفلاسي
انظر إلى المضطرّ في حاله / ليس عليه فيه من باس
ذوقٌ عزيز لم ينله سوى / من جعل النعل على الراس
ما أنا اليومَ لنفسي
ما أنا اليومَ لنفسي / قد مضى عقلي وحسي
فأنا رومٌ لأني / شاهد أصلِّي وأسي
فليقم من شاء منكم / أو يَرُحْ رَائحَ أمسِ
ومتى رأيتُ شخصاً / وهو من شكلي وجنسي
نفرتْ منه طِباعي / ومضى عنيَ أُنسي
أبغضُ الخلقِ إلينا / من تسمى لي بإنسي
فاعذروني يا عدايا / أنا في أضيق حبس
لستُ من خلقٍ جديدٍ / حادثٍ صاحبِ لبس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025