المجموع : 7
عَدِّ عنك الكؤوسَ قد طِبتُ نَفسا
عَدِّ عنك الكؤوسَ قد طِبتُ نَفسا / واسقِنيها مراشفاً لك لُعْسا
إن يُحسَّ الغرامَ قلبي فحقٌّ / خلق اللهُ عَبده لُيحِسّا
لست انسى عيشي وخيرُ زَمانٍ / زَمَنٌ طِيبُ عيشهِ ليسَ يُنسَى
حبذا دجلةٌ وعيشيَ رَهْوٌ / طيب الرَوحتين مغدىً وُممسْى
حينَ ايامُنا من الدهر يومٌ / فيه تُستَفرغ الكؤوس وتُحسى
يَحسَب الشَربُ أنهم علموا الغيب / وهم يخطئون ظَنّاً وَحدْسا
طاف وهناً بها علينا إلى أن / لم يكد أن يعي من القوم حِسا
عيَّ منا اللسانُ فالكل خُرْسٌ / ينقُلون الحديثَ رَمزاً وهَمسْا
رمتُ كأساً ومذ تلجلجتُ اوميت / بكفي فظنّني رُمتُ خَمسا
فأتاني بها فلمْ اعترضها / حذراً أن يكونَ مثليَ جبسا
إن ردَّ الكريم عارٌ على النَفس / وحاشاي انني صُنتُ نَفسْا
أُفرغَت كالنُضار بل هي أبهى / فعليها لم يوجب الشرعُ خُمسا
ولها في العُروقِ نبضٌ خفيٌ / مثلما يُمسك الطبيبُ المِجَسا
وكأن النديمَ لما جلاها / افقٌ يُطلِعُ المَسرَّةَ شمسا
يا نديمي أمري اليكَ فزدْني / او فدَعني فلستُ أنطقُ نَبسا
لا تقطِّبْ اني ارى الانس جِناً / وتبسَّمْ لأحسَبَ الجنَّ إنسا
ما ترى الفجرَ والدجى في امتزاج / مثل خيطَي ثوب خِلاطاً وَمسَّا
كم أرادَ الصبحُ المُتاحُ انطلاقاً / وأرادت له دَياجيه حَبْسا
ما شربنا الكؤوس الا لانّا / قد رأينا فيها لخديكَ عَكْسا
انتَ تدري حرمانَ ذي العقل في الناسِ / فزدني منها جُنوناً ومَسا
لا تُمِلها عني وفيَّ حَراكٌ / واسقنِها حتى ترانيَ يَبسا
إن عُمْراً مستلطَفاً باعه المرء / بغير الكؤوس قد بيعَ بَخْسا
أنا حِلس الطِلا ولست كشيخ / خلسَ الدينَ وهو يُحسَب حِلسا
لو يبيع الخَمّار دَيناً بدينِ / لاشتراها وباع أخراه وكسْا
ان أحلى مما يسبح هذا الحبرُ / قرْعُ النديم بالكأس جَرْسا
لا تلُم في الطِلا ولا في انتهاكي / ما أبى الله .. اذ نهى ان تُحسّا
ان نيل الحرام أشهى من الحِلِّ / وأحلى نيلاً واعذبُ كأسا
قد طويتُ الحديثَ خوفَ رقيب / يبتغى فيه مطعناً ليَدُسّا
وهجرنا الكؤوسَ لكن لعُرسٍ / هو اصفى كأساً واطيبُ أُنسا
وانتقلنا لكن لبُرج سُعود / قَرنَ الله فيه بدرْاً وشَمسا
هي جَلَّت عُرساً فزيدت بهاءً / دارةُ المجدِ إنهُ جلَّ عُرسا
طاب مُمسى سروره فليبكِّرْ / أبدَ الدهر مُصبِحاً حيث أمسى
لك عمٌّ احيا مزايا ذويه / وأرانا الجدودَ تنفُضُ رمْسا
لا تلمه ان هزَّ للشعر عِطفاً / إنّ فيه من دوحة المجدِ رِسّا
هو اصفَى من اللُجينِ وأوفى / في المعالي من الهضاب وأرسَى
وهو إن ينتسِبْ فمن أهل بيت / اذهبَ الله عنه عاراً ورِجسا
بيت مجدٍ كالبحر طامٍ ولكن / أنت فيه أبا الضيائينِ مَرْسى
يا بنَ بنتٍ البيت الذي كان نَجماً / لكَ سعداً وفي أعاديك نَحسا
لستُ انسى مدحَ الجواد ومن كان / من المدح فرضُه كيف يُنسى
مستفيضُ الندى وكم من يَمينٍ / صخرةٌ زلقَة الجوانب مَلسا
حَيَّرت مادحيكَ رقهُ طبعٍ / تَحلِفُ الخمرُ أنها منه أقسى
قد بلونا سجليكَ قبضاً وبسطا / وخَبَرنا دَهرَيك نُعمى وبُؤسى
فوجدناكَ في الجميع رضيّاً / وحميداً مصَّبحاً ومُمَسَّى
وهززنا في الأريحية غُصناً / ورأينا في الدست رضوى وقُدْسا
وكأن اللغات بتن يفرقن / كما تشتهيه نِعمَ وبئسا
فكسونَ الصديقَ شهماً ونَدْبا / واعدن العَدُوَّ نذلاً ونِكسا
وارتديتَ العلى لباساً وتاجاً / وسواك ارتدى الحريرَ الدِمَقسا
لك كفٌ كالركن فينا فأقصى / منيةِ النَفس عندنا ان تُمَسّا
وبليدٍ لا يكتفي من سَنا النار / بومضٍ حتى يجرِّبَ لمسا
قال هل القنَّه قلتُ : تَعْيَا / قال : حتى غباره قلتُ : نَحسْا
رُوضِّت كُّفه فلولا رجامُ / الناس اقرى بها الطيور وعسا
رِدْ نداه وبطشَه وتُقساه / واتركُنْ حاتِماً وعمراً وقُسّا
وذكرنا في اليوم عُرسَ علىٍّ / فكأنَّ السرورَ قد كان أمسى
حيث مُدّاحه تجول وثوب النحس / يُنضى ومِطرفَ السعد يُكسي
طاب غَرْساً مُصدّقاً لا كمن يُحسَبُ / نُكراً ان قيل قد طاب غَرْسا
هو قاسٍ ان اغضَبُوه ولكن / لو يَهُزّ الصَفَا نَداهُ لحَسّا
لو تكون النجوم بُرداً وتاجاً / لكسيناكَهُنّ عِطفاً ورأسا
ان علوتم فحقكم اولستم / قد رَفَعتم لكعبةِ الله أسُّا
هزني مدحُكم فقلتُ ولا يصلُح / عودُ الغناء حتى يُجَسّا
ايها المقتفُونَ شأْوي هَلمّوا / وخذوا عَنيَ البلاغةَ دَرسْا
انا آليت ان أُعيد رسوماً / منه أضحت بعد ابن حبوبَ دُرسا
انا لا أدَّعي النبوةَ الاّ / أنني أرجعُ المقاويلَ خُرسْا
انا في الشعر فارسٌ إن أغالَب / يكنِ الطبعُ لي مِجَنّاً وتُرسا
كل ُّ محبوكةٍ فلا تُبصرُ المعنى / مُعّمىً ولا ترى اللفظ لَبْسا
واذا ما ارتمت عليَّ القوافي / نلتُ مختارَها وعِفتُ الأخسا
ان اكن اصغرَ المجيدين سِناً / فانا أكبرُ المجيدين نَفْسا
طبقّت شهرتي البلادَ وما / جاوز عمري عشراً وسبعاً وخمساً
أأمريك يابنت " كولمبس "
أأمريك يابنت " كولمبس " / لحبِّك وقع على الأنفس
صبوت إليك وأين الفرات / وأهلوه من بحرك الاطلس
حنّنا ولو كان في وسعنا / سعينا إليك على الارؤس
إذا آنس الصبَّ ذكر الحبيب / ففي غير ذكرك لم آنس
هواجس تدني إليك المنى / ولولا المنى قط لم أهجس
وأني ومابي حبّ الصخور / أحن إلى صخرك الأملس
هوى لو بشهب الدراري صبت / ولو بالعواصف لم تهمس
إذا كان من ثمر للمنى / ففي غير أرضك لم يغرس
وكم قائل ما اصطلى في الهوى / بناري وقد غرّه ملمسي
أليس سواها نفيس يرام / فقلت : هواي مع الأنفس
أحبّاى حتى م يصبو لكم / معاف ويذكركم من نسي
ألا هل أتاكم بأني متى / تدر كأس حبّكم أحتس
وأني كالليل بادي الهموم / وأني كالنجم لم انعس
ولي قلب حر عصيُّ الزمام / فإن راضه حبُّكم يسلس
وكم ليلة بتُّ في عزلة / ومن طيب ذكراكم مجلسي
وبلدة ذل تميت الشعور / فمنطيقها الحرُّ كالأخرس
أحب بلادي لو لم أخف / بها شرَّ ذي الغدرة الأشرس
يجاذب قلبي إليها الهوى / ويأبى المقام بها معطسي
جفوني ولا ذنب إلا الاباء / وإن طاب من بينهم مغرسي
وقالوا تناسى ولا حنة / وهل بلبل حنَّ للمحبس !
كم نفوسٍ شريفةٍ حسَّاسه
كم نفوسٍ شريفةٍ حسَّاسه / سحقوهنَّ عن طريقِ الخساسه
وطباعٍ رقيقةٍ قابَلتهنَّ / الليالي بغِلْظَةٍ وشراسه
ما لضعفٍ شكوايَ دهري / فما أنكرُ بأسي وإن تحاميتُ باسه
غيرَ أني أردتُ للنجحِ مقياساً / صحيحاً فلم أجدْ مقياسه!
وقديماً مسَّتْ شكوكٌ عقولاً / وأطالتْ من نابهٍ وَسواسه
استغلَّتْ شعورَها شعراءٌ / لم تنشني ظرافةً وكيَاسه
وارتمتْ بي إلى المَطاوحِ نفسٌ / غمرتها انقباضةٌ واحتراسه
عدَّتِ النُبلَ رابحاً واستهانتْ / من نعيمٍ ولذَّةٍ إفلاسه
كلَّما أوشكتْ تبلُّ .. من الاخلاصِ / والصدقِ عاودتْها انتكاسه
تَعِسَ المرءُ حارِماً نفسَه كلَّ / اللذاذاتِ قانعاً بالقداسه
اِستفيقي لا بدَّ أنْ تُشبهي الدَّهرَ / انقلابا .. وأنْ تُحاكي أُناسه
لكِ في هذه الحياةِ نصيبٌ / اِغنميهِ انتهازةً وافتراسه
فالليالي بلهاءُ فيها لمن يُحسن / إبساسةً لها إسلاسه
مُخلَفاتٍ حلبتِها .. وأُناسٌ / حلَبوها درّارةً بسَّاسه
كلُّ هذا ولستُ أُنكرُ أنّي / من لذاذاتها اختلستُ اختلاسه
ألفُ إيحاشةٍ من الدَّهر قد / غطَّتْ عليها في ليلةٍ إيناسه
ليلةٌ تُغضبُ التقاليدَ في الناس / وتُرضي مشاعراً حسَّاسه
من ليالي الشبابِ بسَّامةٌ إنَّ / لياليَّ جُلّها عبَّاسه
ومعي صاحبٌ تفرَّستُ فيه / كلَّ خيرٍ فلمْ تخني الفَراسه
أريحيُّ ملء الطبيعةِ منه / عزَّةٌ وانتباهةٌ وسلاسه
خِدْنُ لَهوٍ ..إني أُحبّ من الشاعر / في هذه الحياةِ انغماسه
عرَّقتْ فيه طيّباتٌ ويأبى / المرءُ إلاَّ عروقَه الدسَّاسه
ولقد رُزْتُه على كلّ حالاتِ / الليالي فما ذممتُ مَساسه
كان مقهى " رشيد " موعدنا عصراً / وكنَّا من سابقٍ أحلاسه
مجلسٌ زانَهُ الشبابُ وأخلوا / " للزهاويِّ" صدرَه والرياسه
هو إنْ شئتَ مجمعٌ للدُّعاباتِ / وإن شتتَ معهدٌ للدراسه
ثمَّ كلن العِشاءُ فانصرف الشيخُ / كسيحاً موِّدعاً جُلاّسه
وافترقنا نُريد" مَهَرانَ" نبغي / وَرطة ًفي لذاذةٍ وارتكاسه
تارةً صاحبي يُصفِّقُ كأسي / وأنا تارةً أُصفِّق كاسه
وجديرٌ أنْ يُمتِعَ المرءُ بالخمرةِ / نفساً . وأنْ يُثقِّلَ راسه
قبلَ أن تَهجُمَ الليالي عليه / فتُعري من الصِّبا أفراسه
أتُراه على حياةٍ قديراً / بعدَ ما يُودِعونه أرماسه
فاحتسبنا كأساً وأُخرى فدبَّتْ / سَورةٌ لم تدعْ بنا إحساسه
وهَذينْا بما استكنَّت به النفسُ / وجاشتْ غريزةٌ خنَّاسه
لا " الحسينُ الخليعُ " يبلغُ شأوينا / ولا " مسلمٌ " ولا ذو " النُواسه"
قال لي صاحبي الظريفُ وفي الكفّ / ارتعاشٌ وفي اللسانِ انحباسه :
أين غادرتَ " عِمَّةً " واحتفاظاً / قلتُ : إني طرحتُها في الكُناسه
ثم عُجنا لمسرحٍ أسرجته / كلُّ رَودٍ وضَّاءةٍ كالماسه
حدَّدوةُ بكلّ فينانةٍ خضراءَ / بالزهرِ عطرتْ أنفاسه
ولقد زادتِ الوجوهَ به حُسناً / ولُطفاً للكهرباء انعكاسه
ثمَّ جَسُّوا أوتارَهم فأثرنَ / اللهوَ أيدٍ قديرةٌ جسَّاسه
وتنادَوا بالرقصِ فيه فأهوى / كلُّ لدنٍ للدنةٍ ميَّاسه
خُطةٌ للعواطف الهُوج فاقَتْ / خُطّةَ الحربَ جذوةً وحماسه
أُغرمَ الجمعُ واستجاب نفوساً / تتقاضاهُ حاجة مسَّاسة
ناقِلاً خطوَةُ على نغمةِ العودِ / وطوراً مرَّجفاً أعجاسه
وتلاقى الصدرانِ .. واصطكَّتِ / الأفخاذُ .. حتى لم تبقَ إلا لُماسه!!
حرَّكوا ساكناً فهبَّ رفيقي / لامساً باليدينِ منه لباسه!!
ثمَّ نادى مُعربداً لُيحيِّ / الله مغناكَ وليُدِمْ أعراسه
وخرَجْنا منه وقد نصلَ الليلُ / وهدَّتْ إغفاءَةٌ حُرّاسه
ما لبغدادَ بعدَ هاتيكمُ الضجَّةِ / تشكو أحياؤها إخراسه
واقتحمنا بيتاً تعوَّد أنْ نطرق / في الليلِ خُلسةً أحلاسه
وأخذنا بكفِّ كلِّ مَهاةٍ / رنَّقَتْ في الجفونِ منها نُعاسه
لم أُطِلْ سومَها وكنتُ متى يعجبني / الشئُ لا أُطيلُ مِكاسه!
قلتُ إذ عيَّرتنيَ الضعفَ لمَّا / خذلتني عنها يدٌ فرّاسه:
لستُ أعيا إنْ فاتني أخذيَ الشيء / بعنفٍ عن أخذهِ بالسياسه
ثمَّ كانتْ دعابةٌ فَمُجونٌ / فارتخاءٌ . فلذةٌ .! فانغماسه !!
وعلى اسمِ الشيطانِ دُستُ عَضوضاً / ناتئَ الجنبتَينِ حلوَ المداسه!
لبَداً .. تنهلُ اللُبانةُ منه ! / لا بحزْنٍ ضَرسٍ .. ولاذي دَهاسه!
وكأنّ العبيرَ في ضرَمِ اللذَّةِ / يُذكي بنفحةٍ أنفاسه..!
وكأنّ الثِقْل المرجّحَ بين الصدرِ / والصدرِ .. يستطيبُ مراسه
وكأنّ " البديعَ " في روعة الأسلوب ! / يُملي " طِباقه ! " و" جِناسه"
واستجدَّتْ من بعدِ تلك أمورٌ / كلّهنَّ ارتيابةٌ والتباسه
عرَّفتنا معنى السعادةِ لمّا / أنْ وضعنا حدّاً بها للتعاسه
بسَمَ الدهرُ وتجافى / بعدَها كاشِراً لنا أضراسه
صاحبي لا ترُعكَ خِسَّةُ دهر / " كم نفوسٍ حسَّاسه"
يا ليالي السفح من جنب الحِمى
يا ليالي السفح من جنب الحِمى / قابلي حَرَّ الجوى من نفسي
إن رعينا في هواكِ الذِّمما / فَلكَمْ عندكِ عهدٌ قد نُسي
يا أحبّاي وإن حال الودادْ / وذوى غصن الصِّبا وهو رطيبْ
فلكم ما بين أضلاعي فؤاد / حظُّه منكم عذابٌ ووجيب
فسقى دمعي لا صوبُ العهاد / زمناً مرَّ ولم يدرِ الرقيب
تُشهدُ الأرضُ بنا شُهب السما / فسوى الريبة لم نحترسِ
عَرِيت أشواقُنا لكنما / حاكتِ العفةُ أبهى ملبس
يا مراح العيش في " الحيرة " لا / زلتَ ضحَاكا من الغيث العميمْ
كنتَ فينا للتصابي مأهلا / حيثُ صح الجو واعتل النسيم
ان يكن روض شبابي أمحلا / فلقد يُقنعني منه الشميم
ليت ملاّكَ الهوى ما حرّما / ثمرَ اللَّهو على المغترسِ
ودرى أيَّ فؤاد إذ رمى / منه أضحى نُهزةَ المفترس
يا مواثيق عهود سلفتْ / ذكّري أحبابنا ما عاهدوا
وانشُديهم نفس حر تَلَفَت / في هواهمْ ضلّ عنها الناشد
عَرفوا كفّ النوى ما خلّفت / فيَّ لو بعض همومي كابدوا
لا ترى في الحب خَطبْاً مثلما / مُصْعَبٌ يُعطي قيادَ المسلسِ
شيمة منها أُعيذ الكَرما / يستوي المحسنُ فيكم والمسِي
لي فؤاد فيكُمُ إن سُعِّرا / بلظى الشوق يَقُلْ هل من مزيدْ
أفمِن أجل حديث مفترى / يؤخذُ المغدور بالحكمِ العنيد
أم كذا الأحباب كانوا أم ترى / ضاعت الأخلاقُ في العصر الجديد
كيفما شئتمْ فكونوا إنما / لكم انقادت ضعاف الأنفسِ
لم يَدَعْ منها الجفا إلا دَما / كبقايا غسقٍ في غلس
انا ما استبدلتُ عن كاس اللَّمى / بدلا يشهدُ لي مرشفُهُ
ذكِّروه العهد والسفح وما / ضمَّنا إن قال لا أعرفُه
فإذا رقَّ َفقولوا حرّما / ربُّك الظلم فلِمْ تُتْلِفُه
وإذا ما ازور قولوا أجرما / وهو من عَطْفك لما ييأس ِ
إنما الحب ضلال وعمى / فاهدِهِ نورَ الرضا يستأنس
مستهام بكُمُ إن عَنَّفا / عاذلٌ داجاه عن أشواقِهِ
قلت لا ترجع ْ لعهدٍ سلفا / " إن عمراً شبَّ عن أطواقه"
قال غالطت خبيرا عرفا / كل ما في القلب من إخفاقه
قلت يا قلبُ نقضت المبرما / أنا لولاك شديدُ الملمسِ
ظالم خاصمته فاختصما / آه لو أمهل دقُّ الجرس
ناشدتُ جندكَ جندَ الشعبِ والحرسا
ناشدتُ جندكَ جندَ الشعبِ والحرسا / أن لا تَعودَ فلسطينٌ كأندلُسا
ناشدْتُك الله أن تسقي الدماءُ غداً / غَرْساً لجَدِك في أرجائِها غُرسا
تلمسِ الجذفَ الزاكي تجدْ لَهثاً / من الشَّكاةِ وتسمعْ للصدى نَفَسا
ناشدْتُك اللهَ والظلماءُ مطبقةٌ / على فلسطينَ أن تُهدي لها قَبَسا
جهراً أقول ولوثُ الخُمارِ
جهراً أقول ولوثُ الخُمارِ / يدوي برأسي
إني وجدتُ نسيمَ / الحياةِ يملأُ كاسي
قل لِلْمِسِ الموفورة العرض التي
قل لِلْمِسِ الموفورة العرض التي / لبستْ لحكم الناس خيرَ لباسِ
لي قيلةٌ تلقى عليك بمسمعٍ / وبمحضرٍ من زمرةِ السواس
إن كانَ سَرَّكِ في العراق بأن تري / ناساً له مضروبةً بأناس
فلكِ التعزي عن سياستكِ التي / عادتْ عليكِ بصفقة الافلاس
خُطَط وقفتِ لها حياتَك أصبحت / شؤماً عليكِ وانت في الأرماس
إن تهزئي منهم فعذركِ واضح / فهم الذين سَقوْكِ أوبأَ كاس
وهم الذين أرَتْكُمُ وقفاتُهُمْ / لَطْمَ الخدودِ ونَتْفَ شَعْرِ الرأس
وهم الذين عِظامُهم وعظامُكمْ / معروضةٌ للناس في أكياس
لو كان فيهم للخيانةِ مطمعٌ / لعرفتِ كيف إقامةُ " القُدّاس"
لكنّهنّ شناشنٌ معروفةٌ / لكُمُ تليق بعرقِكِ الدساس
ملء العراق أماجدٌ لولاهمُ / هو مثلُ بنيان بغير أساس
قد أصبحوا ولهم عليه دخالة / يالَلظليمةِ من قضاء قاسي
للحشر بين حلوقِكم وضلوعِكم / من فضلِ ما صنعوا كحزِ مواسي
لا بأس أخداني فهذا كله / من أجل أنكُمُ شديدو الباس